قال من قصيدة (تبلغ (28) بيتاً) في رثاء مسلم بن عقيل وهاني بن عروة المرادي المذحجي (عليهما السلام) ثم يتخلص إلى واقعة كربلاء ورثاء الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام):
عبستْ وجوهُ الصِّيدِ مهما أبصروا الـ ـعبــــــــــــــاسَ أقبلَ ضاحِكاً مُتـبسِّما
متقدّماً بـ(الطفِّ) يـــــــــــحكي حيدراً في ملتقى صـــــــــــــفينَ حينَ تـقدَّما
وكــــــــــــــــأنّه بينَ الكتائبِ عمَّه الـ ـطيارَ قد هزَّ اللواءَ الأعــــــــــــــظما
وقال من أبيات مشهورة:
لأن قَـصَـــــــــــدَ الـحجّاجُ بـيتأ بـمكّةٍ وَطـافوا عَـليهِ والـذبيحُ جَريحُهُ
فأني بِوادي (الطّفِ) أصبَحْتُ مُحْرماً أطـوفُ بِـبَيتٍ والـحُسينُ ذَبيحُهُ
وتـسألُني عَـنْ زَمْـــــــزَمٍ هاكَ أدمُعِي أوِ الحَجَر المَلْثوم هذا ضَريحُهُ
الشاعر
الشيخ محمد حسن سميسم اللامي الطائي، عالم وشاعر وأديب وفقيه ومجاهد من أعلام النجف الأشرف وأعيانها، فهو الشيخ محمد حسن بن هادي بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حميد بن سميسم (جد الأسرة) بن خميس بن نصار بن الأمير حافظ بن براك بن مفرج بن سلطان بن الزعيم نصار (زعيم النصيريين) بن ناصر بن الجراح بن جرول بن ثمامة بن عمرو بن سالم بن قحطان بن الحارث بن نهشل بن مطروط بن عبد الله بن سلمة بن أوسلة بن وائل بن فضل (زعيم الفضول) بن مطروح بن عدي، وينتهي نسبه إلى حارثة بن لام الطائي.
ولد في محلة العمارة في النجف الأشرف، وكان والده وأجداده من الأعيان والوجهاء والزعماء، قال السيد جواد شبر: (أسرة آل سميسم، اشتهرت بهذا اللقب لأن جدها سميسم بن خميس بن نصار بن حافظ لهم الزعامة في بني لام بن براك بن مفرج بن سلطان بن نصير أمير بني لام حيث نزح من الشام حدود سنة ٩٠٢ ه. وأسس مشيخة بني لام في لواء العمارة ــ ميسان فأعقب حافظ وهو أعقب ولدين: نصار ونصر وفيهما زعامة بني لام.
وفي أسرة آل سميسم ــ اليوم ــ علماء وأدباء وحقوقيين. وكان المترجم له علم الأسرة وعنوانها لما يتحلى به من فضل وأدب وسخاء مضافاً إلى ديانته وزهادته وطيب سريرته وحسن سيرته يتحلى بإباء وشمم ويعتزّ بقوميته وعروبته لا عن عصبية فقد قال الإمام زين العابدين علي بن الحسين السجاد عليه السلام: ليس من العصبية أن يحبّ الرجل قومه ولكن العصبية أن يرى شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين)
وقال السيد محسن الأمين: (وآل خميس فخذ من النصرين المنحصرة فيهم رئاسة بني لام وبنو لام هم القبيلة العراقية الشهيرة التي تقطن على ضفاف نهر دجلة في لوائي العمارة والكوت).
درس الشيخ سميسم الفقه والأصول والمنطق والعربية على يد عميه الشيخ حسين والشيخ محمود الذين كانا من العلماء الفقهاء، ثم حضر أبحاث العلماء الأعلام: الشيخ علي رفيش، والشيخ حسين الخليلي، والسيد محمد بحر العلوم، والشيخ محمد طه نجف، والسيّد محمّد سعيد الحبّوبي، والسيّد علي الشرع.
