917 ــ علي كاشف الغطاء (1197 ــ 1253 هـ / 1783 ــ 1837 م)

علي كاشف الغطاء (1197 ــ 1253 هـ / 1783 ــ 1837 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (66) بيتاً:

مررتُ بـ (كربلا) فـأهاجَ وجدي     مصارعُ فتيةٍ غـــــــرٍّ كرامِ

حــــــمـاةٍ لا يـضـامُ لـهـم نـزيـلٌ     أمـاجـدُ بُـرِّئوا مــن كـل ذامِ

قبـورٌ تــــــــنطفُ العبراتُ منها     كما نطفَ العبيرُ على الأكامِ (1)

ومنها:

ألا يـــــا (كربلا) كـم فـيـكِ بدرٌ     علاهُ الخسفُ من قبلِ التمامِ

وكم غصنٍ بأرضِكِ جبَّ غضاً     يُـــــفدَّى بالنفوسِ من الكرامِ

وكمْ مـن آلِ أحــــــمـدَ مـن أبيٍّ     قضى ظمأً ولجَّ الماءَ طامي

الشاعر

الشيخ علي بن جعفر بن خضر المالكي الجناجي (2)

بن محمد بن يحيى بن مطر بن سيف الدين بن هديب بن حرحد بن علي بن صقر بن أبي ورّام بن أبي فراس بن عيسى بن أبي النجم بن ورَّام بن حمدان بن خولان بن إبراهيم بن مالك الأشتر (رضوان الله عليه). (3)

من أعلام أسرة كاشف الغطاء العلمية في النجف الأشرف والتي برز منها أفذاذ العلماء وأعلام الفقهاء والأدباء، وجاء لقب الأسرة نسبة إلى كتاب (كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرَّاء)، وهو كتاب في الفقه والأحكام، ألّفه آية الله الشيخ جعفر كاشف الغطاء (1156 ــ 1228 هـ / 1743 ــ 1814 م) والشيخ جعفر هو والد الشيخ علي (4)

وقد نزحت هذه الأسرة من الحلة إلى النجف الأشرف قبل ثلاثة قرون وأول من سكن النجف جدها الأعلى الشيخ خضر بن يحيى المالكي قادماً من الحلة وقد برز من أسرته الكثير من الأعلام. (5)

درس الشيخ علي على يد والده العلم الشيخ جعفر الكبير، وأخيه الشيخ موسى ولما توفي أخوه الشيخ موسى تصدى للمرجعية وكان يقيم في السنة ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر في كربلاء، يشتغل فيها بالتدريس

قال السيد محسن الأمين: (ورد إلى كربلاء لبعض الفتن التي وقعت في النجف، مع أخيه الشيخ موسى فأكب عليهما الفضلاء من أهل العلم وكانت كربلاء يومئذ هي محط الطلبة فيها ألف فاضل من علماء إيران يحضرون دروس شريف العلماء فحضر بعضهم درس الشيخين فاستحسنوا فقههما ومكانا يدرسان الفقه لا غير ثم عاد المترجم بعد ستة أشهر مع أخيه الشيخ موسى إلى النجف وفي تلك السنة توفي شريف العلماء فورد النجف ألف طالب من طلبة كربلاء وسكنوا النجف حباً بدرس المترجم وأخيه الشيخ موسى ثم توفي الشيخ موسى فاستقل الشيخ علي بالتدريس ومنها صارت النجف مرجعا لأهل العلم من إيران وقبلها كربلاء ولم يكن في النجف طلبة من إيران) (6)

وقد تخرج عليه كثير من العلماء الأعلام الذين تصدروا مجالس التدريس والحوزة العلمية منهم:

الشيخ مشكور الحولاوي

الشيخ مرتضى الأنصاري

الآخوند زين العابدين الكلبايكاني ــ وله منه إجازة

الشيخ جعفر التستري

الشيخ أحمد بن عبد الله الدجيلي

الشيخ حسين نصار

الشيخ طالب البلاغي

السيد المير عبد الفتاح الحسيني المراغي ــ صاحب عناوين الأصول

السيد مهدي القزويني ــ صهره

الفقيه الشيخ راضي بن محمد ــ ابن أخته

الشيخ مهدي كاشف الغطاء ــ ابنه

السيد علي الطباطبائي

السيد حسين الكوهكمري التبريزي النجفي المعروف بـ الترك

الحاج ملا علي الخليلي، وأخوه الحاج ميرزا حسين الخليلي (7)

له من المؤلفات:

شرح خيارات اللمعة ــ مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة 1422 ه‍ـ

رسالة في حجية الظن ــ مفصلة

القطع والبراءة والاحتياط

تعليقة على رسالة والده بغية الطالب لعمل المقلدين (8)

يقول الخاقاني في ترجمته: (وكانت له اليد الطولى في المعقول، وأما فقاهته فمما اتفق عليه المؤالف والمخالف، وأذعنت له علماء عصره... وكان مع جلالته وهيبته وعظمته وفضياته كثير التأدب والاحترام والطاعة لأخيه موسى، وكان أخوه أيضاً يحترمه ولا يرى الدنيا إلا به لفضله وتقواه، وكان إذا أتته الحقوق الكثيرة من بلاد إيران وأذربيجان فرقها سريعاً دفعة واحدة على الفقراء والمساكين ولم يأخذ منها درهماً واحداً، وكان يقنع بمعيشته ونفقة أهله وعياله على عائد بعض الأراضي التي تحت يده وعلى الهدايا والانعامات التي ترد إليه أو يرسلوها من الأقطار حسبما أخبر وكيله الحاج إبراهيم شريف الذي كان معتمده ووكيله، وكان قبله معتمدا ووكيلا عند أخيه الشيخ موسى، ونقل عنه الثقات أنه كان يطوف بنفسه ليلا على الأرامل واليتامى ويطرق عليهم الأبواب بعد أن تهدأ العيون من الناس ويدفع لهم الصرر من الدراهم ولا يخبرهم بنفسه من هو، كل ذلك تأسيا بأئمته الأطهار، وأتم بناء المسجد الذي بجنب مقبرتهم لأن أخاه الشيخ موسى بنى أساسه ولم يتمه وتوفي ثم هو أقامه وأتمه وكانت الجماعة تقام معه فيه (9)

قال عنه سبط أخيه الشيخ علي بن محمد رضا بن موسى بن جعفر كاشف الغطاء: (كان عالماً فاضلاً ورعاً زاهداً عابداً فقيهاً أصولياً مجتهداً ثقة عدلا محققاً مدققاً جليل القدر عظيم المنزلة انتهت إليه رئاسة الإمامية ورجعت إليه بعد أبيه وأخيه الشيخ موسى كافة الشيعة في سائر الأقطار وقام بأمر التدريس والفتوى بعدهما). (10)

وقال السيد محسن الأمين: (كان عالماً فاضلاً، ورعاً زاهداً عابداً، فقيهاً اُصولياً مجتهداً محقّقاً مدقّقاً، شاعراً أديباً، جليل القدر عظيم المنزلة، وله مشاركة جيّدة في العلوم العقلية والأدبية، وتصدّر للتدريس والإفتاء مع كثرة مراعاة الاحتياط، مهيباً وقوراً كثير الصمت، ذاكراً للّه تعالى في أغلب أوقاته، مواظباً على عبادته في نوافله وواجباته، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لا تأخذه في اللّه لومة لائم) (11)

وقال الشيخ محمد السماوي: (كان بحر علم زاخراً رجراجاً ومصباح فضل وهاجاً إذا ارتقى منابر العلوم أحدقت به الفضلاء إحداق النجوم ببدرها وإذا أفاد تناثر اللؤلؤ المنظوم من فيه وكان شاعراً ماهراً...) (12)

وقال عنه السيد جواد شبر: (كان عفيفاً أبيا مترفعاً عن الحقوق ولا يتناول منها درهماً واحداً. كما أخبر بذلك وكيله الحاج إبراهيم شريف وعيشته ونفقة عياله مما يرد عليه من الأنعام والهدايا وما تدره عليه بعض الأراضي الزراعية التي هي من عطايا الولاة لهم ولم يزل بعضها باقياً حتى اليوم) (13)

وقال السيد حسن الصدر: (كان شيخ الشيعة ومحي الشريعة أستاذ الشيوخ الفحول الذين منهم العلامة الشيخ الأنصاري فإنه كان عمدة مشايخه في الفقه وكان محققاً متبحراً دقيق النظر جمع بين التحقيق وطول الباع، إليه انتهت رياسة الإمامية في عصره بعد موت أخيه الشيخ موسى وكان يحضر درسهما ما يزيد على الألف من فضلاء العرب والعجم، منهم المير فتاح الذي جمع تقريرات شيخه المذكور في الدرس وسماها العناوين وهي مشحونة بالتحقيق والتدقيق كما لا يخفى وقل نظيره في تربية العلماء وتخريج الأفاضل) (14)

وقال عنه الشيخ جعفر محبوبة: (الشيخ علي ابن الشيخ الكبير أحد أنجال الشيخ الأربعة الأعلام الذين نهضوا بأعباء الزعامة، كان عالماً فاضلاً تقياً ورعاً زاهداً مجتهداً ثقة عدلاً جليل القدر عظيم المنزلة إليه انتهت الرياسة العلمية ورجعت إليه الفتيا والقضاء بعد أبيه وأخيه الشيخ موسى من كافة الأقطار الشيعية لا تأخذه في الله لومة لائم كثير الذكر دائم العبادة) (15)

توفي الشيخ علي كاشف الغطاء في كربلاء فجأة وحمل إلى النجف الأشرف فدفن في مقبرتهم، ورثاه عدد من الشعراء منهم: الشيخ إبراهيم قفطان، والسيد جعفر بن باقر القزويني، والشيخ عبد الحسين محي الدين وغيرهم (16)

شعره

قال الشيخ العلامة محمد حسين كاشف الغطاء عن شاعريته: (وكان له بكل علم يد طولى وكلمة عليا ومن ذلك علم الآداب، فإنه أخذ رؤوسه وترك لغيره الأذناب، وقد أبدع فيه غاية الإبداع، وجاء منه بما يسترق العقول ويسحر الطباع، حتى أن من رأى أشعاره قال: هذا شعر من عكف على تحصيل الآداب ليله ونهاره لقوته ومتانته مع رقته وجزالته، هذا على أن الشيخ إنما كان ينظمه على صرف القريحة، وبديهة الخاطر، ومقتضى الطبيعة، من غير كد فيه ولا تعب، بتحصيل قواعده ومبانيه، وكان مكثرا مجيدا طويل الباع به كثير الاتساع والتصرف فيه....) (17)

وقال الأستاذ علي الخاقاني: (شاعر رقيق، جزل اللفظ، رغم انصرافه عن الصناعة وانشغاله بالتضلع في الفقه...) (18)

ومن الجدير بالذكر أن قصيدته الحسينية التي عرضنا بعض أبياتها في بداية الموضوع نسبها السيد عدنان العوامي للشيخ جعفر الخطي وقال: (تأملت في القصيدة فوجدت فيها سمات من دالية الشيخ جعفر الخطي في رثاء سيد شهداء كربلاء، وفي ظني أنها إما أن تكون من نظم الخطي في بدايته الأولى أو إنها لآخر متأثر به، فرأيت من المفيد أن أثبتها في هذا الباب عسى أن تتكفل الأيام بجلاء حقيقتها وقد نبهت في الحاشية إلى عدد من الأبيات كأمثلة على تلك السمات وغير خفي أن لدى السيد الأمين عليه الرحمة شيئاً من نتاج شعراء القطيف والبحرين أثبت بعضه في أعيانه دزن أن يتبينه....) (19)

ثم يقول في الهامش: (هذه القصيدة أثبت السيد الأمين شيئاً منها في الدر النضيد (20) تحت عنوان: لبعضهم، وفي اعتقادي أنه لو علم من هو ناظمها لأثبت اسمه، ولهذا ونحوه لا نستبعد أن تكون هذه القصيدة مما لم يتبين السيد قائله من الشعراء القطيفيين...) ثم يقارن بعض أبياتها بأبيات قصيدة الخطي الدالية في الإمام الحسين (عليه السلام) (21)

