921 ــ محمد حسن آل ياسين (1350 ــ 1427 هـ / 1931 ــ 2006 م)

قال من قصيدته (في كربلاء):

قصــدتُ شهيدَ (الطفِّ) مُلتجئاً بهِ     ومَن يكُ أولى منه ملجىً وملتجا

أقــــــــــبِّلُ باباً صاغَه اللهُ للورى     طـــريقاً لتحقيقِ الأماني ومنهجا

وألــثمُ قبراً طبَّقَ الأرضَ والسما     سنا بالـدمِ الزاكي الطهورِ ممّوجا

وأستافُ من ذاكَ الضريحِ وتربهِ     عبيـــــــراً بأشذاءِ الجنانِ مُؤرَّجا

أسائله عــــــــــــــند الإلهِ شفاعةً     متى نالــــها الإنسانُ منه فقد نجا

تحقّقَ دنيا بالسعــــــــــادةِ غضَّةً     وديناً بفـــــــــردوسِ الإلهِ مُتوَّجا

الشاعر

محمد حسن بن محمد رضا بن عبد الحسين بن باقر بن محمد حسن بن ياسين بن محمد علي بن محمد رضا بن محسن بن مهدي آل ياسين الخزرجي الكاظمي، من أعلام العراق وأفذاذ الفكر والأدب وعباقرة التاريخ الإسلامي.

ولد في النجف الأشرف من أسرة علمية عريقة تدرج أبناؤها في ميادين العلم والأدب عرفت بـ(آل ياسين) قال عنها السيد جواد شبر: (أسرة آل ياسين عريقة بالعلم والفضل وتعتبر الأسرة الموجهة للناس إلى الخير والكمال وقد توارثت الزعامة الروحية وتولت القيادة الدينية فأحسنت القيادة) (1)

وقال الأستاذ جعفر الخليلي: (آل ياسين في الكاظمين وفي النجف بيت علم وأدب آلت المرجعية إلى جدهم الشيخ محمد حسن آل ياسين، وكان من فحول العلماء والفقهاء وقد استجاب لدعوة الكاظمين فنزلها وأصبح مرجعاً من أهم المراجع الكبيرة وخلفه حفيده الشيخ عبد الحسين آل ياسين الذي آلت إليه الرياسة الروحية في الكاظمين، و قد نبغ للشيخ عبد الحسين أولاد ثلاثة نبوغاً يستدعي الاعجاب في زمان كان عدد النابهين من العلماء كبيراً وكان منهم المجتهد الكبير الشيخ محمد رضا آل ياسين الذي سكن النجف وجمع إلى مقامه العلمي الشهير صفات قلما جمعها مجتهد آخر من حيث التقوى والتواضع والهيئة الروحية، وكان منهم الشيخ راضي الذي لازم مكان الأسرة في الكاظمين فكان من أنبغ رجال العلم ومن أكثرهم دماثة خلق وقد توفي في 1372 هـ، ثم الشيخ مرتضى آل ياسين المقيم اليوم في النجف الأشرف وهو مجتهد من كبار المجتهدين يمثل جانباً كبيراً مما امتازت به هذه الأسرة من الدماثة و الطيبة إلى جانب نبوغها العلمي الموروث والشيخ مرتضى بعد ذلك من كبار رجال الأدب وأحد أئمة الحرف المشرق) (2)

وقد حمل الشيخ محمد حسن آل ياسين هذا الإرث العظيم لأسرته وجرى على منهجهم حيث تكشف صفحات حياته عن نبوغ علمي فريد ورصيد فكري نادر، وعطاء موسوعي ثر قلماً أجتمع لغيره، تمثل فيما خلفه من مؤلفات وتصانيف وتحقيقات وغيرها، تكوّن موسوعة علمية وفكرية وأدبية متنوعة، دلت على سعة ثقافته العامة وانفتاحه على أبعاد المعرفة الانسانية المختلفة.