وكان كأجداده يتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع النجفي وزاد من مكانته تحليه بخصال كريمة وصفات حميدة حيث عُرف بالكرم والخلق الكريم والسيرة الحسنة فكانت تربطه علاقات وثيقة مع شعراء عصره وخاصة الشاعر السيد باقر الهندي والشاعر الكبير السيد محمد سعيد الحبوبي الذي أقام صلاة الجماعة في دار الشيخ سميسم لمرات عدة.
وكانت له صفحات جهادية مشرقة ضد الاحتلال البريطاني حيث اتصل برؤساء العشائر والتقى بالشيخ منشد آل حبيب رئيس عشائر آل غزي واستنهضهم للدفاع عن الأرض والمقدسات وكان لأشعاره الحماسية أثراً كبيرا في تحريض الثوار ضد الانكليز فكان مما قاله مخاطبا السيد علي الداماد وكان في الشطرة يحثه على النهوض والالتحاق بالمجاهدين:
يا ســـــــــــيِّداً كسرَ الأصنامَ والدُه ترضى يسودُ علينا عابدُ الصنمٍ
فالبصرةُ اليوم قد حلَّ الصليبُ بها تــــدعو علياً إمامَ الحلِّ والحرمِ
خفّوا سراعــــاً إلى ذي قارَ إنَّ بهِ حربــاً بها الدينُ قدماً ثابتُ القدمِ
وشارك في القتال مع السيد المجاهد محمد سعيد الحبوبي وأبلى بلاء عظيما في المعارك التي خاضها
قال عنه الشيخ محمد حرز الدين: (كان فاضلاً كاملاً لبيباً أديباً شاعراً، له نوادر أدبية وشعرية جيدة ومراث في سيد الشهداء..)
وقال الشيخ جعفر آل محبوبة: (وهو أحد شعراء النجف وأُدبائها، وأهل الفضل فيها)
وقال الشيخ أغا بزرك الطهراني: (عالم أديب، وشاعر شهير… وكان محمود السيرة، حسن الأخلاق، جاورت داره ما يقرب عشرة سنين، فما أنكرت عليه صفة، ولا رأيت منه سوى مكارم الأخلاق، والالتزام بالآداب الشرعية)
وقال الشيخ الخاقاني: (شاعر عربي عريق)
وقال الشيخ محمّد هادي الأميني: (فاضل كامل أديب شاعر، أحد شعراء النجف الأفاضل، ومن أهل العلم والفضيلة، ساجل الأدباء وشاركهم، له نوادر في الأدب والشعر، جيّد النظم، بديع المرثية)
وقال السيد محمد علي الحلو عن قصائده في سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام): (الشيخ محمد حسن آل سميسم، عبّر عن مرحلة وعي أدبي، وأدرك واقعاً أدبياً ملتزماً أخذ على نفسه تقديم الاطروحة على أساس الواقع والموضوعية. فحقق تقدماً رائعاً في مجال التعبير عن مظلومية السيدة الزهراء (عليها السلام)، واختزل في قصائده تاريخاً طويلا من المصائب والمحن التي حلّت في ماضي الأمة وحاضرها، وكأن قصائده الفاطمية جاءت قراءة ناضجة لمستقبل بعيد يشهد عليه ماض مرير.
حظيت قصائده الفاطمية شهرة منبرية واسعة، فأنشدها الخطباء في المحافل، واستطاعت في الوقت نفسه أن تخترق القلوب لتسجل حضورها في الميدان الأدبي الابداعي).
