940 ــ حسين البيضاني (1339 ــ 1395 هـ / 1921 ــ 1975 م)

حسين البيضاني (1339 ــ 1395 هـ / 1921 ــ 1975 م)

قال من قصيدة يوم الحسين وتبلغ (33) بيتاً:

أما وافـــاكَ ما فعلوا قديماً    بأرضِ (الطفِّ) في سبطِ الرسولِ

وقــــــــد وافاهمُ لمَّا دعوهُ    لـــــــــــــيرشدهمْ إلى نهجِ السبيلِ

وقد نكثوا العهودَ وخالفوهُ    فيا تبَّاً لهــــــــــــــــــــاتيكَ العقولِ (1)

وقال من قصيدة في مولد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):

فُزْ يا لواءَ (الطفِّ) دو    ماً فـي معاليكَ المنيفة

تــــــلكَ التي لم يحوِها    كــــلا ولا بلدُ الخليفة

لا واـلذي خلقَ الهوى    والحبَّ قد أهوى أليفهْ (2)

الشاعر

الشيخ حسين بن صالح بن غالي بن مزعل بن شاهين بن عبادة بن معلى البيضاني الحائري، عالم وأديب وشاعر وخطيب، ولد في النجف الأشرف، ونشأ في ظل أخيه الأكبر الشيخ نعمة البيضاني، وفي عام (1356 هـ / 1946 م) هاجر الأخوان إلى كربلاء واستقرا بها، فدرس الشيخ حسين البيضاني في كربلاء على يد علمائها الأعلام كالشيخ محمد بن داود الخطيب، والشيخ أحمد الأزريجاوي، والشيخ عبد الحميد الساعدي، والسيد محمد علي آل خير الدين، والشيخ عبد الحسين الدارمي، والشيخ جعفر العتابي ثم اتجه للخطابة وتميز بها كما كان يلقي دروسه على الطلبة في المدرسة المهدية.

وكان من طلبته: الشيخ حسن الأصفر، والشيخ صالح الخفاجي، وفاضل ديوان السلامي، وعبد الستار الجواد، والشيخ حمزة أبو العرب، وغيرهم (3)

كما خاض البيضاني ميدان التأليف ومن مؤلفاته: (سلسلة الأعوام في وفيات الأعلام ــ بجزأين)، (فرائد الأدب ــ أربعة أجزاء) (ترويح النفس في النوادر ــ ثلاثة أجزاء)، (محاضرات في الوعظ والإرشاد)، (الأعياد في الإسلام)، (من مراثي الحسين عليه السلام الشعبية)، (الأبوذية في الحسين عليه السلام)، (ديوان شعر). (4)

قال عنه السيد سلمان هادي آل طعمة: (شاعر مطبوع، طالما حلى جيد الأدب بقلائده الحسان، وشغف بالشعر شغفا ملك عليه فؤاده، فهو شاعر عالي النفس، متوقد القريحة، حسن السبك، متين أسلوب، مهذب الخصال، كريم الطباع) (5)

وقال السيد صادق آل طعمة: (لهذا الشيخ صفحة مشرقة في تاريخ الأدب والشعر، فهو واسع الثقافة أحب اللغة العربية وآدابها، وبرع فيها، وألم بها وتعمق في الثقافة الإسلامية، فضلا عن ذلك فقد كان خطيبا مفوها وكاتبا مؤثرا في بيانه الواضح المبسط المقرب إلى أذهان القراء كافة.

وقد أدى دوراً فاعلاً في تدريس اللغة العربية والأدب العربي في مدرسة المهدية الدينية بكربلاء، وعرف عن ذكائه المتقد وظرفه وبلاغته..) (6)

توفي البيضاني في كربلاء ودفن بها. (7)

شعره

قال من قصيدة في ذكرى وفاة النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) تبلغ (38) بيتاً

بدا كالشمسِ مِن تحتِ الــغُمامِ    رســـــولُ اللهِ في البلدِ الحرامِ

وموصيهِ الجليلُ وجــــــبرئيلٌ    وحــــــيدرةٌ له بالسيفِ حامي

وآيتُه الكتابُ كـــــمثلِ مـوسى    وعــيسى في البراهينِ العظامِ

وقد كانَ اللوا والنصرُ فيـــــهِ    بكـفِّ المرتضى البطلِ الهُمامِ

فآياتُ التُّوجُّهِ كان فــــــــــيها    بـــــكونِ الفتحِ في وجهِ الإمامِ

وندَّدَ بالضلالِ وكــان أمضى    على أهلِ الـضلالِ مِن الحسامِ

وبشّرَ قومَـــــــــــه لمَّا هداهمْ    إلى الإســـــلامِ في نيلِ المرامِ

ألا يا قـــــومِ فاكتنفوا بأمري    وموعدُكم غـــــــداً دارُ السلامِ

فصونوا العهدَ إن كنتمْ كراماً    فإنَّ الخلفَ مِن شــــــــيمِ اللئامِ

فـــــــهذا حيدرُ الكرارُ بعدي    إمامٌ فاقتفوا أثرَ الإمـــــــــــــامِ

وخُيِّـــرَ أيَّما الدارينِ ترضى    فــــــــلمْ يخترْ سوى دارِ المقامِ

ولبَّــــــــــــــى ربَّه لمَّا دعاهُ    وذلكَ بـــــــــــاعتزازٍ واحترامِ

فلمْ يرعوا لــــــه حقاً وعهداً    وقد فتكوا بعتــــــــــرتِهِ الكرامِ

تساموا فوقَ منــــبرِهِ ويأبى    لهمْ ذاكَ المظلّلُ بالــــــــــــغمامِ

وأخِّرتِ البتولةُ عــن حقوقٍ    لما كانتْ بـــــــــــــقهرٍ وانـتقامِ

فيا للهِ مِن قـــــــــــــومٍ بغاةٍ    ويا للهِ مِن قومٍ لــــــــــــــــــــئامِ (8)

وقال من أخرى في ذكرى وفاته (صلى الله عليه وآله) أيضاً تبلغ (31) بيتاً:

قسمانِ في الدنيـــا العوالمْ    يقظانَ بعضهمُ ونـــــــــــائمْ

والموتُ فوقَ رؤوسِــــهمْ     أبداً كمثلِ الطـــــــــيرِ حائمْ

كمْ شامـــــــــخٍ أودى بـهِ    ولأنفِه بــــــــالرغـــمِ راغـمْ

قـــــــــــبحاً لدهرٍ لا يـدو    مُ ولـــــــو يدومُ فـــلمْ يسالمْ

مثلَ النبيِّ وخاتــــــــمَ الـ    ـرسلِ الكرامِ يمــــوتُ واجمْ

كمْ جرَّعته بــــــنو الـشقا    كــــــــــأساً كما سـمُّ الأراقمْ

يا ابنَ الذيــنَ إذا الوغـى    نيرانُهــــــا صلتِ الــجماجمْ

ما زالَ حـزنُكَ في الـقلو    بِ ملازمَ الأجــــــيالِ دائــمْ

في كــــــــلِّ عامٍ إذ نـقيـ    ـمُ لأجلِ ذكراكَ الـــــــــمآتمْ

ما كانَ خطبٌ مثلُ خطـ    ـبِكَ في الورى للظهرِ قاصمْ

خــطبٌ تهونُ له الخطو    بُ جميعُها ماضٍ وقـــــــادمْ

أنتَ الــــــــــذي علَّمتنا    طرقَ الـــــــمعالي والمكارمْ

أنتَ الصراطُ الــمستقيـ    ـمُ إلى الجنــــــانِ بلا مُزاحمْ

صلّى عليكَ إلهـــــــــنا    ما غرَّدتْ إحــــــدى الحمائمْ (9)

وقال من قصيدة في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام):

إلى حيدرٍ نورٌ يُــــــــــــــذَلُّ له البدرُ    يلوحُ كمـــــــــــا لاحتْ مناقبُه الغرُّ

حوى ســـــــــؤدَدَاً ما قد حوته أماجدٌ    فلا الــــمجدُ مجدٌ بعده لا ولا الفخرُ

أيـــــــا مَن لكَ الأقدارُ جاءتْ مطيعةً    عـــليها ترى فرضاً يحقُّ لكَ الأمرُ

نصرتَ الهدى والدينَ فالدينُ والهدى    بــــــعلياكَ بعدَ الذلِّ عزَّهما النصرُ

حَـــــويتَ أبا السبطينِ كمْ مِن مناقبٍ    عن العدِّ قــد جلَّتْ وليسَ لها حصرُ

جُعلتَ إلــــــــى الهادي النبيِّ ذخيرةً    وليـــــــسَ له عوناً سواكَ ولا ذخرُ

حباكَ رسولُ اللهِ مــــــــــــــنه بعلمِهِ    فيا مَن إلى الهادي الخليفةُ والصهرُ (10)

قال من قصيدته (يوم الحسين) التي قدمناها وتبلغ (33) بيتاً:

وما يومُ الحــــــسيـنِ كمَنْ سواهُ    وهــــــــــــلْ يومٌ كيومِ ابنِ البتولِ

أما وافــــاكَ مـا فعلوا قــــــديماً    بأرضِ (الطفِّ) فـي سبطِ الرسولِ

وقـــــــــد وافاهـمُ لـــــمَّا دعـوهُ    لـــــــــــــيرشـدهمْ إلى نهجِ السبيلِ

وقد نكثــوا العـــــهـودَ وخالفوهُ    فيـا تبَّاً لهــــــــــــــــــــاتيكَ العقولِ

لقد قتلوهُ عـــطشــاناً وشـــــالوا    لــه رأساً على رمــــــــــــحٍ طويلِ

وقد نذروا إذا قــــــــتلوا حسيناً    لــــــــــــــــتعدو فوقَه جُردُ الخيولِ

وقد نهبوا الــــــخيامَ وأحرقوها    كمـــــــا ازدحموا على نطعِ العليلِ

وقد تركوا بنـاتِ الوحيِ ترعى    نجومَ الــــــــــــــــليلِ بـاديةَ العويلِ

وبعد الصونِ قــــد رُكِّبنَ قَسْراً    بلا رقٍّ على أقتـــــــــــــــابِ شولِ

وقال من قصيدة في مولد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) تبلغ (46) بيتاً:

لكنني لا أخــــــــــــــــتشي    هولَ القيامةِ فــــي غدِ

مِن بعدِ تــــــــــقليدي وحبـ    ـي جعفرَ بـــــنِ محمدِ

لا تأمـــــــــــــــــــلنَّ محبِّهِ    يومَ الــــــجزا لمْ يُسعدِ

وعدوُه في حشـــــــــــــــرِهِ    بنكالِه لـــــــــــمْ يُرشدِ

أفديهِ في نـــــــــــــفسي إذا    مــــــولىً بعبدٍ قد فُدي

هوَ مذهبي هوَ سيــــــــدي    هوَ غايتي هوَ مقصدي

إنّي طُبعتُ عـــــــــلى هوا    هُ فدعْ ملامَــــكَ أو زدِ

فصـــــــــلُ القضا في حبِّهِ    قد جاءَ طيـــــبُ المولدِ

قد بشَّرتْ كُتُبُ الــــــــسما    عن فضلِ هــــذا السيِّدِ

الصادقُ الـــــــــقولِ الذي    أحيا شريعةَ أحـــــــــمدِ

كوفـــــــــانِ مسجدُها غدا    في عــــــصرهِ كالمعهدِ

فسَلِ المذاهبَ حيث مصـ    ـدرُ علمِـــــــها لمْ يُجحدِ

فــــــهوَ الذي منه ارتوتْ    عذبَ المواردِ لا الردي (11)

وقال من قصيدة في ذكرى وفاة الإمام محمد الجواد (عليه السلام) تبلغ (31) بيتاً:

تبَّاً لــــــــــــــــــمَن فجعَ النبيَّ بآلهِ    ويقولُ إنّـــــــــــــــي للنبيِّ قريبُ

يعصي الإلهَ بقتلِ آلِ مــــــــــــحمدٍ    ويـــــظنُّ يُرضي اللهَ حينَ يتوبُ

ما ذنبُ آلِ مــــــــــحمدٍ إذ جُرِّعوا    غُصُصُاً لها صمُّ الصخورِ تذوبُ

بالسيفِ مـــنهمْ قد قضى ظامٍ ومَنْ    بالسمِّ نائي الأهلِ وهـــــوَ غريبُ

مــــــثلَ الأهلَّةِ غُيِّبتْ تحتَ الثرى    شبانَ فخرٍ ما هناكَ وشـــــــــــيبُ

لم يتركِ الخصمُ اللدودُ لهمْ عدا الـ    ـبدرَ الــــــذي في برجِهِ محجوبُ

لو يســــــتطيعُ مِن الوثوبِ إليه ما    قد عاقَه لــــــــــــولا الإلهُ وثوبُ

أنــسى الجوادَ وما علاهُ مِن الأذى    هيهاتَ مِن عيني الــــجوادُ يغيبُ

واللهِ لا أنسى عــــــــــظيمَ مصابهِ    كمصابِ خيرِ المسلمــينَ مصيبُ

حجروهُ في بغدادَ يــــــــا لمصيبةٍ    حتى قضى بالسمِّ وهـــــوَ غريبُ

حتى قضى ظامي الفـــــؤادِ كجدِّهِ    والماءُ ناءٍ والفراتُ قريـــــــــــبُ (12)

وقال من قصيدة في مولد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):

فُزْ يا لواءَ (الطفِّ) دو     ماً في مـــــعاليكَ المنيفة

تلكَ الـــــتي لم يحوِها    كلا ولا بلدُ الخلـــــــــيفة

لا والذي خـلقَ الهوى    والحبَّ قد أهــــوى أليفهْ

ما شاقني إلا هـــــوى    أبناءِ فــــــــاطمةَ العفيفة

كـــــــــلا ولولا حبُّهمْ    ما طــينتي برزتْ نظيفة

إذ كنـتُ أنظمُ في بنيـ    ـها الصيدِ أشعاراً طريفة

تِه يا ربيعُ وطاولِ الـ    أقــمارَ في الرتبِ المنيفة

وتـرنَّمي يا وُرقُ مِن    طــــــــربٍ بألحانٍ لطيفة

ولِدَ الزكيُّ العسكريّ    ووالدُ الــــــمهدي الخليفة (13)

..........................................................................

1 ــ الحركة الأدبية المعاصرة في كربلاء للسيد صادق آل طعمة ج 2 ص 34 ذكر منها 17 بيتاً / وفي شعراء كربلاء للسيد سلمان آل طعمة ج 1 ص 275 ــ 276 ذكر 29 بيت منها

2 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 281

3 ــ نفس المصدر ص 268 ــ 269

4 ــ نفس المصدر ص 295 ــ 296 / الحركة الأدبية المعاصرة في كربلاء ج 2 ص 31

5 ــ نفس المصدر ص 268

6 ــ الحركة الأدبية المعاصرة في كربلاء ج 2 ص 29

7 ــ نفس المصدر ص 31

8 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 270 ــ 272

9 ــ نفس المصدر ص 272 ــ 274

10 ــ الحركة الأدبية المعاصرة في كربلاء ج 2 ص 32 ــ 33

11 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 277 ــ 279

12 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 279 ــ 281

13 ــ نفس المصدر ص 281 ـــ 283

كما ترجم له:

الشيخ موسى إبراهيم الكرباسي / البيوتات الأدبية في كربلاء ص 155

الشيخ حيدر المرجاني / خطباء المنبر الحسيني ج 4 ص 106

الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 1 ص 280

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 2 ص 100

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 1 ص 339

محمد بهجت الأثري / أعلام العراق الحديث ج 1 ص 177

كاتب : محمد طاهر الصفار