889 ــ أبو فراس الحمداني (320 ــ 357 هـ / 932 ــ 968 م)

أبو فراس الحمداني (320 ــ 357 هـ / 932 ــ 968 م)

قال من قصيدته الشافية المشهورة التي تبلغ (61) بيتاً:

لبِئسَ ما لَـــــــــقِيَت مِنهُم وَإِن بَلِيَت     بِجانِبِ (الطَفِّ) تِلكَ الأَعظُمُ الرِمَمُ

لا عَن أَبي مُسلِمٍ في نُصحِهِ صَفَحوا     وَلا الـــهُبَيرِيَّ نَجّى الحِلفُ وَالقَسَمُ

وَلا الأَمانُ لِأَزدِ الــموصِلِ اِعتَمَدوا     فيهِ الوَفـــــاءَ وَلا عَن عَمِّهِم حَلِموا (1)

الشاعر

أبو فراس الحارث بن سعيد الحمداني أمير وشاعر من أعلام الشعر العربي وأعيان الشيعة، وهو ابن عم سيف الدولة الحمداني أمير الدولة الحمدانية، ولد في مدينة منبج بحلب، وكان أبوه أميراً من أمراء بني حمدان، وقد قُتل أبوه وعمره ثلاث سنوات، فربّاه ابن عمه سيف الدولة الحمداني الذي كان في تلك الفترة حاكماً على بلاد الشام، فنشأ نشأة الأمراء الشجعان، وشارك مع ابن عمه وزوج أخته سيف الدولة في حروبه ضد الصليبيين، وأبدى شجاعة فائقة، وقد ولاه سيف الدولة منبج وحران، فأظهر مقدرة وكفاءة في الحكم وشجاعة في الدفاع عن ولايته كما في الحرب، وأبو فراس ــ بكسر الفاء ــ من أسماء الأسد فكان كما سمَّوه. وفي شعره ما يدل على أن أمه أو احدى جداته رومية حيث يقول:

إذا خفتُ من أخواليَ الرومَ خطّةً     تخوَّفتُ من أعماميَ العربِ أربعا (2)

الحمدانيون   

يرجع نسب بني حمدان إلى حمدان بن حمدون التغلبي فهو حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن الرشيد بن المثنى بن رافع بن الحارث بن عطيف بن مجزئة بن حارثة بن مالك بن عبيد بن عدي بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وقد سكنت قبيلة تغلب ديار ربيعة قبل الإسلام. (3)      

وكان حمدان ــ جد أبي فراس ــ أميراً على ماردين في الموصل وقد خاض الكثير من الحروب مع الروم حرر فيها الكثير من المدن من أيديهم كما توغّل خلالها إلى الكثير من أراضيهم، وكان له الفضل في بنائها وحمايتها وتحصينها، ومن أبرز آثاره السور العظيم الذي بناه على مدينة (ملطية). وكان يطمح إلى الاستقلال بالموصل وفصلها عن الخلافة العباسية.

وكان لحمدان ثمانية أولاد هم: أبو الهيجاء عبد الله والد سيف الدولة، وأبو إسحق إبراهيم، وأبو العلاء سعيد ــ والد أبي فراس ــ وأبو الوليد سليمان، وأبو السرايا نصر، وعلي، وأبو علي الحسين، وأبو سليمان المزرفن. وكانوا كلهم قادة شجعان خاضوا غمار الحروب مع أبيهم ثم من بعده، وأبدوا فيها من الشجاعة النادرة ما صارت مضرب الأمثال فورث أبو فراس عنهم تلك البطولة والشجاعة وقد فصل الحديث عن أخبار بني حمدان وآثارهم وإماراتهم في الموصل وحلب السيد حسن الأمين (4)

قال الثعالبي: (كان بنو حمدان ملوكاً وأمراءَ أوجههم للصباحة وألسنهم للفصاحة وأيديهم للسماحة وعقولهم للرجاحة) (5)

وقال السيد محسن الأمين: (عشيرة عربية صميمة تقلب أفرادها في الملك والإمارة قروناً عديدة، وكانت لهم أحسن سيرة مملوءة بمحاسن الأفعال وجميل الصفات من كرم وسخاء وعز وإباء وصولة وشجاعة وفصاحة وبراعة وحلم وصفح وتدبير وغيرة وحماية للجار وحفظ للذمار ورأي رصين وعقل رزين إلى غير ذلك. وكلهم أو جلهم شعراء مجيدون أهل شجاعة واقدام تعودوا ممارسة الحروب وقيادة الجيوش ويندر أو ليس بموجود ان يكون فيهم من ليس بشاعر ولا شجاع فارس وسيف الدولة المتقدم في الرياسة والامارة والشجاعة والكرم وأبو فراس الفائق بشعره فيهم والمتميز بشجاعته وفروسيته) (6)

وكان أبو فراس خليفة سيف الدولة على بلاد الشام عند غيبة سيف الدولة عنها، لما يعلم من كفاءته ونصحه وقيامه بحفظ البلاد ولم يكن ليثق في ذلك بأحد غيره من عشيرته ولا غيرهم.

وقد أبدى أبو فراس كفاءة عالية ومقدرة فائقة في الدفاع عن البلاد وصونها يقول ابن خالويه: (لما سار الأمير سيف الدولة سنة (351 هـ) إلى الثغور الشامية لبناء عين وحصونها واستخلف على الشام الأمير أبا فراس فسار نقفور بن بردس ملك الروم في جمع النصرانية إلى الشام فلقيه الأمير أبو فراس في ألف فارس من العرب فوقع بينهم ست وقائع في كلهن يظهره الله حتى دخل دلوك ولم يتجاوزها وفي ذلك يقول أبو فراس من قصيدة يخاطب بها الدمستق:

وإنــــي إذ نزلتُ على دلوكٍ     تركتكَ غـــــــيرَ متّصلِ النظامِ

ولمّا إن عقدتُ صليبَ رأيي     تحلّـــــــلَ عقدُ رأيكَ في المقامِ

وكنتَ تــرى الأناةَ وتدَّعيها     فـــــأعجلكَ الطعانُ عن الكلامِ

وبتّ مؤرِّقـــاً مِن غيرِ سقمٍ     حمى جفنيكَ طيبَ النومِ حامي (7)

فارس الشعر وشاعر الفروسية

ربما لم تترك مقولة الصاحب بن عباد للدارس في شعر أبي فراس الحمداني أن يدعي أنه في دراسته قد أحيا ذكراً لأبي فراس عندما قال قولته الشهيرة: (بُدئ الشعر بملك وختم بملك) يعني إمرأ القيس وأبا فراس الحمداني. (8)

فحياة أبي فراس على قصرها ــ 38 عاماً ــ قد حفلت بالكثير من المآثر والبطولات... والشعر ورغم أنه نشأ على ترف الحياة وميسورها ورغدها لكنه لم يألف هذه الحياة بل ألف حياة الجهاد والصعاب ورحى الحرب وكان يحس أنه قد خلق للسيف والرمح:

وقائمُ سيفي فيــــهمُ دقّ نصله     وأعقاب رمحي منهم حطَّمَ الصدرُ

سيذكرني قومي إذا جدَّ جدّهم     وفي الليلةِ الظلمـــــــاءِ يُفتقدُ البدرُ (9)

هو شاعر لم يمنعه وقوعه في الأسر من الافتخار بنفسه:

ما للعبيـــــــدِ من الذي     يقضي بـــــه الله أمتناعُ

ذُدتُ الأسودَ عن الفرا     ئسِ ثم تفرسني الضباعُ (10)

هو شاعر لم يعرف لعزمه حدود وبين أضلاعه قلب تضطرم فيه النيران:

إني أبيت قليـــــل النوم أرّقني     قلب تصـــــــــــارع فيه الـهمُّ والهممُ

وعزمةٌ لاينام الليـــل صاحبها     إلا على ظفرٍ فــــــــــــــي طيّه كرمُ

يصان مهري لأمر لا أبوح به     والدرعُ والرمحُ والصمصامة الخذمُ (11)

فما هي هذه العزمة التي لا ينام لأجلها أبو فراس ؟

وهل قُدِّرَ له أن لا يجد من يعرف شخصيته ومؤهلاته العظيمة على حقيقتها:

تصفّحتُ أقوالَ الـرجالِ فلم يكنْ     إلى غير شاكٍ للزمانِ وُصولُ

أكلّ خليلٍ هكـــــذا غير منصفٍ     وكلُّ زمــــــــانٍ بالكرامِ بخيلُ

نعمْ دعتِ الدنيا إلى الغدرِ دعوةً     أجابَ إليها عــــــــالمٌ وجهولُ (12)

أبو فراس .. نشأ فارساً شاعراً جمع بين إمارتي السيف والقلم

قال عنه ابن خالويه: (من حل من الشرف السامي والحسب النامي والفضل الرائع والكرم الذائع والأدب البارع والشجاعة المشهورة والسماحة المأثورة محل أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون بن الحارث العدوي رحمه الله وكان سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان رضي الله تعالى عنه وهو ابن عمه ومنبته ومثقفه ومخرجه وموقفه يجري على سنته العادلة وآثاره الفاضلة شهدت له شواهد الفضل ودعت إليه دواعي النبل...) (13)

وقال الثعالبي: (كان فرد دهره، وشمس عصره، أدباً وفضلاً، وكرماً ونبلاً، ومجداً وبلاغةً وبراعة، وفروسية وشجاعة، وشعره مشهور سائر بين الحسن والجودة، والسهولة والجزالة، والعذوبة والفخامة، والحلاوة والمتانة، ومعه رواء الطبع، وسمة الظرف، وعزة الملك، ولم تجتمع هذه الخلال قبله إلا في شعر عبد الله بن المعتز، وأبو فراس يعد أشعر منه عند أهل الصنعة، ونقدة الكلام، وكان الصاحب يقول: (بدئ الشعر بملك وختم بملك) يعني امرؤ القيس وأبا فراس، وكان المتنبي يشهد له بالتقدم والتبريز، ويتحامى جانبه، فلا يتبرى لمباراته، ولا يجترئ على مجاراته، وإنما لم يمدحه ومدح من دونه من آل حمدان تهيباً له وإجلالاً، لا إغفالاً وإخلالاً، وكان سيف الدولة يعجب جداً بمحاسن أبي فراس، ويميزه بالإكرام عن ساير قومه، ويصطنعه لنفسه، ويصطحبه في غزواته، ويستخلفه على أعماله، وأبو فراس ينثر الدر الثمين في مكاتباته إياه، ويوافيه حق سؤدده ويجمع بين أدبي السيف والقلم في خدمته) (14)

وقال الشيخ عبد الحسين الأميني: (ربما يرتج القول في المترجم وأمثاله، فلا يدري القائل ماذا يصف، أيطريه عند صياغة القول؟ أو يصفه عند قيادة العسكر: وهل هو عند ذلك أبرع؟ أم عند هذا أشجع؟ وهل هو لجمل القوافي أسبك؟ أم لأزمّة الجيوش أملك؟ والخلاصة أن الرجل بارع في الصفتين، ومتقدم في المقامين، جمع بين هيبة الملوك، وظروف الأدباء، وضم إلى جلالة الأمراء لطف مفاكهة الشعراء، وجمع له بين السيف والقلم، فهو حين ما ينطق بفم كما هو عند ثباته على قدم، فلا الحرب تروعه، ولا القافية تعصيه، ولا الروع يهزمه، ولا روعة البيان تعدوه، فلقد كان المقدم بين شعراء عصره كما أنه كان المتقدم على أمرائه...) (15)

وعده ابن شهرآشوب (من شعراء أهل البيت المجاهرين) (16)

وقال ابن تغري بردي: (كان من الشجعان والشعراء المفلقين..) (17)

وقال الشريف ضياء الدين الصنعاني: (الأمير الكبير الشاعر المشهور... المنزل الموت الأحمر ببني الأصفر والمورد السنان الأشهب في نحر العدو الأزرق تحت النقع الأسود في اليوم الأغبر....) (18)

وقال السيد محسن الأمين: (أمير جليل وقائد عظيم أكبر قواد سيف الدولة وشجاع مدرة وشاعر مفلق وعربي صميم تجلت فيه الأخلاق والشيم العربية السامية بأجلى مظاهرها في شجاعته وولوعه بالحرب وكراهته الإخلاد إلى الدعة والراحة وفي إباء نفسه وفخره وحماسته واعتزازه بعشيرته وعلو همته وارتفاعه عن الدنايا وسخائه وفصاحته وحبه للعفو والصفح وحفظ الحرم وارتياحه إلى الكرم والبذل وحبه فعل الخير والمساواة بنفسه وعدم ايثارها على المسلمين ورقة طبعه وسجاحة خلقه وحبه للوطن ورعايته لحقوق الإخوان ومحافظته على لم شعث العشيرة إلى دين متين واعتقاد ثابت رصين وخوف من الله تعالى وغيرة على الإسلام والعروبة وأشعاره الكثيرة الحماسية وأخباره الآتية شاهدة شهادة صادقة بما اتصفت به نفسه من الشمم والإباء وعلو الهمة والطموح إلى العلياء والغرام بالمجد وما يكسب الثناء والحمد). (19)

وقال عنه الشيخ عباس القمي: (فارس ميدان العقل والفراسة والشجاعة والرياسة … ) (20)

وقال عنه الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء: (الأمير الجليل، والقائد الكبير، والشاعر المفلق …) (21)

وقال السيد جواد شبر: (وكل شعره يعطيك صورة عن عظمة شخصيته. أما ولاؤه لأهل البيت عليهم ‌السلام فيكفي شاهداً عليه قصيدته العالية المسماة بالشافية وكلها في أهل البيت وظلم بني العباس لهم..) (22)

أسره ورومياته

في سنة (347 هـ / 959 م) وفي إحدى معارك سيف الدولة مع الروم وقع أبو فراس أسيراً في منطقة تُعرف بـ (مغارة الكحل)، فاقتاده الروم إلى منطقة خرشنة وهي قلعة ببلاد الروم والفرات يجري من تحتها، وفيها يقال: إنه ركب فرسه وركضه برجله، فأهوى به من أعلى الحصن إلى الفرات (23)

وبعد ثلاث سنوات أي في سنة (350 هـ / 962 م) أسر أبو فراس مرة أخرى حين أعد الروم جيشاً كبيراً وحاصروا منبج وعليها أبو فراس فتصدى لهم بشجاعته الفائقة المعهودة ولم يستسلم حتى استمات في الدفاع عنها حتى سقطت منبج بأيديهم وسقط أبو فراس جريحاً وقد أصابه سهم بقي نصله في فخذه فاقتيد مثخناً إلى خرشنة، ونقل منها إلى القسطنطينية وبقي في الأسر لمدة أربع سنوات (34) وكان خلالها يرسل الرسائل والقصائد إلى سيف الدولة يطلب منه أن يفتديه كما كان يرسل رسائل الإشتياق واللوعة إلى أمه التي ماتت وهو في الأسر فرثاها رثاءً مفجعاً

ورغم أن أبا فراس عاش في الأسر حياة عز وإكرام إلا أن نفسيته التي تأبى الأسر وتعشق الحرية كانت تتذمر من تلك الحياة فكان يحن إلى أهله وإخوانه وأحبائه ويعبر عن ذلك بقلب مجروح وقد كانت تصدر أشعاره في الأسر والمرض وفرط الحنين إلى أهله وإخوانه والتبرّم بحاله ومكانه عن صدر حرج وقلب شجي تبكي سامعها وقد جمعت هذه الأشعار وسمَّيت بالروميات. وهذه الروميات تعد قمة من قمم الأدب العربي

يقول أبو فراس في إحدى هذه الروميات:

(أُسِرتُ وما صحبي بعُزلٍ لدى الوغى)     ولا فرسي مـــــهرٌ ولا رَبَّــه غمرُ

ولكن إذا صُم القضـــــــــاءُ على إمرئٍ     فليس له بـــــــــــــرٌّ يقيـه ولا بحرُ

وقال أُصيــــــــــحابي الفرارُ أو الردى     فقلتُ هما أمــــــرانِ أحـلاهُما المرُ

ولكنني أمضي لمــــــــــــــــا لا يعيبني     وحسبكَ مِن أمرينِ خيـرهما الأسرُ

ولستُ كمن ردّ الردى بمــــــــــــــــذلةٍ     كما ردَّه يـــــــــوماَ بسـوأتهِ عمرو

ونحن أنـــــــــــــــــاسٌ لا توسّط عندنا     لنا الصدرُ دونَ العالمـيــنَ أو القبرُ

تهونُ علينا في المعــــــــــــالي نفوسُنا     ومن خَطَبَ الحسناء لم يُغلها المهرُ (25)

وتثقل به الجراح ويطول أسره فيكتب إلى والدته يعزّيها بنفسه:

(تناســــــــانيَ الأصحابُ إلا عصابةً)     ستلحقُ بالأخــــــرى غداً وتحولُ

وإنَّ وراءَ السترِ أمّــــــــــــــــاً بكاؤها     عليَّ وإن طـــــــالَ الزمانُ يطولُ

فيا أمتـــــــــــــــا لا تعدمي الصبرَ أنّه     إلى الخيرِ والنجحِ القريبِ رسولُ

ويا أمتا لا تحبــــــــــــــطي الأجرَ أنّه     على قَدَرِ الصبرِ الجميـــلِ جزيلُ (26)

والظاهر من قوله: أُسرت وما صحبي بعُزلٍ لدى الوغى, وتناسانيَ الأصحاب إلا عصابةً، أن هناك من له مصلحة في أسره حسداً له لإبعاده عن مركزه ومكانته المرموقة في الدولة، ويتضح ذلك من قوله وهو يصف أيامه ومنازله بمنبج وكانت ولايته وإقطاعه وداره بها ويعرض بقوم بلغه شماتتهم فيه وهو في أسر الروم:

ولـــــــئنْ قُتلتُ فإنّما     موتُ الكرامِ الصيدِ قتلا

(لا يشمتنَّ بمــــوتِنا)     إلّا فتـــــــى يُفنى ويُبلى

يغترُّ بالدنيا الجـهولُ     وليسَ في الــــدنيا محلّى (27)

ويتضح ذلك أكثر في قول الثعالبي: كتب أبو فراس إلى سيف الدولة: مفاداتي أن تعذرت عليك فأذن لي في مكاتبة أهل خراسان ومراسلتهم ليفادوني وينوبوا عنك في أمري) (15) ثم كتب له:

أتنكرُ أنّــي شكوتُ الزمان     وإني عتبتكَ فيمنْ عتبْ

(فلا تنسبــنَّ إليَّ الخمول)     أقمتُ عليكَ فلم أغتربْ (28)

ولما يبلغه وفاة أمه وهو في الأسر يرثيها رثاء مفجعاً:

أيا أمّـــاه كمْ هولٍ طويلٍ     مضى بكِ لم يكن منه نصيرُ

(أيا أمّاه كم سرٍ مصونٍ)     بـــقلبكِ ماتَ ليسَ له ظهورُ (29)

وهناك قصائد أخرى تجري على هذا المنوال تركناها خشية الإطالة.

ويُلاحظ أن الأشطرُ التي وضعناها بين قوسين تحمل معاني كثيرة وكبيرة، فقد أسِر أبو فراس وأصحابه مدجّجون بالسلاح كما يقول هو فلِم لم يستنقذوه (أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى)؟ ثم لما أسره الروم لِمَ تناسوه أصحابه (تناساني الأصحاب إلا عصابة) ولماذا شمتوا به ؟ (لا يشمتنَّ بموتنا) ولماذا نسب إليه سيف الدولة الخمول مع أنه أبلى بلاءً عظيماً في قتاله للروم (فلا تنسبن اليَّ الخمول) ثم ما هو السر المصون الذي أخفته أمه ومات في قلبها ولم تظهره لأحد.

كل هذه الأسئلة وغيرها تحتاج إلى دراسة مستفيضة عن الدولة الحمدانية وتأسيسها وسيرة أمرائها وما جرى وراء الأستار من دسائس ومؤامرات وصفقات ونحن لا نريد في مقالنا القصير هذا الخوض في هذا الموضوع الذي يحتاج إلى دراسات مطولة وكل ما أردناه هو أن يأخذ المؤلفون بنظر الاعتبار مثل هذه المعاني في أشعار أبي فراس.

ولم يزل أبو فراس في الأسر حتى أعد سيف الدولة جيشه مرة أخرى وهاجم الروم وأخرجهم من حلب واستعاد ملكه فيها فافتدى أبا فراس

مقتله

بعد سنة من إطلاق سراحه، توفي سيف الدولة سنة (355 هـ / 967 م) فنشبت النزاعات بين أفراد الأسرة الحاكمة بل وتعدى النزاع إلى الموالي، وكان لسيف الدولة مولى اسمه قرعويه وكان يطمع في الحكم، ولكن لم يكن بمقدوره ذلك دون مساعدة من أحد أفراد الأسرة يكون له تأثير على الناس فلم يجد أكثر تأثيراً من أبي المعالي ابن سيف الدولة، وهو ابن أخت أبي فراس، فنادى به أميراً على حلب وهو يضمر أطماعه في العرش بعد أن يصفّي الخصوم فيعمد إلى تصفية أبي المعالي.

وقد عرف أبو فراس ما يضمره قرغويه وتهيأ لإيقاف هذا المخطط، فاستولى على حمص، فأرسل أبو المعالي جيشاً بقيادة قرعويه لقتال أبي فراس فدارت معركة بينهما في بلدة صدد جنوب شرق حمص كانت فيها نهاية أبي فراس الحمداني وقطع رأسه وأخذه، وتركت جثته في البرية حتى دفنها بعض الأعراب. (30)

قال ابن خالويه: بلغني أن أبا فراس أصبح يوم مقتله حزيناً كئيباً وكان قد قلق في تلك الليلة قلقاً عظيماً فرأته ابنته امرأة أبي العشائر كذلك فأحزنها حزناً شديداً ثم بكت وهو على تلك فأنشأ يقول كالذي ينعي نفسه وإن لم يقصد، وهذا آخر ما قاله من الشعر:

أبنيَّتي لا تحــــــزني     كلُّ الأنــــــامِ إلــــى ذهابِ

أبنيتي صبـــراً جميـ     ـلاً للجليلِ مــــن المـصابِ

نوحي عليَّ بــحسرةٍ     من خلفِ ستركِ والحجابِ

قولي إذا نـــــاديتني     فعييـــــتِ عن ردِّ الـجوابِ

زين الشبابِ أبو فرا     سٍ لــــــــــم يمتَّع بالشباب (31)

وحدث ما كان يتوقعه أبو فراس ونبه عليه وقتل حتى لا يحدث، فقد استولى قرعويه على حلب وأخرج أبا المعالي بن سيف الدولة منها وصانع الروم عليها على مال يحمله قرعويه إلى الروم، ثم تمكن منه أبو المعالي بن سيف الدولة وحبسه في قلعة حلب ست سنين ثم قتله. (32)

ديوانه

جمع ديوانه ابن خالويه وشرحه وقد عاصره وكان راويته وقد أخذ منه كل من نقل شعره، كما اهتم الثعالبي بجمع الروميات من شعره في يتيمته، وقد طبع ديوانه في بيروت سنة (1873)، ثم في مطبعة قلفاط في بيروت أيضاً سنة (1910)، واعتُمد في الطبعتين على ما جمعه ابن خالويه.

وفي عام (1944) ظهرت طبعة محققة للمعهد الفرنسي بدمشق على يد الدكتور سامي الدهان الذي بذل جهوداً كبيرة وطاف في كثير من عواصم العالم في سبيل إخراج هذه النسخة، وقد ترجمت أشعاره إلى اللغة الألمانية وطبعت في ليدن سنة (1895)

وقد جمع السيد محسن الأمين من شعره عن النسخ المخطوطة التي عثر عليها فكان مجموع أبيات النسخة التي جمعها (3430) بيتاً وهي تزيد على النسخة المطبوعة بـ (1156) بيتاً وقد رتبها وشرحها واعتنى بها

يقول السيد الأمين: (وبعد فراغي من جمع ديوان أبي فراس وترجمته زارني الشاب النابه الأديب الدكتور سامي الدهان الحلبي، واستعاره مني فبقي عنده أياماً وأخبرني إنه بذل جهوداً عظيمة في جمع ديوان أبي فراس وشرح ابن خالويه له فوقف على نحو خمسين نسخة منه في فرنسا وألمانيا وانكلترة والمدينة المنورة ومصر واستانبول ودمشق وحلب وغيرها من العواصم والبلدان الأوروبية والاسلامية وصرف في سبيل ذلك أموالاً طائلة وأوقاتاً نفيسة وعانى أسفاراً إلى هذه البلدان ومشقات في سبيل تحصيل نسخ الديوان حتى أخرج من مجموعها نسخة كاملة صحيحة وجمع بين الألفاظ المتعددة نسخها وراجع في أسماء الأماكن والأشخاص الرومية التي وجدت في شعره ولم تضبط في الكتب العربية الأصول اليونانية وشرع في طبعه واراني مما طبعه 171 صفحة وهو جاد في إكمال طبعه فأعجبت بهمته وجهوده وشكرت له صنيعه. وعلمت أن الله تعالى بعد مرور أكثر من ألف سنة من وفاة أبي فراس شاء أن لا يبقى ديوان أبي فراس على ما كان عليه فسخّرني وسخر هذا الشاب النبيل لإحياء ديوان أبي فراس ونشره من رمسه). (33)

وإضافة إلى ابن خالويه والسيد محسن الأمين والدكتور سامي الدهان فقد شرح ديوان أبي فراس وحققه العديد من الأعلام منهم: (الشيخ عبد اللطيف بن بهاء الدين الشامي)، (الدكتور محمد التونجي الحلبي) والدكتور خليل الدويهي الذي اعتمدنا في نقل الأشعار عن شرحه وغيرهم

شاعريته

قال الثعالبي: (شعره مشهور سائر بين الحسن والجودة والسهولة والجزالة والعذوبة والفخامة والحلاوة والمتانة ومعه رواء الطبع وسمة الظرف وعزة الملك ولم تجتمع هذه الخلال قبله إلا في شعر عبد الله بن المعتز وأبو فراس يعد أشعر منه عند أهل الصنعة ونقدة الكلام وكان الصاحب يقول بدئ الشعر بملك وختم بملك يعني امرأ القيس وأبا فراس) (34)

وقال السيد محسن الأمين: (أبو فراس شاعر مفلق من فحول الشعراء المتميزين وكاتب بليغ أحرز قصب السبق في ميدان الأدب بشعره ونثره وإن كان المأثور عنه من النثر شيئاً يسيراً وهو شاعر وجداني قوي العاطفة رقيق الإحساس فيّاض الشعور غزير المواهب مصقول الألفاظ بديع المعاني سابق في الإجادة تهتز بشعره النفوس وتفيض من جوانبه الرقة والانسجام وتعلوه الفخامة والمتانة. وهو طويل النفس وقصيدته الرائية التي يفتخر فيها بقومه تزيد على 240 بيتاً كلها في غاية المتانة والقوة والانسجام لم يزدها طولها إلا حسناً وقوة ومتانة مع أنه استوفى فيها ذكر عشيرته ومفاخرهم وأيامهم فاشتمل بسبب ذلك أكثرها على القصص التي تحتاج الإجادة في نظمها إلى قوة شعرية قوية ومادة غزيرة). (35)

الشافية

لعل أهم ما يطالع في ديوان أبي فراس هي ميميته الخالدة المسماة بالشافية والتي تبلغ (58) بيتاً فقد احتوت إضافة الى بلاغتها وجزالتها أحداثاً تاريخية مهمة ضمّنها أبو فراس في أبياتها، فالقصيدة في مضمونها العام تتحدث عن جرائم بني العباس تجاه أهل البيت (ع) والمسلمين وتنكيلهم بالناس وغدرهم وفظاعة أعمالهم الوحشية وظلمهم وفسقهم وانتهاكهم لحرمة الإسلام كما احتوت على الأدلة والبراهين على أحقية أهل البيت (ع) بالأمر، قال عنها الشيخ عبد الحسين الأميني:

(هذه القصيدة تعرف بـ (الشافية) وهي من القصائد الخالدة التي تصافقت المصادر على ذكرها أو ذكر بعضها أو الايعاز إليها، مطردة متداولة بين الأدباء، محفوظة عند الشيعة وقسمائهم منذ عهد نظمها ناظمها أمير السيف والقلم وإلى الآن، وستبقى خالدة مع الدهر، وذلك لما عليها من مسحة البلاغة، ورونق الجزالة، وجودة السرد، وقوة الحجة، وفخامة المعنى، وسلاسة اللفظ، ولما أنشد ناظمها (الأمير) أمر خمسمائة سيفا وقيل أكثر يشهر في المعسكر نظمها لما وقف على قصيدة ابن سكرة العباسي التي أولها:

بني عليٍّ دعوا مقالتكمْ     لا ينقصُ الدرَّ وضعَ مَن وضعَه) (36)

 وقد شرحها وخمّسها وشطّرها كثير من الأدباء فمن الذين شرحوها:

(أبو المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحلبي ــ كمال الدين ابن العديم)، (السيد محمد بن الحسين بن محمد بن محسن بن عبد الجبار المعروف بـ ابن أمير الحاج الحسيني)، (السيد علي بن الحسين الهاشمي النجفي الخطيب)، (السيد حسن بن محمد بن الحسين بن مهدي بن سيف الحسيني)، (أحمد بن أحمد بن علي الماجدي)

وخمّسها: الشيخ إبراهيم يحيى العاملي والشيخ عبد الرضا بن علي بن محمد حسين الصافي

وشطرها: العلامة السيد محسن الأمين العاملي ومحمد طلعت أفندي المصري

يقول أبو فراس في الشافية وقد قدمنا موقعها من الديوان:

الدينُ مُختَرَمٌ وَالحَقُّ مُـــــــــــــــــــــــهتَضَمُ     وَفَيءُ آلِ رَسولِ اللَهِ مُقتَـــــــــــــسَمُ

وَالناسُ عِندَكَ لا ناسٌ فَــــــــــــــــــيُحفِظهُم     سَومُ الرُعاةِ وَلا شـــــــــــاءٌ وَلا نَعَمُ

إِنّي أَبيتُ قَليـــــــــــــــــــــــــلَ النَومِ أَرَّقَني     قَلبٌ تَصارَعَ فـــــــــــيهِ الهَمُّ وَالهِمَمُ

وَعَزمَةٌ لا يَنـــــــــــــــــــــامُ اللَيلَ صاحِبُها     إِلّا عَــــــــــــــلى ظَفَرٍ في طَيِّهِ كَرَمُ

يُــــــــــــــــــصانُ مُهـري لِأَمرٍ لا أَبوحُ بِهِ     وَالدِرعُ وَالرَمحُ وَالصَمصامَةُ الخَذِمُ

وَكُلُّ مائِرَةِ الضَبعَيـــــــــــــــــــنِ مَسرَحُها     رِمـــــثُ الجَزيرَةِ وَالخِذرافُ وَالعَنَمُ

وَفِتيَةٌ قَلبُهُم قَلبٌ إِذا رَكِـــــــــــــــــــــــــبوا     يَوماً وَرَأيُــــهُمُ رَأيٌ إِذا عَــــــزَموا

يا لِلرِجالِ أَما لِلَّهِ مُـــــــــــــــــــــــــنتَصِفٌ     مِنَ الطُغـــــــــــــــاةِ أَما لِلدينِ مُنتَقِمُ

بَــــــــــــــــــــــنو عَلِيٍّ رَعايا في دِيـارِهِمُ     وَالأَمـــــرُ تَمــــلِكُهُ النِسوانُ وَالخَدَمُ

مُحَلَّأونَ فَأَصفى شُربِهِم وَشَـــــــــــــــــلٌ     عِندَ الوُرودِ وَأَوفــــــــــى وُدِّهِم لَـمَمُ

فَالأَرضُ إِلّا عَــــــــــــــــلى مُلّاكِها سَعَةٌ     وَالمالُ إِلّا عَلـــــــــــــــى أَربابِهِ دِيَمُ

وَما السَعيدُ بِها إِلّا الَّذي ظَلَمــــــــــــــــوا     وَما الغَنِيُّ بِـــــها إِلّا الَّذي حَـــرَموا

لِلمُتَّقينَ مِنَ الدُنيـــــــــــــــــــــــا عَواقِبِها     وَإِن تَعَـــــــــــــجَّلَ مِنها الظالِمُ الأَثِمُ

لا يُــــــــــــــــــطغِيَنَّ بَني العَبّاسِ مُلكُهُمُ     بَنـــــــو عَلِيٍّ مَــــواليهِم وَإِن زَعَموا

أَتَفخَرونَ عَلَيهِم لا أَبا لَــــــــــــــــــــــكُمُ     حَتّى كَأَنَّ رَسولَ اللَهِ جَــــــــــــــدُّكُمُ

وَما تَوازَنَ يَـــــــــــــــــوماً بَينَكُم شَرَفٌ     وَلا تَساوَت بِكُم فـــــي مَــــوطِنٍ قَدَمُ

وَلا لَكُم مِثلُهُم في المَجدِ مُـــــــــــــتَّصِلٌ     وَلا لِجَدِّكُمُ مَسعاةُ جَدِّهِـــــــــــــــــــمُ

وَلا لِعِرقِكُمُ مِـــــــــــــــــن عِرقِهِـم شَبَهٌ     وَلا نَثيلَتُكُم مِـــــــــــــــــــن أُمِّهِم أَمَمُ

قــــــــــــــــامَ النَبِيُّ بِها يَومَ الغَديـرِ لَهُم     وَاللَهُ يَــــــــــــــشهَدُ وَالأَملاكُ وَالأُمَمُ

حَتّى إِذا أَصـــــبَحَتْ فـي غَيرِ صاحِبِها     باتَت تَـــنازَعُـــــــها الذُؤبانُ وَالرَخَمُ

وَصُـــــيِّرَت بَــــــــــينَهُم شورى كَأَنَّهُمُ     لا يَـــــــــــــــعرِفونَ وُلاةُ الحَقِّ أَيَّهُمُ

تَاللَهِ ما جَهِلَ الأَقـــــــــوامُ مَــــوضِعَها     لَكِنَّهُم سَتَـــــــــــروا وَجهَ الَّذي عَلِموا

ثُــــــــــمَّ اِدَّعاها بَنو العَبّــــــاسِ إِرثَهُمُ     وَمـــا لَهُمْ قَدَمٌ فيها وَلا قِـــــــــــــــدَمُ

لا يُــــذكَرونَ إِذا ما مَـــعشَــرٌ ذُكِــروا     وَلا يُـــحَكَّمُ فــــــــــــي أَمرٍ لَهُم حَكَمُ

وَلا رَآهُم أَبو بَــكرٍ وَصــــــــــــــاحِبُهُ     أَهلاً لِمـــا طَلَبوا مِنهـا وَما زَعَــــموا

فَهَـــــــــل هُــمُ مُدَّعوها غَيرَ واجِـــبَةٍ     أَم هَل أَئِمَّتُــهُم في أَخـذِهــــــا ظَلَـموا

أَمّا عَلَــــــــــــــــيٍّ فَقَد أَدنى قَـرابَتَكُم     عِندَ الوِلايَةِ إِن لَــــــــــــــم تُكفَرِ النِعَمُ

هَل جاحِــدٌ يا بَنـــــي العَبّـاسِ نِعمَــتَهُ     أَبوكُــــــــــــــــمُ أَم عُـــبَيدُ اللَهِ أَم قُثـمُ

بِئسَ الــجَزاءَ جَـزَيتُم فــي بَـني حَسَنٍ     أَبوهُمُ العَلَمُ الهادي وَأُمُّـــــــــــــــــهُمُ

لا بَــيعَةٌ رَدَعَتكُم عَــــــــــــن دِمائِهِمُ     وَلا يَمينٌ وَلا قُـــــــــــــــربى وَلا ذِمَمُ

هَــلّا صَفَحتُم عَنِ الأَسرى بِلا سَبَــبٍ     لِلصـــــــــــافِحينَ بِبَدرٍ عَـــن أَسيرِكُمُ

هَلّا كَفَفتُم عَنِ الديبــــــــاجِ أَلــسُـنَـكُم     وَعَن بَناتِ رَسولِ اللَهِ شَـــــــــــــتمَكُمُ

ما نُزِّهَتْ لِرَسولِ اللَهِ مُــــــــــــهجَتُهُ     عَنِ السِياطِ فَــــــــــــهَلّا نُزِّهَ الــــحَرَمُ

ما نالَ مِنهُم بَنو حَربٍ وَإِن عَظُــمَت     تِلكَ الـــــــــــــــجَرائِرُ إِلّا دونَ نَـيلُكُمُ

كَم غَدرَةٍ لَــكُمُ فــــــي الدينِ واضِحَةٍ     وَكَم دَمٍ لِرَســـولِ اللَهِ عِــــــــــــــندَكُمُ

أَأَنتُمُ أَلُــهُ فيما تَرَونَ وَفــــــــــــــــي     أَظفارِكُم مِن بَنــــــــــيهِ الطاهِرينَ دَمُ

هَــيهاتَ لا قَرَّبَت قُربى وَلا رَحِــــمٌ     يَوماً إِذا أَقصَـــــــــتِ الأَخلاقُ وَالشِيَمُ

كانَت مَوَدَّةُ سَلمـــــــــــــانٍ لَهُ رَحِماً     وَلَم يَكُــــــــــن بَيـــنَ نوحٍ وَاِبنِهِ رَحِمُ

يا جاهِداً في مَساويهِم يُــــــــــكَتِّمُها     غَــــــــدرُ الرَشيدِ بِيَـــحيى كَيفَ يَنكَتِمُ

لَيسَ الرَشيدُ كَموسى في القِياسِ وَلا     مَأمونَكُم كَالـــــرِضا إِن أَنصَفَ الحَكمُ

يا باعة الخمـــرِ كفّوا عن مفاخركم     لمعشرٍ بيعهـم يـــــوم الهيــــــــــاجِ دمُ

ذاقَ الزُبَيرِيُّ غِبَّ الحِنثِ وَاِنكَشَفَت     عَنِ اِبــــــــــــنِ فاطِمَةَ الأَقوالُ وَالتُهَمُ

بـــــاؤوا بِقَتلِ الرِضا مِن بَعدِ بَيعَتِهِ     وَأَبصَروا بَعـــضَ يَومٍ رُشدَهُم وَعَموا

يا عُـصبَةً شَقِيَت مِن بَعدِ ما سَعِدَت     وَمَعشَراً هَلَكـــوا مِــــــن بَعدِما سَلِموا

لَبِئسَ مــــــــا لَقِيَت مِنهُم وَإِن بَلِيَت     بِجانِبِ الطَفِّ تِـــلكَ الأَعـــــظُمُ الرِمَمُ

لاعَن أَبي مُسلِمٍ في نُصحِهِ صَفَحوا     وَلا الهُبَيرِيَّ نَجّـــى الحِلفُ وَالــــقَسَمُ

وَلا الأَمانُ لِأَزدِ الـموصِلِ اِعتَمَدوا     فيهِ الوَفاءَ وَلا عَـــــن عَمِّهِم حَلِمــــوا

أَبلِغ لَدَيكَ بَني العَبّــــــــــاسِ مَألُكَةٌ     لا تَدَّعوا مُلـــــــــكَها مُلّاكُها العَجَـــمُ

أَيُّ المَفاخِرِ أَمسَت في مَنـــــابِرِكُم     وَغَــــــــــــيرُكُـــم آمِرٌ فيهِنَّ مُحتَكِــمُ

وَهَل يَزيدُكُمُ مِن مَفخَرٍ عَــــــــــلَمٌ     وَفي الخِلافِ عَلَيــكُم يَخفِقُ الــــــعَلَمُ

خَلّوا الفَخارَ لِعَلّامينَ إِن سُئِــــــلوا     يَومَ السُؤالِ وَعَمّالــينَ إِن عَلِــــــموا

لا يَغضَبونَ لِغَيرِ اللَهِ إِن غَـــضِبوا     وَلا يُضيعونَ حُكــمَ اللَهِ إِن حَكَمــــوا

تَبدو التِلاوَةُ مِن أَبيــــــــــاتِهِم أَبَداً     وَفي بُيوتِكُمُ الأَوتـــــــــــارُ وَالنَــــغَمُ

مِنكُم عُلَيَّةُ أَم مِنهُم وَكانَ لَـــــــهُم     شَيخُ المُغَنّينَ إِبــراهيمُ أَم لَــــــــــــكُمُ

ما في دِيارِهِــــــمُ لِلخَمرِ مُعتَصَرٌ     وَلا بُيوتُهُمُ لِلســــــــــــوءِ مُـعتَـــصَمُ

وَلا تَبيتُ لَهُم خُنـــــــــثى تُنادِمُهُم     وَلا يُــــــــــرى لَـهُمُ قِردٌ لَـهُ حَـــشَمُ

الرُكنُ وَالبَيتُ وَالأَستـــارُ مَنزِلُهُم     وَزَمزَمٌ وَالصَفا وَالـحِجرُ وَالـحَـــرَمُ

صَلّى الإِلَهُ عَلَيهِم أَينَما ذُكِـــــروا     لِأَنَّــــــهُم لِلوَرى كَـهفٌ وَمُعتَــــصَمُ

وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين ومدح أمير المؤمنين (عليهما السلام) تبلغ (40) بيتاً:

فحُرمتُ قربَ الوصـــــــــــلِ منه مثلما     حُـــرمَ الحسيـنُ الماءَ وهوَ يراهُ

إذ قالَ: اسقـــــــــــــوني. فعُوِّضَ بالقنا     مِن شربِ عــذبِ الماءِ ما أرواه

فـــــــــــــــاجتُزَّ رأساً طالما مِن حجرِهِ     أدنتـــــــــــــــــــه كفّا جدِّه ويداهُ

يومٌ بعينِ اللهِ كــــــــــــــــــــــــان وإنّما     يملي لظلمِ الــــــــــــظالمينَ الله

وكـــــــــــــــــــذاكَ لو أردى عداةَ نبيِّه     ذو العرشِ ما عرفَ النبيُّ عِداهُ

يومٌ عليه تغيَّرتْ شــــــــــمسُ الضحى     وبكتْ دماً ممـــــــــا رأته سماهُ

لا عذرَ فيهِ لمهجةٍ لم تنفــــــــــــــــطرْ     أو ذي بكاءِ لمْ تفـــــــض عيناهُ

أظننتمُ أن تقــــــــــــــــــــــــتلوا أولادَه     ويظلكــــــــم يومَ المعــــادِ لواهُ

أو تشربوا من حــــــــــــــوضِهِ بيمينه     كأساً وقد شــــربَ الحسينُ دماهُ

طوبى لمن ألفــــاهُ يــــــــــــــومَ أُوامِه     فاستلّ يــــــــــــومَ حياتهِ وسقاهُ

قد قالَ قبلاً مـــــــــــــــن قـريضٍ قائلٌ     (ويل لمن شفعــــــاؤه خُصماهُ)

أنسيتمُ يومَ الكســـــــــــــــــــــــاءِ وأنه     ممن حواهُ مع النــــــــبيِّ كساهُ

تبّاَ لقومٍ تابــــــــــــــــــــــعوا أهواءهمْ     فيما يسوؤهمُ غداً عقـــــــــــباهُ

أتراهمُ لم يسمـــــــــــــــــعوا ما خصَّه     منه الــــــــنبيُّ مِن المقالِ أباهُ؟

إذ قــــــــــــــالَ يومَ (غديرِ خمٍّ) مُعلناً     مَن كنتُ مـــــــــولاهُ فذا مولاهُ

هذي وصيَّتُه إليه فافـــــــــــــــــــهموا     يا مَن يقولُ بأنّ مـــــــا أوصاهُ

أقروا من الـــــــــــقرآنِ ما في فـضلِهِ     وتــــــــــــأمَّلوهُ وافهموا فحواهُ

لو لم تُنزَّلْ فيه إلّا (هـــــــــــــل أتى)     من دونِ كـــــــــــلِّ مُنزلٍ لكفاهُ

مَن كانَ أولَ مَـــــن حوى القرآنَ مِن     لفظِ النبيِّ ونطـــــــــــقِه وتلاهُ؟

مَن كانَ صاحبُ فتحِ خيبرَ؟ مَن رمى     بالكفِّ منه بابَه ودحـــــــــــاهُ؟

مَـن عاضدَ المختارَ مِن دونِ الورى؟     مَن آزرَ المــــــختارَ مَن آخاهُ؟

مَـــــــــــــن باتَ فـوقَ فراشِهِ مُتنكِّراً     لمَّا أطلَّ فراشَه أعــــــــــــداهُ؟

مَن ذا أرادَ إلــــــــــــــــــــهُنا بمقالِهِ:     الـــــــصادقونَ القانتونَ سواهُ؟

مَن خصَّه جبريلُ مِن ربِّ الــــــعلى     بتحيةٍ مِــــــــــــــن ربِّه وحباهُ؟

يا ربِّ إنــــــــــــــــــي مهتدٍ بهداهمُ     لا أهــــــتدي يومَ الهدى بسواهُ

أهوى الذي يهوى النبــــــــــيَّ وآلَه     أبداً وأشنـــــــــــأ كلَّ مَن يشناهُ

وأقولُ قولاَ يـــــــــــــــــــستدلُّ بأنّه     مُستبصرٌ مَن قــــــــاله ورواهُ

شعراً يودُّ السامــــــــــــعونَ لوَ أنّه     لا ينقضي طولَ الزمـــانِ هداهُ

يغري الــــــــرواةَ إذا روته بحفظِه     ويــــــــروق حسنَ رويِّه معناهُ (37)

وقال في أهل البيت (عليهم السلام):

لَستُ أَرجو النَجاةَ مِن كُلِّ ما أَخشـ     ـاهُ إِلّا بِــــــــأَحمَدٍ وَعَـــــــلِيِّ

وَبِــبِـنـتِ الرَسـولِ فـاطِـمَـةِ الطُهـ     ـرِ وَسِبطَيهِ وَالإِمــــــــامِ عَلِيِّ

وَالـــــــتَقِـيِّ النَـقِـيِّ بـاقِـرِ عِلمِ اللَهِ     فينـا مُــحَــمَّدِ بـــنِ عَــــــــلِيِّ

وَاِبــنِهِ جَــعــفَـرٍ وَمـوسـى وَمَـولا     نا عَلِيٍّ أَكرِم بِهِ مِــــــن عَلِيِّ

وَأَبــي جَــعــفَــرٍ سَـــمِـيِّ رَسـولِ     اللَهِ ثُمَّ اِبـنِهِ الــــــزَكِـيِّ عَــلِيِّ

وَاِبــــنِهِ العَـسكَرِيِّ وَالـقائِمِ المُظـ     ـهِـرِ حَــــــقّي مُحَمَّدِ بنِ عَـلِيِّ

بِهِــم أَرتَــجــي بُــلوغَ الأَمـــانـي     يَومَ عَرضي عَلى الإِلَهِ العَلِيِّ (38)

وقال فيهم (عليهم السلام) أيضاً:

شافعي أحمدُ النــــــــبيِّ ومولا     يَ عليٌّ والبنتُ والسبطانِ

وعليٌّ وباقـــــــرُ الـعلمِ والصا     دقُ ثـــــــمَّ الأمينُ بالتبيانِ

وعـــــــــــليٌّ، محمدٌ بنُ عليٍّ     وعليٌّ والعـــسكريُّ الداني

والإمامُ المهديُّ في يومِ لا ينـ     ـفعُ إلّا غفرانُ ذي الغفرانِ (39)

.......................................................................

1 ــ ديوان أبي فراس، شرح الدكتور خليل الدويهي، دار الكتاب العربي بيروت 1994 ص 303 / أدب الطف ج 2 ص 64 / رياض المدح والرثاء ص 115 / الغدير ج 3 ص 401 / المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة للسيد محسن الأمين ج 1 ص 630

2 ــ أعيان الشيعة ج ٤ ص ٣٠٧

3 ــ نفس المصدر والصفحة

4 ــ دائرة المعارف الشيعية المجلد 3 ص 129 ــ 137

5 ــ يتيمه الدهر ج 1 ص 27

6 ــ أعيان الشيعة ج 4 ص 308

7 ـــ أعيان الشيعة ج ٤ ص ٣١٩ / ديوانه ص 318 من قصيدة تبلغ (33) بيتا

8 ــ العمدة في محاسن الشعر لابن رشيق القيرواني ص 48 / وفيات الأعيان لابن خلكان ج 2 ص 59

9 ــ ديوانه ص 165 من قصيدة تبلغ (54) بيتاً

10 ــ ديوانه ص 210

11 ــ ديوانه ص 299 ــ 300

12 ــ ديوانه ص 253 من قصيدة تبلغ (40) بيتاً

13 ــ الرق المنشور شرح ابن خالويه على ديوان أبي فراس ج ٢ ص ٢

14 ــ يتيمة الدهر ج 1 ص 57

15 ــ الغدير ج 3 ص 405

16 ــ ابن شهرآشوب / معالم العلماء ص 149

17 ــ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ج 4 ص 357

18 ــ نسمة السحر بذكر من تشيَّع وشعر ص 497

19 ــ أعيان الشيعة ج 4 ص 310

20 ــ الكنى والألقاب ج 1 ص 131

21 ــ أصل الشيعة وأصولها ص 336

22 ــ أدب الطف ج 2 ص 63

23 ــ وفيات الأعيان ج 2 ص 59

24 ــ نفس المصدر والصفحة

25 ــ ديوانه 165

26 ــ ديوانه ص 253 من قصيدة تبلغ (40) بيتاً

27 ــ ديوانه ص 340 من قصيدة تبلغ (24) بيتاً

28 ــ ديوانه ص 25 من قصيدة تبلغ (26) بيتاً

29 ــ ديوانه ص 162 من قصيدة تبلغ (19) بيتاً

30 ــ الكامل ج 7 ص 307 في حوادث سنة 357 دار الكتب العلمية بيروت 1987

31 ــ الغدير - الشيخ الأميني - ج ٣ - الصفحة ٤١٤ / 415 ديوانه ص 59

32 ــ الكامل ج 7 ص 314 في حوادث سنة 358

33 ــ أعيان الشيعة ج 4 ص 332

34 ــ يتيمة الدهر ج 1 ص 57

35 ــ أعيان الشيعة ج 4 ص 329

36 ــ الغدير ج 3 ص 403

37 ــ ديوانه ص 348

38 ــ ديوانه ص 351

39 ــ ديوانه ص 337

كما ترجم له وكتب عنه:

ابن الجوزي / المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ج 8 ص 385

ابن العماد الحنبلي / شذرات الذهب ج 3 ص 24

ابن عساكر / تاريخ دمشق ج 2 ص 440

أبن كثير / البداية والنهاية ج 2 ص 114

ابن بدران / تهذيب ابن عساكر ج ٣ ص ٤٣٩

الحر العاملي / أمل الآمل ص 266

السيد حسن الصدر / الشيعة وفنون الاسلام ص 107

الطيب بامخرمة / قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر ج 1 ص 166 رقم 1607

القاضي نور الله التستري / مجالس المؤمنين ص 411

المامقاني / تنقيح المقال ج 1 ص 245

اليافعي / مرآة الجنان ج 2 ص 369

بطرس البستاني / دائرة المعارف الإسلامية ج 2 ص 300

بطرس البستاني / أدباء في الأعصر العباسية ص 281 ــ 287

جرجي زيدان / تاريخ آداب اللغة العربية ج 2 ص 241

حاجي خليفة / كشف الظنون ج 1 ص 502

خير الدين الزركلي / الأعلام ج 1 ص 202

البروفيسور رودولف دفورجاك / أبو فراس الحمداني، ترجمة الدكتور سامي الدهان

شمس الدين الذهبي / سير أعلام النبلاء ج 16 ص 196

شمس الدين الذهبي / تاريخ الإسلام ج 26 ص 159

الدكتور شوقي ضيف / تاريخ الأدب عصر الدول والإمارات ــ الشام، ص223 ــ 224

صلاح الدين الصفدي / الوافي بالوفيات ج 11 ص 261

الشيخ علي النمازي الشاهرودي / مستدرك سفينة البحار ج 8 ص 176

عمر رضا كحالة / معجم المؤلفين ج 3 ص 175

فريد وجدي / دائرة المعارف الإسلامية ج 7 ص 150

كامل الحلبي الغزي / نهر الذهب فى تاريخ حلب ج 3 ص 57

كمال الدين ابن العديم / زبدة الحلب في تاريخ حلب ج 1 ص 111 ــ 152

السيد محسن الأمين / معادن الجواهر ج 3 ص 79 ــ 90

الشيخ محمد السماوي / الطليعة من شعراء الشيعة ص 117

محمد باقر الخوانساري / روضات الجنات ص 206

محمد بن إسماعيل المازندراني / منتهى المقال ص 349

معجم الشعراء العرب ص 407

إحسان عباس، فايزة الداية، أحمد درويش وآخرون ــ دورة أبي فراس الحمداني

أحمد بدوي / أبو فراس الحمداني شاعر بني حمدان

أحمد درويش ــ في صحبة الأميرين أبي فراس الحمداني وعبد القادر الجزائري

إيناس عبد الرحمن زايد ــ الرثاء بين طرفي نقيض أبي الطيب المتنبي وأبي فراس الحمداني

جورج خليل مارون ــ أبو فراس الحمداني في شعره

جورج غريب / أبو فراس الحمداني

حامد صدقي، علي أکبر ملايي، فيروز حريرچي ــ صورِة الفخر في شعر ابي فراس الحمداني

حسين جمعة ــ الفارس الأسير أبو فراس الحمداني - قراءة جديدة في حياته وشعره

الدكتور خالد بن سعود الحليبي ــ أبو فراس الحمداني في رومياته

خديجة زكريا خوجلي مصطفى، ستنا محمد علي مشرف ــ الصور الفنية في شعر أبي فراس الحمداني

خليل الدويهي / مقدمة ديوان أبي فراس الحمداني

رسمي علي عابد ــ أبو فراس الحمداني

الدكتورة ساهرة محمود يونس ــ اﻟﺣوار ﻓﻲ ﺷﻌر أﺑﻲ ﻓراس اﻟﺣﻣداﻧﻲ، دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ

سعاد عزيز جداع ــ الصورة الاستعارية في شعر أبي فراس الحمداني

سفيان الجبوري ــ تداعيات الذات في شعر أبي فراس الحمداني

سهاد جادري ــ الحرب في شعر أبي فراس الحمداني مجلة الكلية الإسلامية الجامعة العدد 5 المجلد 1

شوقي المعري ــ أبو فراس الحمداني

شيرين خليل شهوان ــ الزمكانية في شعر الصراع مع الروم (أبو تمام والمتنبي وأبو فراس الحمداني انموذجا)

عامر عبد الله ــ تجربة السجن في شعر أبي فراس الحمداني والمعتمد بن عباد

عايدة سعدي ــ توظيف الأسطورة في شعر أبي فراس

عايدة سعدي ــ شعر الروميات لأبي فراس الحمداني

عبد الغني الباجقني / فخر أبي فراس وأبي الطيب

عبد المجيد الحر ــ أعلام الفكر العربي: أبو فراس الحمداني (شاعر الوجدانية والبطولة والفروسية)

الدكتور عبد الملك المومني ــ التجربة الإنسانية في روميات أبي فراس الحمداني

عبلة بوغاغة ــ صورة المرأة في شعر أبي فراس الحمداني

الدكتور عبد الله بنصر العلوي، الدكتور محمد الدناي، الأستاذ عبد العزيز جمعة ــ أبو فراس الحمداني وشعره في المصادر والمراجع العربية والأجنبية

عمار العويجي ــ التحلیل التداولي للخطاب الشّعري، رومیات أبي فراس الحمْداني أنموذجَا

عمر فروخ / أبو فراس

الدكتور فاروق عبد الحميد دراوشه / البناء الدرامي والموسيقي في شعر أبي فراس الحمداني” دراسة أسلوبية صوتية

فضيلة بن عيسى / روميات أبي فراس الحمداني – دراسة جمالية

ماهر الكنعاني / شاعرية أبي فراس

السيد محسن الأمين العاملي ــ أبو فراس الحمداني

محمد الجنبيهي ــ إئتلاف المعاني والمباني بمجاراة الطغرائي وأبي فراس الحمداني

محمد بن يحيى مفرح آل عجيم ــ صورة سيف الدولة في شعر أبي فراس الحمداني .. دراسة موضوعية وفنية

الدكتور محمد رجب البيومي ــ أبو فراس الحمداني، الشاعر الأسير

محمد رضا مروة ــ أبو فراس الحمداني - الشاعر الأمير ج 17 / سلسلة أعلام الأدباء

محمد عبد الرحيم ــ ديوان أبي فراس الحمداني

محمد ياسر حميد البطمان ــ بين بلاغة الجملة وبلاغة النص، دراسة تطبيقية في شعر أبي فراس الحمداني

منى المطرفي ــ الفخر الذاتي في شعر أبي فراس الحمداني

منذر الحايك ــ أبو فراس الحمداني، رحلة الحياة ومسيرة الموت مع مختارات شعرية

ميخائيل مسعود ــ أبو فراس الحمداني، دراسة ومختارات

ناظم حمد السويداوى ــ إشكالية الزمان والمكان فى الشعر (أبو فراس الحمداني أنموذجا)

نوال ويس / أبو فراس الحمداني حياته وشعره

عائشة عويسات ــ تواصلية الأسلوب في روميات أبي فراس الحمداني

عبد المهدي هاشم الجراح ، خالد قاسم بني دومي ــ فاعلية المكون السردي في الاتساق اللساني للنص، نماذج مختارة من شعر أبي فراس الحمداني

كاتب : محمد طاهر الصفار