952 ــ عبد الكريم شمس الدين (ولد 1354 هـ / 1935 م)

عبد الكريم شمس الدين (1354 ــ 1436 هـ / 1935 ــ 2015 م)

قال من قصيدة (كربلاء) وتبلغ (31) بيتاً:

(كربــــــلاءٌ) أيامُنا (كربلاءُ)     غـــــيرَ أنَّا نحيا ولا شهداءُ

أنـــــتِ في البذلِ قمَّةٌ وعطاءُ     نحنُ جدبٌ فليسَ فينا عطاءُ

نسألُ الغيرَ نصرَنا يـا عظيماً     كـانَ بالموتِ نصرُه والبقاءُ (1)

ومنها

(كربلاءٌ) يمضي الزمانُ ويبقى     منــــــــــكِ دفقٌ مُجدَّدٌ وضَّاءُ

لو حملنــــاكِ فـــي القلوبِ يقيناً     لغدا كلَّ عــــــــــــمرِنا إعلاءُ

لو وهبنا كمـــــثــــلِ يومِكِ طيباً     لمْ تحطِّمْ قلوبَنا الأنـــــــــــواءُ

الشاعر

عبد الكريم شمس الدين، ولد في قرية مجدل سلم قضاء مرجعيون في لبنان، ثم انتقل إلى منطقة النبطية لإكمال دراسته، وعمل موظفا في مصلحة الشؤون العقارية، ثم مهندس مساحة، نشر قصائده في الصحف والمجلات، وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية في لبنان وسوريا والعراق وتونس وليبيا والأردن والكويت وغيرها.

وهو عضو اتحاد الكتّاب العرب، عضو اتحاد الكتّاب اللبنانيين، عضو جمعية المؤلفين في باريس، انتسب إلى المجلس الثقافي للبنان ونادي الشقيف في النبطية والنجدة الشعبية اللبنانية.

له من الدواوين:

ظلال ــ سنة 1963

مواسم ــ 1965

الحب أحلى ــ 1967 

الفجر المدمى ــ 1969

قصائدي لكم ــ 1972

بين حد الحرب والحب ــ 1981

أغنيات عشق جنونية ــ 1982

وظل وجهك ــ 1993

الأعمال الشعرية ــ 1997

جسد حاصره الحب ــ 2000

في انكسارك جرحي في انتصارك فرحي ــ 2001

أشواق مسافرة  ــ 2003

آخر الكلمات 2003 (نشر بخط يد الشاعر)

لصيق بك القلب ــ 2007

أدرك وجهك خلف الحصار ــ 2008

وتبقى القصيدة شاهدة ــ 2011

الثواني مهيأة للوصول ــ 2015

أعترف بأني ــ 2016 (2)

قال عنه الدكتور حسن جعفر نورالدين: (كان عبد الكريم شمس الدين من أوائل القناديل الشعرية العالية التي أضاءت سماء لبنان، ومن المؤسسين لحركة الشعر التي اشتعلت في العالم العربي بدايات النصف الثاني من القرن العشرين.... هذا هو عبد الكريم شمس الدين، الشاعر الكبير، شيخ شعراء الجنوب، امتدّ شعرياً على مساحة الوطن والعالم العربي، وجسدياً من مجدل سلم إلى النبطية، حافراً نهر شعر لن ينضب معينه، ماؤه عذب زلال وغيمه سلاف طيب وجمال، وأفياؤه ظلال) (3)

وقال عنه الدكتور عباس وهبي: (أمير الشعر الذي امتطى صهوته مترنماً بأوزان الفراهيدي) (4)

وقال عنه آيات قبيسي: (مدرسة شعرية هو, ولد في جنوب لبنان ، عايش آلام الإحتلال الإسرائيلي، صمد في أرضه و قاوم بشعره نزف الشعر مدة خمسة وخمسين عاما ولا يزال نسج شعره من خيوط الحياة، غنى الإنسان و الوطن والحرب والهوى شعره ينشد الحرية يكسر القيود ويعكس روح الشباب فيه إنه الشاعر عبد الكريم شمس الدين) (5).

شعره

قال من قصيدته (كربلاء) والتي قدمناها:

(كربــــــلاءٌ) أيــامُنا (كربلاءُ)     غـــــيرَ أنَّا نحيا ولا شهداءُ

أنـــــتِ في البــذلِ قمَّةٌ وعطاءُ     نحنُ جدبٌ فليسَ فينا عطاءُ

نسألُ الغيرَ نصــرَنا يـا عظيماً     كـانَ بالموتِ نصرُه والبقاءُ

جـــــرحتنا الأيــامُ أبكتْ هوانا     ورمـــانـا عن دارِنا الغرباءُ

عمرُنــــــا غربـةٌ وكلٌّ غريبٌ     باتَ فـــــي أرضِنا له أعداءُ

كبرتْ قلَّةٌ عــــــــــلينا وتاهتْ     خُيَلاءً مـــــــــــا بعده خُيَلاءُ

يا إمامَ الـمستشهديـــــــنَ لحقٍّ     بـكَ يحيا حـقٌّ ويُــغنى رجاءُ

ما رضـيتَ الحياةَ بيـــــعةَ ذلٍّ     إنّما الحقُّ يـشتريــــــهِ الفداءُ

في سبيلِ الإنسانِ أعطيتَ قلباً     كــــــــانَ يُغني بـحبِّهِ الفقراءُ

في ســـبيلِ الإنسانِ مُتَّ ليحيا     أبداً لا يــــــــــــــذلّه الأقوياءُ

أنتَ أعـــــــطيتَ بالفناءِ حياةً     وحياةٌ لنا اعتراها الــــــــفناءُ

كربلاءٌ يمضي الزمانُ ويبقى     منــــــــــكِ دفقٌ مُجدَّدٌ وضَّاءُ

لو حملناكِ فـــي القلوبِ يقيناً     لغدا كلَّ عــــــــــــمرِنا إعلاءُ

لو وهبنا كمثــــلِ يومِكِ طيباً     لمْ تحطِّمْ قلوبَنا الأنـــــــــــواءُ

لو بذلنا الحيـــــــاةَ بذلَ كريمٍ     لمْ يُدنِّسْ أقداسَنا الأشقـــــــياءُ

حبَّةُ الرملِ منكِ تــــحيا بكبرٍ     وذُرانـــــــا من كبرِها جرداءُ

وقال من قصيدة (في ذكرى عاشوراء):

يا آلَ بيتِ محـــــــــــمدٍ أنا عبدكمْ     قرَّتْ بذلكَ إن قُــــــــــبِلتُ عيوني

بلْ عبـــــــــــدُ عبدِكمُ وكلُّ مُشايعٍ     لــــــــــــــــــكمُ تولّاكمْ ولاءَ يقينِ

إنّــــــــي فُطرتُ على محبَّتِكمْ وقد     شابتْ بحمدِ اللهِ فيــــــــــهِ قروني

ما إن ذكرتُ مصابَكمْ وذكرتُ تنـ     ـعابَ الغرابِ على رُبى جـيروني

وترنُّمَ الطاغي يزيدَ وقـــــــــــوله     فـــــــلقدْ قضيتُ مِـن النبيِّ ديوني

إلّا تخبَّطني الأســـــــــى وتقرَّحتْ     مِني الــــــعيونُ وجُنَّ فيهِ جُنوني

أتَـــــــــــــعاقبُ الأيامِ تنسيني وقو     فَ عقائلٍ لــــــــــلوحي بينَ لعينِ (6)

....................................

1 ــ عاشوراء في الأدب العاملي المعاصر ــ السيد حسن نور الدين ــ الدار الإسلامية ــ لبنان 1408 هـ / 1988 م ص 178 ــ 179

2 ــ كامل جابر ــ غياب الشاعر عبد الكريم شمس الدين / موقع النبطية بتاريخ 20 / 2 / 2015

3 ــ عبد الكريم شمس الدين.. الشاعرية الذهبية العاشقة مجلة العربي العدد 64

4 ــ ذكرى رحيل الشاعر عبد الكريم شمس الدين / مجلة كواليس بتاريخ 24 / 2 / 2021

5 ــ عبد الكريم شمس الدين.. مدرسة شعرية في جنوب لبنان / موقع بين السطور بتاريخ 12 / 3 / 2014

6 ــ كربلاء في الشعر اللبناني ص 210

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار