950 ــ عبد الحسين بن أحمد آل رقية البلادي (كان حياً سنة 1195 هـ / 1780 م)

الشيخ عبد الحسين بن أحمد آل رقية البلادي، عالم وأديب وشاعر، ولد في البحرين من أسرة علمية عريقة عُرفت بـ(آل رقية) أصلها من قرية البلاد، ولها امتداد في القطيف، وقد برز منها العديد من العلماء والأدباء الأعلام.

عبد الحسين بن أحمد آل رقية البلادي (كان حياً سنة 1195 هـ / 1780 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (90) بيتاً:

حَنِيْنِي إلَى ذَاْكَ الـــشَّهِيْدِ بِـ(كَرْبَلا)     وَقَلَّ لَــــــهُ نَوْحِي وَفَرْطَ تَفَجُّعِي

أُصِـــــــــيْبَ وَلَمَّاْ أنْ يفَاْدَى بِأنْفُسٍ     بِـــعِظْمِ مُصَاْبٍ فِي البَرِيَّةِ مُفْظِعِ

وَخَطْبٌ بَكَتْ مِنْهُ السَّمَاْءُ وَصُدَّعَتْ     لَهُ الأرْضُ وَالأطْوَاْدُ أيَّ تَصَدُّعِ (1)

ومنها:

فَلَهْفِي عَلَيْهِ وَهْوَ فِي طَفِّ (كَرْبَلا)     يُنَاْدِي بِصَـوْتٍ فِي البَرِيَّةِ مُسْمَعِ

يَقُوْلُ ألا هَــــــلْ مِنْ مُعِيْنٍ وَنَاْصِرٍ     لِذُرِّيَةِ الـــــــهَاْدِي النَّبِيِّ المُشَفَّعِ

فَلَمْ يَرَ غَيْرَ النَّبْــــــــلِ رَشْقَاً يُجِيْبُهُ     وَسُمْرٍ بِأيْدِي القَوْمِ كَالشُّهْبِ لُمَّعِ

الشاعر

الشيخ عبد الحسين بن أحمد آل رُقْيَة البلادي، عالم وأديب وشاعر، ولد في البحرين من أسرة علمية عريقة عُرفت بـ(آل رقية) أصلها من قرية البلاد، ولها امتداد في القطيف، وقد برز منها العديد من العلماء والأدباء الأعلام. والشيخ أحمد بن رقية البلادي والد الشاعر هو ابن خالة العالم لكبير السيد ماجد الجد حفصي (2)

لم نعثر على ترجمة وافية للشاعر البلادي سوى ما قال عنه السيد حسن الأمين: (هو من بقية أهل الكمال، جمع مع الشعر علم الرجال، له كتاب في علم الدراية، وكتاب في علم الرجال مبسوط، وله ديوان معروف...) (3)

قال من قصيدته الحسينية:

نَــــــعَمْ هَذِهِ أطْلالُ سُــــــــــــعْدَى فَقِفْ مَعِيْ      أُرَوِّي ثَرَاْهَاْ مِــــنْ سَوَاْكِـــــــبِ أدْمُعِي

عَسَـى بِالبُكَاْ يُشْفَى فُؤاْدِي مِنَ الــــــــــــجَوَى      ذَكَتْ بِالأسَــــى نِيْرَاْنُهُ بَــــــيْنَ أضْلُعِي

فَسَـــــــاْقَتْ لِعَيْنَي مِنْ مَــــــــــرَاْسِيْـلِ عَبْـرَةً      وَهَاْجَـــــتْ بِقَلْبِي لَـــــــــــوْعَةُ المُتَوَجِّعِ

وَقَفْـتُ وَلِـــــــــــــــــــــــيْ فِيْهَاْ تَـرَدَّدَ زَفْـرَةٌ      أُسَاْئِلُـــــهَاْ عَنْ أهْـــــــــلِهَاْ وَهِي لا تَعِي

فَللهِ مِـنْ يَـــــــــــوْمٍ بِهِ الـــــــــــــبَيْنُ وَاْشِـكٌ      وُقُــــوْعَ الــــتَّنَاْئِـي مِنْ خَلِيْـطٍ مُـــــوَدَّعِ

فَيَــــــــــــاْ صَـاْحِبِي بِالجَّزْعِ قد حَاْنَ حِــيْلُهُمْ      فَـــإنْ كُنْتَ لَمْ تَجْـزَعْ وَحَقِّكَ فَــــــاجْزَعِ

كَأنَّ فُـؤاْدِي يَوْمَ بَاْنُوا وَشِــــــــــــــــــــــــيْعَةٌ      مَـــــــــــــــحَتْهَاْ يَـدُ الأيَّاْمِ بَــــعْدَ تَوَشُّعِ

وَلِيْ كَبَدٌ بِـالأبْلَقِ الفَـــــــــــــــــــــرْدِ وَزَّعَتْ      لِمَوْقِفِ يَــــــــــــوْمِ السَّفْـــــحِ أيَّ تَوَزُّعِ

ألا هَلْ لِلَيْـلاتٍ مَضَــــــــــــيْنَ عَلَــــى الحِمَاْ      أنِسْتُ بِـــهَاْ بَيْنَ الـــــــــــــحُجُوْنِ وَلَعْلَعِ

تَعُوْدُ لِمُشْـتَــــــــــــاْقٍ تَــــــــــــــــزَاْيَدَ وَجْدُهُ      وَمَـــاْ قَدْ مَضَى فِي الـدَّهْرِ لَيْسَ بِمُرْجَعِ

وَهَــــــــــــلْ مُنْـقِذٌ يَاْ صَاحُ مِنْ لُـــجَّةِ الهَوَى      فَـــكَمْ غَمْرةٍ قَدْ حَضَنْتُـهَاْ وَالهَوَى مَـعِي

وَهَلْ مُـسْعِدٌ يَبْكِي كَمِثْلِي تَــــــــــــــــــــــلَهُّفَاً      إذَاْ جَاْءَ عَاْشُوَرَا بِـــقَلْـبٍ مُوَجَّــــــــــــعِ

بِهِ الأكْـــــــرَمُوْنَ الغُرِّ مِنْ آلِ هَاْشِــــــــــــمٍ     تــــفانوا برُزْءٍ فِـــيْ الـطُّفُوْفِ وَمَصْرَعِ

أدِمْ حَـسْرَةً مَــــــــاْ إنْ حَيِيْـــــــــــتَ وَلَوْعَةً      عَلَيْــــــــــــــــهِمْ وَطَلِّقْ لَـذَّةَ النَّوْمِ وَاخْلَعِ

فَيَاْ لَيْـتَ عَيْنَاً نَاْلَهَاْ حَــــــــــــــــــاْدِثُ العَمَى      إذَاْ هِيَ لَـــمْ تَـــــــــــــبْكِـي عَلَيْهِمْ بِأرْبَعِ

وَيَاْ لَيْـتَ رُوْحَـــــــــــاً سَاْقَهَا عَـــــاْجِلُ الفَنَاْ      إذَاْ هِــــيَ لَمْ تَجْزَعْ وَلْــــــــــــــمْ تَتَوَجَّعِ

نَعَــــــــــــى حَـسْرَةً سِبْطَ النَّبِيِّ مُحَــــــــــمَّدٍ      فَـــيَاْ لَيْتَنِيْ ذُقْتُ الرَّدَى قَـبْلَ مَــــــاْ نُعِي

حَنِيْنِـي إلَى ذَاْكَ الــــــــــــــشَّهِيْدِ بِـ(كَـرْبَلا)      وَقَلَّ لَـــــــــــــــــهُ نَوْحِي وَفَـرْطَ تَفَجُّعِي

أُصِـــــــــــــــــــــيْبَ وَلَمَّاْ أنْ يفَاْدَى بِـأنْفُسٍ      بِـــــــعِظْمِ مُصَـــــــاْبٍ فِي الـبَرِيَّةِ مُفْظِعِ

وَخَــــــــــــطْبٌ بَكَتْ مِنْهُ السَّمَاْءُ وَصُدَّعَتْ      لَـــهُ الأرْضُ وَالأطْــــــــــوَاْدُ أيَّ تَصَدُّعِ

فَدَيْـتُ حُــــــــسَيْنَاً حِيْـــــــــــنَ وَدَّعَ رَاْحِلاً      لِأكْرَمْ جَدٍّ وَهْـــوَ خَيْرُ مُــــــــــــــــــوَدَّعِ

فَأمْـسَى يَجُدُّ الـــــــــــــــــــسَّيْرَ لَمْ يَكُ وَاْنِيَاً      غَدَاْةَ دَعَــــــــــــــــــوْهُ طَــاْلِبَاً مَاْلَهُ دُعِي

عَـلَى أنَّهُ ذَاْكَ الإمَاْمُ وَلَــــــــــمْ يَـــــــــــكُنْ      بِمَاْ رَاْمَــــــــــــــــهُ فِي ذَلِــكَ الأمْرِ مُدَّعِ

فَـغَرَّوْهُ أهْلُ الـــــــغَدْرِ بِالـــــــــــكُتْبِ مِنْهُمُ      لِمَاْ صِــيْغَ فِيْهَاْ مِنْ كَلامٍ مُصَــــــــــــــنَّعِ

هِيَ الفِتْنَةُ الصَّمَـــــــــــاْءِ قَدْ عَـمَّتِ الوَرَى      عَلَـــــــــــــــى أنَّهَاْ كَاْنَتْ خَدِيْــعَةُ مُخْدَعِ

وَلا أنْ رَعَــــــــــوْا فِيْهِ حِــــــــــيَاْطَةَ ذِمَّةٍ      وَلَكْنْ رَعَــــــــــــــوْهُ بِالسُّيُوْفِ وَلا رُعِي

فَــــــــــلَهْفِي وَهْلْ يُــــــــــجْدِي تَلَهُّفِ وَآلِهٍ      لِثَاْوٍ عَلَـــى حَــرِّ الـــــــــــــصَّعِيْدِ مُبَضَّعِ

فَـلَهْفِي عَلَيْهِ وَهْوَ فِـــــــــــي طَفِّ (كَرْبَلا)      يُنَاْدِي بِــــــــــــــصَـوْتٍ فِي البَرِيَّةِ مُسْمَعِ

يَقُـوْلُ ألا هَـــــــــــــــلْ مِـنْ مُعِيْنٍ وَنَاْصِرٍ      لِــــــذُرِّيَةِ الــــــــــــــــهَاْدِي النَّبِيِّ المُشَفَّعِ

فَلَـمْ يَرَ غَيْرَ النَّبْـــــــــلِ رَشْـــــــــقَاً يُجِيْبُهُ      وَسُــمْرٍ بِأيْدِي القَوْمِ كَـــــــــالشُّــــهْبِ لُمَّعِ

قَاْمَ إلَـــــــــــــى نَـحْـــــــــوِ النِّسَاْءِ وَدَمْعُهُ      عَلَــى الخَدِّ مِثْلَ الجَدْوَلِ المُتَـــــــــــــــدَفِّعِ

يَقُوْلُ ألا فَاصْبِرْنَ بَـــــــــعْدِي عَلَى الأذَى      فَإنَّ بِــهَذِي الأرْضِ قَدْ حَـــاْنَ مَـصْرَعِــي

فَحَفَّ بِهِ أنْــــــــــصَــــــاْرُ حَقٍّ عَلَى الوَفَاْ      وَمِنْ كُلِّ شَـــــــــــــــهْمٍ هَاْشِـمِــيٍّ سُمَيْدَعِ

كَــــــــــــــــــــــمِيٍّ بِمَشْطُوْبِ الفَرَنْدِ مُقَلِّدٌ     عَـــــــــــلَى ظَهْرِ سَبَّاْقٍ مِنَ الخَــيْلِ أرْوَعِ

بَدَاْ لَهُمْ مَكْـــــــــــنُوْنُ سِـــــــــرٍّ فَأسْرَعُوا     لِأعْلا مَــــــــــــــــــكَاْنٍ فِي الجِنَاْنِ وَأرْفَعِ

إلَى أنْ أُسِيْلَتْ بِـــــــــالمَـــوَاْضِي نُفُوْسَهُمْ     فَــــــــــــلَهْفِي لِأجِــسَاْدٍ عَلَى الأرْضِ وُقَّعِ

وَدَاْرَتْ عَـــــــــلَى قُطْبِ المَـــعَاْلِي وَرَبُّهَاْ     رَحَى الحَرْبِ مِــنْ جَيْشِ الضَّلالِ المُجَمَّعِ

فَأمْـسَى وَقَدْ ضَاْقَتْ بِهِ أرْحُبَ الــــــــفَضَاْ     يُــــــــــــــــــــكَاْبِــدُ مِنْهُمْ غُصَّةَ المُتَجَرِّعِ

وَيَـحْمِلُ فِيْ قَلْبِ الخَمِيْــــــــــــسِ مُجَاْهِدَاً     فَمَاْ اللَّيْثُ فِيْ الـــــــــــــهَيْجَـاْءِ مِنْهُ بِأشْجَعِ

فَمَاْ زَاْلَ بِالعَضْبِ الــــــــــــــصَّقِيْلِ مُفَلِّقَاً     رُؤوسَاً إلَى ذِي العَــرْشِ لَـــــيْسَتْ بِخُضَّعِ

كَأنِّي بِهِ وَالقَـــــــــوْمُ تَنْــــــــــهَبُ جِسْمَهُ     بِأسْيَاْفِهَاْ ضَرْبَـــــــــــــــاً وَطَــــعْنَاً بِشُرَّعِ

فَخَرَّ عَــــــــنِ الطَّرْفِ الــــــجَوَاْدِ مُجَدَّلاً     كَطَوْدٍ عَـــــــلَى وَجْــهِ الثَّرَى مُـــــتَزَعْزِعِ

ألَــــــــهْفِي عَلَيْهِ وَهْوَ يَشْكُوْ مِــــنَ الظَّمَا     وَمِـــــــنْ غَيْرِ جَاْرِي نَـــحْرِهِ لَمْ يُـــــجْرَّعِ

أوَ يْلَكَ تَدْرِي أيَّ صَـــــــدْرٍ عَلَــــــــوْتَهُ     عَلَوْتَ عَلَى صَدْرٍ حَوَى الـــعِلْمَ يَاْ دَعِـــــي

وَحَزَّ كَـــــــرِيْمَ السِّبْطِ يَاْ لَــــــــكَ سَاْعَةً     غَدَاْ الدِّيْنُ مِنْهَاْ فِيْ فُـــــــــــــــــــؤاْدٍ مُوَزَّعِ

وَلَــــــهْفِي عَلَى الرَّأسِ الكَرْيِمِ عَلَى القَنَاْ     يُسَاْرُ بِهْ مِنْ مَــــــــوْضِعٍ نَــــــــحْوَ مَوْضِعِ

وَلَهْفِي عَلَى الـجِّسْمِ المُعَرَّى عَلَى العَرَى     ثَـــــــــــــــــــلاثَاً بِلا لَحْدٍ وَلَــــــــــمَّاْ يُشَيَّعِ

أقَاْمَ عَـــــــــــــــــلَى حَرِّ البَسِيْطَةِ عَارِيَاً     سَلِيْبَاً وَمِنْ غَيْرِ الــــــــــــدِّمَاْ لَــــــــــمْ يُلَفَّعِ

وَلَهْفِي عَلَيْهِ وَالمَذَاْكِي بِرِكْـــــــــــــضِهَا     تُحَطِّمُ مِنْهُ أضْلُعَاً بَعْــــــــــــدَ أضْـــــــــــلُعِ

أأ اللهُ يُقْضِي سِــــــــــــــبْطُ أحْمَدَ ظَاْمِيَاً     وَيَشْرَبُ عَذْبَـــــــــــــاً سَاْئِغَاً كُلَّ ألْكَـــــــــعِ

ألا بِأبِي سِبْطَ الرَّسُــــــــــــوْلِ وَمَنْ غَدَا     قَــــــــــــــــــــــــتِيْلاً بِلا جُرْمٍ بِقَفْرَاْءِ بَــلْقَعِ

ألا بِــــــــــــأبِي اللَّيْثَ الصَّؤولِ مُحَاْمِيَاً     فَمَاْ بَالَهُ أضْــــــــــحَى فَرِيْسَةَ أضْـــــــــــبُعِ

ألا بِأبِي البَحْـــــــــــــــــرِ المُنِيْلِ عُبَاْبُهُ     وَقَدْ كَاْنَ لِلْوُرَّاْدِ أعْـــــــــــــــــــــذَبُ مُشَرَّعِ

ألا بِأبِي الطَّوْدِ الأشَمِّ وَمَـــــــــــــــنْ بِهِ     تَلُوْذُ الـــــــــــوَرَى مِـنْ حَـــــــــاْدِثٍ مُتَوَقِّعِ

وَلَهْفِي لِهَاْتِيْكَ النِّسَــــــــــــــــاْءِ بَوَاْرِزَاً     بِلَوْعَةِ مَكْرُوْبٍ وَأنَّةِ مُــــــــــوْجِـــــــــــــــعِ

عَلَى عَـــــــــــــجَلٍ يَمْشِيْنَ لِلسِبْطِ ذُهَّلاً     فَمُذْ خِلْنَهُ نَهْبَاً لأسْيَـــــــــــــــــــــــــاْفِ لُكَّعِ

وَقَعْنَ عَلَى حَرِّ الـــــــــــــوُجُوهِ ثَوَاْكِلاً     ألَهْفِي عَلَيْــــــــــــــــــــــــهَاْ مِنْ ثَواْكِلٍ وُقَّعِ

وَجِئنَ إلَيْهِ بَيْنَ مَنْ هِيَ قَاْبِــــــــــــــضٌ     عَـــــــــــــلَى كَبَدٍ حَـــــــــرَّى وَقَلْبِ مُرَوَّعِ

وَبَيْنَ ثُكُوْلٍ تَلْطِمُ الــــــــــــــــخَدَّ حُرْقَةً     وتَخْمِشُ أُخْرَى الوَجْهَ مِنْ تَــــــــــحْتِ بُرْقَعِ

وَلَــــــــــهْفِي عَلَيْهَاْ وَهْيَ فِيْ ذِلَّةِ السِّبَاْ     أُسَـــــــــــاْرَى بِأيْـدِي كُلِّ وَغْدٍ وَأكْـــــــــوَعِ

يُسَلِّبْنَ مِــــــــــــــــنْ بَعْدِ الحُلِيِّ مَقَانِعَاً     وَمِنْ غَيْرِ ضَــــــــــــــــرْبِ السَّوْطِ لَمَّاْ تُقَنَّعِ

تَقُوْلُ أخِي مُذْ غِبْــــــــتَ جَلَّتْ رَزِيَّتِي     وَقَدْ كُنْتَ غَوْثَي فِـــــــــــي الزَّمَاْنِ وَمَفْزَعِي

أخِي مَنْ أرَاْهُ بَعْدَ بُعْـــــــــــــدِكَ كَاْفِلاً     وَلا لَذَّ فِي قَلْبِي سِــــــــــــــــــوَاْكَ وَمَسْمَعِي

أخِي إنَّ دَهْرَاً فِيْكَ عَمْدَاً أصَــــــــــاْبَنَاْ     بِأدْهَى مُصَاْبٍ فِي الأنَـــــــــــــــــــاْمِ وَأشْنَعِ

أخِي مَـــــــــــــــــنْ أُرَجِّيْهِ لِدَفْعِ مُلِمَّةٍ     وَلَــــوْ كُنْتَ فِيْ الأحْيَاْ رَجَوْتُكَ مَرْجَــــــــعِي

أخِي لَوْ تَرَى السَّـــــجَاْدَ بَعْدَكَ مُؤسَرَاً     لَدَى مُــــــــــــــــؤْسَرَاْتٍ مِنْ عُطَاْشَا وَجُوَّعِ

أخِي إنَّ صَبْرِي بَعْـــــــدَ فَقْدِكَ خَاْنَنِي     وَأمَّاْ الأسَى عَــــــــــــــنْ خَاْطِرِي غَيْرَ مُقْلِعِ

أخِي إنَّ وَجْــــــدِي لا يَزَاْلُ مُطَاْوِعِي     وَأمَّاْ سُلُوِّي خِلْتُهُ غَــــــــــــــــــــــــــيْرَ طَيَّعِ

وَتَدْعُوْ بِشَـــــــــجْوٍ فِي حَشَاْهَاْ سُكَيْنَةٌ     بُنَيَّةُ قُوْمِي لِلْحُـــــــــــــــــــــــــــــسَيْنِ نُوَدِّعِ

وَنَاْدَى مُنَاْدِيْهُمْ بِــــــــــــوَشْكِ رَحِيْلِهِمْ     وَسَاْرُوا بِهَاْتِيْكِ النِّسَاْ فَوْقَ ضُـــــــــــــــــــلَّعِ

لَـــــــــــــــهُنَّ إلَى مَثْوَى الشَّهِيْدِ تَلَفُّتٌ     كَــــــــــــــــــــمَاْ الْتَفَتَتْ أُمُّ الطَّلا نَحْوَ مَرْتَعِ

عُطَاْشَاْ غِـــــــرَاْثَاْ مُتْعَبَاْتٍ مِنَ السُّرَى     بِغَيْرِ البُكَاْ وَالـــــــــــــــــــــــــنَّوْحِ لَمْ تَتَمَتَّعِ

فَوَاْقِدٌ مَاْ يَحْوِيْنَـــــــــــــــــهُ مِنْ مَقَاْنعٍ     سَوَاْفِرٌ يَسْتُرْنَ الــــــــــــــــــــــوُجُوْهَ بِأذْرُعِ

ألا يَاْ رَسُوْلَ اللهِ لَوْ كُنْتَ شَــــــــــاْهِدَاً     لَعَاْيَنْتَ مِنْ أبْنَــــــــــــــــــــــاْكَ كُلَّ مُصَرَّعِ

فَهُمْ بَيْنَ ثَاْوٍ تَلْهَبُ السُّـــــــــمْرُ جِسْمَهُ     وَآخَرُ بِالبِيْضِ الــــــــــــــــــــــــرِّقَاْقِ مُقَطَّعِ

وَبَــــــــــــيْنَ رَضِيْعٍ غَاْلَهُ سَهْمُ مَاْرِقٍ     غَــــــــــــــــــدَتْ أسَفَاً تَبْكِي لَهُ عَيْنُ مُرْضِعِ

وَبَيْنَ حَصَـــــــــــــاْنٍ لا قِنَاْعَ لِرَأسِهَا     وَبَيْنَ عَلِيْلٍ بِالـــــــــــــــــــــــــــــسِّيَاْطِ مُقَنَّعِ

فَمَاْ كَاْنَ أدْهَى وَقْعُـــــــهَاْ مِنْ مُصِيْبَةٍ     سَرَتْ بَـــــــــــــــــيْنَ يَقْظَاْ مِنْ عُيُوْنٍ وَهُجَّعِ

فَمَاْ لِقُرَيْشٍ لا تَهِبُّ لِثَـــــــــــــــــاْرِهَا     أمَاْ قَدْ غَدَتْ مِنْهَاْ بِـــــــــــــــــمَرْأىً وَمَسْمَعِ

لَعَمْرَ أبِي لَوْ كُنْتَ شَـــــــــــاْهِدَ يَوْمِهِ     وَقَدْ ضَاْقَ مِنْ جَيْشِ العِدَاْ كُــــــــــــــلَّ مُهَيَّعِ

لَأمَّتْهُ مِنْ آلِ الــــــــــــــــرُّقيَّاْتِ فِتْيَةٌ     مِنَ المَوْتِ لَمْ تَــــــــــــــــــــجْزَعْ وَلَمْ تَتَقوَقَّعِ

تَهُزُّ مِـــــــــــــــــنَ الخَطِيِّ كُلَّ مُقَوِّمٍ     فَـــــــــــــــــــــــتَشْرَعُهُ فِيْ صَدْرِ كُلِّ مُدَرَّعِ

وَتَغْمِدُ فِيْ هَاْمِ العِدَاْ كُـــــــــلَّ أبْيَضٍ     وَتَشْفِي غَلِيْلاً مِنْ عَــــــــــــــــــــصَاْئِبِ خُنَّعِ

وَلَكِنَّ لَمَّاْ قَدَّمَتْهُ مِــــــــــــــــنْ مَدَاْئِحٍ     وَعَقْدِ وَلاءٍ ثُــــــــــــــــــــــــــــمَّ حُسْنِ تَشَيُّعِ

أُرَجَّي أمَاْنَاً فِيْ غَدٍ وَسَــــــــــــــلامَةٍ     بِمَاْ فَاْتَنِي مِـــــــــــــــــــنْ نَصْرِهِ مَدَّ أدْرُعِي

فَدُوْنَـــــــــكَ يَاْ نَجْلَ الوَصِيِّ قَصِيْدَةً     أتَــــــــــــــــــــــتْ مِثْلَ دُرٍّ فِيْ عُقُوْدٍ مُرَصَّعِ

مُحَبَّرَةً قَدْ زَاْنَــــــــــــهَاْ مِنْ مَدِيْحِكُمْ     بَدَاْئِعَ لَفْظٍ مِنْ صِـــــــــــــــــــــــــنَاْعَةِ مُبْدِعِ

فَلَوْ شَاْمَ أهْلُ السَّبْعِ رَاْتِــــــقُ نَظْمِهَاْ     لَخَرُّوا لَهَاْ مِنْ سَـــــــــــــــــــــــاْجِدِيْنَ وَرُكَّعِ

فَقَدْ جِئْتُكُمْ فِيْمَاْ أؤمِّلُ طَاْمِـــــــــــــعَاً     وَأرْجُو إلَهِي لا يَـــــــــــــــــــــخِيْبَ مَطْمَعِي

عَلَيْكُمْ مِنَ الرَّحْـــــــمَاْنِ أزْكَى تَحِيَّةٍ     تُــــــــــــــــــضَوِّعُ كَعُرْفِ المِسْكَةِ المُتَضَوِّعِ

..............................................

1 ــ أرسل إلي القصيدة الأستاذ علي التميمي ــ دائرة المعارف الحسينية ــ لندن / ذكر منها السيد حسن الأمين في مستدركات أعيان الشيعة ج ٢ ص ١٥٤ ــ 155 أربعة عشر بيتا عن كتاب تاريخ البحرين المخطوط

2 ــ جاسم حسين آل عباس ــ الشيعة في البحرين…دراسة ميدانية / موقع سنوات الجريش تاريخ وتراث البحرين

2 ــ مستدركات أعيان الشيعة ج ٢ ص ١٥٤ 

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار