859 ــ مهدي الفلّوجي (1282 ــ ١٣٥٧ هـ / 1865 ــ 1938 م)

مهدي الفلّوجي (1282 ــ ١٣٥٧ هـ / 1865 ــ 1938 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) والسيدة الزهراء (عليها السلام) تبلغ (57) بيتاً:

وبجــــــــــرعاءِ (كربلا) يـومَ حلّوا     فيهمُ حلَّ كربُــــــــــــها وبلاها

بوركتْ أرضُ (كربلا) فهيَ أرضٌ     تـــــــــــتمنّى الأفلاكُ لثمَ ثراها

تــــــــــــــــــــربةٌ قدِّستْ بآلِ عليٍّ     طهِّرتْ يــــــومَ صُرِّعوا بفناها (1)

ومنها:

تركتــــها سيوفُ أبناءِ حربٍ     في مِنى (كربلا) أضاحي مناها

مذ تعرَّت عن المخيطِ بروداً     خلعَ الدينُ بـــــــــــردَها فكساها

برزتْ لــلطوافِ دونَ بيوتٍ     شـــــــــــــــرّفَ الله بيتَه بحماها

الشاعر

الحاج مهدي بن عمران بن سعيد بن عمران الفلوجي (2)، ولد في الحلة من أسرة يرجع أصلها إلى ربيعة وبينهم وبين آل كبة في بغداد مصاهرة (3)

نشأ الفلوجي في الأجواء الأدبية التي كانت تعج بها الحلة آنذاك، فلازم آل القزويني وخاصة عميد أسرتها مهدي القزويني، ثم هاجر إلى النجف، ودرس علوم اللغة والأدب والعروض حتى برع فيها وعاصر الشيخ حمادي نوح وأخذ عنه (4) 

وآل الفلوجي بيت أدب وعلم برز منهم العديد من الأعلام يقول فيهم الشاعر الشيخ حمادي ابن نوح الحلي يذكر السيد مهدي وأخوته:

وآل عمرانَ أشرقوا شهباً     يجلو الدجى نسكهم تقديسا

ويهتدي بالمهدي كل فتى     دام هداهُ ان ساسَ أو سِيسا (5)

وقال عنه السيد جواد شبر: (من الطبقة العالية في الشعر وممن تفتخر به الفيحاء وتعتز بأدبه، حسن الأخلاق طاهر الضمير عف اللسان تخرّج في الأدب على الشيخ حمادي نوح. حفظ الكثير من شعر العرب القدامى) (6)

وقال عنه الشيخ محمد علي اليعقوبي: (كان يتعاطى التجارة ويحترف بيع البز ويرتدي برأسه العمة السورية ويعدّ من ذوي الثروة والمكانة المرموقة في البلد. يحتوي ديوانه المخطوط على ضروب الشعر من الاجتماع والسياسة والوصف والغزل والنسيب ولا عجب فعصره يموج بالأدباء والشعراء وتلك النوادي العلمية الأدبية تصقل المواهب) (7)

وقال عنه السيد محسن الأمين: (كان أديباً شاعراً له عدة مراث في أهل البيت عليهم السلام) (8)

وقال عنه الخاقاني: (تضلع في اللغة والقواعد وتوغل بمعرفة العروض فكان لفيصل في المخاصمات الأدبية...) (9)

وقال عنه الشيخ جعفر النقدي: (أديب أريب وشاعر لبيب ذو عقل وافر وروي مصيب وحال مستقيمة وشعره جمع بين الرقة والانسجام..) (10)

وقال عنه الشيخ عبد المولى الطريحي: (شاعر شهير من شعراء الحلة المبرزين وأديب كبير من أدبائها المفلقين، اجتمعنا به غير مرة فوجدناه خزانة أدب وظرف مع عفة ونزاهة وديانة وتقوى) (11)

وقال عنه عبد العزيز البابطين في معجمه: (نظم وخاض الأغراض المعروفة من رثاء ومدح وتأريخ وتهنئة، كما نظم في الغزل، وهو في ذلك كله يجري على المألوف من موروث الشعر العربي صوراً وأخيلة، وله في ذلك إفادات من علمي البيان والبديع، أفاد من التضمينات في بعض قصائده، كما شطر بعض القصائد وخمس بعضها، وله نظم على نسق الموشحة، فيه عذوبة. يتميز شعره بالجزالة، وحسن السبك، ودقة البيان. مدحه بعض الشعراء، ورثاه عدد من الأدباء والشعراء)

وقال السيد محمد علي الحلو: (كان الشاعر الحاج مهدي الفلوجي من رواد المدرسة التي استطاعت أن تجر الاحداث الإسلامية لتربطها بعضها بالبعض الآخر، فمحاولته الرائعة في الربط بين كربلاء الفاجعة والحدث الفاطمي نموذجاً لحقبة أدبية حرص على ايجادها شعراء الشيعة في كل عصر.

وإذا كان الشاعر مهدي الفوجي هو بقية مدرسة الكوازين ـ حمادي الكواز وصالح الكواز ـ وامتداداً لمدرسة السيد حيدر الحلي، فلا غرو أن يُبدع في تقديم الحدث الحسيني على أنه الحدث الفاطمي الذي أنجبه وجر بسببه أحداث لمآسي اسلامية أخرى.

فاسقاط المحسن، واضرام النار، وقود علي بحمائل سيفه لأخذ البيعة قسراً، أنتج فيما بعد قتل الحسين واضرام النار في رحال آل الرسول وقودهم أسرى من بلد الى بلد. هذا ما استطاع أن يقدّمه الشاعر الحلي في قصيدته الثنائية التي جمعت بين واقعتين، وهي أروع ما عبر عنه الشاعر من وجدانيات وخلجات فضلا عن تسجيل للواقع الإسلامي المعذّب). (12)

توفي الفلوجي بمدينة الكاظمية ودفن في النجف الأشرف داخل العتبة العلوية المقدسة ورثاه من الشعراء: الشيخ قاسم الملا، والشيخ عبد الرزاق السعيد، والشيخ باقر سماكة، ومحمد علي الفلوجي، وغيرهم (13)

وقال الخاقاني إن وفاته في الحلة ودفن في النجف الأشرف (14)

شعره

قال من قصيدته التي تبلغ (57) بيتاً وقد قدمناها:

هيَ دنياً وللفنا مُـــــــــــــــــــــــنتهاها     لـعبٌ جــــــــــــدّها وواهٍ قواها

إنّمـــــــــــــــــــــــــــا هذهِ الأنـامُ نيامٌ     ســــترى بعد أن تـموتَ انتباها

هيَ دارٌ جــــــــوامعُ الـضــــــــدِّ فيها     صـبحُها مضـحكٌ ومُبكٍ مساها

بدأ اللهُ خــــــــــــــــــــــــلـقَه فابتلاهمْ     فتناً أظهرَ الكتـــــــــــابُ خفاها

هيَ أمُّ الـــــــــنجدينِ رشـــــــــدٌ وتيهٌ     سلكَ المهتدونَ نـهـــــــجَ هُداها

حفظـــــــــوا عـــــــــــترةَ النبيِّ بيومٍ     سفـكتْ عترةُ الـضــــلالِ دماها

يــــــــومَ قد سعّرَ الـحربَ ابنُ حربٍ     بجمــوعٍ قد سـدَّ فيـــــها فـضاها

وأحـــــاطوا علـى الأطـــــــائبِ ممَّنْ     أكـملَ اللهُ ديـنَه بــــــــــــــولاها

فاستثـــــارتْ مِـــــــن الخيامِ رجــالٌ     كـبدورٍ تـطالعتْ مِن ســـــــماها

كــــــــــــــــشفوا ليلَ نقعِها بــسيوفٍ     برقَ المـوتُ تحتَ ومضِ شباها

يلبسونَ الدروعَ وهيَ قلــــــــــــــوبٌ     محــــــكـماتُ العرى بيومِ لقاها

ثبتتْ للجلادِ وهــــــــــــــــيَ هضابٌ     يا لتلكَ الـــــــهضابِ ما أرساها

شكرتْ صنعَــــها الوغــى أفتدي مَن      شكرتْ صنــعَـها الجميلَ وغاها

أرخصتْ أنــــفساً علــى الدينِ عزَّتْ      يالتلكَ النفـــــــــــوسِ ما أغلاها

وبجــــــــــرعاءِ (كربــلا) يـومَ حلّوا     فيهمُ حلَّ كـربُــــــــــــها وبلاها

بوركتْ أرضُ (كربــلا) فهيَ أرضٌ     تـــــــــــتمنّى الأفـلاكُ لثمَ ثراها

تــــــــــــــــــــربةٌ قــدِّستْ بآلِ عليٍّ     طهِّرتْ يــــــــومَ صُرِّعوا بفناها

بأبي المحـــــــرمــينَ عجَّتْ إلى الله     بــــــــــــــــــــــأهلالِها قودُ لقاها

قدّمت هديــــــــــــــــها وهنَّ نفوسٌ     يالتلك النــــــــــــــفوسِ ما أهداها

تركتــــها سيــوفُ أبـــــــناءِ حربٍ     في مِنى (كـربلا) أضاحــي مناها

مذ تعرَّت عــن المخيــــــــطِ بروداً     خلعَ الدينُ بـــــــــــردَها فــكساها

برزتْ لــلطــوافِ دونَ بيــــــــوتٍ     شـــــــــــــــرّفَ الله بيتَــه بحماها

يا حمى الحــجرِ والحجونِ اغتبقها     وقــــــــعةً فجّرَ الصخــورَ شجاها

هذهِ أنـــــــــــــــــجمُ الهدايةِ غابتْ     بـــــــــعدما أشرقَ الــوجودُ سناها

فلو أنَّ الــبكاءَ يُجــــــــــدي عليهمْ     نثـــــــــرتْ زهرَهــا السما بِبُكاها

أوجــهٌ في الصعيدِ تشـــــرقُ نوراً     وأبو الفــــــــــــضــلِ فيهمُ أسناها

حــــــــــــــفظَ الدينَ فادياً أيَّ نفسٍ     ودَّ جبريلُ أن يـــكــــــــــونَ فِداها

تــركَ الـجمـــــــعَ كالسُوامِ شروداً     وهوَ ذو لـــــــــــــــبدةٍ يكرُّ وراها

عرقتْ فـيهِ نخـــــــــــــوة من أبيه     وكـــــــــــــــــذا الأسدُ تقتفي أبَّاها

لم يطأ طـرفُه ضــحى الحربٍ إلاّ     قنَّنَ الهامَ منــهمُ والــــــــــــــجِباها

راجزاً فيهـــمُ أنا ابـــــــــــنُ مقيمٍ     أودَ الــــــــــــــــــدينِ فاستقامَ بِناها

مـــــــــــــلكَ الماءَ ظامياً لم يرده     بــــــــــــــــــمواساتِه الحـياةَ سلاها

فعلى الدينِ عزَّ قطعُ يــــــدي مَن     حوزةُ الديــــــــــنِ في يـديهِ حَماها

وهوى بالعمـــــــــــــودِ منه عمادٌ     بعده نكّســـتْ لــــــــــــــويٌّ لواها

ونضا الـــــــــسيفَ بعدَه ابنُ أبيهِ     وهـــــــــــــوَ فيه لولا القضا أفناها

هـــــــــــــــوَ سرُّ الإلهِ سبطُ نبيٍّ     ختمَ اللهُ باســـــــــــــــــــــمِه أنبياها

وهوَ الخيرةُ التي جــــــــــــهلتها     فئةُ الغيِّ والإلهٌ ارتضـــــــــــــــاها

إنَّ للهِ حــــــــــــــــكمةٌ فيـهِ يغدو     ثاوياً طـــــــــعمُ سمرِهـــا رضباها

أدركتْ ثــــــــــــــارَها أميةُ منه     وشفتْ فيه حقــــــــــــــــدَها طلقاها

حـــــــــرَّمتْ ماءها المباحَ عليه     بعدما أوردَ السيــــــــــــــوفَ دماها

أوطأته سنابكَ الخــــــــيلِ عدواً     بعدما أوطأ الخيـــــــــــــــولَ طلاها

سوَّدَ اللهُ بـــــــــــالعراقِ وجوهاً     قـــــــــــتلتْ خيرَ مَــــن يريدُ هداها

قــــــــــــتلتْ خيرةَ الأنامِ حسيناً     بضبا ألعــــــــــــــــنِ الورى أشقاها

أسفرَ الصبحُ عن دجى ليلِ وهمٍ     إنَّ تلكَ الأرجــــــــــــاسَ مِن أولاها

طـــــــــمعوا بالحياةِ وهيَ متاعٌ     بـــــــــــــــئسَ ما قدّموا ليومِ جَزاها

ظهرَ الانـــــــقلابُ منهمْ بفقدِ الـ     ـمصطفى والنصوصَ شقّوا عصاها

وبقاعِ الغديرِ فــــــــــي يومِ خمٍّ     شـــــــــــــــــهدتْ أنَّ حـيدراً مولاها

غصبوا نحلةَ الـبتولِ عــــــــِناداً     وإلهُ السمـــــــــــــــــــــاءِ قد أولاها

إنّما نـــــــارُها الـتي أضرموها     عندَ بـــــــــــابِ الزهـراءِ ما أوراها

أضرمتْ بــالطفـوفِ منها خيامٌ     لبني الوحي فـــــــــــــــاستمرَ سَناها

دخلوا دارَ خـــــدرِ مَن علموها     إن في وحــــــــــــــــــيهِ الإلهُ حباها

أسقطوها الجنيــنَ رضَّا وقادوا     مَن له الأمرُ لو يشاءُ مـــــــــــــحاها

مَن له في الحروبِ أعلامُ فخرٍ     عـــــــــــــــقدتها الأفلاكُ فوقَ ذراها

يومَ بدرٍ وخيبــــــــــــرٍ وحُنينٍ     هوَ مصباحُــــــــــــها وقطبُ رحاها

وبيومِ الفتوحِ أسنى الـــــمعالي     حازَها المرتضى وحـــــــــازَ سواها

كمْ له في المبيتِ ثمَّ شـــــــعارٌ     فيهِ أمـــــــــــــــــلاكه الـمهيمنُ باهى

وله المولدُ الـــــــشريفُ محلّاً     عن مزاياً تقدَّســــــــــــتْ أن تُضاهى

وقال من أخرى في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (32) بيتاً:

إلى مَ وقلبي من جفونيَ يســــــــــــــــــكبُ     ونارُ الأسى ما بينَ جنبيَّ تــــــلهبُ

أبيتُ وليلي شــــــــــــــــــــطّ عنه صبـاحُه     كأن لم يكن لليلِ صـــــــــبحٌ فيرقبُ

أُحــــــــــــــــــــاربُ فيه النجمَ والنجمُ ثائرٌ     متى غابَ منــــه كوكبٌ بانَ كـوكبُ

وعلّمتُ بالنوحِ الحَمامَ فأصبـــــــــــــــحتْ     على ترحٍ فــــي الدوحِ تشدو وتندبُ

فما هيَ إلا زفــــــــــــــــــــــــرةٌ لو بثثتها     على البــحرِ مِن وجدٍ يجفُّ وينضبُ

تـــــــــــــــــــجهّمَ هذا الدهرُ واغبرَّ وجهُه     بـــــــــدهماءَ لا يُجلى لها قطّ غيهبُ

لقتلى الألى بالطـــــــــــــــــــفِّ لمَّا دعاهمُ      إلى الـحربِ سبطُ المصطفى فتأهَّبوا

ومُذ سمعوا الداعي أتوا حومـــــــةَ الوغى      تــــــــعلّمُ أيديها الضبا كيف تضربُ

فإن وعظتْ عن ألسنِ الـــــــبيضِ وعظها      وإن خطبتْ عن ألسنِ السمرِ تخطبُ

كرامٌ تميتُ الـــــــــــــــمحلَ غمرةُ وفرِهمْ     فتحيا بها الأرضُ المــــواتُ وتعشبُ

عـــــــــــــــــلى كثرةِ الأعداءِ قلَّ عديدُهم     وكـــــــــــــمْ فئةٍ قلّتْ وفـي اللهِ تغلبُ

مواكبُ أعــــــــــــــــــــــــداهم تعدُّ بواحدٍ     وواحدُهمْ يـــــــــومَ الكــريهةِ موكبُ

مضوا يستلذّون الــــــــــــــــــــردى فكأنه     رحيــــــــــقُ مُدامٍ بالقواريــرِ يُسكبُ

كأنَّ المنايا الخرّدَ الــــــــــــــــــعينِ بينهم     فـــــــجدّوا مزاحاً دونها وهــيَ تلعبُ

ومِن بعدِهم قامَ ابنُ حيدرَ والــــــــــــعدى     جموعٌ بها غصَّ الفضا وهوَ أرحــبُ

فألبسَ هذا الأفقَ ثـــــــــــــــــوبَ عجاجةٍ     به عــادَ وجهُ الشمسِ وهــــــوَ مُنقَّبُ

وكيفَ يحلُّ الذلُّ جـانبَ عــــــــــــــــــزِّهِ     وفي كــفِّه سيفُ الـــــــــمنيَّةِ يصحبُ

وكيفَ حسينٌ يـلبـــــــــــــسُ الضيمَ نفسُه     ونفسُ عــــــــــــــليٍّ بين جنبيهِ تلهبُ

إلــــــــــــــــــــــــى أن أرادَ اللهُ بابنِ نبيّهِ     يبـــيتُ بفيــض النحر وهــو مخضب

فأصبح طعماً للضبــــــــــــا وهو ساغبٌ     وأصبحَ ريّاً للقــنا وهوَ معــــــــــطبُ

بنفسي إمـــــــــــــــاماً غسلُه فيضُ نحرِهِ     وفي أرجلِ الخيــلِ الـــــــــعِتاقِ يُقلّبُ

بنفسيَ رأساً فوقَ شاهقةِ القـــــــــــــــــنا     تمرُّ به الأريــــــــــــاحُ نشــراً فتعذبُ

كأنَّ القنا الخطّــــــــــــــــــارَ أعوادُ منبرٍ     ورأسُ حـــــسينٍ فــوقها قــامَ يخطبُ

فوا أســـــــــــــفي تلكَ الكماةُ على الثرى     ونسوةُ آلِ الوحي تُســبى وتُـــــــسلبُ

وراحتْ بعينِ اللهِ أســـــــــــرى حواسراً     تُساقُ وأستارُ النبــــــــــــــــــوَّةِ تُنهبُ

دعتْ قومَها لكنهـا لم تجــــــــــــــــــدهمُ     على عهدِها فاسترجعـــتْ وهيَ تندبُ

أيا منعةَ اللاجيـــــــــــــن والخطبُ واقعٌ     ويــــــا أنجمَ السارينَ والــــليلُ غيهبُ

أليستْ حــــــــــــروفُ العزِّ في جبهاتِكمْ     تُحــــــــــرِّرُها أيدي الجـــلالِ فتُكتبُ

فأينَ حُماةُ الجارِ هاشــــــــــــمُ كي ترى     نساها علـــى عجفِ الأضـــالعِ تُجلبُ

وفي الأسرِ تـــــــــــــرنو حجَّةَ اللهِ بينها     عليلاً إلى الشامـاتِ في الغـــلِّ يُسحبُ

ســــــــــــرتْ حُسَّراً لكن تحجَّبَ وجهُها     عن العينِ أنـــــــــوارُ الإلـــهِ فتحجبُ

إلى أن أتتْ في مجلسِ الرجسِ أبصرتْ     ثنايا حسينٍ وهــــــيَ بالعــودِ تُضربُ (15)

وقال وقد زار الإمام الحسين عليه‌ السلام ليلة النصف من شعبان:

لقد أيــــــــــقنتُ أنَّ اللهَ لطفاً      محا عني الصغائرَ والكبائرْ

لأنّي جئتُ في شعبانَ أسعى      لمـــــرقدِ سيِّدِ الشهداءِ زائرْ (16)

وقال في جواب مَن سأل عن مدفن رأس الحسين (عليه‌ السلام):

لا تطلبوا رأسَ الحسينِ فإنّه      لا في حمىً ثاوٍ ولا في وادِ

لــــــكنّما صفوَ الولاءِ يدلّكمْ      في أنّه المقبورُ وسطَ فؤادي (17)

وقال في تخميس بيتي الخليعي المشهورين:

أراكَ بحَيـرةٍ ملأتكَ ريْنــــــاً

وشتَّتكَ الـهوى بيناً فبيْنـــــــاً

فطِبْ نـفســاً وقرْ بـالله عـيْناً

إذا شـئتَ النجاةَ فزُرْ حُسَـيناً

لكــي تَلقى الإله قَريرَ عيــنِ

إذا علم الملائكُ منك عزمــاً

ترومُ مزارهُ كتبوك رسْـــما

وحُرِّمت الجحيمُ عليك حَتْما

فإن النار لـيس تمسُّ جسـما

علـيه غبــارُ زُوَّار الحسـين (18)

وله قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) لم يذكر منها سوى مطلعها:

كم فيكَ مِن حرمٍ أُبيحَ ومِن دمٍ      مِن آلِ أحمدَ يا هلالَ محرَّمِ (19)

................................................................

1 ــ البابليات ج 4 ص 123 ــ 125 / أدب المحنة ج 1 ص 358 ــ 361

2 ــ البابليات ج 4 ص 122

3 ــ البابليات ج 2 ص 124 في ترجمة الحاج حسن الفلوجي

4 ــ البابليات ج 4 ص 122

5 ـ أعيان الشيعة ج ١٠ ص ١٥٦

6 ــ أدب الطف ج 9 ص 171

7 ــ البابليات ج 4 ص 122 ــ 123

8 ــ أعيان الشيعة ج ١٠ ص ١٥٦

9 ــ شعراء الحلة ج 5 ص 368

10 ــ الروض النضير ص 249

11 ــ شعراء الحلة ج 5 ص 369 عن الحليات للطريحي

12 ــ أدب المحنة ص 356 ــ 357

13 ــ البابليات ج 4 ص 123

14 ــ شعراء الحلة ج 5 ص 369

15 ــ البابليات ج 4 ص 126 ــ 127 / أدب الطف ج 9 ص 170 ــ 171

16 ــ البابليات ج 4 ص 128 / شعراء الحلة ج 5 ص 373 / أدب الطف ج 9 ص 171

17 ــ البابليات ج 4 ص 128 / شعراء الحلة ج 5 ص 370 / أدب الطف ج 9 ص 171

18 ــ البابليات ج 4 ص 129 ــ 130 / شعراء الحلة ج 5 ص 367

19 ــ شعراء الحلة ج 5 ص 374

كما ترجم له:

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين / ج 3 ص 347

الدكتور سعد الحداد / موسوعة أعلام الحلة / ج 1 ص 238 ــ 239

الدكتور سعد الحداد / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 338

إسماعيل الأنصاري الزنجاني / الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء ج 11 ص 185 و 284

إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 3 ص 1293

كاظم عبود الفتلاوي / مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف ص 160

عبد العزيز البابطين / معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار