عبد المحسن الصوري (339 ــ 419 هـ / 950 ــ 1028 م)
قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (29) بيتاً:
حيِّ ولا تســـــــــــــأمِ التحياتِ وناجِ ما اسطعتَ مِن مناجاتِ
حيِّ ديــــــاراً أضحتْ معالمُها بـ(الطفِّ) معـــلومةَ العلاماتِ
وقُـــــــلْ لها يا ديارُ آلِ رسول الله يا معدنَ الرســـــــــــالاتِ
وقُلِ عليكِ السلامُ ما انبرتِ الـ ـشمسُ أو الـــــــــبدرُ للبرياتِ (1)
الشاعر
أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب بن غلبون الصوري (2)، من شعراء الشيعة الاثني عشرية (3)، ولد في صور (لبنان) (4) لأسرة فقيرة تعيش على الكسب اليومي، فنشأ فقيراً مملقاً (5)
قال السيد محسن الأمين في ترجمته: (أحد أعلام الشعر العربي في عصره ... لم يخرج الصوري من الديار الشامية بل لم يخرج من صور وما إليها إلّا نادراً وذلك في أوائل شبابه إذ خرج إلى دمشق وفلسطين هذا ويكثر ذكر صيدا، وطبرية والرملة في شعره والرملة يومئذ معسكر ينزله قادة الفاطميين ونوابهم وقد اتصل بجماعة منهم ومدحهم. ولم يستطع الخروج إلى مصر أيضاً مع كثرة الدواعي التي توجب إلمامه بها ومن جملتها أن مصر يومئذ بلد الفاطميين وهو يكثر من مدحهم ويتعصّب لهم وينصر دعوتهم، ومن هذه الأسباب والدواعي أن مصر أيام الفاطميين اجتذبت إليها كثيراً من أعلام الفنون والآداب والفلسفة والغالب أن الفاقة وسوء تأثيرها على مزاجه هي التي أقعدته عن الأسفار وهو القائل:
حصلتْ بمصرَ همّتي واستوطنتْ وأفادني عدمي سواها موطنا
يقول إن هواي جعل مصر موطناً لي ولكن قلة ذات يدي أكرهتني على الإقامة في بلد آخر يُضاف إلى ما تقدم أن الصوري كان على جانب كبير من رقة الشعور والعطف والاحساس وهو يخشى أن تطوح أسفاره وانتجاع الأقطار البعيدة بكرامته فتراه يفضل الفقر والقلة على الغنى مع المهانة والذلة.
عـجبتُ من نفسي ومِن أنها كــــــأنها تكثرُ بالقلّةِ
تعتزُّ بالفقرِ متى استشعرتْ إنَّ الغنى يُؤخذُ بالذلَّةِ
والخلاصة كان الصوري قليل الأسفار حتى في إبان شبابه أما بعد تقدمه في السن فقد لزم صور، لزمها وهو في سن السبعين إلى أن توفي فيها سنة 419 وعمره ثمانون سنة أو أكثر..) (6)
ورغم أن الصوري عاصر شعراء كبار إلا أنه تميّز عنهم بشاعريته الكبيرة وسهولة ألفاظه، وقد عاصر من الشعراء: أبا العلاء المعري، وابن وكيع التنيسي المصري، وأحمد بن سليمان النحوي المعروف بـ (الفخري)، وأبا القاسم الحسين بن ضحى، وعبد الله بن العذري، وابن حيّوس، وابن الموازيني، والشاعر المجدي، وعلي بن بشر الكاتب، وعلي بن لؤلؤ، وإسحاق بن القوالة، والعديل بن قتيبة. (7)
ويدلنا قول الشاعر ابن حيوس ــ أبو الفتيان محمد بن سلطان بن محمد بن حيّوس الدمشقي ــ على مكانته بين شعراء عصره وما قبله في الشعر فيقول: (إني ليعرض لي الشيء من شعر أبي تمام والمتنبي وغيرهم من المتقدمين فأعمل في معناه فأبلغ مرادي منه، ولا أقدر أن أبلغ من موازنة شعر عبد المحسن الصوري ما أريد، لسهولة ألفاظه، وعذوبة معانيه، وقصر أبياته) (8)
مع المعري
وقد التقى الصوري بالمعري وتباحثا وعما دار من حديث بينهما أفصح عنه الصوري بقوله:
نجا الـمعريُّ من العارِ ومِن شناعاتٍ وأخبارِ
وافـقني أمسُ على أنّه يقولُ بــــــالجنَّةِ والنارِ
وأنّه لا عادَ مِن بعدِها يصبو إلى مذهبِ بكّارِ (9)
ويعقب السيد محسن الأمين على هذه الأبيات بالقول: (فهذه شهادة معتبرة يحسن الاحتجاج بها على تدين أبي العلاء صريحة بوقوع الاجتماع بين الشاعرين وذلك قبل نظمها بتاريخ قريب كما أنها تشعر بأن المجلس كان مجلس مناظرة أو محاورة بين الرجلين. أما أين تم هذا الاجتماع ومتى فهذا من جملة الأمور المجهولة.
أما مذهب بكار في البيت الثالث من أبيات الصوري فهكذا وجدناه في النسخة ولعل الصواب مذهب بشار وهو الشاعر الأعمى المشهور المعدود من الملاحدة. أما بكار فهو من جملة القضاة) (10)
وهذه المناظرة تكشف عن ثقافته الإسلامية الواسعة من فقه وحديث وتاريخ وقدرته على الاقناع والمحاججة خاصة أن الطرف المقابل لم يكن شخصية عادية بل فيلسوف المعرة.
تمتع الصوري بشاعرية كبيرة قلما تمتع بها شاعر وقد أشاد بها كل من ترجم له، كما ضمن في شعره كثيراً من أحداث التاريخ والأحاديث الشريفة ومن ذلك تضمينه لحديثين شريفين في بيت واحد وهو قوله:
وأخٍ مسَّــــــــــــه نزولي عليهِ مثلَ ما مسَّني مِن الجوعِ قـــــــرحُ
بتُّ ضـــــيفاً له كما حكمَ الدهـ ـرُ وفي حكمِه على الــــــمرءِ قبحُ
فابتــــداني وقالَ وهوَ مِن الكر هِ والهمِّ طافحٌ لــــــــــــيسَ يصحو
لِـــــم تغرَّبتَ قلتُ: قال رسول اللهِ والــــــــــــــــقولُ نصحٌ ونجحُ
(سافروا تغنموا) فقالَ: وقد قا لَ: تمامُ الحديثِ (صوموا تصحّوا) (11)
قالوا فيه
قال عنه الثعالبي: (أحد المحسنين الفضلاء، المجيدين الأدباء، وشعره بديع الألفاظ، حسن المعاني، رائق الكلام، مليح النظام، من محاسن أهل الشام) (12)
وزاد ابن خلكان على كلام الثعالبي: (له ديوان شعر أحسن فيه كل الإحسان.. ثم نقل جملة من أشعاره وقال في آخرها: (ومحاسنه كثيرة والاقتصار أولى) (13)
وقال عنه ابن عساكر: (شاعر مطبوع الشعر سائر القول في محسن في أفانين النظم) (14)
وقال عنه السيّد محسن الأمين: (الصوري، شاعر مطبوع على الإجادة في أكثر أبواب الشعر غزلاً وتشبيباً ومديحاً ورثاءً ووصفاً وغير ذلك، وشعره من ذلك السهل الممتنع يمتاز بجمال العبارة، ومتانة الديباجة، مع ميل ظاهر إلى الإبداع والابتكار في المعاني) (15)
وقال الشيخ العلامة عبد الحسين الأميني: (من حسنات القرن الرابع ونوابغ رجالاته، وقد مد له البقاء إلى أوليات القرن الخامس، جمع شعره بين جزالة اللفظ وفخامة المعنى، كما إنه لا تعدوه رقة الغزل وشدة الجدل، فهو عند الحجاج يدلي بحجته القويمة، وعند الوصف لا يأتي إلا بصورة كريمة، و ديوان شعره المحتوي على خمسة آلاف بيت تقريباً الحافل بالرقائق والحقائق يتكفل البرهنة على هذه الدعاوي، وهو نص في تشيعه كما عده ابن شهرآشوب من شعراء أهل البيت المجاهرين، وما ذكرناه من شعره يمثل روحه المذهبية، ونزعته الطائفية الحميدة، وتعصّبه لآل البيت النبوي، واعترافه بحقهم الثابت، ونبذه ما وراء ذلك نبذاً لا مرتجع إليه، وفي ديوانه غير ما ذكرناه شواهد وتلويحات لطيفة... وقد ترجمه ابن أبي شبانة في تكملة أمل الآمل وهو لا يترجم إلا المتمسك بحجزة أهل البيت الطاهر...) (16)
وقال السيد جواد شبر: (شاعر بديع الألفاظ حسن المعاني رائق الكلام مليح النظام مشهور بالإجادة بين شعراء أهل الشام، من حسنات القرن الرابع الهجري جمع شعره بين جزالة اللفظ وفخامة المعنى وله ديوان شعر يحتوي على خمسة آلاف بيت تقريباً وهو خير شاهد على ما نقول رأيته بمكتبة دار الآثار ـ بغداد قسم المخطوطات (2) برقم 14622 وهو من أقوى النصوص على تشيعه وعدّه ابن شهر آشوب من شعراء أهل البيت المجاهدين... ثم قال في الهامش: وتوجد نسخة من الديوان بخط الشيخ جواد الشبيبي استنسخها عن نسخة كتبت في القرن السادس كانت بمكتبة السيد عيسى العطار ببغداد) (17)
وقال الدكتور شوقي ضيف: (أحد الشعراء المجيدين المبدعين..) (18)
وقال الشيخ الحر العاملي: (فاضل شاعر أديب، عده ابن شهرآشوب في شعراء أهل البيت) (19)
وقال الدكتور عمر فرّوخ: (شاعر مجيد فصيح الألفاظ سهل التراكيب عذب الكلام قريب المعاني طيّب النفس فكه، وكان بعض شعره يغنّى. وأوسع فنونه الغزل، وله مديح ورثاء وهجاء...) (20)
وقال عنه اليافعي: (أحد البارعين الفضلاء المجيدين الأدباء..) (21)
وقال عنه الشيخ محمد السماوي: (كان شاعراً بديع الألفاظ، حسن المعاني، رائق الكلام، مليح النظام، مشهور بالإجازة بين شعراء أهل الشام، له ديوان شعر كان في زمانه يجري مجرى السحر، فائق السعر..) (22)
ووصفه السيد المرعشي بـ (شاعر آل الرسول) (23)
الايجاز
أما بالنسبة لما عيب عليه من الإيجاز فمنبعه أن ابن حيّوس كان شديد الإعجاب بشعر الصوري وكان يفضله على أبي تمام والبحتري والمتنبي. ويروى أنه مرّ في طريقه إلى حلب بشاعر المعرّة أبي العلاء، وجرى بينهما حديث في الشعر والشعراء وعاب أبو العلاء عبد المحسن الصوري بقصر أشعاره وأنه لا ينظم في الغالب إلا مقطّعات فقال له ابن حيوس: هو أشعر من طويلك يقصد المتنبي، فمدّ إليه أبو العلاء يده وقبض على أعلى ثوبه قائلا: الأمراء لا يناظرون، يعنى أنه لا يقارن بالمتنبي. وكان أبو العلاء معجباً بالمتنبي إعجاباً شديداً حتى سمّى شرحه لديوانه باسم معجز أحمد. (24)
ومما لاشك فيه أن المعري كان مجحفا بحق الصوري فالإيجاز في القول لا يُعاب بل يدل على تمكن الشاعر في اختزال المعنى بدلاً من الاسهاب والاسفاف.
وقد عقب السيد محسن الأمين على ذلك بالقول: (وهو يميل فيها ــ أي قصائده ــ إلى الايجاز فجل قصائده مقطوعات قصيرة أو شبيهة بالمقطوعات وقد عيب عليه ذلك ونسب إليه العجز والحصر إما هو فقد اعتز وتباهى بمذهبه هذا في الايجاز مع البلاغة وحسن الدلالة على المعنى وهو محق في ذلك إلى هذا ونحوه مما يدل على ميل هذا الشاعر إلى تهذيب أشعاره وتنقيح آثاره وقد أشار إلى هذا المعنى مراراً من ذلك قوله في قصيدة:
لقد انفردتَ فكنتَ وحدَكَ سامعا وقد انفردتُ وكنتُ وحدي شاعرا
ولطالـــما كثرتْ أقاويلُ الورى فــــــــــأتيتُ بالنزرِ القليلِ مُكاثرا
ومن قصيدة في لؤلؤ البشاري:
سأنظمُ مِن سمِّيكَ فيكَ عقداً وأتــــــــــــركُ ما تبقّى للنثارِ
فـــربّةَ ما أطالَ الناسُ قولاً فطاولَ ذلكَ القولَ اختصاري) (25)
كما عقب الدكتور شوقي ضيف على كلام المعري بالقول: (على أن قصر أشعار عبد المحسن الصوري لا يدفع أنه مجيد في قصاره إجادة رائعة. وهو فيها يقترب في فنه من أبي تمام في دقائق تصاويره وأخيلته.
ولعل ذلك ما جعل ابن خفاجة الأندلسي يعجب بأشعاره حتى ليقرنه في مقدمة ديوانه بالشريف الرضى ومهيار قائلا: إنه تملّكته في شبابه محاسن أشعارهم الرائعة الرائقة، وألفاظهم الشفافة الشائقة. ويتوقف مرارا في ديوانه ليدلنا على أن عبد المحسن الصوري ألهمه هذه المقطوعة أو القصيدة أو تلك، وهو فيها جميعا يتغزل غزلا رقيقا ممتزجا بالطبيعة وجمالها الهاجع في الكون، وكأنه يضع أيدينا على خصائص عبد المحسن في غزله، فهو فيه يمزج بين المحبوب وعناصر الطبيعة مزجا فيه كثير من الطرافة في التصوير...
ثم يذكر ضيف أمثلة من شعر الصوري ويقول: (وقد استهلم ابن خفاجة هذا الجانب في غزل عبد المحسن الصوري واستضاء به، كما استضاء واستلهم في أشعار أخرى له جانباً ثانياً في غزل عبد المحسن، ونقصد جانب الرقة والدماثة والنعومة..
ومن أقواله على أمثلة شعر الصوري: والأبيات تسيل رقة وعذوبة، مما يجعلها تطير من الفم بخفة طيراناً لرشاقتها ونعومتها، والألفاظ مختارة اختياراً دقيقاً، وبالمثل موسيقاها الخفيفة المقتطفة من وزن الكامل المجزوء. وكان يعرف كيف يختار موسيقاه ولحونها وأنغامها، وكيف يختار لها الألفاظ التي تمكن لها بحلاوتها وعذوبتها في الآذان، بل في القلوب والأفئدة) (26)
وقد فصل القول في ذلك الأستاذان مكي السيد جاسم وشاكر هادي شكر فقالا: (ولكننا ونحن قد وقفنا على كل كلمة في الديوان ــ أي ديوان الصوري ــ نرى أن الصوري يمتاز على الشعراء ــ كل الشعراء ــ سواء الذين قبله، أو المعاصرين له، أو من جاء بعده بأمور منها:
1 ــ سهولة ألفاظه وابتعاده عن الغريب بصورة تلفت النظر
2 ــ استيفاؤه المعنى بأوجز عبارة، وأسلس لفظ
3 ــ وكنتيجة لذلك فقد طغت المقطعات في شعره على القصائد وكانت قصائده قصارا بحيث يندر أن تجد له قصيدة تجاوزت الثلاثين بيتا
4 ــ اختياره الأوزان الخفيفة في أكثر شعره
5 ــ تأنقه في حسن الختام
6 ــ والشيء البارز في شعره هذا الأسلوب الواحد الذي لم يتغير طول حياته المديدة، فشعره في أيام شبابه يشبه شعره في أيام شيخوخته، وقد يحلق في بعضه، ولكنه لم ينزل إلى مستوى الاسفاف مطلقا.
ولا داعي للإطالة بإيراد الشواهد، والديوان كله شاهد على ما نقول.
طرق شاعرنا أبواب الشعر كلها عدا الحماسة والفخر لأنه حضري متأنق رقيق الحاشية.... فكان صادقا في أقواله وأفعاله، ولم يشأ أن يسلك مسلك الكثير من الشعراء الحضريين الذين سجلوا لأنفسهم بطولات وهمية، وفيهم من لا يحسن ركوب الخيل أو سل السيوف، فاكتفى عفى الله عنه بتسجيل أشياء من واقع سيرته...) (27)
ديوانه
قال السيد محسن الأمين: (يتضمن ديوانه أكثر من خمسة آلاف بيت موزعة على أكثر من 513 مقطوعة يتراوح عدد أبيات الواحدة منها بين بيتين اثنين وخمسة وثلاثين بيتا من الشعر. وقد أدرجت هذه المقطوعات في الديوان حسب الترتيب الأبجدي لقوافيها التي بلغت العشرين.
وفي مكتبة المجمع العلمي العربي بدمشق يوجد نسخة من الديوان، كما توجد مخطوطات أخرى في لبنان والعراق، ولم يطبع.
وقد جاء ديوانه صورة لثقافة عصره الدينية وغير الدينية من منطق وفلسفة، كما أبرز هذا الديوان أن للصوري نهجاً أدبياً خاصاً به، ميَّزه عن معاصريه، وقلّده به شعراء الجيل الذي خلفه. وقد جاء حافلاً بأسماء من قبضوا على زمام الإدارة السياسية الفاطمية في مصر والشام كوزراء الفاطميين وسفرائهم وقادة جيوشهم، إلى جانب طائفة حكام بلاد الشام من العنصر التركي.
كما يمكن أن يكون هذا الديوان دليل الألقاب والرتب الإدارية والعسكرية في القرن الرابع، كالأستاذ وقاضي القضاة ورئيس الرؤساء وأبو الجيش ووزير الوزراء.
هذا مع ما يحفل به الديوان من أسماء اعلام الفقه من معاصريه من الذين صادقهم، وخصهم بقصائد من ديوانه مادحا في حياتهم، أو راثياً بعد مماتهم مثل فقيه الشام أحمد بن عطاء الروزباري والفقيه الحسين بن أبي كامل الطرابلسي والشاعر ابن وكيع التنيسي وأبي العلاء المعري والشيخ المفيد وغيرهم من شعراء عصره.
وهكذا كان ديوان عبد المحسن الصوري الذي ما زال مخطوطا تعبيرا عن ثقافة قرن كامل، بل تعبيرا عن ثقافة عصر، عن الثقافة الدينية لهذا العصر، وعن الحالة الاجتماعية والسياسية فيه، ملقيا أضواء جديدة وكاشفة على أوضاع مصر والشام في ذلك العصر. كما كان تعبيرا عن نهج أدبي اختص به فذهب في التاريخ خطة للشعراء. وبالفعل فقد عاش الصوري عصره كاملا، فجاء ديوانه يغطي ثقافة هذا العصر
وعن منزلته يقول الأمين: كان عبد المحسن الصوري مفضَّلاً من قبل كثير من شعراء عصره وغير عصره على كثير من معاصريه وممن جاء بعده) (28)
توفي الصوري في مسقط رأسه، صور (29)
شعره
نُسبت قصيدة الصوري في الإمام الحسين (عليه السلام) والتي تبلغ (29) بيتاً، وقد قدمناها للشاعر الصنوبري (أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي توفي سنة 334 هـ / 945 م) حتى أن الديوان خلا منها غير أن الشيخ محمد السماوي نسبها للصوري، وهو القول الراجح لأن السماوي من المحققين الكبار والمدققين في نسبة الشعر، ونسبها للصوري أيضاً السيد جواد شبر، كما أن نَفَس القصيدة وأسلوبها وألفاظها تشير إلى الصوري ولعل الاشتباه جاء من تشابه لقبي الشاعرين، قال الصوري في قصيدته:
حيِّ ولا تـســــــــــــــــأمِ التحياتِ وناجِ ما اسطعتَ مِن مناجاتِ
حيِّ ديـــــــاراً أضـــحتْ معالمُها بـ(الطفِّ) معـــلومةَ العلاماتِ
وقُــــــــلْ لـــها يا ديارُ آلِ رسول الله يا معدنَ الرســـــــــــالاتِ
وقُلِ عــــليكِ السلامُ ما انبرتِ الـ ـشمسُ أو الـــــــــبدرُ للبرياتِ
نِـــــــــعمَ مناخِ الهدى ومنتجعِ الـ ـوحي ومُـــــستوطـنِ الهداياتِ
نِعمَ مـُصلى الأرضِ المضمّن مَن صلّى عليهمْ ربُّ الــــسماواتِ
إن يـتلُ تالِ الكتابِ فضـــــــــلهمُ يتلُ صــــــــنوفاً مِـن التلاواتِ
خُــــــــصوا بتلكَ الآياتِ تكرمـةً أكرمْ بتلكَ الآيــــــــــــاتِ آياتِ
هُم خيرُ مــــاشٍ مـشى على قـدمٍ وخيرُ مَن يمتطي الـمـــــطيَّاتِ
قد علّموا العالــــــمينَ أن عـبدوا الله وألـــــــــــغوا عبـادةَ اللاتِ
عجتُ بأبياتِهمْ أســــــــــــــــائلها فعجتُ منهمْ بـــــــــخـيرِ أبياتِ
على قبـــــــــــورٍ زكــيةٍ ضمنتْ لحودُها أعظماً زكيَّــــــــــــاتِ
أزكى نسيماً لمــــــــــــن تنسَّمَها مِن زاهراتِ الــــربى الـذكياتِ
وآصلها الــــــــــغيثُ بالغدوِّ ولا صـــــــــارمُها الغيثُ بالعشيَّاتِ
الـــــــــــــشافعونَ المُشفعونَ إذا ما لــــــــم يُشفّعْ ذوو الشفاعاتِ
مِن حين ماتوا أُحبوا وليسَ كمنْ أحباؤهمْ فــــــــــي عدادِ أمواتِ
جـــــــــَلّتْ رزاياهمْ فلستُ أرى بـــــــــــــــــعد رزيَّاتهمْ رزيَّات
نوحاً علــــى سيدي الحسينِ نعمْ نوحاً على ســـــيدي ابنِ ساداتِ
نوحاً تنوحــــــا منه على شرفٍ مجدّلٍ بينَ مـــــــــــــــــشرفيَّاتِ
ذيدَ حسينٌ على الــــــــفراتِ فيا بليّةً أحـــــــــــــــــــــدثتْ بليَّاتِ
مـــــا لكَ ما غرتَ يا فراتُ ولمْ تـــــــــــسقِ الخبيثينَ والخبيثاتِ
كمْ فـــــــاطميينَ منكَ قد فـُطموا مِن غيــــــــــرِ جرمٍ وفاطمياتِ
ويلَ يزيدٍ غــــــــــــداةَ يـقرعُ با لقضيبِ مِن ســــــــيدي الثنيَّاتِ
الجنُّ والإنسُ والملائــــــــكةُ الـ ـكرامُ تــــــــــــبكي بلا محاشاةِ
على خضيبِ الأطرافِ مِن دمِه يا هولَ أطرافِه الـــــــخضيباتِ
في لمّةٍ مِـــــــن بني أبيهِ حوتْ طيبَ الأبـــــــــــــوَّاتِ والبنواتِ
مَن يسلُ وقتاً فـــــــــإنَّ ذكرَهمُ مجدَّدٌ لي في كلِّ أوقــــــــــــاتي
بهمْ أُجازى يومَ الحســـــابِ إذا ما حُوسبَ الـــــــخلقُ للمجازاتِ
تجارتي حبُّـــــــــــــــهم وحبُّهم ما زالَ مِن أربــــــــحِ التجاراتِ
قال من قصيدة في أهل البيت (عليهم السلام) تبلغ (24) بيتاً:
أليسَ بَــنو الزهراءِ أدهى رَزيَّةً عليكمْ إذا فكَّرتُمُ فــــــــي رَزِيَّتي
حُـــماتي إذا لانَت قَناتي وعُدَّتي إذا لم تَكن لي عُــــدَّةٌ عند شِدَّتي
عُهودي إذا حالَت عُهودٌ فغيِّرت عقودي إذا عانَـــت عُقودٌ فحلَّتِ
أقامَت لـــــحَربِ اللَهِ حزب أميَّةٍ إذا هيَ ضلَّت عـن سَبيلٍ أضلَّتِ
قلوبٌ على الـــدينِ العَتيقِ تَألَّفَت لهمْ ومِنَ الــــحقدِ القديمِ استملَّتِ
بماذا تُرى تحتــــــجُّ يا آلَ أحمدٍ على أحـــمدٍ فيكم إذا ما استعدَّتِ
وأشهرُ ما يَـــــروونَه عنه قـولهُ تركـــتُ كتابَ اللَهِ فيكُم وعِترَتي
ولكنَّ دُنياهم ســـعت فسعوا لـها وتلكَ التي فلّتْ ضميراً عن التي (30)
وقال في يوم الغدير:
ولاؤكَ خيرُ ما تحتَ الضمير وأنفسُ ما تمكَّن في الصدورِ
وها أنـا بتُّ أحسِسُ منه ناراً أمِـــــــنتُ بحرِّها نارَ السعيرِ
أبا حســــــــنٍ تبيَّنَ غدرُ قومٍ لعهدِ اللَهِ مِـــــــن عهدِ الغَديرِ
وقد قامَ النـــــــبيُّ بهم خطيباً فدلَّ المؤمنينَ عـــــلى الأميرِ
أشارَ إليه فيه بـــــــكلِّ معنىً بَنَوهُ على مخالَفةِ المُــــــشيرِ
فكم من حــــاضرٍ فيهم بقلبٍ يخالفُه عـــــلى ذاك الحُضورِ
طَوى يومُ الـغَدير لهم حقوداً أنالَ بنَشرهــــــــا يومَ الغَديرِ
فيا لك مــــنه يوماً جرَّ قوماً إلى يومٍ عَبوسٍ قَمــــــــطَريرِ
لأمرٍ سوَّلَتهُ لــــــــهم نُفوسٌ وغرَّتهم بـــــــــه دارُ الغُرورِ
ولست من الكثير فـيطمئِنُّوا بأنَّ اللَهَ يعفو عــــــــــــن كثيرِ (31)
وقال في اغتصاب القوم حق الخلافة من أمير المؤمنين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (24) بيتاً:
ما شئتَ فاقلِع عــنه واسـ ـتَغفِـــــــر تَجد ربّاً غَفورا
مـــــا لم يَكن من مَــعشَرٍ غَدروا وقد شهِدوا الغَديرا
وتآمَــــــــــروا ما بَيــنَهم أن يَنصِبـــــــوا فيها أَميرا
من كلِّ صـــــدرٍ مُــوغرٍ ملأَت ضَغائِنُــه الصدورا
مُتـــــــــــرشِّحٌ لــلمُلكِ قد نصبَت سَريــرتُه السريرا
وتَوارَثوها لـــــــيسَ تَخـ ـرُجُ عنهُمُ شِبــــراً قَصيرا
هَذا إلى أَن قـــــــــــامَ قا ئِمُ آلِ أحمدَ مُستَــــــــــثيرا
وتَـــــــــسلَّم الإســلامَ أقـ ـتَمَ مُظلِماً فَكـــــــساهُ نُورا
وكأنَّما مــــــــــــــزقاً بذا لِك عن دَعائِمه قُبـــــــورا
حتَّى إذا ما الحــاكِـــمُ الـ ـمَنصورُ قــــامَ لها نَصيرا
ظَهَرت دلائــــــلُ لم تَجِد مِن دونِ دَولَتــــــه ظَهيرا
يا مُستَمدّاً مِـــــــــــن مَنا قِبهِ يُسَطُّرُها سُطــــــــورا
هل كانَ عندكَ أنَّ في الـ أَقـــــــلامِ ما يُفني البُحورا (32)
وقال في أهل البيت (عليهم السلام)
آلُ النبيِّ هــــــــمُ النبيُّ وإنَّما بالوحي فرّقَ بينهم فتفرَّقوا
أبتِ الإمامةُ أن تليقَ بغيرِهمْ إنَّ الإمــــامةَ بالرسالةِ أليقُ (33)
وقال من قصيدة في أهل البيت (عليهم السلام) تبلغ (35) بيتاً:
نَـــــــــفَرٌ مِن أُميَّةٍ نَــفَر الإِسـ ـلامِ مِن بَينـــــــهم نُفورَ إِباقِ
أَنفَقــوا في النِّفاقِ مــا غَصَبوه فاستَقامَ النِّفاقُ بِالإِنــــــــــفاقِ
وهيَ دارُ الغُرورِ قَــصر بِاللوّ امِ فيها تَطاولُ الــــــــــعُشاقِ
وأَراها لا تَــستَقيـمُ لـذي الزُّهـ ـدِ إِذا المالُ مـــــالَ بالأَعناقِ
فلِهذا أبناءُ أحـــــــــــــــمَدَ أبنا ءُ عَــــــــــــليٍّ طَرائد الآفاقِ
فقراءُ الحجازِ بَـعدَ الغِنى الأَكـ ـبَرِ أَسرى الشآم قَتلى العِراقِ
جانبَتهم جَوانبُ الأَرضِ حـتَّى خـلتُ أنَّ السماءَ ذاتِ انطِباقِ
أن أقصِّر يا آلَ أحـمَــدَ أَو أغـ ـرقَ كـانَ التَّقصيرُ كالإغراقِ
لَستُ في وَصـفِكُم بِهَـــذا وهَذا لاحِــــقاً غَيرَ أن تَروا إِلحاقِي
إِنَّ أَهلَ السَّمـاءِ فيكُم وأهلَ الـ أَرضِ مـــا دامَتا لأهلِ افتراقِ
عَرفَت فَضلَكُـم مَلائِكَـــــةُ اللَهِ فَدانَت وقــــــــومُكم في شِقاقِ
يَستَحِقُّونَ حَـقّكم زَعمـــــوا ذا لكَ سُحقاً لَهم مـــــن استِحقاقِ
وأَرى بـــــعضَهم يُبايعُ بَعضاً بانتِـــــظامٍ من ظُلمِهم واتِّساقِ
واستَثاروا السُّيوفَ فيكُم فقُمنا نَستَثيرُ الأقــــلامَ في الأوراقِ
أيُّ غَبنٍ لَولا القِــــيامَةُ والمَر جوُّ فيها مِن قُـــــــدرة الخَلاقِ
فَكَأنِّي بِهـــــــــــم يَودُّونَ لَو أ نَّ الخَوالي مِن اللَّيالي البَواقي
ليَتوبُوا إِذا يُذادونَ عَـــــن أَكـ ـرَم حَوضٍ عَليه أكــــرمُ ساقِ
وَإِذا ما التَقَوا تَقاسَمَـــــت النا رُ عَليّاً بالعَدلِ يَوم التَّـــــــلاقي
قيلَ هَـــــذا بِما كَفَرتُم فذُوقوا مـــا كَسَبتُم يا بُؤسَ ذاكَ المَذاقِ (34)
وقال في أهل البيت (عليهم السلام) من قصيدة تبلغ (18) بيتاً:
ورَزايــا المُصطَفَى في أهلِهِ فاتِحاتٌ لِلــــــــــــــــرَّزايا وختمْ
يا بَني الزَّهراء ماذا اكتَسَبَت فيكُمُ الأَيَّامُ مِن عَتـــــــــــبٍ وَذَمْ
يا طَوافــــاً طـافَ طُوفانٌ بِه وحَطيماً بِقَنا الــــــــــــخطِّ حُطِمْ
أيُّ عَهدٍ يُــــرتَجى الحِفظُ لَه بَعد عَهدِ اللَّهِ فيكُم والــــــــــــذِّمَمْ
لا تَسلَّيتُ وأنـــــــــــــوارُكُم غَشيتَها من بَــــــــني حَربٍ ظُلَمْ
رَكبُوا بَحــــرَ ضَلالٍ سَلِموا فيهِ والإِسلامُ فيهم مـــــــــــا سَلِمْ
ثمَّ صارَتْ ســــــــنةً جارِيةً كلُّ مَن أمــــــــــــكَنَهُ الظُّلـمُ ظَلَمْ
وعَجيبٌ أنَّ حَقاً بِكُـــــــــــمُ قامَ في الناسِ وفيكُــــــــــم لَم يَقُمْ
والوَلا فَهو لِــــمن كانَ عَلى قَولِ عَبد المُحسِنِ الصوري قَسَمْ
وأبِيكُمْ والَّذي وَصَّـــــــى به لأبـــــــــــــيكُمْ جَدُّكُمْ في يَومِ خُمْ
لَقد احتَـــــــــــــجَّ عَلى أُمَّتِهِ بالَّذي نالَكُمُ بـــــــــــــــاقي الأُمَمْ (35)
وفيهم (عليهم السلام) قال من قصيدة تبلغ (22) بيتاً:
فهَل تركَ البَينُ من أرتَـــــجيهِ مِنَ الأوَّلينَ أو الآخِريـــــنا
سِوى حُبِّ آلِ نَـــــــبيِّ الهُدى فحبُّهمُ أملُ الآمِـــــــــــــلينا
هُمُ عُـــــــــــــدَّتي لِـوَفاتي هُمُ نَجاتي هُمُ الــــفَوزُ لِلفائِزينا
هُـــمُ مَوردُ الحَوضِ لِلوارِدينَ وهُم عُــــــروةُ اللَّهِ لِلواثِقينا
هُمُ عَونُ من طَلبَ الصَّالحاتِ فــــــــكن بمحبَّتهـمْ مُستَعِينا
هُمُ حــــــــــجَّةُ اللَّهِ في أرضِهِ وإن جَحدَ الحجَّةَ الجاحِدُونا
هُمُ النَّاطِقونَ هــــم الصَّادقُونَ وأنتُم بتَكـــــــذِيبـهمْ كاذِبُونا
هُمُ الوارِثُونَ علـــومَ الرَّسولِ فَما بالُكم لهــــــــــمُ وارِثونا
حَقَدتُم عَليهم حُقــــوداً مَضَت وأنتُم بأسيافِهم مُــــــــسلِمونا
جَحَدتُم مُوالاةَ مَـــــــــــولاكُمُ ويومَ الغَديرِ بِها مُؤمِنـــــونا
وأنتُــــــم بِما قالَه الـمُصطَفى وما نصَّ مِن فضلِه عارِفُونا
وقُلتُم رَضِــــــــــينـا بِما قُلتَهُ وقـــــالت نُفُوسُكم ما رَضِينا
فأيُّكمُ كــــــــــــــانَ أولَى بِها وأثبـــــــتَ أمراً من الطَيِّبِينا
وأيُّكم كانَ بَعــــــــــــد النَّبِيِّ وَصِيّاً ومَــــن كانَ فيكُم أَمينا
وأيُّكم نامَ في فَـــــــــــــرشِهِ وأنتُم لمهجَتِــــــــــــه طالِبونا
ومَن شارَكَ الطُّهرَ في طائِرٍ وأنتُم بذاكَ لَـــــــــه شاهِدُونا
لَحا اللَّهُ قَومــــاً رَأوا رُشدَكُمْ مُــــــبيناً فضَلُّوا ضَلالاً مُبِينا (36)
وقال يرثي الشيخ المفيد (محمد بن محمد بن النعمان المتوفى 413 هـ):
يا لَه طارِقاً من الـــــــــــــحَدَثانِ ألحَق ابنَ النُّعمـــــــانِ بالنُّعمانِ
بَرئَت ذمَّةُ الــــــــمَنونِ من الإيـ ـمانِ لمَّا اعتَــــدَت على الإيمانِ
واستَحـــــــلَّ الوَرى محارِمَ دينِ اللَهِ وَيلُ الـــــــــوَرى من الدَيَّانِ
وأَرى الناسَ حيثُ حلُّوا من الأَر ضِ وحيثُ انتحوا من الأوطانِ
يَـــــــطلبُون المفيدَ بعدَكَ والأسـ ـماءُ تَمضي فكيفَ تَبقى المَعاني
فَجعـــت أصبحَت تبلِّغُ أهلَ الشـ ـامِ صَــــــوتَ العَويلِ من بغدانِ (37)
وقال يرثيه أيضا (قدس الله روحه الزكية)
تَبارَكَ مـن عَمَّ الأنامَ بِفَضلِهِ وبالمَوتِ بَينَ الخَلقِ ساوَى بِعَدلِهِ
مَضَى مُستَقِلاً بِالعُلومِ مُحمَّدٌ وَهَيــــــــهاتَ يأتِينا الزَّمانُ بمثلِهِ (38)
وقال في يوم عاشوراء من قصيدة تبلغ (25) بيتاً:
كما جاءَ يـــــــومٌ في المُحرَّمِ واحدٌ خَـــبا نُورُه لمَّا استُحلَّت مَحارِمُه
طَغَت عـــــبدُ شمسٍ فاستَقلَّ محلِّقاً إلى الشَّمسِ من طُغيانِها مُتراكمُه
فــــــــــــــمن مبلغٌ عنِّي أُميَّةَ أنَّني هَتفــــتُ بِما قَد كنتُ عَنها أُكاتِمُه
مضَت أعصُرٌ مُعوجَّةٌ باعوِجاجِكُم فَلا تُنـــكرُوا إن قوَّم الدَّهرَ قائِمُه
وجَـدَّدَ عَهدَ المُصطَفى بعضُ أهلِهِ وحُكِّمَ فـــي الدِّينِ الحَنِيفيِّ حاكِمُه
فَيا أيُّــــــــها الباكُونَ مصرعَ جَدِّه دعوا جَـــده تَبكي عَليهِ صَوارِمُه
أل أيّها الثَّـــكلَى الَّتي من دُمُوعِها إذا هـيَ حـــيت من قتيل جماجمه
لقَد خَسِرَ الـدَّارَينِ مَن صَـدَّ وجهَهُ فَلا أنـتَ مُبقِــيـــهِ ولا اللَّهُ راحِمُه
حَرِيصاً عَلى نارِ الـــــجَحِيم كأنَّه يَخافُ عَـلى أبـــوابِها مَن يُزاحِمُه
إلى مَن تَراهُ فوَّضَ الأمرَ غَيركُم إذا أنــــــــــــتُمُ أركـــانُه ودَعائِمُه
فيا لَكَ مِــــــــــــــنها دَولةً عَلويَّةً تَبدَّت بسَعـدٍ خــاتَمُ الدَّهــــرِ خاتِمُه (39)
....................................................................
1 ــ الطليعة من شعراء الشيعة / دار المؤرّخ العربي ــ لبنان، تحقيق: كامل سلمان الجبوري ج 1 ص 381 ــ 382 / أدب الطف ج 9 ص 337 ــ 338
2 ــ أجمعت على نسبه كل المصادر التي ترجمت له ومنها: وفيات الأعيان ج 3 ص 232 / يتيمة الدهر ج 1 ص 312 / البداية والنهاية ج 12 ص 25 / شذرات الذهب ج 2 ص 211 وغيرها
3 ــ مقدمة ديوان الصوري ط وزارة الثقافة والإعلام ــ دار الرشيد للنشر بغداد 1980 تحقيق مكي السيد جاسم، شاكر هادي شكر ج 1 ص 6
4 ــ خير الدين الزركلي ج ٤ ص ١٥٢
5 ــ ديوانه ج 1 ص 26
6 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 94 ــ 95
7 ــ مقدمة ديوانه ص 16 ــ 24
8 ــ النجوم الزاهرة لابن تغري بردي الزاهرة ج 4 ص 269 / مقدمة ديوان ابن حيوس تحقيق خليل مردم ص 31
9 ــ ديوانه ج 1 ص 241
10 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 95
11 ــ ديوانه ج 1 ص 84
12 ــ يتيمة الدهر في شعراء أهل العصر ج 1 ص 312
13 ــ وفيات الأعيان ج 3 ص 232
14 ــ تاريخ مدينة دمشق ج 20 ص 247
15 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 95
16 ــ الغدير ج ٤ ص ٢٢٢
17 ــ أدب الطف ج 9 ص 339 / المستدركات
18 ــ تاريخ الأدب العربي ج 6 ص 206
19 ــ أمل الآمل ج 1 ص 114 رقم 109
20 ــ تأريخ الأدب العربي ج 3 ص 80 ــ 81
21 ــ مرآة الجنان ج 3 ص 27
22 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 134
23 ــ شرح إحقاق الحق ج ٣ ص ٩٥
24 ــ تاريخ الأدب العربي ج 6 ص 206
25 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 95
26 ــ تاريخ الأدب العربي ج 6 ص 206
27 ــ مقدمة ديوان الصوري ص 10
28 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 99
29 ــ الأعلام ج 4 ص 152
30 ــ ديوانه ج 1 ص 73 ــ 75
31 ــ ديوانه ج 1 ص 186 ــ 187
32 ــ نفس المصدر ص 219 ــ 220
33 ــ نفس المصدر ص 321
34 ــ نفس المصدر ص 307 ــ 310
35 ــ نفس المصدر ص 415 ــ 416
36 ــ ديوانه ج 2 ص 67 ــ 68
37 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص 98 / مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت ج ٢١ ص ٢٠٦
38 ــ ديوانه ج 1 ص 414
39 ــ نفس المصدر ج 2 ص 37 ــ 38
كما ترجم له وكتب عنه:
شمس الدين الذهبي / العبر في خبر من غبر ج 3 ص 131
السيد الخوئي / معجم رجال الحديث ج ١٢ ص ١٣ رقم 7286
معجم الشعراء العرب ص 208
العلامة الشيخ محمد رضا الشبيبي ــ الشاعر عبد المحسن الصوري مجلة العرفان
أحمد محمود نزال ــ ديوان عبد المحسن الصوري: خصائصه الفنية وقضاياه الرئيسية
محمد علي منشور إبنيان ــ مقاربة في تطوير الخطاب في الصورة الشعرية، قراءة في نماذج ديوان عبد المحسن الصوري
علي إبراهيم أبو زيد ــ عبد المحسن الصوري: موضوعات شعره ومعاصروه من شعراء الشام
قدرية احمد عبد الجبار شريدة ــ عبد المحسن الصوري، حياته وشعره
محمد كاظم مكي ــ عبد المحسن الصوري نشأته، ثقافته، علاقاته
اترك تعليق