الشيخ محمد طاهر بن عبد الله بن راضي بن محمد بن محسن بن خضر بن يحيى المالكي الجناجي النجفي، عالم وأديب وشاعر، ولد في الكوفة من أسرة علمية عريقة، وكان والده فقيهاً كبيراً، وعالماً مجتهداً، فعني به ووجهه، ودرس عنده.
قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (30) بيتاً:
أســـــائلُ هذي (كربلا) وتلالُها فسلها إذا يهنيكَ منها سؤالُها
غداةَ كريماتِ الهدى في شعابِها وآلُ عـــــليٍّ حولهنَّ جبالُها
جبالٌ رسـوا من دونِها غيرَ أنّه مخارمُها صمُّ القنا ونصالُها
الشاعر
الشيخ محمد طاهر بن عبد الله بن راضي بن محمد بن محسن بن خضر بن يحيى المالكي الجناجي النجفي، عالم وأديب وشاعر، ولد في الكوفة من أسرة علمية عريقة، وكان والده فقيهاً كبيراً، وعالماً مجتهداً، فعني به ووجهه، ودرس عنده.
ولما توفي والده درس مقدمات العلوم والفقه والأصول والحكمة لدى كبار علماء النجف أمثال: الشيخ محمد طه الحويزي، والشيخ أبي الحسن المشكيني، والشيخ ميرزا فتاح التبريزي، والشيخ محمد حسين الأصفهاني، والشيخ محمد تقي الآملي، والسيد حسين البروجردي، والشيخ ملا صدرا، والميرزا علي الإيرواني، والسيد عبدالهادي الشيرازي، والشيخ محمد حسن المظفر، والشيخ محمد حسين النائيني، والسيد حسن الموسوي البجنوردي، والشيخ صدر الدين البادكوبي، والشيخ قاسم محي الدين، والشيخ عبد الرسول الجواهري، والشيخ محمد رضا آل ياسين.
وقد أجازه بالإجتهاد كبار العلماء أمثال: الشيخ محمد رضا آل ياسين، والشيخ ضياء الدين العراقي المعروف بـ(المحقق العراقي)، والشيخ محمد حسين الأصفهاني، والسيد أبو الحسن الأصفهاني.
ثم تصدى للتدريس فتخرج على يديه العديد من الأعلام منهم: الشيخ محمد حسن آل ياسين، والشيخ باقر شريف القرشي، والشيخ محمد كاظم الطريحي، والسيد حسين بحر العلوم، والشيخ عبد الحسين المظفر، والشيخ مهدي السماوي، والشيخ هادي آل راضي وغيرهم.
قال عنه الأستاذ علي الخاقاني: (من أعلام أسرته اليوم وأحد الأفذاذ الذين يفخر بهم الجيل فهو إلى ىجانب فقاهته رقيق الروح، وإلى جانب تقواه مرن السيرة، عرفته معرفة صحيحة ووقفت على دقائق في نفسه، واستمعت إلى حديثه غير مرة، فكان من ألطف وأبلغ من رأيت من أخدانه الذين برزوا ونبهوا، وكنت كثيرا ما أشاهد عنده الذكاء المتجدد، والروح الذكي الزكي، كمنت فيه نفوس كبيرة، وتلفع بشخصية عميقة، وانتبه إلى واجب الحياة انتباهة الطامح الزاهد، درس نفسية مجتمعه، ووقف على مميزات أبناء حضيرته، وراح يمشي على خطة متقنة، تطلع إلى الفقه فناله وشاء قبله أن يكون شاعرا فبرز، وفي شخصيته قابليات كبيرة نمت وصقلت باحتكاكه مع أفذاذ وأعلام خبروا الحياة فاختبر منهم، ونال مكانة مرموقة في نفوسهم) (1)
وقال الشيخ جعفر آل محبوبة: (وهو النابه اليوم من هذه الأسرة في العلم، والمتقدم في الفضل، وهو من المشتغلين المجدين في تحصيل العلوم الروحية، والسابقين في حيازة الكمالات النفسية، يُشار إليه بالبنان، وأول من يعد عند تعداد أهل الفضل والنبوغ…) (2)
وقال عنه السيد محمد عبد الحكيم الموسوي البكاء: (وله في دراسة الفلسفة وقراءة مصادرها والتوغل في فهم أسرارها... عمل في بعض الأنشطة الدينية والاجتماعية وآزر الكثير من دعاة الإصلاح وكان عضوا عاملا في جمعية علماء النجف التي تشكلت بعد ثورة 14 تموز 1958 لنشر المفاهيم الدينية والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة) (3)
له من المؤلفات: (بداية الوصول في شرح كفاية الأصول ــ 9 مجلدات)، (شرح المختصر النافع)، (تقريرات درس الشيخ الغروي الإصفهاني)، (تقريرات درس الشيخ محمّد رضا آل ياسين)، (تعليقة على المكاسب)، (ديوان شعر)
توفي الشيخ راضي في النجف ودفن بها
شعره
قال عبد العزيز البابطين في معجمه: (اتسم شعره بعمق الأفكار ودقة المعاني ولا سيما في مقطعاته التي تنزع إلى التأمل والتحليل، كقصيدته النفس وحالاتها، وله غير ذلك نظم في الرثاء، منه رثاء باقر القاموس والإمام محمد الجواد، والإمام الحسين رضي الله عنه، وهو يراعي تقاليد الرثاء فيقدم له بالغزل، كما نظم الموشحات وفيها تظهر نزعته الوطنية، لغته قوية وتراكيبه متينة، وخياله يتنوع بين التقليد والتجديد)
قال من قصيدته الحسينية:
أســـــــــــــــائلُ هذي (كربلا) وتلالُها فسلها إذا يهنيكَ منها ســـــــــؤالُها
غداةَ كريماتِ الهدى فــــــــــي شعابِها وآلُ عـــــليٍّ حولـــــــــهنَّ جـبالُها
جبالٌ رسـوا مـــــــــــن دونِها غيرَ أنّه مخارمُها صــــــــمُّ القنا ونـصالُها
حصوناً لها شـــادوا من السمرِ والظبا وعزمــــــــــــهمُ مِن فوقهنَّ قلالها
عـــــــــــــــلى سُبَّحٍ تختالُ حتى كأنّها مِــــــــن العزّ تيجانُ الملوكِ نعالُها
مساعيرُ حربٍ في ســــــــــناها تفيأوا كــــــــــــأنَّ سناها بردُها وظلالُها
ولما احتذت مِن جـــمرةِ الحربِ أنعلاً فشدّوا ولكن مِن لهيبٍ قـــــــــبالُها
أثارتْ سعـــــــــــيراً بيدَ أنَّ دمَ العدى لدى النارِ زيتٌ والـــرؤوسُ ذبالُها
وقــــــــــــالتْ خذيهمْ إنهمْ حصبٌ لها كما هيَ في الأخرى وهـذي مثالها
قد استأصلتهمْ لو أرادتْ جــــــــميعَهم ولكنـــــــــــــــــها للهِ حانَ وصالُها
لقته وخيرُ الـــــــــــزادِ قد كان زادَها مـــــــصرَّعةً ظمأى ونهبٌ رحالُها
لـــــــــــــــقد ظفروا والقومُ ألأمُ ظافرٍ وقد نالها ما لا تـظنُّ ينــــــــــــالها
أمخمدَ ضوءِ البيتِ عن شخصِ زينبٍ لكيلا يرى في اللـيــــلِ حتى خيالُها
تــــــــمنَّيتُ يومَ الطفِّ عينُكَ أبصرتْ بناتُكَ حينَ ابتُزَّ عنها حـــــــــجالُها
قرومـــــــــــــــاً تراها جُزَّراً وأراملاً تحنُّ كنيبٍ فارقـــــــــــــتها فصالُها
له الله مِن ثكلٍ وقـــــــــــــد ماتَ بغتةً لدى بعضِ يـــومٍ فيه عـزُّوا رجالُها
وما هانَ ثكلٌ عندها غـــــــــــــيرَ أنّه أمــــــــــضُّ مصاباً هتكها وابتذالُها
فلا مثلَ عزٍّ كانَ في الـــــصبحِ عزُّها ولا مثلَ حالٍ كان في العصرِ حالها
وأمـــــــــــــــــسينَ في أمرٍ يُهدِّدُ غبَّه تـــــــــــقفُّ إهـاباً حين تطريهِ بالُها
إلى أينَ مسراهــــــا؟ وأينَ مصيرُها؟ ومَن هــــــــوَ مأواها ومَن ذا مآلها
ومَن ذا ثمالُ الظــــعنِ إن هيَ سُيِّرتْ يضيقُ فمي إنَّ ابـــــــنَ سعدٍ ثمالُها
على أيِّ كتفٍ تتكــــــــي حينَ رُكِّبتْ وجمَّالُها زجرٌ وشمسٌ جـــــــــمالُها
خذي يا عراصَ الـطفِّ طولاً ورفعةً يعزّ علاً حـــــــــتى الضراحَ منالُها
كأنَّ قبوراً منكِ ضـــــــمَّتْ جسومَهمْ قناديلُ نورِ اللهِ جــــــــــــــلَّ جلالُها
مصابيحُ قد أمستْ زجـــــاجتُها الدما ومشكاتُها بوغــــــــــــاؤها ورمالُها
تـــــــــطولُ السما فيهمْ جمالاً وزينةً وأجـــــــــملُ مما في السماءِ جمالُها
حسينٌ بـــــــــــــها شمسٌ وكلُّ قبيلةٍ بدورٌ ســــــــوى أنَّ الرضيعَ هلالُها
سقتهُ دماءً لا سقـــــــــــى اللهُ دارَها فهذي بنو حـــــــــربٍ وهذي فعالُها
قرابينَ دينِ اللهِ في الــــــطفِّ عقلتْ وحلَّ ولكنْ في الجــــــــــنانِ عقالُها
فما نقضتْ عقداً فكهلٌ ويــــــــــافعٌ وشيخٌ وطـــــــــــــــفلٌ تمَّ فيهِ كمالُها
وقال من قصيدة في الإمام محمد الجواد (عليه السلام) تبلغ (33) بيتاً:
وفي مدحِ الـــــــجوادِ أبي عليٍّ شــــغلتُ عن اقترابِكِ أو نواكِ
فيــــــــــــــــا بغدادَ نورُ اللهِ هذا فأرضُكِ فيهِ أشرفُ من سماكِ
فــقُلْ لابنِ الرشيدِ عــــداكَ رشدٌ رميتَ فردَّ سهمَكَ درعُ شاكي
أتسألُ عنه عن ســــمكٍ وهذا ال ـخبيرُ فـــسله عن خلقِ السماكِ
وشقشقةُ ابنِ أكــثمَ لا تهيــــجي وردّي القـــــــهقراءَ إلى وراكِ
فهذا لا يُلاكُ لديــــــــــــــهِ فألٌ ولو أنَّ القضاءَ يــــــــكونُ فاكِ
ولا عجبٌ هوَ اللهُ اصـــــــطفاهُ وأنتِ الشركُ خاركِ واصطفاكِ
أأمُّ الفضلِ ويكِ بــــأيِّ عـــــذرٍ ستعتذرينَ في يومِ التــــــشاكي
تركتِ الدارَ مُــــــــوصدةً عليهِ وما في الدارِ مِن أحدٍ سِــــواكِ
فعلتِ وما رحمـــتِ له شــــباباً فهلّا قد رحــــــمتِ أنينَ شاكي
وكمْ قطعوا له رحماً وقــــربى وهذا القطعُ عــــن قطعِ الأراكِ
وقتلكِ عن سقيفتــــــــهمْ تمشّى وقبلكِ قتلُ آباكِ الــــــــــزواكي
وهبْ سمَّتكَ أمُّ الفـــــضلِ لكنْ تـــــــسبَّبَ كلُّ ذلكَ عن صهاكِ
فأيّ مصابِكمْ نبــــكــــــي عليه لسمٍّ أو لـــــــــــــــــقتلٍ وانتهاكِ
يزيدُ عــلى مـــصائبِكمْ حسينٌ فقد رضَّته في الــــطفِّ المذاكي
عليهِ قـضــــتْ أميَّةُ وهوَ ظامٍ فلا روَّى الإلهُ غداً ظـــــــــماكِ
جــــنيـــــتِ عليهِ تمثيلاً وقتلاً وليتَ بـــــــــــــأنَّ ذلكَ قد كفاكِ
فسقتِ إلى دمشقَ نساهُ أسرى وتــــــــــــــلطمُ كلُّ باكيةٍ وباكي
وأنشأ بيتين وأمر بكتابتهما على كفنه بعد وفاته وهما:
ولستُ بـــمبدٍ للجليلِ إجابةً إذا قيــــــــلَ لي دينٌ عليكَ فأدِّهِ
سوى أنني رقٌّ لآلِ محمدٍ وقد يضمنُ المولى جريرةَ عبدِهِ
.............................................................
1 ــ شعراء الغري ج 9 ص 437 ــ 438
2 ــ ماضي النجف وحاضرها ج 2 ص 303
3 ــ مقدمة كتاب بداية الوصول في شرح كفاية الأصول ص 6
كما ترجم له:
الشيخ جعفر سبحاني / موسوعة طبقات الفقهاء ج 14 ص 739 رقم 4868
حميد المطبعي / موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين ج 2 ص 209
إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 3 ص 1059
اترك تعليق