لكن السيد الأمين يذكر القصيدة في ترجمة الشيخ علي كاشف الغطاء وينسبها له (22) ولعله لم يكن يعلم لمن هي عندما وضع كتابه الدر النضيد ثم عرّف صاحبها في بحثه عن تراجم وأشعار أعيان الشيعة، كما نسب القصيدة للشيخ علي كاشف الغطاء، الأستاذ علي الخاقاني (23) والسيد جواد شبر (24) أما بالنسبة لمقارنة السيد عدنان العوامي بين أبيات القصيدتين فللشيخ كاشف الغطاء قصيدة دالية أيضاً وفيها أبيات تتشابه مع قصيدته اللامية كما أن أغلب شعراء تلك الفترة كانت صورهم متشابهة، وقد تركنا استعراض التشابه بين أبيات قصيدتي كاشف الغطاء وأثبتناها لكاشف الغطاء لثبوت نسبتها له عند الأمين والخاقاني وشبر، وعدم وجود مصدر يشير إلى نسبتها للخطي غير احتمال العوامي.

قال الشيخ علي كاشف الغطاء من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (63) بيتاً:

إلى مَن إذا مـــــــا قيل مَـــن نفسُ أحمدٍ     أشــــــارتْ إلـيه بالأكفِّ الأصابعُ

وروحُ هـــــــدىً في جـسمِ نــورٍ يمــدّه     شــــــعاعٌ مِن النورِ الإلهيِّ ساطعُ

وكـــــــــــنزٌ مِن العـلمِ الربوبيِّ إن تشأ     يخبِّركَ ظهرُ الغيبِ ما أنتَ صانعُ

مــــــــــليكٌ تجلّى فـي سما المجدِ رفعةً     شــــــــــمائله فيها النجومُ الطوالعُ

دنا فتدلّى لـــــــــــــــــــــــــلعقولِ وأنّها     لتقصرُ عـــــن إدراكِه وهوَ شاسعُ

يريكَ الندى في البأسِ والبأسُ في التقى     صفاتٌ لأضــــدادِ المعاني جوامعُ

أقــــــــــــــــــــولُ لقومٍ أخَّروكَ سفاهةً     وللذكرِ نصٌّ فيــــــــــكَ ليسَ يُدافعُ

ألا إنَّ هذا الديـــــــــــــــنُ لولا حسامُه     لمَا شُرِّعتْ للنـاسِ منـــــه الشرائعُ

إلا إنّما الأقدارُ طوعُ بنـــــــــــــــــــانِهِ     إذا ما دعا للأمرِ راحتْ تـــــنازعُ

ألا إنّما التوحـــــــــــــــــيدُ لولا علومُه     لما كُــــــــشفتْ للناسِ عنه البراقعُ (25)

وقال من قصيدته الحسينية التي تبلغ (66) بيتاً وقد قدمناها:

مررتُ بـ (كربلا) فـأهـاجَ وجدي     مصارعُ فتيةٍ غـــــــرٍّ كرامِ

حــــــمـاةٍ لا يـضـامُ لــهـم نـزيـلٌ     أمـاجـدُ بُـرِّئوا مــن كـل ذامِ

قبـورٌ تــــــــنطفُ الـعبراتُ منها     كما نطفَ العبيرُ على الأكامِ

وتحتَ يدي وقد ضـمَّتْ لصدري     كـــــــلومٌ لا يقومُ بها كلامي

وقد نصلتْ دمـــــــوعُ العينِ فيها     نصـولَ الدرِّ سُلَّ مِن النظامِ

أسائلُ ربــــــعَـهـا عــن سـاكـنيهِ     ولاةِ الـعـزِّ والتربِ السـوامي

ومثّلَ لي الـحـسـينُ بـها غـــريباً     فـلـهـفــي للغريبِ المُستضـامِ

تكادُ الـنـفـسُ إن ذكــرتــــه يوماً     تـفـرُّ مـــن الحياةِ إلى الحِـمامِ

أبيُّ الـضيمِ مـا ألـقــــــــى قـيـاداً     غـداةَ الـطـفِّ لـلجيشِ الـلهامِ

يحامي عن حـــــــــــقيقتِهِ وحيداً      بنفسي ذلــكَ البطلَ الـمُحامي

بعينٍ للـــــــــعدى تـرنو وأخرى      بها يرنو إلـــــى نحـوِ الـخيامِ

هوَ الـــرزءُ الذي ابـتدعَ الرزايا      وقالَ لأعينِ الأعـــــداءِ نـامي

ألا يـــــا (كربلا) كــم فـيـكِ بدرٌ     علاهُ الخسفُ من قبــلِ التمامِ

وكم غصنٍ بأرضِـكِ جبَّ غضاً     يُـــــفدَّى بالنفوسِ مــن الكرامِ

وكمْ مـن آلِ أحـــــــمـدَ مـن أبيٍّ     قضى ظمأً ولجَّ الـمـاءَ طامي

على الرمضـاءِ دامي النحرِ عارٍ      ولا ظـــــــــلٌّ لـه غيرُ القتامِ

حموا وسمـوا فما حامٍ وســــــامِ      سواهمْ من بنــــــي حامٍ وسامِ

لقد نالوا الـمـــــنى وجنوا ثماراً      مِن الشرفِ الرفـــيعِ المُستدامِ

أيا ابنَ الـمقدميــــنَ على المنايا     إذا ما الغلبُ تحجمُ في الصِدامِ

وهمْ حـججُ الإلهِ عــــلى البرايا     بهمْ عُرف الحلالُ من الحـرامِ

تسـمى بـالـعـلـى قـــومٌ سـواهمْ     فــــكان نصيبُهم منها الأسامي

متـى أنا قـائـمٌ أعـلـى مــــــقـامٍ     ولاقٍ ضوءَ وجـهـكَ بـالـسلامِ

وقـد نـشـرتْ لـكَ الراياتُ تبدو     خـوافـقـهـا بــــــــــمكةَ فالمقامِ

هنالكَ يشتفي الصادي ويحظى     ولـيّــــــــــــكـمُ بإدراكِ المرامِ

وقال من حسينية أخرى تبلغ (79) بيتاً:

وأعظـمُ أحــــــــــداثِ الـزمـانِ بـليةٌ      بكتها الصخورُ الصمُّ وهيَ جلامدُ

وفي القلبِ أشجانٌ وفي الصدرِ غلّةٌ     إذا رمـتَ إيــــــــــراداً لـهـا تتزايدُ

أيُمسي حُسَينٌ فِي الــــطُّفوفِ مُؤَرَّقاً     وطَرفِيَ رَيّانٌ مِــــــــنَ النَّومِ راقِدُ

ويُمسي صَريعا بِالعَراءِ عَلَى الثَّرى     وتوضَعُ لي فَوقَ الحَشــايَا الوَسائِدُ

فَلا عَذُبَ الــــــــماءُ المَعينُ لِشارِبٍ     وقَد مُنِعَت ظُلما عَلَيهِ المَـــــــوارِدُ

ولَم يُرَ مَكثورٌ أبــــــــــــيدَت حُماتُهُ     وعَزَّ مُواســـــــــــيهِ وقَلَّ المُساعِدُ

بِأَربَطَ جَأشاً مِنهُ في حَــومَةِ الوَغى     وقَد أسلَمَتهُ لِلمَنونِ الــــــــــــشَّدائِدُ

هُمامٌ يَرُدُّ الجَيشَ وهوَ كَـــــــــتائِبٌ     بِــــــسَطوَتِهِ يَومَ الوَغى وهوَ واحِدُ

إذا رَكَعَ الـــــــــــــهِندِيُّ يَوما بِكَفِّهِ     لَدَى الــحَربِ فَالهاماتُ مِنهُ سَواجِدُ

يَلوحُ الرَّدى في شَفـــــــــرَتَيهِ كَأَنَّهُ     شِهابٌ هَـــــــــوى لَمّا تَطَرَّقَ مارِدُ

وإِن ظَمِأَ الخَطِّيُّ بَلَّ اُوامَــــــــــــهُ     لَدَى الرَّوعِ مِن دَمِ الطُّلا فَهوَ وارِدُ

ولَم أرَ يَوما ســـيمَ خَسفاً بِهِ الهُدى     وهُدَّت بِهِ أركـــــــــــــانُهُ وَالقَواعِدُ

كَيَومِ حُسَينٍ وَالـــــــــسَّبايا حَواسِرٌ     تُشاهِدُ مِن أسرِ العِـدى مــــا تُشاهِدُ

تَسيرُ إلى نَحوِ الشّآمِ شَـــــواخِصاً      عَلى قَتَبٍ تُطـــــــــــوى بِهِنَّ الفَدافِدُ

وتُضرَبُ قَسرا بِالسِّياطِ مُتـــــونُها     وتُنزَعُ أقراطٌ لَها وقَــــــــــــــــلائِدُ (26)

................................................................................

1 ــ شعراء الغري ج 6 ص 271 ــ 274 / أعيان الشيعة ج ٨ ص ١٧٨

2 ــ شعراء الغري ج 6 ص 255 / أدب الطف ج 6 ص 328

2 ــ إنه المؤمن حقاً ــ السيرة الكاملة لفارس الإسلام مالك الأشتر للشيخ محمد صادق الكرباسي ــ بيت العلم للنابهين ــ بيروت 1442 هـ / 2021 م ج 3 ص 301 ــ 302

4 ــ . مقدمة كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء للشيخ جعفر كاشف الغطاء تحقيق مكتب الإعلام الإسلامي ــ خراسان 1380 هـ ص 6 / أعيان الشيعة ٤ ص ٩٩

5 ــ ماضي النجف وحاضرها ج 3 ص 173 رقم 18

6 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ١٧٨ 

7 ــ شعراء الغري ج 6 ص 255 ــ 256 / أعيان الشيعة ج ٨ ص ١٧٧

8 ــ أدب الطف ج 6 ص 330

9 ــ شعراء الغري ج 6 ص 256 ــ 257

10 ــ الحصون المنيعة في طبقات الشيعة ج 8 ص 49

11 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ١٧٧

12 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 143

13 ــ أدب الطف ج 6 ص 327

14 ــ تكملة أمل الآمل ج 1 ص 510

15 ــ أدب الطف ج 6 ص 328 عن كتاب ماضي النجف وحاضرها   

16 ــ شعراء الغري ج 6 ص 257

17 ــ شعراء الغري للأستاذ علي الخاقاني ج 6 ص 255 عن العبقات العنبرية للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء

18 ــ شعراء الغري ج 6 ص 262

19 ــ ديوان أبي البحر الخطي مؤسسة الانتشار العربي، بيروت ــ 2005 م تحقيق السيد عدنان محمد العوامي ــ باب الحياة الثقافية في البحرين من ابن المقرب إلى الخطي ج 2 ص 156

20 ــ الدر النضيد ص 288

21 ــ ديوان أبي البحر الخطي ج 2 ص 156 ــ 157 الهامش

22 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ١٧8

23 ــ شعراء الغري ج 6 ص 271 ــ 274

24 ــ أدب الطّف ج 6 ص 331

25 ــ شعراء الغري ج 6 ص 268 ــ 271

26 ــ شعراء الغري ج 6 ص 264 ــ 267

كما ترجم له:

الشيخ محمد حرز الدين / معارف الرجال ج 2 ص 93 

الشيخ محمد هادي الأميني معجم رجال الفكر والأدب ج 3 ص 1045 ــ 1046 

الشيخ أغا بزرك الطهراني / الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 9 قسم 3 ص740 

محمد الري شهري / موسوعة الإمام الحسين عليه السّلام في الكتاب والسّنّة والتّاريخ ج 7 ص 111

إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 2 ص 847

خير الدين الزركلي / الأعلام ج 4 ص 269 

كوركيس عواد / معجم المؤلفين ج 7 ص 51 ــ 52  

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار