إلى الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام):
طافَ الكمالُ على رحابِ كمالِهِ ومشى الخيالُ الى جناحِ خيالهِ
في صمتهِ وحيٌ وفي يدِهِ خُطى رسمتْ على ضوءٍ جوابَ سؤالِهِ
قد أنهكَ الكلماتِ حينَ حضورِهِ وأباحَ كلَّ الوقتِ عطرَ فِعالِهِ
هوَ يفتحُ الأبوابَ، ثمّةَ نظرةٌ من مُقلتَيهِ تُبيحُ سِفرَ جلالِهِ
هوَ قدْ أتى في هل أتى لكنّهُ في العادياتِ بنى صروحَ نوالِهِ
هوَ كوّنَ المِشكاةَ ثم أضاءَها فبقلبِهِ نورٌ نما بمِثالِهِ
هوَ كيّفَ اللغةَ الشهيّةَ واشترى بالتّضحياتِ حياتَهُ لمنالِهِ
ذاك الذي أعطى السّطورَ بهاءَها فمشى اسمُهُ وحَياً بشكلِ هلالهِ
أأبا الحسينِ لأنتَ أعظمُ مانحٍ قلبي تَمادى في هوَى استكمالِهِ
فامنحْ فؤادي قوةً نبويّةً قد ضجّتِ الرّغَباتُ في آمالِهِ
عُمري بموتٍ دونَ موتٍ إنّما أخشى بأنْ يَسعى إلى اضمحلالِهِ
منذُ الولادةِ شُبّعَتْ أجسادُنا يُتماً كأنّا جملةٌ بمقالِهِ
نحبو على قلقٍ وفي رعبٍ وما نلقى سوى حالٍ يسوءُ لحالِهِ
فالحاكمونَ المعتِمونَ تسوّروا المحرابَ والتجؤُوا بدفءِ ظِلالِهِ
ورمَوا بنا نحوَ الضّلالِ (وما حَدا ممّا بَدا) والصّمتُ في أحوالهِ
لبِسوا قناعَ النّاصعينَ واحرقُوا وطنَ النّخيلِ بقمحِهِ وشِتالِهِ
أأبا الحسينِ على مسارِ طريقِنا نحتاجُ ضوءَكَ كي نرَى بِخلالِهِ
اترك تعليق