983 ــ أحمد بن عبد الصمد الزنجي (توفي 1182 ــ 1768 م)

السيد أحمد بن عبد الصمد بن عبد القادر الموسوي البحراني الزنجي، عالم وشاعر ولد في البحرين من أسرة علمية عريقة، ولقب بالزنجي نسبة إلى أرض الزنج وهي قرية من قرى البحرين، وهو والد العالم الكبير الفقيه ناصر البحراني.

أحمد بن عبد الصمد الزنجي (توفي 1182 ــ 1768 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (47) بيتاً:

بنفسي كــــــــريماتِ الحسينِ نوادباً      يُسلّبُ مـــــــــنهنَّ المقانعُ والسترُ

إذا ذكرتْ قتـلى (الطفوفِ) تأجَّجتْ      بـــــأحشائها نارٌ يذوبُ لها الجمرُ

وإن نظـرتْ تلكَ الرؤوسَ تحدَّرتْ      مدامعُ يحكي سكبَها الغيثُ والبحرُ (1)

الشاعر

السيد أحمد بن عبد الصمد بن عبد القادر الموسوي البحراني الزنجي، عالم وشاعر، ولد في البحرين من أسرة علمية عريقة، ولقب بالزنجي نسبة إلى أرض الزنج وهي قرية من قرى البحرين، وهو والد العالم الكبير الفقيه ناصر البحراني. (2)

وقد ترجم الشيخ علي البلادي البحراني له ولوالده السيد عبد الصمد فقال: (السيد عبد الصمد الزنجي، العالم الأسعد السيد السند السيد عبد الصمد ابن السيد العلي السيد علي ابن السيد أحمد الزنجي البحراني (نسبة إلى أرض الزنج قرية من قرى البحرين) وهو جد السيد الفاضل العالم المعاصر سيدنا السيد ناصر ساكن البصرة أيده الله تعالى... وأن لقبهم آل أبي شبانة وأصله من قرية مني ثم سكنوا أرض الزنج ولهم فيها أملاك وبيوت،... وأهل هذا البيت معروفون بالعلم والتدقيق من قديم الزمان كما أخبرني به سبطه سيدنا السيد المعاصر الفاخر السيد ناصر وكما قدمناه من تراجمهم وأحوالهم كما لا يخفى...) (3)

وقال السيد محسن الأمين في ترجمة السيد ناصر: (وحكي عن المترجم أن كل آبائه إلى الإمام موسى بن جعفر عليه السلام علماء فضلاء أدباء) (4)

شعره

قال من قصيدته الحسينية:

بكتْ لهمُ عيني أسىً مثـــــــــلما بكتْ      قتيلَ بنــــي حـــــربٍ إذا أقبلَ العشرُ

حسيناً ربيعَ المجـــــــــــدبينَ ومَن بهِ      إذا عُــدَّ فخرٌ يفـــــخرُ المجدُ والفخرُ

فلمْ أنسَه في مــــوقفِ الروعِ خائضاً      بحارَ المنايا حـــــوله البيضُ والسمرُ

يجولُ بــــــــطرفٍ كالنسيمِ إذا جرى      وفي يدِهِ عـــــضبٌ تُراعُ له الـــــبترُ

إذا مــا سطا في الجحفلِ اللجبِ خلته      قطا واكراً قد حلَّ في وكـــــرِهِ صقرُ

يـــروعُ المواضي بالمواضي ويلتقي      سهامَ الأعادي فـــــــي النزالِ له كرُّ

فــــــما زالَ يُقري المشرفيَّ مُصمِّماً     ببأسٍ متى ما كـــرَّ ذابَ لــه الصخرُ

إلــى أن أذابَ الـــــــــطعنُ حبَّةَ قلبِهِ      فــــــــــخرَّ ومــــنه خالياً أدبرَ المهرُ

فــلمَّا رأته نسوةُ السبـــــــــــطِ مُقبلاً      خرجنَ بـــــوجدٍ فـي القلوبِ له سعرُ

بنفسي كريماً بعدَ قطعِ كريـــــــــمِه     يُرضَّضُ منه الظهرُ بالجردِ والصدرُ

بنفسي كــــــــريماتِ الحسينِ نوادباً     يُسلّبُ مـــــــــنهنَّ الــــــمقانعُ والسترُ

إذا ذكرتْ قتـلى (الطفوفِ) تأجَّجتْ     بـــــأحشائها نارٌ يذوبُ لــــــها الجمرُ

وإن نظـرتْ تلكَ الرؤوسَ تحدَّرتْ     مدامعُ يحكي ســــــكبَها الغيثُ والبحرُ

إذا ما تـــــبصَّرنَ الحسينَ وصحبَه      كــــــــــــــأنَّهمُ فوقَ الثرى أنجمٌ زهرُ

تسيلُ دماءً فــــي الصعيدِ نحورُهمْ      فتزهو علــــــــــى أجسادِها حللٌ حمرُ

ترامينَ مِن وجـــــــدٍ عليهِ ودمعُها      على الخدِّ جارٍ لا يُـــــجارى به القطرُ

فما وَجدتْ ورقاً علـــــى فقدِ إلفِها      تنوحُ عليهِ كلّما ضمَّهـــــــــــــــا الوكرُ

كما وَجدتْ تلكَ الفواطــمُ إذ حدتْ      حداةُ النوى زجراً وسارَ بها زجـــــــرُ

تُساقُ على متنِ المطيِّ حـــواسراً      على البُدنِ قد أودى بها الـشمسُ والحرُّ

يحثُّ بـــــــــها فوقَ المطيِّ هديةً      إلى كــــــــــــافرٍ لم تُرضِ أفعالُه الكفرُ

.......................................................................................

1 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 2 ص 39 ــ 43 عن المجموعة الخطية للسيد عدنان العوامي / موسوعة شعراء البحرين لمحمد عيسى آل مكباس ج 1 ص 153

2 ــ أنوار البدرين / صفحة ٢٣٢ رقم 106

3 ــ نفس المصدر والصفحة

4 ــ أعيان الشيعة ج ١٠ ص ٢٠١

كاتب : محمد طاهر الصفار