929 ــ ابن سعد بن نبيس (القرن الثالث عشر الهجري)

ترجم له السيد محسن الأمين فقال في ترجمته: (ابن سعد بن نبيس لم نعرف اسمه ولا شيئاً من أحواله سوى إنا وجدنا له قصيدة جيدة في بعض المجاميع في مدح أمير المؤمنين علي ورثاء ولده الحسين ليهما السلامع وقد ذكر في آخرها بيتاً يدل على أن اسم أبيه وجده كما ذكرناه....)

ابن سعد بن نبيس (القرن الثالث عشر الهجري)

قال من قصيدة في الإمامين علي والحسين (عليهما السلام) تبلغ (46) بيتاً:

وَيْلي لِــــذِكْرِ السِّبْطِ يَوْمَ (كَرْبَلا)     هَمٌّ وَغَــــــــــــــمٌّ وَبَلاءٌ وَأَسَفْ

لَهْفي عَلَى مَنْ ظَلَّ ظَمآنَ الْحَشى     وَهْـوَ عَلَى الْماءِ الزُّلالِ مُلْتَهِفْ

تَراهُمُ ما عَــــــــــــــرِفوا محُمَدَّاً     حَقّاً وَما جاءَتْ بِهِ فيهِ الصُّحُفْ (1)

الشاعر

قال السيد محسن الأمين في ترجمته: (ابن سعد بن نبيس لم نعرف اسمه ولا شيئاً من أحواله سوى إنا وجدنا له قصيدة جيدة في بعض المجاميع في مدح أمير المؤمنين علي ورثاء ولده الحسين ليهما السلامع وقد ذكر في آخرها بيتاً يدل على أن اسم أبيه وجده كما ذكرناه....) (2)

شعره

قال من قصيدته:

فاعصِ هوى الـنفسِ وكُنْ فــــي حذرٍ     وارجِ مِن اللهِ عن الــخلقِ الخـلفْ

والـــــــــــتمـسِ الرشدَ بحــــبِّ حيدرٍ     أكرمُ مَن حلَّ الغــــــريَّ والنجفْ

ذاكَ عليُّ الــمـرتضى خــــيرُ الورى     بعدَ رسولِ اللهِ فــــــضلاً وشـرفْ

مولىً يدورُ الــــــــــــحقُّ معْه حيثما     دارَ فــــــــــــمَن حاقَقه فما عـرفْ

ليثُ الشرى يـومَ الوغى حيثُ انبرى     هادي الورى لا شططٌ ولا سـرَفْ

بحرُ الندى مُـلقي العدى إلى الـــرَّدى     نورُ الهدى بدرٌ بدا لا يــــــنكسفْ

مــــــولىً عـلا دونَ الملا فوقَ العُلا      وردٌ حــــــــــلا منهلُه لمَن رَشَفْ

عالي السنا رحـبُ الفنا معطي المُنى     حلوُ الجنا لمَـــــــــن دنا ثمَّ اقتطفْ

سامٍ سما حامي الحِمى مـروي الظما     بـــــــحرٌ طما دونـكَ منه فارتشفْ

ما مـــــــــــــــــثله في علمِهِ وحكمِهِ     بعدَ النبيِّ غابـــــــــــراً ومَن سلفْ

أخو رسولِ اللهِ وابـــــــــــــــنُ عمِّه     وصهرُه بأفضـــلِ الوصفِ اتَّصفْ

وارثُ حكمهِ وبــــــــــــــــابُ علمِه     مَن طلــــــــــبَ العلمَ فبالبابِ وقفْ

محكُّ أولادِ الــــــــــــــــــحلالِ حبُّه      فحبُّه عن طاهرِ الأصـــــــلِ كشفْ

مكسِّرُ الأصنامِ ملقي عتــــــــــــــبةٍ     ومرحبٍ والليــــــــثِ عمرو للتلفْ

سائلْ به الخيلَ وسَـــلْ عن سيفِهِ الـ     ـبيضَ وسلْ عـنه الدروعَ والجُحَفْ

يا حبَّذا يومَ الوغى وحـــــــــــــــبَّذا     تعجزُ عن وصـفيهما يا مَن وصفْ

للهِ ما بينـــــــــــــــــــــهما مِن كرمٍ     ما خلــــــــــــــــقا إلّا لخلقٍ يعترفْ

فذاكَ يُقري الضيفَ إن حـــــــلّ بهِ     وذاكَ يُقري الوحشَ في البرِّ الجِيفْ

يا أمَّةَ الــــــــــــــسوءِ التي تخلّفتْ     عــــــــنه وما عنه مدى الدهرِ خَلفْ

تبَّاً لــــــــــــــــــــها مِن أمَّةٍ باغيةٍ     مــــــــــــــا عرفتْ حقّاً له ولم تَخَفْ

وَيْلي لِذِكْرِ السِّبْطِ يَـــــــــوْمَ كَرْبَلا     هَمٌّ وَغَمٌّ وَبَـــــــــــــــــــــلاءٌ وَأَسَفْ

لَهْفي عَلَى مَنْ ظَلَّ ظَمآنَ الــحَشى     وَهْوَ عَلَى الــــــــماءِ الزُّلالِ مُلْتَهِفْ

تَراهُمُ ما عَــــــــــــــــرِفوا محُمَدَّاً     حَقّاً وَما جاءَتْ بِــــــــهِ فيهِ الصُّحُفْ

عَجِبْتُ مِنْهُمْ كَيْفَ لَمْ تَـــــــــــأْتِهِمُ     صاعِقَةٌ وأرْضَهُمْ لَمْ تَنْــــــــــــخَسِفْ

يا دَمْعُ جُدْ وَارْوِ الثَّرى مِنْ بَــعْدِهِ     فَالــــــــــــــحُزْنُ لِلْقَلْبِ عَلَيهِ قَدْ أَلِـفْ

يا آلَ طه قَــــــــــــــــــسَماً بِحُبِّكُمْ     أقسامَ مَنْ بِـــــــــــحُبِّكُمْ صِدْقاً حَـلَفْ

إنَّ ابْنُ سَعْدِ بْنُ نَـــــــــبيسٌ دَهْرُهُ     لا حادَ عَنْ حُبِّكُمْ وَلا صَـــــــــــــدَفْ

وَلَــــــــــــمْ يَزَلْ يَنْظِمُ فيكُمْ دُرَراً     بِـــــــنَظْمِها تَـزْري عَلى دُرِّ الصَّدَفْ

وهذِهِ الْبِكْرُ الَّــــــــــــتي قَدْ زانَها     بِذِكْرِكُـــــــــــــــمْ فَهِيَ مَعانٍ وَطُرَفْ

.....................................

1 ــ أعيان الشيعة ج ٢ ص 276 ــ 277

2 ــ نفس المصدر ص 276 بالرقم 952

كاتب : محمد طاهر الصفار