بين يدي سيدي المجتبى

مائي دموعٌ طيِّبُ الزّادِ الشّجَنْ     وسُلُوُّ نفسي أَنْ أُرَتِّبَ بالمحنْ

هُوَ هكذا عُمري بفجرِ سنينِهِ     لغروبهِ والمُشْجِياتُ بهِ السُّنَنْ

صَبّرتُني لكنَّ صبرِيَ حقُّهُ     بثقيلِ أَرزائي إذا يوماً وهَنْ

ومِنَ الهمُومِ مُلاحَقٌ كطَريدةٍ     وتُذادُ عَنّي إنْ تَغَشّاني الوَسَنْ

لكنَّ همّاً في المنامِ ويقظتي     ولبعضِهِ كُلّي أَسيرٌ مُرتَهَنْ

لكريمِ أَهلِ البيتِ سيّدِ هاشمٍ     سبطِ النّبيِّ المصطفى والمُؤتَمَنْ

لفؤادهِ كأَبيهِ مشحوناً غَدَا     غيظاً وقيحاً وا إمامي وا حسَنْ

وا للحَشا قبلَ السّمومِ تَفَتّتَتْ     مِنْ بابِ دارٍ أُضرِمَتْ فيها ال "وإنْ"

وا للدّما مِنْ قَبلِ طَعنَتِهِ جَرَتْ     مِنْ طبرةِ الكرّارِ في سيفِ الإحَنْ

يا واهبَ الدُّنيا السّلامَ ونفسُهُ     بحروبها عاشت مُعذّبَةً زمنْ

ووصيَّةٌ فيها تَسامى رأفَةً     وتَسافَلَ القلبُ الحقودُ المُضطَغنٌ

إذ جُوبِهَ النّعشُ الشّريفُ بِرَشقةٍ     بِنِبالِ بُغضٍ مِنْ كِناناتِ الفِتَنْ

وحُسامُ فضلٍ قد تَقَلْقَلَ غَمدُهِ     في كفِّ مَنْ لولا حُسينٌ ما سَكَنْ

فإليكَ غاياتُ السّخاءِ قدِ انتهَتْ     أَجْزَلتَ إنْ حَيٌّ وإنْ مَيْتٌ مِنَنْ

لِي في هَواكَ مُبَرِّرٌ ومُبَرِّرٌ     يا أعظمَ السّرِّ المُوَشّى بالعَلَنْ

لي في أَساكَ تَذَكُّرٌ وتَفَجُّعٌ     ووجيبُ قلبٍ حينَ يبكيكَ اطمَأَنْ

لِي مِنْ رؤاكَ مزارُ وحْيٍ شامخٌ     في مِعوَلِ الحقدِ السّعودِيِّ اقتَرَنْ

لي مِنْ نَداكَ نوائلٌ ما أُحصِيَتْ     أَيُحاطُ عَدّاً إنْ هَمى قَطرُ المُزنْ

لِيفي رثائِكَ إنْ تَنَزَّهَ مِقْوَلِي     في جَنّةِ الخُلْدِ المُقامَةُ والوطنْ

: حسن الحاج عكلة ثجيل