881 ــ محمد النمر العوامي (1277 ــ 1348 هـ / 1860 ــ 1930 م)

محمد النمر العوامي (1277 ــ 1348 هـ / 1860 ــ 1930 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام):

لـهاشمَ يـومَ (الـطفِّ) ثـــارٌ مُـضيَّعُ     وفـي أرضـهِ لـلمجدِ جسمٌ موزَّعُ

هـجعتِ فـلا ثـارٌ لـــكِ اليومَ مُدرَكٌ     ونُـمتِ فـلا مـجدٌ لـكِ اليومَ يُرفعُ

وهذي بنو حربٍ أدارتْ لكِ الردى     كؤوساً ولا كأسٌ بكِ اليومَ تجرعُ (1)

وقال من أخرى في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً تبلغ (75) بيتاً:

ما عرفنا لآلِ حربٍ مقاماً     قبلَ يـومِ (الطفوفِ) حتى تُهابا

أفـعجزٌ عن حربِها ولقاها     أم نـكولاً عن ضربِها وارتهابا

أومـــا حركتْ إباكمْ جيادٌ     عوَّضتْ عن صهيلِها الانتحابا (2)

ومنها:

وبيومِ (الطفوفِ) مِن آلِ حربٍ     جرَّعوا الحتفَ فيه صاباً فصابا

جــــــاولوا اُسدَهم فكانوا نعاماً     وعلوا هـــــــضبَهم وكانوا ترابا

حاولوا عـــــزّهم ونيلَ علاهمْ     ولَـــــــــــنيلِ السماءِ أدنى طلابا

الشاعر

الشيخ محمد بن ناصر بن علي بن علي بن أحمد بن علي بن حسين بن عبد الله بن نمر بن نمر بن عائد آل عفيصان العوامي، عالم وفقيه كبير وأديب وحكيم وشاعر من أعلام الشيعة، ولد في العوامية من أسرة علمية، برز من العديد من أعلام الفقه والأدب، تسمى بـ(آل نمر). وأسرته هي إحدى الأسر الثلاث المنتمية إلى الإخوة الثلاثة نمر وفرج وزاهر أبناء نمر بن عائد بن عفيصان وكان جدهم عائد يتردد كثيراً بين نجد والأحساء والقطيف واتفق أنه ورد العوامية من قرى القطيف فطلب من أهالي العوامية أن يزوّجوه بإمرأة منهم وأخبرهم أنه كان شيعياً متكتماً فزوّجه الشيخ محمد العرجان بنتاً له فأولدها ولداً سمّاه نمراً ثم أولد نمرٌ هذا ثلاثة أولاد وهم نمر وفرج وزاهر وإليهم انتسبت الأسر الثلاث المشهورة هناك حتى اليوم، ونبغ من هذه الأسر علماء وفضلاء أعلمهم وأشهرهم الشيخ محمد النمر ومنهم أخوه الشيخ حسن المتوفى في شهر ذي الحجة الحرام سنة 1327 ودفن في البحرين، ومنهم ابن أخيه الأديب محمد بن الشيخ حسن آل نمر، نزيل مدينة الكاظمية المتوفى 1397 وهو أول رائد قطيفي للقصة أصدر جريدة سياسية بهلول في العراق ونشر له مجموعات قصصية ومنهم الشيخ سعود بن محمد بن سلمان بن محمد بن حسين بن صالح آل فرج المتوفى سنة 1335 ومنهم الشيخ محمد بن أحمد بن محسن آل فرج كان قد تتلمذ عند الشيخ النمر أيضا مدة من الزمن توفي سنة 1366 ومنهم الشيخ عبد الكريم بن حسين بن علي بن فرج بن نمر

درس الشيخ محمد النمر مبادئ الفقه والأصول وعلوم العربية فيها على يد الشيخ أحمد بن صالح آل طعان القطيفي البحراني، والشيخ علي بن حسن البلادي آل الشيخ سليمان البحراني مؤلف (أنوار البدرين)، ثم هاجر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته وبقي في النجف الأشرف قرابة خمسة عشر عاماً، فحضر دروس العلماء الأعلام فيها أمثال الشيخ: محمود ذهب، والشيخ هادي الطهراني، والشيخ محمد طه نجف النجفي، الذي أجاز له رواية الحديث، وله إجازة في رواية الحديث أيضا من السيد محمد الهندي النجفي، كما درس علم الطب عند الميرزا باقر بن الميرزا خليل بن الميرزا حبيب الله الطهراني، وقرأ الهندسة على الشيخ أغا رضا الأصفهاني.

بقي النمر في النجف الأشرف قرابة خمسة عشر عاماً درس خلالها على يد كبار العلماء وأجلائهم، ثم عاد النمر إلى بلاده عالماً كبيراً ومرجعاً فقيهاً ففتح مدرسة دينية تخرّج منها العشرات من أرباب الفضل وأعلام العلم ومن أشهر تلامذته:

الشيخ حسن علي بن عبد الله البدر

الشيخ منصور بن علي المرهون

الخطيب الشيخ عيسى بن محمد السني التاروتي

الشيخ حسن بن عبد الله بن حسن ربيع الخطي

الشيخ محمد حسين بن حسين آل عبد الجبار البحراني القطيفي

الشيخ حسين بن علي بن الشيخ حسين القديحي البحراني

الشيخ سعود بن محمد سلمان الفرج

الشيخ محمد أحمد الفرج (3)

الشيخ طاهر الشيخ حسين البدر

الشيخ علي بن مهدي السويكت

الشيخ حسن الخطّي

الشيخ علي الإسكافي

الشيخ حسين بن علي القديحي

الشيخ محسن بن عرب البحراني (4)  

قال فيه السيد جواد شبر: (علامة في علمي الفقه والأصول مضافاً إلى تبحّره في الطب والحكمة الالهية) (5)

وقال فيه الشيخ فرج العمران: (امتاز بمزايا شتى وصفات عديدة جعلته المثل الأعلى بين أقرانه وأمثاله ، بل صار بها اُغلوطة الزمان وأعجوبة الأوان ، فهو - قدس سره - مُضَافاً إلى العلم الواسع والفقه الغزير والمعارف الحقيقية الناضجة كان يتمتع بقوة الحدس وشدة الذكاء وجودة الفطنة و سلامة الذوق وسرعة الحافظة ولطف القريحة واعتدال السليقة). (6)

قال الشيخ آقا بزرك الطهراني: (عالم أديب كامل، كان ضريراً جامعاً للفنون) (7)

وقال خير الدين الزركلي: (باحث في الفقه والطبّ القديم والأدب) (8)

وكان للنمر صفحة جهادية ضد النظام السعودي الجائر حيث قاد ثورة أبدى فيها شجاعة فائقة النظير في الصمود والتحدي في مواجهة التسلط والانحراف الوهابي قال عنها السيد حسن الأمين: (ويمكن القول أن ثورة العوامية التي قادها الشيخ النمر من أبرز الأحداث السياسية التي ترجمت عمليا الرفض المقدس). (9)

أما مؤلفاته فقال السيد جواد شبر: (ونظم الكثير من أبواب الفقه والعقائد بأراجيز لم تزل تحفظ كمنظومته في علم التصريف وفي الرضاع والدر النظيم في معرفة الحادث والقديم وله تعليقة على الاشارات لابن سينا والتعليقات الكافية على القوانين والكفاية) (10)

توفي النمر في مسقط رأسه ورثاه كثير من العلماء والأدباء وكان لموته صدى كبيرا في العوامية ولم يزل قبره مزاراً في مقبرتها. (11)

شعره

قال من قصيدته الأولى:

لـهاشمَ يـومَ (الـطفِّ) ثـــارٌ مُــــضيَّعُ     وفــي أرضـهِ لـلمجدِ جــسمٌ موزَّعُ

هـجعتِ فـلا ثـارٌ لـــكِ اليومَ مُـــدرَكٌ     ونُــمتِ فـلا مـجدٌ لـــكِ اليومَ يُرفعُ

وهذي بنو حربٍ أدارتْ لكِ الـــردى     كـؤوساً ولا كأسٌ بــكِ اليومَ تجرعُ

وتلكَ الـظـبا اللاتي شحذتَ حـــدادَها     لأنفِ الإبا من مــجدِكَ اليومَ تُجدعُ

وتـلك الـقنا الـلاتي أقــــمـــتَ كعابَها     بصدرِ العُلى مِن عزِّكَ اليومَ تُقرعُ

وتلكَ الجيادُ اللاتي أنتَ مــــلكتَ مِن     أعـنَّـتِها الأعـضا أتـتكَ تــــــــقعقعُ

فـنهضاً فـإنَّ الـعزَّ أن تـنهضوا لـــها     وإلّا فـــــــــإنَّ الـكـفَّ لـلنفسِ أنـفعُ

سننتمْ بـيومِ الـفتحِ صفحاً فأصبحــتْ     نـــساءُ بـني حـربٍ من السبي تُمنعُ

فـتلكَ بـها الـلاتي اشادتْ لها الـــظُبا     مــضاربَ مـن هـامِ السماكينِ أرفعُ

برغمِ الهدى أمستْ ولا دونَ خدرِها     قـــــــريعُ وغـىً عـنها يـذبُّ ويـدفعُ

وقال من قصيدته الثانية:

قــــــــــوّموا السمرَ هاشمَ والكعابا     وامتطوا للنـزالِ جُرداً صِعابا

وانسجوا من طرادِها التربَ سحباً     تملأ الــــــــــجوَّ ظلمةً وعذابا

عارضاً يـــــــحملُ الحِمامَ ويسقيـ     ـهِ بني حربٍ شيبَـــها والشبابا

فلكمْ مِن أكفّها جـــــــــــــــرَّعتكمْ     كأسَ ذلّ ذاقـــــــته ذلاًّ وصابا

ولكمْ أنـــــــــــهلتْ برغمِ المعالي     بيضُها الــــــهامَ منكمُ والرقابا

ما عرفنا لآلِ حـــــــــــربٍ مقاماً     قبلَ يـومِ (الطفوفِ) حتى تُهابا

أفـعجزٌ عن حـــــــــــربِها ولقاها     أم نـكولاً عن ضربِها وارتهابا

أومـــا حركتْ إباكمْ جـــــــــــيادٌ     عوَّضتْ عن صهيلِها الانتحابا

أينما كرَّ ذكــــــرُ يومِ الوغى كا     دتْ مــن العزمِ أن تشقّ الإهابا

أو لم تسمعوا بيــــــــــومِ حسينٍ     يومَ ســدَّتْ عليه حربُ الرحابا

.........................................................

1 ــ ذكر منها (17) بيتاً في مستدركات أعيان الشيعة ج ٢ ص ٣١١ ــ 312 / ذكر منها (10) أبيات في أدب الطف ج 9 ص 131

2 ـــ شعراء القطيف ج 1 ص 236 ــ 239

3 ــ ترجمة الشيخ محمد النمر عن: مستدركات أعيان الشيعة ج ٢ ص 309 ــ ٣١١

4 ــ موقع الشيعة

5 ــ أدب الطّف ج 9 ص 131

6 ــ الأزهار الأرجية في الاثار الفرجية ج 3 ص 74 و144

7 ــ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 12 ص 222

8 ــ الأعلام ج 7 ص 122

9 ــ مستدركات أعيان الشيعة ج ٢ ص ٣١٠

10 ــ أدب الطّف ج 9 ص 132

11 ــ أدب الطف ج 9 ص 132

كما ترجم له:

الشيخ سعيد بن علي آل أبي المكارم / أعلام العوامية ج 2 ص 33 ــ 82

الشيخ علي البحراني / أنوار البدرين ص 378

الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 2 ص 907

الشيخ أغا بزرك الطهراني / طبقات أعلام الشيعة ج 17 ص 291 رقم 401

أحمد عبد الرسول جبر الشجيري / موسوعة أعلام الخليج ج 1 ص 176

ميرزا محمد علي حبيب آبادي / مكارم الآثار في أحوال الرجال ج 6 ص 164

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار