أميرةَ الشَّامِ كمْ أولاكِ رحمتَهُ فيضُ الوجودِ وكمْ أولاكِ من سَبَبِ
فأنتِ زينُ أبيكِ المُستنارِ تُقىً وَنَسْمَةٌ عَبَقَتْ من أشرَفِ النَّسبِ
إذ ليسَ مثلُكِ وجهًا يُستضاءُ بهِ قد شَقَّهُ من بَهاءِ النّور خَيْرُ نب
حيثُ اصطفاكِ كما الزَّهراءُ فاطمةٌ من جوهرِ اللُّطفِ لا من طينةِ التُّرُبِ
أميرةَ الشَّامِ لا غروٌ إذا ٱنتصبَتْ لكِ المنائرُ من تِبْرٍ ومن ذَهَبِ
مِنَ العِراقِ عِراقِ الخيرِ مُرسَلةٌ على صفيحٍ مِنَ الآلامِ والتَّعبِ
وافَتْ لتسجدَ حيثُ الوحيُ لاحَ سَنًا كوَمْضَةِ الشُّهْبِ في محرابِكِ الرَّحِبِ
لآليءٌ بَرَقَتْ من لُطفِ عُنصُرِها صيغَتْ بكفٍّ بحدِّ السَّيفِ مُنعطِبِ
صيغَتْ لترسمَ للحوراءِ بسمَتَها من بعدِ وَجدٍ بجمرِ الطَّفِ مُلتَهِبِ
تَحفُّها من رؤى العبَّاسِ ألفُ يَدٍ بألفِ سيفٍ مِنَ العسَّالةِ القُضُبِ
قد أرخصَتْ لكِ عندَ اللهِ مُهجتَها في مَوقِفٍ فيهِ نالتْ غايةَ الأرَبِ
أميرةَ الشَّامِ باتَ القبرُ في خلَدي وقبرُكِ الحَرَمُ المَنصوبُ في الشُّهُبِ
تَطوفُ من حولِهِ الأرواحُ خاشعةً تُسبِّحُ اللهَ مَجْرى الدَّهرِ والحِقَبِ
مَنْ مثلُ زينبَ بنتِ المُصطفى شَرَفاً قد حازَتِ الفخرَ من أُمٍّ لها وأبِ
أميرةَ الشَّامِ قد آثرتُ حُبَّكُمُ فَسَكْرَةُ الحُبِّ تُسْلي سَكْرَةَ العِنَبِ
وقد سَلَوْتُ عَنِ الدُّنيا بِمدحِكُمُ وليسَ قصدي أمانُ العيشِ منْ سَغَبِ
لا بلْ لأنجوَ في يومِ الحسابِ بهِ من عُسْرةِ القبرِ والأغلالِ واللَّهبِ
اترك تعليق