تلقى آل ياسين تعليمه الأول على يد والده الشيخ محمد رضا آل ياسين الذي عرفته الأوساط العلمية في النجف الأشرف من كبار فقهاء عصره والمرجع الأعلى فيها، فكان المعلم الأول الذي كان له تأثير كبير على صقل شخصية ابنه العلمية، وشحذ مواهبة الأدبية والفكرية فغذاه من روحيته العلمية والأدبية وغرس فيه مقومات الشخصية الإسلامية المثالية من علم وورع وتقوى وخلق، كما كان للمجلس العلمي الذي يقيمه أبوه والذي زخر بمجموعة من العلماء والأدباء، أكبر الأثر في تنمية قابلياته العلمية والذهنية، فأكمل دراسته بمراحلها المتعددة على يد كبار علماء عصره فحضر مجالس الشيخ عباس الرميثي، والشيخ محمد طاهر آل راضي، والأبحاث العالية على يد الشيخ مرتضى آل ياسين، والسيد الخوئي، والشيخ عبد الكريم الجزائري، إضافة إلى والده، ودخل منتدى النشر على يد الشيخ محمد رضا العلوي.

إلى الكاظمية

انتقل الشيخ آل ياسين من النجف الأشرف إلى مدينة الكاظمية المقدسة بعد وفاة عمه الشيخ راضي آل ياسين عام (1371هـ/ 1952م) ونزل بها مرشداً ومبلغاً لأحكام الدين وإمامة الجماعة.

قال الأستاذ عبد الكريم الدباغ: (حدثني هو - رحمه الله - عن سبب ذلك فقال: قدمت إلى الكاظمية لحضور مجلس فاتحة المرحوم عمي الشيخ، وفي اليوم الثالث منه، صعد المنبر خطيب الكاظمية الشيخ كاظم آل نوح، وبعد أن تكلم بما ينبغي في هذا المقام، وجه كلامه إلى الحاضرين (من الكاظميين) وقال: إذا كنا قد فقدنا الشيخ راضي بالأمس، فان بينكم الآن ابن أخيه الشيخ محمد حسن (ونوه بفضله وعلمه وفائدة وجوده)، فلا يفوتنكم الرجل، والتمسوا منه البقاء، فانه نعم الخلف لخير سلف.) (3)

وقال عنه الأستاذ علي الخاقاني: (كان مثال الإنسان الذكي الوديع، جمع إلى حسن الخلق والسيرة المثلى، العلم والأدب الوافر، وإلى معرفة الله والتحلي بالدين الصحيح...) (4)

وقال الدكتور حسين علي محفوظ: (كان من أمثلة العلماء العاملين، الذين أنجب بهم هذا البيت الكريم العظيم، ومن مفاخر الكاظمية ومآثرها، كان من الهمم الكبار، في خدمة الدين والعلم والأدب ومن معارف الثقافة والمجتمع) (5)

في الكاظمية بدأت رحلة آل ياسين الطويلة مع الكتابة والتي امتدت إلى نصف قرن، حتى أصبح علماً من أعلام الكتابة البارزين في العراق والعالم الإسلامي، أثرى المكتبة العلمية والثقافية الإسلامية بمؤلفات عظمية تركت بصمات واضحة لا تمحى في ذاكرة التاريخ العلمي الإسلامي، وإضافة إلى تآليفه فقد عرف الشيخ آل ياسين بنشاطه الثقافي الدؤوب والمتميز، فأسس دار المعارف للتأليف والترجمة والنشر في مدينة الكاظمية المقدسة، كما أنشأ مكتبة الأمام الحسن (عليه السلام) العامة وترأس الجمعية الإسلامية للخدمات الثقافية، وأشرف على تحرير مجلة (البلاغ) كما كان لمحاضراته العلمية والفكرية القيمة تأثير كبير وصدى واسع في النفوس، وخاصة في ليالي شهر رمضان المبارك من كل عام في جامع آل ياسين الذي كان مركزاً لنشاطه العلمي والديني والثقافي والتربوي والاجتماعي، وشهد له جامع إمام طه في بغداد (قرب ساحة الرصافي) العديد من النشاطات التوجيهية والتربوية، وكانت بعض مؤلفاته من منشورات وإصدارات هذا الجامع.

عُيِّن الشيخ آل ياسين عضواً في المجمع العلمي العراقي، وعضواً مؤازراً في مجمع اللغة العربية الأردني في السنة ذاتها، وزميلاً في هيأة ملتقى الرواد، كما اختير عضو شرف في المجمع العلمي العراقي، وعضواً في لجنة إعداد معجم للنظائر العربية للمفردات المستعملة في الحضارات العراقية القديمة اعتماداً على المعجم الآشوري (الذي أصدرته جامعة شيكاغو)، وعضواً في هيئة ملتقى الرواد العراقيين.

