إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)
أتى من سؤالٍ ما أشــــــــــــــدَّ ضبابَهُ لأنّ مــــــــن البيتِ العتيقِ جوابَهُ
لأنّ الّذي أعـــــــــــــطاهُ ما لم نُحِطْ بهِ جواباً يقولُ: الشّمسُ تشكو غيابَهُ
فيجعلُهُ لا رأيَ فــــــــــــــــــــــيهِ لأنَّهُ أتى حــامِلاً بينَ الضّلوعِ صوابَهُ
أتى باخضـــــــرارٍ لم ترَ الأرضُ كُفأهُ ولم نكُ إلّا فـــــــــــــــقرَهُ ويبابَهُ
وأحلامُهُ آلامُهُ غـــــــــــــــــــــــيرَ أنَّهُ مضى راسماً بالأنبيــــــاءِ شبابَهُ
يجيشُ بهِ الــــــــــــمعنى فيُغلِقُ صدرَهُ ويختارُ أفواهاً تُذيعُ عِتـــــــــــابَهُ
مشى حافياً فوقَ الزّعامـــــــــاتِ مالئاً جيوبَ الكراسي صبرَهُ واحتسابَهُ
فهلْ ربوةٌ تعلو لنـــــــــــــحكي بشأنِها فتلقى على خـــــدِّ السّماءِ هِضابَهُ
على لغتي ما مرَّ إلّا وتـــــــــــــمتمَتْ فذا أبجديُّ القومِ يُــــبدي انسحابَهُ
بلا شَفَةٌ كانَ ابتسامَةَ عـــــــــــــــارِفٍ لأنَّ من العرشِ القــــــديمِ حجابَهُ
يَدُلُّكَ أقطارَ الــــــــــــــــــسّماءِ رقودُهُ فهل من حضورٍ منه يلوي ترابَهُ
أحبُّ انزياحي فيهِ لفظاً ومنــــــــــطقاً فإنْ كانَ ذنباً لا أطيقُ اجــــــتنابَهُ
بعيدًا عنِ الهيجاءِ كــــــــــــــنتُ أحبُّهُ فما خلّدتْ يُمناهُ إلّا كتــــــــــــابَهُ
بعيدًا عن التّـــــــــــــاريخِ كـنتُ أحبُّهُ فقد أرّختْ كلُّ التَّجــــــــاعيدِ بابَهُ
بما نالَ آباءٌ بسيطـــــــــــــونَ سُؤلَهمْ فكلُّ الذي يهواهُ ينفي ارتــــــــيابَهُ
ترى الموتَ يحيا فيهِ أنَّ انـــــــتعاشةً تفسّرُ أنَّ الموتَ طَلٌّ أصـــــــــابَهُ
فهل حاجةٌ أن يُشـــــبِهَ اللّيثَ ؟ طالما نــــرى اللّيثَ يهوي حينَ نثلِمُ نابَهُ
وهل ذلكَ السيفُ الـــضروريُّ عندنا يلازِمُـــــــــــــــهُ ظنًّا بأن لا نهابَهُ
ذئابُهُمُ جــــــــــــفَّتْ من الموتِ دونَهُ فما كانَ إلّا الكــــــــــــبرياءُ ذئابَهُ
فكرَّ وفرّوا والميادينُ لــــــــــــــوحةٌ تضجّ بطفلٍ عشقُهُ قد أذابَــــــــــــهُ
لهم نحلةُ الدّنيا وأزهـــــــارُ جَـورِهِم لهُ مُرُّها حــــــــــــتى ينالَ رُضابَهُ
عجِبْتُ من الألـــــــــوان كيفَ تقولُهُ هو الماءُ يأبى لو رأى الــماءَ شابَهُ
تغذّي مسافاتُ الهــــدى شيبَ روحِهِ ليُنبئ كلَّ المؤمنين خِضـــــــــــابَهُ
ليترك فـــــــــــــــــينا كربلاءَ وسيلة لكلِّ صراعٍ نــــــــــــــــستلذُّ عقابَهُ
وتخجلُ هذي الرّيحُ من حِملِ عطرِهِ فترجو ذِهاباً ثمَّ ترجو إيـــــــــــابَهُ
به زرَعَ الأيـــــــــــتامُ بذرةَ عوزِهم فما حصدوا في العيش إلا ثـــــوابَهُ
ويحبو إليه الفجرُ يــــــــــأكلُ رزقَهُ فيرحلُ مسرورًا يُـــــــــسلّي غُرابَهُ
بعثنا إليه الأمّهــــــــــــــــاتِ تجارةً معَ اللهِ نخشى أن نذوقَ عــــــــذابَهُ
لهُ من صفاتِ الشمعِ لكـــن قريحتي تُحـــــــــــــــمِّلُني تقديرَهُ أو حسابَهُ
فأوصدتُ بابَ الشّعرِ ثمَّ حـــــرستُهُ فإنَّ له بحراً أطِـــــــــــــيلُ انسكابَهُ
اترك تعليق