984 ــ شرف بن إسماعيل الجدحفصي (توفي قبل 1201 هـ / 1786 م)

قال الشيخ أغا بزرك الطهراني: (السيد شرف بن إسماعيل الجدحفصي، رأيت مراثيه للأئمة عليهم ‌السلام في مجموعة دوّنها الشيخ لطف الله بن علي بن لطف الله في سنة ١٢٠١ أقول وتوجد أيضاً في مجموعة حسينية لجامعها محمد شفيع سنة ١٢٤٢ :

شرف بن إسماعيل الجدحفصي (توفي قبل 1201 هـ / 1786 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (91) بيتاً:

قِفْ بـ(الطفوفِ) وجُدْ بالمدمعِ الجاري     ولا تـعرّجْ على أهلٍ ولا دارِ

وامـــــزجْ دمـوعَكَ جرياً بالدماءِ على     نجومِ سـعدٍ هوتْ فيها وأقمارِ

وشقَّ قــــــــلبَكَ قبلَ الجيبِ مِن جزعٍ     على مصارعِ ساداتٍ وأطهارِ (1)

ومنها:

واندبْ قتيلاً بأكنافِ (الطفوفِ) قضى     مِن بعِد قتلِ أحــــــــباءٍ وأنصارِ

لا خـــــــيرَ في دمعِ عينٍ لا يُراق له     ولا يــــــــــسيلُ عليهِ سيلُ أنهارِ

أيُجملُ الـصبرُ عن رزءٍ به استعرتْ     نارُ الأسى بين جنبي خيرِ مختارِ

وقال من أخرى:

قِفْ بـ(الطفوفِ) على الضريحِ مُسلِّما      واسكبْ بها جزعاً شآبيبَ الدما

الشاعر

قال الشيخ أغا بزرك الطهراني: (السيد شرف بن إسماعيل الجدحفصي، رأيت مراثيه للأئمة عليهم ‌السلام في مجموعة دوّنها الشيخ لطف الله بن علي بن لطف الله في سنة ١٢٠١ أقول وتوجد أيضاً في مجموعة حسينية لجامعها محمد شفيع سنة ١٢٤٢ :

وفي المجموعة الحسينية التي كتبها محمد شفيع سنة ١٢٤٢ قصيدة ثانية للسيد شرف ابن السيد اسماعيل، أولها :

قِفْ بالطفوفِ على الضريحِ مُسلّما      واسكبْ بها جزعاً شآبيبَ الدما) (2)

ويعقب السيد جواد شبر على قول الطهراني بالقول: (وفي مخطوطة الشيخ لطف الله المخطوطة سنة ١٢٠١ هـ جملة مراثي ضاق هذا الجزء عن ضمّها إليه، فإلى الجزء الآتي بعون الله). (3)

والشيخ لطف الله هو لطف الله بن علي بن لطف الله بن محمد بن عبد المهدي بن لطف الله بن علي الجد حفصي البحراني، أما مجموعته فهي مجموعة مراثي من نظم أربعة وعشرين شاعراً من القدماء والمتأخرين في رثاء الحسين عليه السلام، جمعها، وكتبها بخطه، فرغ منه (1201هـ).

شعره

قال من قصيدته:

قِفْ بالطفــوفِ وجُدْ بالمدمعِ الجـــــــاري     ولا تعرّجْ علـــــــــى أهلٍ ولا دارِ

وامزجْ دموعَكَ جرياً بالــــدمـــــــاءِ على     نجومِ ســــــــعدٍ هوتْ فيها وأقـمارِ

وشقَّ قلبَكَ قبلَ الجيـــــــــــــبِ مِن جزعٍ     عـــــــلى مصارعِ ساداتٍ وأطـهارِ

وازجرْ فؤادَكَ عـــــــــــــن تذكارِ كاظمةٍ     وعن زرودٍ وعن حزوى وذي قارِ

ولا تقلْ تلـــــــــــــــكَ أوطانٌ قضيتُ بها     معَ الشبابِ لُباناتي وأوطــــــــاري

واندبْ قتـيــــــلاً بأكنافِ الطفوفِ قضى     مِن بعِد قتلِ أحــــــــــــباءٍ وأنـصارِ

لا خــــــــــــيرَ في دمعِ عينٍ لا يُراق له     ولا يسيلُ عليهِ سيلُ أنــــــــــــــهارِ

أيُجملُ الـــــــصبرُ عن رزءٍ به استعرتْ     نارُ الأسى بين جنــــبي خيرِ مختارِ

أو يُدخرُ الدمعُ عمَّنْ قد بـــــــكتـــــه دماً     سبعُ الشدادِ وحوتٌ جـــــوفَ أبحارِ

باللهِ يا لائمي خـــــــــــــــفِّضْ عليكَ فقدْ     جَلَّ الـــمصابُ فجلّى وجهَ أعذاري

أيُقتلُ السبطُ ظـــــــمآناً بغــــــــــــــصَّتِه     تجاهَ بحـــــــــــــرٍ عميقِ القعرِ تيَّارِ

ويُستباحُ حـــــــــــــــــــــــماهُ بعدَ مقتلِهِ     ويُحــــرقُ الــرحـلُ والفسطاطُ بالنارِ

نارٌ غــــــدتْ بفؤادِ الـطهرِ فــــــــاطمةٍ     وبعلِــها وأبيـــــــــــــــها ذاتِ إسعارِ

ويُــــــرفعُ الـــرأُسُ مـنه في القناةِ على     رغــمِ الشريعـةِ محفــــــــــوفاً بأنوارِ

يــــا يومَ عاشــــــور كمْ مزَّقتَ مِن كبدٍ     وكـــــــــــــــمْ هتكتَ لأسرارٍ وأستارِ

فلعنـــــــــــــــــــــةُ اللهِ والأملاكِ قاطبةً     على المؤســــــسِ قدماً للقضا جاري

لولا الــــــسقيفةُ مــــا نالَ الوصيَّ أذىً     منهمْ ولا كُـسِـــــــرتْ أضـلاعُ عمارِ

بنــــــي أميةَ قد جِئـــــــــــــتمْ بمعضلةٍ     مُنيتمُ بـعدها بالخــــــــــــــزي والعارِ

جَزيتمُ الــــــمصطفى عن نــصحِه لكمُ     أضــــــــــــــعافَ ما نقلوهُ عن سِنمَّارِ

شــــــرَّدتمُ آلَه عــــــــــــن دارِ هجرتِهِ     فـصُرِّعوا بيـــــــــــــن أنجادٍ وأغوارِ

فــــــــــحسبـكمْ في غدٍ نارُ مُـــــؤجَّجةٌ     تــــــــــــــحنُّ شوقاً إليكمْ منذُ أعصارِ

ويــــا بني المصطفى هـــــاكمْ مُحبَّرةً     قـــــــــــد طرَّزتْ من معاليكم بأزهارِ

يا صـــــــفوةَ اللهِ ما لــــي غيرُ حـبِّكمُ     دينٌ أرجّيــــــــهِ في سرِّي وإجـهاري

أنا ابنكمْ ومــــــــــــــواليكمْ ومادحُـكمْ     وقنّكمْ فانقـذوني مـــــــــــن لظى النارِ

شُرِّفتُ حتى دعوني في الورى شرفاً     لقربِكمْ وعـلا شـــــــــــــاني ومقداري

لا تسلموني إذا ما جـــــــــــــئتكمْ بغدٍ     وكاهلي مُثـقلٌ مِن حـــــــملِ أوزاري

صلّى الإلهُ عليكمْ كلّما طلـــــــــــعتْ     شمسٌ وما ســجعتْ ورقٌ بـــــــأشجارِ

............................................

1 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 2 ص 125 ــ 133 عن موسوعة شعراء البحرين لمحمد عيسى آل مكباس ج 2 ص 148 / ذكر منها (12) بيتاً في أدب الطف ج 5 ص 365

2 ــ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 20 ص 104

3 ــ أدب الطف ج 5 ص 366

كاتب : محمد طاهر الصفار