أربت مؤلفاته في مختلف العلوم على المائة عنوان و74 تحقيقاً سوى الدراسات والبحوث التي كان ينشرها في مجلة (المجمع العلمي العراقي). وإضافة إلى إلمامه الواسع بكافة العلوم الدينية واللغوية والتاريخية والسير والتراجم والمعاجم والفلسفة والأدب والفقه والاجتماع، فقد كان يمتلك شاعرية كبيرة تجمع بين المتانة والقوة والبديع والبلاغة، كما تضمنت أشعاره الكثير من المعاني المبتكرة والاسلوب الهادف الرصين.

مؤلفاته

شملت مؤلفاته كافة العلوم الدينية واللغوية والتاريخية والسير والتراجم والمعاجم والفلسفة والأدب والفقه والاجتماع وغيرها. وفي عرض سريع لمؤلفاته يتضح لنا مدى موسوعية الرجل وغزارة علمه في شتى العلوم والمعارف، ففي مجال شخصيات التاريخ الإسلامي ألف الشيخ آل ياسين العديد من الكتب استعرض فيها كوكبة من الشخصيات اللامعة في التاريخ الإسلامي والتي كان لها دور كبير وبارز في دعم الرسالة الإسلامية والدفاع عنها، فكتبت بجهادها ودمائها أروع الصفحات إشراقاً في التاريخ البشري حيث تناول الشيخ آل ياسين في هذه الكتب حياة:

1 ــ حمزة بن عبد المطلب.

2 ــ مصعب بن عمير

3 ــ سعد بن الربيع

4 ــ سعد بن معاذ

5 ــ زيد بن حارثة

6 ــ جعفر بن أبي طالب

7 ــ أبو ذر الغفاري

8 ــ أبو الهيثم بن التيهان

9 ــ الحباب بن المنذر

10 ــ حجر بن عدي الكندي

11 ــ عمرو بن الحمق الخزاعي

12 ــ حذيفة بن اليمان

13 ــ خزيمة بن ثابت

14 ــ زيد بن صوحان

15 ــ سعد بن الربيع

16 ــ سعد بن عبادة

17 ــ سعد بن معاذ

18 ــ سلمان الخير

19 ــ سهل بن حنيف

20 ــ صعصعة بن صوحان

21 ــ عبادة بن الصامت

22 ــ عبد الله بن بديل

23 ــ عثمان بن حنيف

24 ــ عمار بن ياسر

25 ــ قيس بن سعد بن عبادة

وقد تحدث عن هذه الشخصيات العظيمة بالتحليل المبسط والعرض الوافي مبيناً دورها في مسيرة الإسلام، وسيرتها الجهادية وجوانبها المضيئة.

أما في مجال الدفاع عن الفكر الديني والرد على المتطاولين عليه فقد ألف الشيخ آل ياسين كتابه القيم (في رحاب الإسلام) وهو عبارة عن مسائل فلسفية بين المادية والإسلام، تضمّن عدة بحوث قيمة بهذا الشأن وقد بين فيها مقصده من تأليفه هذا الكتاب بقوله: (إذ كان منها ما قُصد به وجه العلم والبحث عن الحقيقة حين كتب، ومنها ما أريد به البيان والإيضاح رداً على بعض من تناول الفكر الديني بالحديث أو تطاول عليه).

وقد تضمّن هذا الكتاب الذي يقع في (520) صفحة من البحوث المهمة ما يلي:

1- المادة بين الأزلية والحدوث.

2- الإنسان بين الخلق والتطور.

3- الشباب والدين.

4- هوامش على كتاب نقد الفكر الديني.

وقد طبعت هذه البحوث عدة مرات، كما طبع الكتاب كاملاً في العديد من العواصم العربية ولأكثر من مرة، ولبيان أهمية هذا الكتاب وما أحدثه من صدى وتأثير في نفوس قرائه فقد قدم له الناشر مقدمة وافية في معرض التعريف بالكتاب جاء منها:

(وها هو الإسلام بلسان دعاته وعلمائه يتصدّى لقضايا العصر وشؤون الفكر ويدخل ميدان الصراع بين المبادئ ويخرج منها مرفوع الراية وظاهراً على كل أعدائه ومخالفيه، وهذا الكتاب هو السجل الذاتي الذي دوّن فيه أحد علماء الإسلام المتخصصين موقف الإسلام، وآرائه ومناهجه في قضايا فكرية معاصرة، كقضية المادية والأزلية والموجد الأول وأصل الحياة ونظرية التطور والكتاب بهذا المحصول الغني إسهام كريم يصب في حصيلة الإسلام الفكرية).

ويعد هذا الكتاب من أهم وأبرز كتب الشيخ آل ياسين على الصعيد الفكري والعلمي، ومن الكتب المهمة له كتابه: (الأرقام العربية مولدها، نشأتها، تطورها)، وهو من مطبوعات المجمع العلمي العراقي وقد أحدث هذا الكتاب أثراً كبيراً في الأوساط العلمية والأدبية والفكرية وقد دارت حوله نقاشات ومؤتمرات وكتب عنه العديد من الباحثين مقالات وبحوثاً في المجالات العلمية.

كما خاض الشيخ آل ياسين ميدان المعاجم فألف (معجم النبات والزراعة) بجزئين وهو أيضاً من مطبوعات المجمع العلمي العراقي ويقع هذان الجزآن في (1130) صفحة، ويضم هذا المعجم أسماء النبات وتسمية كل نبت بما ذكر وبيان ما يتعلق بكل نوع من أنواعه وفصيلة من فصائله، وما يتعلق بواحدة أيضاً من أسماء أغصانه وورقه وأصله وفرعه وورده وثمره وفجه وناضجة ورطبه ويابسه وغضه وقديمه وسائر ما يتصل به، وقد رتب كل ذلك على نسق حروف الهجاء, وكان يولي عناية فائقة بالمعاجم وحفظهما من الضياع و ظلت هذه الفكرة تشغله حتى ألف كتاباً بهذا الصدد هو: (المعجم الذي نطمح إليه) استعرض فيه المعاجم العربية مبتدئاً بالعين للفراهيدي.

وقد أٌقترح في كتابه هذا حفظ هذه المعاجم بقوله: (أن الحل الأوحد الذي يضمن الفائدة الشاملة والمراجعة الميسرة ويوفر الوقت والجهد ومدة البحث هو جمع معجمات العربية كلها في معجم واحد، يضم أشتاتها ضماً تاماً أميناً لا زيادة فيه ولا نقصان ويعرضها على طلابها وقرائها بنسق مبسط ونظام موحد مع الحفاظ الكامل على كل معجم منها من ذاتية خاصة ووجود متميز صيانة للتاريخ اللغوي في تسلسله الطويل ولأولئك اللغويين الأفذاذ على امتداد التاريخ من الذوبان والنسيان).

وكان همّه سلامة اللغة وحفظها فدعا إلى معالجة المسائل اللغوية التي كانت موضع الجدل والأخذ والرد من قبل لجنتي (الأصول) و(اللغة العربية) وهما اللجنتان المعنيتان بتقعيد القواعد اللغوية والفتوى في الصحيح والغلط من الصيغ والتراكيب والألفاظ المتداولة، فقدم هذه المسائل ومعالجاتها ودونها في مذكرات إلى هاتين اللجنتين بصفته عضواً عاملاً في المجمع العلمي العراقي، وكانت هذه المسائل تستحق العناية والاهتمام ودارت بشأنها المطارحات والمناقشات وتبادل المعلومات وكعادته في نشر العلم وزيادة الفائدة على المعنين من غير أعضاء المجمع العراقي، فقد قدم هذه المذكرات للنشر فصدرت له في مجلة المجمع العلمي العراقي في المجلدين الثامن والثلاثين والتاسع والثلاثين بـ (80) صفحة.

وكان الشيخ آل ياسين من رواد النشر في هذه المجلة يرفد قراءها ببحوثه العلمية و اللغوية القيمة، أما في الفقه فقد كان له باع طويل فيه وهو أول تعليمه على يد والده وقد كتب تقريراته وطبعت تحت عنوان (على هامش كتاب العروة الوثقى).

كما كانت له بصمات واضحة في علوم القرآن والتفسير ومما ألف في هذا الشأن (في رحاب القرآن) و(نهج الشيخ الطوسي في التفسير).

أما في العقائد فنلمح له في كل أتجاه أثر مما ألف في ذلك (العدل الإلهي)، و(النبوة)، و(المهدي المنتظر)، و(الإمامة)، و(الله بين الفطرة والدليل)، و(الإسلام ونظام الطبقات)، و(بين يدي المختصر النافع)، و(التخطيط القرآني للحياة)، (سيرة الأئمة الأطهار).

وفي العلوم المختلفة تبرز لنا هذه العناوين لكتبه: (تاريخ المشهد الكاظمي)، و(شعراء كاظميون)، و(تاريخ الصحافة في الكاظمية)، و(الصاحب بن عباد)، و(مفاهيم إسلامية عامة)، و(المبادئ الدينية للناشئين)، و(الإسلام بين المرجعية والتقدمية)، و(الإسلام والرق)، و(الإسلام والسياسة)، و(الشيخ المفيد)، و(نصوص الردة في تاريخ الطبري)، و(مالك بن نويرة.. حياته وشعره).

في ميدان التحقيق

ولم يقتصر إبداع الشيخ آل ياسين على مجال التأليف بل امتد إلى التحقيق كجانب آخر في مشروعة العلمي والفكري، فلعبت جهوده في التحقيق دوراً كبيراً في رفد الساحة العلمية والفكرية والأدبية, وفي اطلاع القارئ على انجازاته في هذا المجال يكتشف مدى قدرته في التحقيق, فمن الكتب التي حققها (المحيط في اللغة، والفصول الأدبية، والإقناع، والتذكرة ــ لكافي الكفاة الصاحب أسماعيل بين عباد (326 ــ 385هـ)، و(العباب الزاخر واللباب الفاخرــ للحسن بن محمد الحسن الصنعاني (577- 650هـ)، و(ديوان أبي الأسود الدؤلي ــ صنعة أبي سعيد السكري)، و(من وافقت كنيته كنية من الصحابة ــ لأبي الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري)، و(كتاب الشجر والنبات، وكتاب النخل، وكتاب السحاب والمطر، وكتاب الأزمنة والرياح ــ لأبي عبيد القاسم بن سلام المتوفي سنة (224هـ)، و(ديوان الخبز أرزي المتوفي سنة (317 هـ) بخمسة أقسام نشرت في مجلة المجمع العلمي العراقي)، و(مسألة في خبر مارية القبطية، وإيمان أبي طالب ــ للشيخ المفيد)، و(التنبيه على حدوث التصحيف ــ للأصفهاني)، و(شرح قصيدة الصاحب بن عباد ــ للقاضي جعفر بن أحمد البهلولي)، و(شرح مشكل أبيات المتنبي ــ لأبن سيدة)، و(معاني الحروف ــ للرماني)، و(الشافي ــ للسيد مرتضى)، و(مقدمة في الأصول الاعتقادية ــ للشريف الرضي).

كما شمل سعيه الحثيث وعمله الدؤوب في نشر العلم عنايته بالمخطوطات فقد أخذ على عاتقه تحقيق ما وجده منها وتقديمها إلى الساحة العلمية والأدبية بشكل ميسّر على القرّاء.

وقد صدر عن (دار المؤرخ العربي) موسوعة في ثمانية عشر جزءاً ضمت أعماله الكاملة التي ألّفها طيلة حياته.

في عام 1980م اعتزل الشيخ آل ياسين الكتابة وتوقف عن نشاطاته كلياً ولزم داره حزناً على ابن عمته آية الله العظمى السيد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر الذي أعدم على يد الطاغية المقبور وبقي ملازماً داره حتى فارق الحياة وشيِّع تشييعاً مهيباً ودفن في الصحن الكاظمي الشريف وأقيمت مجالس الفاتحة على روحه في الكاظمية وإيران ولبنان.

وقد رثاه عدد من الشعراء منهم ولده الدكتور محمد حسين آل ياسين، والأستاذ راضي مهدي السعيد، والشاعر الأستاذ محمد سعيد الكاظمي، والشاعر رياض عبد الغني، والشاعر عبد الهادي بليبل، وأرخ وفاته الأستاذ عبد الكريم الدباغ

كما ألقيت الكلمات من قبل عدد من الأعلام في تأبينه.

شعره

قال في قصيدته (يا رسول السلام) بمناسبة المولد النبوي الشريف:

أشرق الـــــــــــــكونُ بالسنا يتوقّدْ     حينما أشرقَ الــوليدُ (محمدْ)

حــــــادثٌ هزّ عالمَ الأرض بُشراً     فانحنتْ عنـــــده العوالمُ سُجَّدْ

لاحَ في عالمِ الـــــــــــجهالةِ بدراً     يهتدي الكونُ فـي سناهُ ويُرشدْ

وتراءى في ظلمةِ الـــشركِ نوراً     عبقريــاً لنــــارِ فـــارسَ أخـمدْ

ثم غـــاضتْ مـــــــيــاهُ ساوةَ لمَّا     أن طــــما بحرُه الخضمُّ وأزبدْ

كانتِ العــــــــربُ قبلَ ميلادِ طهَ     في دجىً حالكِ الأساريرِ أسودْ

أمَّـــــــــة سادها الضلالُ وشعبٌ     بالتقاليدِ والــــــــــــشقاءِ مُصفّدْ

جحدوا اللهَ إذ أضاعوا حــــجاهمْ     لستُ أدري كيفَ المُكوِّنُ يُجحدْ

فأزالَ الظلامَ في خـــــــــيرِ دينٍ     ولأشتاتِ أمَّةِ العــــــــربِ وحَّدْ

وهداهمْ بنـــــــــــــورِهِ خيرُ نهجٍ     بالمعالي وبـــــــــــالرشادِ مُعبَّدْ

سَلْ رمالَ الصحراءِ كـمْ مِن فتاةٍ     ضمَّها من سفاسفِ الـرأي توأدْ

نـــــحتوا من صفا الحـجارةِ ربّاً     هوَ من دونِ مــبدعِ الـكونِ يُعبدْ

فبدتْ قــــــــبسةٌ أضاءَ لـها الأفـ     ـقُ وراحــــتْ في نورِهــا تتوقَّدْ

ويقول في قصيدته (غدير علي) والتي القاها بمناسبة يوم الغدير عام 1949:

قــمْ تقرَّ التاريخَ سفراً فسفراً     واستبنْ موقفَ الركابِ المسافرْ

وانــقعِ القلبَ مِن غديرِ عليٍّ     واســـــــــتبِقْ وارداً إليهِ وبادرْ

واشهدِ الحفلَ والنبيُّ خطيبٌ     فيه ينهــــي آمراً مِن اللهِ صادرْ

شارحاً من جلالِ حيدرَ مَتناً     وقفَ الدهـــــرُ دونه وهوَ حائرْ

مُفصــــــحاً أنّه أميرُ البرايا     وإمامُ الهـــــــدى وربُّ المفاخرْ

ووليُّ الإلــــهِ شـبلُ المعالي     صاحبُ الحوضِ خيرُ ناهٍ وآمرْ

إنه الكفؤ للإمـــــامةِ لا غيـ     ـرَ بنصٍّ مِن الـــــمهيمنِ صادرْ

عقدَ التاجَ للوصــــيِّ فدوّى     بشعابِ البيداءِ زهــــــوُ البشائرْ

وتعالى الهتافُ يخترقُ الجوَّ     برنّاتهِ العِذابُ الســـــــــــواحرْ

وتـهادى (عليُّ) يحملُ إكليـ     ـلَ المعالي مبلّجَ الوجـــهِ زاهرْ

وتــرامتْ على يديهِ أيادِ الـ     ـجمعِ تُبدي له خداعَ الضـــمائرْ

يا أميرَ البيانِ والحقِّ والديـ     ـنِ تقبَّلْ مني تحيــــــــاتِ شاعرْ

............................................

1 ــ أدب الطف ج 10 ص ١٦

2 ــ موسوعة العتبات المقدسة ج 11 ص 118

3 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 6 ص 155

4 ــ شعراء الغري ج 7 ص 546

5 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 6 ص 158

كما ترجم له وكتب عنه:

الأستاذ عبد الكريم الدباغ / كواكب مشهد الكاظمين ج 1 ص 357 ــ 378

حميد المطبعي / أعلام العراق في القرن العشرين ج 1 ص 186

الشيخ محمد هادي الأميني / معجم المطبوعات النجفية ص 76 ، 86 ، 371

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 3 ص 133

الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 1 ص 74

كامل سلمان الجبوري معجم الأدباء ج 5 ص 230 ــ 231

طارق الخالصي ــ الشيخ محمد حسن آل ياسين حياته وآثاره

 

 

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار