920 ــ كاظم كاشف الغطاء (1304 ــ 1379 هـ / 1886 ــ 1959 م)

الشيخ كاظم بن موسى بن محمد رضا بن موسى بن جعفر الكبير كاشف الغطاء، عالم وأديب وشاعر، ولد في النجف، وتوفي أبوه في طهران وله من العمر سنة واحدة فنشأ يتيماً في دار جده فكفله عمه ووالد زوجته الشيخ علي كاشف الغطاء (صاحب كتاب الحصون المنيعة في طبقات الشيعة)، ثم ابن عمه الشيخ أحمد كاشف الغطاء.

كاظم كاشف الغطاء (1304 ــ 1379 هـ / 1886 ــ 1959 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (34) بيتاً:

بنفســـــي رؤوساً طيباتٍ بـ(كربلا)      ترادتْ بـسيفِ الظـلمِ حُزَّ لها نحرُ

بنــــفسي رؤوساً زاهراتٍ تطالعتْ      وما غير رأسِ الرمحِ كان لها قبرُ

وإن أنسَ مهما أنسَ لا أنسَ رُضَّعاً      عطاشى وإنَّ المـــــاءَ حولهمُ وفرُ (1)

الشاعر

الشيخ كاظم بن موسى بن محمد رضا بن موسى بن جعفر الكبير كاشف الغطاء، عالم وأديب وشاعر، ولد في النجف، وتوفي أبوه في طهران وله من العمر سنة واحدة فنشأ يتيماً في دار جده فكفله عمه الشيخ علي كاشف الغطاء (صاحب كتاب الحصون المنيعة في طبقات الشيعة)، ثم ابن عمه الشيخ أحمد كاشف الغطاء.

درس كاشف الغطاء في الصحن الحيدري الشريف عند الكتاتيب ودرس مقدمات العلوم على يد ابن عمه الذي كفله، ثم درس على يد الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء، والسيد عيسى كمال الدين، والشيخ عبد الرسول الجواهري، ودرس المنطق على يد الشيخ هادي كاشف الغطاء، والسيد أبي الحسن الأصفهاني، والشيخ عبد الكريم شرارة، ودرس الهيأة والفلك لدى السيد هبة الدين الشهرستاني. (2)

وقد تزوج من ابنة عمه الذي كفله ورباه الشيخ علي كاشف الغطاء (صاحب كتاب الحصون المنيعة في طبقات الشيعة) (3)

قال عنه الأستاذ علي الخاقاني: (من الرجال الروحيين الذين عرفوا بالأناة والحلم والتحلي بالخلق الرفيع...) (4)

وقال السيد جواد شبر: (أدركت أيامه فكان مثالاً لطهارة القلب وحسن الخلق وطيب المعشر وكنت أقرأ على أساريره النور فلا تفارقه الابتسامة وأثر السجود بين عينيه، وكثيراً ما كان يحضر مأتم سيد الشهداء ويشجعني كثيراً على خدمة المنابر ولا زلت أحتفظ بأشعاره بخط يده إذ كان يتأثر بمنابري فينظم القطعة الشعرية ويثنى على تلك الروحانية...) (5)

وقد نزح كاشف الغطاء إلى قرية (البصيرة) في الحلة وبقي فيها سنينا وكانت له مزرعة فيها، فأقام فيها عالماً وهادياً ومصلحاً بين الناس وقضاء حوائجهم وبعد وفاة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء رشحته أسرته لإقامة الصلاة وتسنم المرجعية غير أنه رفض رفضاَ قاطعاَ (6)

وبقي في الحلة حتى وفاته فيها ودفن في النجف الأشرف. (7)

شعره

قال من قصيدته الحسينية التي قدمناها وتبلغ (34) بيتاً:

أيا عترةَ المختـــارِ والـــــسادةَ الطهرِ      وآلَ رسولِ اللهِ والأنــــــــــجمُ الزهرُ

ويا علّةَ التكويــــــــــــــنِ والآيةَ التي      تحيَّرَ في إدراكِـــــــــها الــلبُّ والفكرُ

بني أحــــــــــــــمدٍ أنتمْ مـعادنُ حكمةٍ      فـــــــــــــــعلمكمُ كنزٌ وجــودكمُ بحرُ

وأمركمُ رشدٌ وسيرتـكمْ هـــــــــــــدى      وذكـــــــــــركمُ وردٌ ومــــدحكمُ ذكرُ

بكمْ قامَ دينُ اللهِ بعــــــــــدَ انــــدراسِهِ      بكمْ ظهرَ الإسلامُ وانــــطــمسَ الكفرُ

لقد فرضَ الــــــــــرحمنُ أجــــرَ نبيِّهِ      مودّةَ ذي القـــــــــــربى لتبلـيغِه أجرُ

أدينُ بـــــحبِّ المــصطفـى وولائـــكمْ      مدى الدهرِ حتى ينقضي مـنيَ العمرُ

ولا ذخرَ عندي فـي القيــــامةِ غيركمْ      وكلُّ رجائي أن يخلّصـــــــني الذخرُ

فيا ربِّ ثبِّتني علـى الــــــحبِّ والولا      لآلِ رسولِ اللهِ ما سطعَ الــــــــــــبدرُ

ويا ربِّ وفِّقني لـنــــظمِ مـــــــديحِهمْ      وباركْ عـــــــــــليهم كلّما طلعَ الفجرُ

لــــــكمْ في كتـــــابِ اللهِ أجلى مدائحٍ      وشاهدُ صدقٍ فيكمُ هــــــلْ أتى الدهرُ

تنوِّهُ طــــــــــــــــــــه والنبا بمديحِكم      ويسَ والأنــــــــــــــفالُ تشهدُ والقدرُ

كـــذا سورةُ الأعرافِ قد شهدتْ لـكمْ      وفي جلِّ آياتِ الكتـــــــــابِ لكمْ ذكرُ

وكمْ قد أتتْ مِن آيةٍ فـــــــــــي أمــيةٍ      ليُخزى بها حربٌ ويُرمـى بها صخرُ

بهمْ قامَ رأسُ الشركِ واشتدَّ ركـــــنُه      وفــــــيهمْ تفشّى الظلمُ وانتشرَ الجورُ

وكمْ قد أذاعوا الفسقَ والزورَ والخنا      ومنهمْ وفــــــي أبيـاتِهم يعصرُ الخمرُ

وقادوا على الإســــلامِ جيشَ ضلالةٍ      فلمْ تنسه الأجــــــــــيالُ ما تُليَ الذكرُ

لقد لُعنوا في محكمِ الـــــــــذكرِ لعنةً      يدومُ بها عصرٌ ويُفــــــنى بها عصرُ

وقد حاربوا نسلَ النبيِّ وسبــــــــطَه      تــــــــــــــــطالبهمْ ثاراً بما فعلتْ بدرُ

وجاءوا بسبي الطاهراتِ حواســـراً      تحجبنَ بالــــــــراحاتِ إذ سُلِبَ السترُ

مُــــــــــــــــحجَّبةً في نورِ آلِ محمدٍ      فلمْ ترها شمسٌ ولـــــــــــم يرَها بدرُ

مخدَّرةً قد عــــــــــــــظّمَ اللهُ خدرَها      بقينَ بلا خدرٍ وقد نُهبَ الـــــــــــخِدرُ

لقد وطئوا في خيلِهمْ صـــــدرَ أحمدٍ      بـــــــــــوطئِهمُ شلواً به استودِعَ السرُّ

ومُذ رفعوا رأسَ الحسـينِ على القنا      تطوفُ بـــــــــــه البلدانَ عسَّالةٌ سمرُ

ألا عميتْ تلكَ العيونُ الـــــتي رأتْ      مُحيَّاهُ مخضوباً وأعـــــــــــينها شزرُ

بــــــــنفسي دماءً زاكياتِ وقد غدتْ      تُــــــــــــراقُ بلا ذنبٍ وليسَ لها وترُ

بنفسي جــسوماً طاهراتٍ وقد غدتْ      تُداسُ بجردِ الخيلِ قد رُضِّضَ الصدرُ

بنفســـــي رؤوساً طيباتٍ بـ(كربلا)     ترادتْ بـــــــسيفِ الظـلمِ حُزَّ لها نحرُ

بنــــفسي رؤوساً زاهراتٍ تطالعتْ     وما غير رأسِ الــــــرمحِ كان لها قبرُ

وإن أنسَ مهما أنسَ لا أنسَ رُضَّعاً     عطاشى وإنَّ المـــــــــــاءَ حولهمُ وفرُ

وإن أنسَ لا أنـــسى الحسينُ مُجدَّلاً      وأصحابُه صرعى مـــــــــجدَّلةٌ جزرُ

يموتُ بأرضِ الـطفِّ ظمآنَ ساغباً      يُشالُ له رأسٌ يُداسُ له ظــــــــــــــهرُ

فيا ليتَ جسمي كان دونَ جسومِهمْ      وليتَ دمــــــــــي دونَ الدماءِ لهمْ هدرُ

ولو قبلوا مني الــــــــــفداءَ فديتهمْ      بأهلي ومالي والــــــــــنفيسُ هوَ العمرُ

وقال في تشطير بيتين للسيد محسن القزويني في الإمامين الجوادين (عليهما السلام):

بأعتابِ الـــــــجوادينِ استجرنا      وفــــي أبوابِهم ذقنا الرحيقا

وتحــــــــتَ رواقِهم لذنا جميعاً      فلا نخشى من النارِ الحريقا

وكــــــيفَ تمسُّني نارٌ وعُودي      بهمْ أغصانُه اندفعتْ عروقا

ولا أخشى الذبولَ وإنَّ غُصني      بماءِ ولائِـــــهم أمسى وريقا (8)

وقال من قصيدة في أهل البيت (عليهم السلام):

بحبِّ رسولِ اللهِ والعتــــــــــرةِ التي      بهمْ سارتِ الأفلاكُ والشمسُ تشرقُ

أموتُ وأحيا مُــــــــــــستهاماً بحبِّهمْ      وأرجـــــــو مِن الرحمنِ أنّي أرزقُ

سعــــــــــــادةُ دارِ الحقِّ فيها مُنعَّماً      وفيهمْ مِن الــــــــنيرانِ أنجو وأعتَقُ

وأرجو خلاصي في الحسابِ بحبِّهمْ      وكلُّ ذنوبي فــــــــــي القيامةِ تُمحقُ

فمِن أجلِهمْ كلُّ الخلائقِ أوجــــــدتْ      ولا كانَ شيءٌ فــــــــي البريةِ يُخلقُ (9)

.......................................................................................

1 ــ شعراء الغري ج 7 ص 168 ــ 270

2 ــ نفس المصدر ص 164 ــ 165

3 ــ شعراء الغري ج 7 ص 164 ــ 165

4 ــ شعراء الغري ج 7 ص 165

5 ــ أدب الطف ج 10 ص 145

6 ــ شعراء الغري ج 7 ص 165

7 ــ أدب الطف ج 10 ص 145

8 ــ شعراء الغري ج 7 ص 170

9 ــ شعراء الغري ج 7 ص 170