الدكتور صباح بن عباس بن سالم بن عباس الخفاجي، شاعر وباحث ولغوي، ولد في بغداد، وهو خريج كلية الآداب جامعة بغداد، وحاصل على شهادة الماجستير من جامعة بغداد ـ كلية الآداب والدكتوراه من كلية الآداب جامعة القاهرة.
صباح عباس السالم الخفاجي (1361 ــ 1443 هـ / 1942 ــ 2021 م)
قال من قصيدة (قف بالطفوف) وتبلغ (77) بيتاً:
قِفْ بـ(الطفوفِ) وقبِّلْ تربَها الفغما فإنّه ضـــــــمَّ أزكى العالمينَ دما
دمُ الحسينِ سقى غرسَ الخلودِ حياً أكرمْ بخلدٍ مِن الغرسِ الزكيِّ نما
دمُ الحسينِ تعالــــــــــى اللهُ مبدعُه يــــستنهضُ الـحقَّ إمَّا ظالمٌ ظلما (1)
ومنها:
يا جيرةَ (الطفِّ) لا ذقتِ الهوانَ إذ الـ ـحــــسينُ فيكِ إمامٌ يحرسُ الأمما
تستنزلُ الغيثَ بـــــــــــــــاسمِ اللهِ قبَّتُه كي يحمدَ اللهَ حقَّ الحمدِ مَن نعِما
ويعتلي صهوةَ الأيامِ مصـــــــــــرعُه يــهدي الأنامَ ويمحو عنهمُ الظلما
الشاعر
الدكتور صباح بن عباس بن سالم بن عباس الخفاجي، شاعر وباحث ولغوي، ولد في بغداد وسكن الحلة، وهو خريج كلية الآداب جامعة بغداد 1969، وحاصل على شهادة الماجستير من جامعة بغداد ـ كلية الآداب 1974 والدكتوراه من كلية الآداب جامعة القاهرة 1978.
عمل في التدريس في الجامعات العراقية، واستقر في التدريس في جامعة بابل منذ تأسيسها عام (1993) حتى إحالته على التقاعد عام 2013، وأقام في الحلة.
ناقش وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.
له من المؤلفات: (عيسى بن عمر النحوي ــ نحوه من خلال قراءاته)، (الأبنية الصرفية في ديوان امرئ القيس)، (ما وهم فيه الجواليقي في كتاب المعرب)، (ديوان شعر) إضافة إلى العديد من البحوث والدراسات في اللغة والصرف والنقد اللغوي.
شعره
قال من قصيدته:
قِفْ بالطفوفِ وقبِّلْ تربَـــــــــــــها الفغما فإنّه ضمَّ أزكـــــــــــــى العالمينَ دما
دمُ الحسينِ سقى غـــــــــرسَ الخلودِ حياً أكرمْ بخــــــلدٍ مِن الغرسِ الزكيِّ نما
دمُ الـــــــــــــــــــحسينِ تعالى اللهُ مبدعُه يـــــــــــستنهضُ الحقَّ إمَّا ظالمٌ ظلما
ماذا أقولُ وقد نزَّ الفؤادُ دمـــــــــــــــــــاً والدمعُ مِن معصراتِ العينِ قد سَجما
فجيعةٌ أبكـــــــــــــــــــــــتْ الدنيا وآخرةً لكنها لم تبكِّ الطغمةَ الـــــــــــــــلؤما
الخيرُ والشرُّ قطباها وحومتــــــــــــــــها ديــــــــــنٌ ودنيا هما نهجانِ ما التأما
فمَنْ تمسَّكَ بالـــــــــــــــــــــدنيا فقد ندما ومَن تمسَّـــــــــــكَ بالأخرى فقد سلما
فعصبةٌ مِن رســــــــــــــــولِ اللهِ لحمتُها ومِن عليٍّ سداهــــــــــــا تُخجلُ القِمما
مِن ســـــــــــــدرةِ الخلدِ، تشنيها مرجمةً مِـــــــــن آلِ سفيانَ إن حقّقتَ نسلِ إما
قد أشربوا الملكَ لمْ يرجوا الــــــهدايةَ أو يُشايعوا المصطفى بل شايعوا الصنما
فحرَّفوا نهجَ طـــــــــــــــــــهَ في خلافتِهِ وصيَّروهـــــــــــــــا لإرثٍ بينهمْ قسما
ولّى مـــــــــــعاويةٌ ــ مِن سوءِ عاقبةٍ ــ يزيدَه العابثَ الـمستهــــــــــــــترَ النَّهما
نــــــــــــــــديمُه القردُ والشيطانُ زامرُه أمَّا الـــــــــــــــصلاةُ فقد ولّتْ ولا ندما
بغى يزيدٌ فخــــــــــــــــــــانَ الكلُّ ذمَّتَه إلّا الحسينُ فقد أعـــــــــــــيا الوفا ذِمما
طـــــــــــــــغى يزيدٌ فباتَ الكلُّ مُنهزِماً إلّا الحسينُ أبيُّ الضيمِ ما انــــــــــهزما
عتا يزيدٌ فعافَ الندبُ هــــــــــــــــــمَّتَه إلّا الـــــــــحسينُ حبا حتى الثرى هِمما
أرادَ إحياءَ ديــــــــــــــنِ اللهِ إذ عصفتْ بهِ المطامـــــــــــــــــعُ والأهواءُ فانثلما
ســـــــــــــما الحسينُ وأصحابٌ وعائلةٌ يقودُهمْ نحوَ عرشِ اللهِ وحــــــــــي سما
أمَّا الذينَ ابتغوا دنيا فــــــــــــــــقائدُهم إلى الـــــــــــــــمهالكِ والآثامِ فرط عمى
عصابةٌ تبتغي الدنيا وزيــــــــــــــــنتَها ونـــــــــــــخبةٌ تبتـغي الأخرى ببذلِ دِما
مِن أهلِ بيتٍ كـــــــــــتابُ اللهِ طهَّرهمْ همْ وحدةٌ تعــــــــــــــجزُ الشاني إذا قسما
حسينُ منّـــــــــي وإنّي مِن حسينِ ولنْ يباركُ اللهُ فـي مَن عــــــــــــــــــقَّه رحما
قــــــــــــــولُ الرسولِ تعالى اللهُ نزَّهه عن الــــــــــــهوى ما أتى زيفاً وما رجما
هذا الحسينُ ألا خــــــــــــابتْ مكائدُهمْ يبقى ويشكـــــــــو الزمانُ الشيبَ والهرما
هذا ابنُ بـــــــــــــنتِ رسـولِ اللهِ هذَّبَه محمدٌ وتناهى أصــــــــــــــــــــــــلُه كرما
في حجرِ فاطمةٍ أمــــــــــــنٌ ومُعتكفٌ وفـــــــــــــــــــــــي فؤادِ عليٍّ ما يبلُّ ظما
يسقيهِ أحــــــــــــــــمدُ علماً شهدُ ريِّقِهِ أعظمْ بجدٍّ ونعمَ الـــــــــــــــــــــوالدانِ هُما
سبطُ النبيِّ حبـــــــــــــاهُ اللهُ مِن صِغَرٍ علمَ الكـــــــــــــــــــــــــتابِ فيا للهِ ما علما
وأنـــــــــــــــــضرَ العلمِ إيمانٌ يُطهِّرُه وحـــــــــــــــــــيُ الإلهِ ويهدي شرعةً أمما
أرادهُ اللهُ أن يـــــــــــــــــحيي شريعتَه وأن يهدَّ بســـــــــــــــــــيفِ الحقِّ مَن ظلما
أجــــــــــــابَ دعوةَ باريهِ لنيلِ رضى ولمْ يُبالِ خيولاً تعلكُ اللجـــــــــــــــــــــــما
مِن أرضِ طيبةَ حـــــيثُ الطهرُ أكمله إلى الــــــــــــــــــعراقِ الذي ناداهُ مُهتضما
أقبِلْ علينا فداكَ الروحُ يا عـــــــــــلماً مِن جدِّهِ يستمدُّ الديـــــــــــــــــــــــنَ والقِيما
أجابَ دعوتَهمْ والــــــــــــــــحقُّ رائدُه لم يــــــــــــــــــبتغِ الملكَ أو يرجو به نعما
لـــــــــــــــــــــكنهم خذلوهُ حينَ فرَّقهمْ يزيدُ بالسيفِ والــــــــــــــــمالِ الذي حَرَما
يا مَن دعوتمْ حـــــــــسيناً ثمَّ لمْ تصلوا رحمَ الرسولِ ألا قُطِّعتمُ رحـــــــــــــــــــما
ابكوا لــــــــــــعلَّ الذي أودى بفطنتِكمْ يــــــــــــــــــــــــــغفو فيوقظ قـلباً نيِّراً فهِما
أغرى يـــــــــــــــزيدُ عبيدَ اللهِ موعدةً وما درى أنـــــــــــــــــــــها تسـتعقبُ الندما
فباعَ أخراهُ بالدنــــــــــــــــــــيا يزيِّنُها له يـــــــــــــــــــــــــزيدُ بملكِ الريِّ مُغتنما
فلمَّ عــــــــــــــصبةَ بغيٍ أسلمتْ يدَها إلى ابنِ سعدِ بنِ وقــــــــــــــــاصٍ فما غنما
حادتْ عن الحقِّ لا يرتابُ نـــــاظرُها في أنــــــــــــــــــــــها كفرتْ بدءاً ومُختتما
قد حاربوا اللهَ في شخصِ الحسينِ فما نالوا مُناهمْ ولكن أورثــــــــــــــــــــوا عدما
وما أعدُّوا له جـــــــــــــــــيشاً يكاثرُه حــــــــــــــــــــــــــــتى أعدَّ يداً فرَّاسةً وفما
وبصَّرَ القومَ بالعُقبى تســــــــــــوؤهمُ فلمْ يُبالوا كأن قـد أورثــــــــــــــــــوا صمما
فقدَّمَ الصحبَ والأبـــــــــــناءَ مُحتسِباً فلمْ يــــــــــــــــــهابوا جموعاً بل علوا همما
حتى الرضيعُ يُبكِّي الصخرَ مصرعُه ما ذنبُه مِن نميرِ الـــــــــــــــــــماءِ قد حُرما
بحَّ الرضيعُ ظما يفري له كــــــــــبداً وقـــــــــــــــــــــــــاتلوهُ عظيماً قبلَ ما فُطما
فجاءَ والدُه يبغـــــــــــــــــي له رشـفاً مِن قــــــــــلبِ أفعى يحاكي الجمرَ ما رحما
كانَ الـــــــــــــرواءُ له سهماً بمنحـرِهِ ففجَّرَ السهــــــــــــــــمُ في المذبوحِ نهرَ دِما
تـــــــــــــــلقَّفَ الوالدُ المفجوعُ فـائرَه بكفِّه حانياً مُستغفراً رئـــــــــــــــــــــــــــــما
ألقى به نحوَ وجهِ اللهِ فاتَّــــــــــــخذتْ منه الـــــــــــــــــــــملائكُ عطراً فائحاً فعما
وهبَّ أعمامُه الأحـــــــرارُ يعضـدهمْ عباسُ يستصغرُ الــــــــــــــــــجلّى إذا عزما
عباسُ يحـــــــمي حِماهـا وهوَ كافـلُها مُسلَّحاً برضى الــــــــــــــــــــــرحمنِ مُلتئما
فــــــــــــي فتيةٍ فخرتْ أمُّ البنيـنَ بهمْ ما خيَّبوا ظــــــــــــــــــــنَّها بلْ أعلنوا الشِّيَما
ساقي العطاشَ وما ذاقَ الفراتَ إذ الـ ـحسينُ ظامٍ فواساهُ بـــــــــــــــــــــــــحرِّ ظما
ما واجــــــــــهوهُ ولكنْ غدرةٌ ظفرتْ بــــــــــــــــــــــهامةٍ ورثت مِن حيدرَ الشَّمَمَا
رموا بـــــيمناهُ واليسرى فما وهنَ الـ ـعضــــــــــــــــــــدانِ بلْ بهما لـم يُفلتِ العلما
حتى تشرَّفــــــــــــــتِ الغبرا بطلعتِهِ وباهلتْ بالشهيدِ الحــــــــــــــــــــــــرِّ كلُّ سما
جاءَ الحسينُ يواسيهِ يُــــــــــــــودِّعُه ويــــــــــــــــــــــمسحُ الدمَ عن وجهٍ غدا قسما
يقولُ إهنأ أخــــــــــــــي فاللهُ يجمعُنا في جنةِ الخلدِ والـــــــــــــــــــسوأى لمَن ظَلَما
تقحَّمَ الهولَ لم يحفلْ بـــــــــــجمعِهمُ مِن بــــــــــــــــعدِ ركنِ أبي الفضلِ الذي هُدِما
يفري الصـــــــفوفَ وحبلُ اللهِ عدَّتُه ما هابَ دونَ صــــــــــــــــــلاحِ الدينِ مـُقتَحَما
لكنّما القدرُ المحـــــــــــــــتومُ ألحقه بــــــــــــــــــــــــباذلي النفسِ أفراداً غدوا أمـما
وبعدُ لاقى الحسينُ الحرُّ خــــــــالقَه وجدَّه وأباهُ قد وفــــــــــــــــــــــــــــــــــى لهما
فأعجبْ له خالداً يلوي الزمــــانَ إباً في المكــــــــــــــــرماتِ ذبيحاً يُرعـبُ الصنما
يا جيرةَ الطفِّ لا ذقتِ الهوانَ إذ الـ ـحسينُ فيكِ إمامٌ يـحــــــــــــــــــــــــرسُ الأمما
تستنزلُ الغيثَ بـــــــــــاسمِ اللهِ قبَّتُه كــــــــــــــــــــــي يحمدَ اللهَ حقَّ الحمدِ مَن نعِما
ويعتلي صهوةَ الأيامِ مــــــــصرعُه يهدي الأنامَ ويمحـــــــــــــــــــــــو عنهمُ الظلما
أبٌ لظمأى لذيذَ الماءِ قد حُـــــرِموا يــــــــــــــــــــــــــــسقي الذينَ أتوهُ سلسلاً شبِما
يا زائريهِ تعــــــــــــالوا نتلُ سيرتَه واسترخصوا النفــــــــــــــــــــسَ إمَّا ظالمٌ ظَلَما
يبقى الحسينُ منارَ الــــــحقِّ مُؤتلِقاً ويــــــــــــــــــــمحقُ الجبتَ والطاغوتَ بؤسَهما
يبقى الــــــــــحسينُ أناشيداً يُردِّدُها فمُ الدهورِ على أفــــــــــــــــــــــــــــــلاكِها نغما
قصائداً باتَ يـــــــرويها المحبُّ له مِن يـــــــــــــــــــومِ عاشورَ حتى الحشرِ مُختتما
..............................................
ترجمته وشعره في:
الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 72 ــ 76
كما ترجم له:
حميد المطبعي / موسوعة أعلام العراق ج 2 ص 115
الدكتور صباح نوري المرزوك / موسوعة أعلام الحلة ص 118
الدكتور سعد الحداد / تراجم شعراء بابل في نصف قرن ص 76
اترك تعليق