توفي الشيخ سميسم في النجف ودفن بها وقد رثاه الشيخ محمد علي اليعقوبي بقصيدة يقول منها:
أيعــــربَ قد فقدتِ أبا الجوادِ فلا لــلجودِ أنتِ ولا الجيادِ
أبعــــدَ محمّدِ الحسنِ السجايا فتـــىً يُرجى لنيلٍ أو سدادِ
ومَـن بالمنتدى تُومى إليهِ الـ أكفُّ وتستطيلُ لهُ الهوادي
ألستَ لسانَ يعربَ في جدالٍ أجلْ وســـنانُها يومَ الجلادِ
وللشيخ سميسم من المؤلفات: (شرح المكاسب للشيخ الأنصاري)، (شرح الروضة البهية للشهيد الثاني)، (شرح شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي) ديوان شعر بعنوان: (سحر البيان وسمر الجنان)
شعره
قال السيد جواد شبر: (وديوانه المخطوط الذي رأيته عند ولده فضيلة الشيخ عمار ابن الشيخ محمد حسن ابن الشيخ هادي يجمع مختلف ألوان الشعر وأكثره في أهل البيت صلوات الله عليهم).
وجاء في معجم الشعراء العرب (أن ديوانه يقع في 250 صفحة)
وقد طبع الديوان بعنوان: (سحر البيان وسمر الجنان) بتحقيق حسام الدين آل سميسم
وقال عبد العزيز البابطين: (شاعر متنوع الأغراض، وإن غلب عليها المديح والرثاء والفخر، مع ميله إلى التخميس والتشطير، وقد أولع بالتخميس وبرع فيه)
شعره
قال من قصيدة (تبلغ (28) بيتاً) في رثاء مسلم بن عقيل وهاني بن عروة المرادي المذحجي (عليهما السلام) ثم يتخلص إلى واقعة كربلاء ورثاء الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام):
لو كانَ غيرُكَ يـــــا بنَ عـــروةَ مسلما في مِـــــــــصرِ كوفانٍ لأويَ مُسلما
آويـــــــــــــــــــــــتَه وحميتَـــه وفديتَه في مهجةٍ أبـــــــــــــتِ الحياةَ تكرُّما
إن لم تكـــــنْ مِن آلِ عــــــــــدنانٍ فقدْ أدركــــــــتَ فخرَ الخافقينِ وإن سما
قد فــــــقتَ مَن يحمي الظعـــائنَ شيمةً حتى ربيعةَ بـــــــــــــــل أباهُ مُكدَّما
ما بالُ بارقةِ العراقِ تقــــــــــــاعستْ عن نصرِ مَــــن نالَ الفخارَ الأعظما
لِمَ لا تــــــسربلتَ الــــــدما كـــأميرِها كأمــــــــــــيرِها لمَ لا تسربلتَ الدما
بايعتَ مســــــــــــــــــلمَ بيـــعةً علويةً أبداً فلمْ تنكثْ ولنْ تــــــــــــــــــتندّما
فلذا عيونُ بــــــني النبــــيِّ تــــفجَّرتْ لمّا أتى الـــــــــــــــناعي إليهِ عليكما
بشراكـــــــمُ طلبَ ابنُ فاطــــــمَ ثاركمْ طـــــــــلبَ ابنُ فاطمَ ثاركمْ بُشراكما
خـــــــرجَ الحسينُ مِن الـــحجازِ بعزَّةٍ رغمَ الــــــــــــــــعدا لا خائفاً متكتِّما
ونحا الــــــعراقَ بـــفتيةٍ مــــــــضريةٍ كلٌّ تراهُ بـــــــــــــــــــــإسمِهِ مترنِّما
قومٌ أكفهمُ لـــــــــمَن فــــــــوقَ الثرى كـــــــــــرماً تكلّفت الروى والمطعما
قومٌ بيومِ نزولـــِهــــــــــــــــمْ ونزالِهم لم يكسبوا غيرَ المكـــــــــــارمِ مغنما
رامَ ابنُ هــــــــــندٍ أن يســودَ معاشراً ضربوا على هــــــــامِ السماكِ مُخيَّما
هبَّتْ هـــــــناكَ بنو عـليٍّ وامــــتطتْ مِن كلِّ مــــــــــــفتولِ الذراعِ مُطهَّما
وتـــــــضرَّمتْ أسيافُهــــــــــا بـأكفِّهمْ فـــــــــــكأنّها نارُ القِرى حولَ الحِمى
حتى إذا اصطدمَ الكماةُ وحــــــــجّبتْ شمسُ الضحى والأفقُ أضحى مُظلما
عبستْ وجوهُ الصِّيدِ مهما أبصروا الـ ـعبــــــــــــــاسَ أقبلَ ضاحِكاً مُتـبسِّما
متقدّماً بـ(الطفِّ) يـــــــــــحكي حيدراً في ملتقى صـــــــــــــفينَ حينَ تـقدَّما
وكــــــــــــــــأنّه بينَ الكتائبِ عمَّه الـ ـطيارَ قد هزَّ اللواءَ الأعــــــــــــــظما
وتــــــــــقاعستْ عنه الفوارسُ نُكَّصَاً فــــــــــــــــــغدا مؤخُّرها هناكَ مُقدَّما
بكتِ الصــــــــبايا وهيَ تطلبُ شربةً تروي بها والفــــــــــــــاطمياتُ الظما
منعوهُ نهرَ العلــــــــــــــــقميِّ ووردَه فـــــــــــــــــــسقاهمُ وردَ المنيَّةِ علقما
حتى إذا حــــــــــــسمتْ يداهُ بصارمٍ وأخاهُ أسمعَه الـــــــــــــــــوداعَ مُسلِّما
فانقضَّ سبطُ المصــــــــطفى لوداعِه كالصقرِ إذ ينقضُّ مِن أفـــــــــقِ السما
أهوى عليهِ ليلثمَ الجسدَ الــــــــــــذي لـــــــــــــــــم تبقَ منه السمهريةُ مَلثما
ناداهُ يا عـــــــضدي ويا درعي الذي قد كنتَ فيهِ فــــــــــــي الملاحمِ مَعلما
فلأبكينَّكَ بالصــــــــــــــــوارمِ والقنا حتى تــــــــــــــــــــــــبيدَ تثلّما تحطّما
وقال من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (33) بيتاً:
عليٌّ به الفردوسُ طـــــــــــــــــابَ نعيمُها وفي بــغضِهِ النيرانُ شبَّ جحيمُها
فـــــلولاهُ مـــــــــــــــا كانتْ لــنا جنّةٌ ولا لأعـــــــــــــدائِنا نارٌ يشبُّ حميمُها
وإنْ قــــــــــــــيلَ للفردوسِ مَـن هوَ قاسمٌ علــيُّ الهدى في الحقِّ قلتُ قسيمُها
ولايــــــــــــــــــتُهُ أُمُّ الـكتابِ لذا غــــــدا لهـــا تالياً حيــــــث الكتابُ فطيمُها
وما المحوُ والإثباتُ لـولا خصــــــوصُها بـــمحوٍ وإثباتِ ولـــــــولا عمومُها
هيَ الروحُ للأرواحِ بــلْ ريحُ رحـــــــمةٍ ولو لـمْ تكنْ هـبَّتْ علينـــــا عقيمُها
رأى قلمَ التوحـيدِ مُذ شــــــــــــاءَ رسمَها فـــــؤاديَ لــوحاً حيث فيهِ رسومُها
لأنَّ فؤادي أفـقُها وهــــــــــــيَ في السما علـيـــــــــهِ وحَبَّاتُ القلوبِ نجومُها
أُلامُ إذا مـا همـــــــتُ فيها مفــــــــــاخراً ســوايَ وأمــــلاكُ السمواتِ هيمُها
لـقد كانَ حـــــــــــــــــــكمُ الأنبيـاءِ مُقيّداً بــأحـكامِها حيـــث الوصيُّ حكيمُها
بها رفعَ اللهُ السمـــــــــــــــواتِ مــثلَ ما دحــى الأرضَ فيها فـاستقامَ أديمُها
عليٌّ هوَ البابُ الــــــذي مبــــــــــتلىً به وحِــطّةُ مَن فـوقِ الثـرى ورحيمُها
شربْنَ عظامــــــي حبَّه قبلَ نــــــــشأتي ليحيــا بها يومَ الـــــــــمعادِ رميمُها
أرومُ مــــــعانيه وهيهاتُ نــــــــــــــيلها وأعلــم قد عزّتْ علــى مَن يرومُها
ولـــــــــــكنّ في تكريرِها فـي بصيرتي أنــــــــــالُ الـشِّفا فيها لأنّي سقيمُها
يقولـــــــــــونَ لي صِفْ ذاتـه إن تودّها ولـن يصــــــفَ الحسناءَ إلّا نديمُها
فقلتُ ألـــــــــلحرباءِ في الـشمسِ نَظْرةٌ سـوى أنها ترنــــــــــو لها وتشيمُها
وإن قيلَ لـــــــــــي كنّ ببـعضِ شؤونِهِ أَجَـبْتهُمُ سَمْعاً فأَنّي عــــــــــــــليمُها
به نسماتُ الــــــمـــــــــرسلـينَ تطيَّبتْ وفـــــــــيه جنانُ الخلدِ طابَ نسيمُها
هوَ الســــــائلُ الدّاعي ألـــــستُ بربِّكمْ عَن اللهِ لـــــــلأرواحِ وهوَ خصيمُها
خــــــليفةُ كلِّ المرســـــــــلـينَ ووارثٌ ولكنه في الـكــــــــــــــائناتِ قديمُها
فــــــلا يذهبونَ التيهَ شيعــــــــةُ حـيدرٍ كـأمَّةِ موسى مُذ دعاهــــــــا كليمُها
ففي النشأةِ الأولى عليٌّ إمــــــــــــامُها وفــي الــنشأةِ الأخرى عليٌّ زعيمُها
أيخشونَ في يومِ القيــــــامـــــــةِ كبوةً وحــــــــــــــيـدرةٌ عندَ العِثارِ مقيمُها
بيمناهُ ينجو مَن يـــــــواليهِ مـِن لــظىً كما أنّ في يـــــــسراهُ يُلْوَى شكيمُها
له كعبةٌ طــــــــافتْ عليــها بنو الرّجا وطافَ عليهمْ بــــــانعطافٍ حريمُها
وجــــــوباً على كلِّ المــوالينَ مَن بها تحجُّ له بعد الــــــــــمماتِ جـسومُهُا
تطوفُ به سبـــــــــعاً تلــــــبّي ولاءَه قلوبٌ بكفّيه تربّى صــــــــــــــميمُها
يقصّرُ مِــــن عظمِ الخــطايا عظامُها خُطاها لكي ينحطّ عنها عظيـــــــمُها
لــــــــــــو أنّ ابنَ عــمرانٍ تفيّأ فيئَها لـــــــــما أوجسته خيفةَ السحرِ أَيمُها
كأنَّ السما في ضمنِــها وهيَ عرشُها ولكنْ بــــــــــــــــها كرسيُّهُ وعليمُها
وإنَّ الثريا قـــــــــــــــد تجلّتْ بأفقِها وطافتْ على عشــــرِ العقولِ نجومُهُا
وإنّ الثرى وادي طُوىً حيث نُورُها أحاطَ بها والناسُ كـــــــــــــلٌّ كليمُها
وقال في السيدة الزهراء (سلام الله عليها) من قصيدة تبلغ (38) بيتاً قال عنها السيد جواد شبر: (لا زلت أُردّدها في المحافل الفاطمية) وقال عنها السيد محمد علي الحلو: (إن المستمعن في القصيدة البائية الأولى سيجد التفاتة تحقيقية رائعة، حيث سجّل في قصيدته لوناً رثائياً جديداً أكد فيه أن المحسن بن علي كان أول شهيد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فهو شهيد على آله المظلومين، وشهيد على ظرف سياسي غير رشيد سجّلت انحرافاته واقعة الاسقاط التي راحت تشهد على تاريخ متخاذل وأمة ناكصة متقاعسة) يقوا الشيخ محمد حسن سميسم:
مَنْ مُبلغٌ عنّي الزمانَ عِتــــــــــــــــــاباً ومُقرِّعٌ مِـــــــــــــــنّي لـــه أبوابا
ومُذكّرٌ مــــــــــــا راح مـن عهدِ الصِّبا لو عـــــــــادَ رائقُ صفـــوِه أوابا
أيامَ أَفترشُ النّعيمَ أرائــــــــــــــــــــــكاً وأعــــبُّ بـالثغرِ الأنيـــقِ رِضابا
وأداعبُ الـــــــــــــظبيـاتِ حتى خِلْتَني مِــــــــــن فَرْط مِا آتــي بـه تلعابا
يا ويحَ دَهْري راحَ يــــــــــنزعُ للأسى مِنْ بعدِ ما ذقتُ الـــنعّيـمَ شــــرابا
دهرٌ تــــــــــــــــــعامـى عن هُداهُ كانَّهُ أصحابُ أحمدَ أشركوا مُــــذ غَابا
نكصوا على الأعقابِ بــــــــــعدَ مماتهِ سَيرونَ في هذا النكـــــوصِ عِقابا
سَلْ عَنْهُمُ القــــــــــــــــرآنَ يشهدُ فيهمُ إنْ كنتَ لم تَفقهْ لـــــذاكَ خِـــــطابا
فكـــــــــــــــــــأنّهُمْ لم يشهدوا خُمَّاً ولا أُحُــــــداً ولا بـــــدراً ولا الأحزابا
وبخيبَر مَن راح يَـــــــــــــــرْفِلُ باللّوا مَنْ قَدَّ مَــــــــرْحبَ مَنْ أزالَ البابا
ومَــــــــــــــــن اشترى للهِ نفسَ محمدٍ في نفسِـــــه لــــــــــما دُعُيْ فأجابا
مَن في الصلاةِ يرى الصِّلاتَ فريضةً مَن نـــــالَ خاَتُمهُ الـــشريفُ جوابا
مَن بابُ حِــــــــــطّةَ غيرُ حيدرةٍ ومَنْ لمـــــدينةِ المختارِ كــــــــــان البابا
أَعِجبتَ ممن أَخّـــــــــــــروا مقدامَهمْ بعدَ النّبـــــــــــيِّ وقَـــــدَّموا الأذنابا
قد أضمروها للوصيِّ ضـــــــــــغائناً مُذْ دحرجتها للــــــــــــــــــنّبيِّ دبابا
لِيُنْفّــــــروا العَضْباءَ في قُطُبِ الهدى حـــــــــــتى يـــــعودَ الدينُ بَعْدُ يَبابا
نَــــــــــــسبوا له هجراً لخوفِ كِتـابةٍ فـــــــــــــــــــكأنهمْ لا يسمعونَ كتابا
ما كان ينــــــــــطقُ عن هَواهُ وإنّـما وحيٌ يُحـــــــــيّى له النّبيِّ خــــــطابا
يا بابَ فاطِمَ لا طُـــــــــرقتِ بــخيفَةٍ ويدُ الهدى سَدَلــــــتْ عــــــليه حِجابا
أَوَلستَ أَنتَ بكلِّ آن مَـهْبَــــــــــطَ الـ أمــــــــــــــلاكِ فيــــــكَ تُقَبّلُ الأعتابا
أَوْهـــــاً عليكَ فما استـطعتَ تصدَّهمْ لمّا أتوكَ بنــــــــــــو الضلالِ غِضابا
نفسي فـــــــــــداكَ أمـا علمتَ بفاطِمٍ وقفتْ وراكَ تـــــوبِّــــــــخُ الأصحابا
أوَما رَقَقْتَ لـــــــــضلعِها لمَّا انحنى كــــــــــــــــسراً وعنه تزجرُ الخُطّابا
أَوَ ما درى المسمـــارُ حـينَ أَصَابها مِن قلبِــــــهـــــــــــا قلبَ النّبيِّ أصَابا
عَتَبي على الأعتـــــابِ فـيها محسنٌ مُلقـــــىً وما انهالـــــــــتْ عليه تُرابا
حتى تواريهِ لأِن لا تَـــــــــسحقُ الـ أقـــــدامُ منه أَضْلُعاً واِهـــــــــــــــــابا
هو أولُ الشـــــــــــــهداءِ بعدَ محمدٍ ويرى المصابَ على الصوابِ صِوابا
ما اسطـــــــــاعَ يدفعَ عن أبيهِ وأُمِّه فَــــــــمَضى لأِحمدَ يشتكي الأصحابا
لمَّا عَدوا للبيــــــــــــــتِ عَدْوةَ آمِن مِن ليـــــــــثِ غِابٍ حين داسوا الغابا
لو ينظرون ذُبابَ صـــــــارمِ حِيَدْرٍ لرأيتَهم يتطـــــــــــــــــــــايرونَ ذُبابا
لكنّهمْ عَلِموا الـــــــــــــــوصيةَ أنّها صارتْ لصــــــــــارمِه الصقيلِ قِرابا
فهناكَ قد جعلوا النّجادَ بِــــعُنْق مَنْ مَدّوا له يومَ الغديــــــــــــــــــــرِ رِقابا
سَحبوهُ والزهراءُ تعدو خـــــــــلفَهُ والدمـــــــــــــــــــعُ أَجْرتْهُ عليهِ سحابا
فدعتهُمُ خَلّوا ابـــــــنَ عمِّي حيدراً أو أَكشِفنَّ إلى الدعـــــــــــــــــــاءِ نِقابا
حاربتُمُ الباري وآلَ نـــــــــــــــبيّهِ وعصيتُمُ الأعــــــــــــــــوادَ والمحرابا
ونكثتُمُ كـــــــــــــثمودَ، هذا صالحٌ لِمْ تسحبــــــــــــــــــونَ الصالحَ الأوابا
رجعوا إلـــــــيها بالسياطِ لِيُخمِدوا نـــــــــــــــــــــورَ النّبيِّ الساطعِ الثقّابا
فتهافَتوا مـــــــــثلُ الفراشِ ونورُهُ قد صــــــــــــــــــــارَ دونَهُمُ لها جلبابا
وقال في مظلومية الزهراء وأهل البيت (عليهم السلام):
أيقتلونَ ابــــــــــــــنَ وحيٍ بينَ عيشهمُ ولا نرى أمــــــــــــــــــويَّاً ماتَ بينَ نبي
ولـــــــــيتَ شعري بـمن سِيقت نسائكمُ حسرى على كلِّ مهزولِ الـــــمطى نِقَبِ
وزينبٌ مُذ رأتْ أشلاءَ أخــــــــــــوتِها ما بينَ دامٍ ومــــــــــــــــــنحورٍ ومُستلبِ
قامتْ تخاطبُهمْ والـــــــعِيسُ قد حُـديتْ بمدحِ آلِ أبي سفيــــــــــــــــــــانَ بالغلبِ
يا أخوتي هــــــل رأيتمْ قبلَ ذا رحـلتْ أختٌ وأخوتُـــــــــها صرعى على الكُثُبِ
فــــــــــــــــــليتهمْ وقفوا حتى أودعكمْ حـــــــــــــــتى أغسّلكمْ في أدمعي السُكُبِ
فليتهمْ وقفوا حتى أكفنــــــــــــــــــــهمْ في الصبر في جَلَدي في العين في الهُدُب
فليتهم وقفوا حتـــــــــــــــــى أورايهمُ بــــــــــين الترائبِ لا في التربِ والرَحَبِ
وليتَ شـــــــــعري بمَن قادوا عليِّكمو مقـــــــــــــــــــيّداً يشتكي من نهسةِ القتَبِ
ولــيتَ شعري بـمَن أضحى رضيعكمُ بسهمِهِ راضــــــــــــــعاً عن ثدي مُـحتلبِ
وليتَ شعري بمَن داسوا جـــسومكمو بكــــــــــلِّ برِذونةٍ معــــــــــدومةِ الـنسبِ
لكنَّ ذا الأُمرُ مِن مــــــــــاضٍ تأسُّسُهُ يــــــومَ السقيفةِ مبنيٌّ على الـــــــــــخشبِ
ولم يكنْ مِن بني حــــــــمّالةِ الحطبِ وإنّـــــــــــــــــــما أصلُه مِن حاملِ الحَطَبِ
مَن أضرمَ النارَ في بابِ الوصيِّ ولا بابٌ سواهُ أتــــــــــــــــــــــى وحيٌ بهِ لنبي
لــــــــــيقلبَ الناسَ طُرّاً عَن هدايتهمْ لأنَّه عــــــــــــادَ مقلـــــــــــوباً على العَقَبِ
مِن ثــــــدي فاطمةَ المسمارَ أرضعَه وأسقطَ الحملَ مـــــنها غــــــــــــيرَ مُرتَقب
وقادَ حيدرَ قــــــــــــــوداً في حمائله للهِ مِـــــــــــــــــــــــــــــن حِكَمٍ للهِ مِن إرَبِ
لا يُنقصُ الليثَ وطأ الـــــكلبِ غابتَه مَن يأمنُ البطـشَ أبــــــــــــدى سوأةَ الأدبِ
أتعجبُ الكفرُ أضحـــــى فاتكاً بهدىً فلم تزلْ تــــــحدثُ الأيامُ مِــــــــــــن عجبِ
سمعاً بني حيدرِ منظومــــــــــةً بكمُ مِن ثغــــــــــــــرِ مَن حاربِ التبسيمَ مُكتئبِ
اعدّها سبباً لـــــــــــــــلعفوِّ عندكمو وعــــــــفوكمْ عـــــــــــــن مواليكمْ بلا سببِ
هذي قصيدةُ عِزٍّ كانَ مـــــــــطلعها يـا خاطبَ العِزّ والعليــــــــــــاءَ في الخُطُبِ
وقال في أمير المؤمنين (عليه السلام) ومتخلصاً إلى مصاب الزهراء (عليها السلام).
يــــــا أيُّهـا الرســولُ بلّغْ بـــــعلي ما فيه أنزلتُ مِن النصِّ الجلي
قل يا عبادي خــيرُ بشـــــرى لكمُ اليــــــــــــومَ أكملتُ لكمْ دينكمُ
اليومَ أتـــــممــتُ عــــــليكمْ نعمتي فـلا تخافوا بـــــعد ذاكَ نقمتي
وقد رضيتُ لـــــــــــــكمُ الإسلاما وقد جعلتُ المرتـــــضى إماما
فقامَ قائماً نــــــــبيُّ الــــــــــرحمةِ يخبُّ في محضرِ جــــلِّ الأمَّةِ
يقولُ مَـــــــــــــــن كنتُ أنا مولاهُ فالمرتضى مولى له يـــــرعاهُ
مَــــــن لا يــواليهِ فـــــــما والاني ومَن يـــــــــعاديـهِ فقد عاداني
فجــسمُه جسمي ولحمــــــي لحمُه وعظمُه عظـــــمي ومنّي دمُه
هــذا الذي ربُّ الــــــسما قد عيَّنه وليَّ كلِّ مؤمنٍ ومــــــــــؤمنَه
هــذا هــــــو التوراةُ والإنـــــجيلُ هذا فتى يـــــــــــخدمُه جبريلُ
هــــــذا هـــــوَ الزبورُ والفرقــانُ هذا هـــــــو الأزمانُ والأكوانُ
هـــذا الذي آدمُ لمّــــــا أن غــوى بـــــــــــــجاهِه دعا وإلّا لهوى
وهـــوَ الـذي قــــــد سيَّرَ السفــينا ويونسُ بــــــــــه رأى اليقطينا
وفيهِ نــــــــــــــاجى ربَّه الخــليلُ وفيهِ عوفي ذلــــــــــــك العليلُ
لولاهُ ما جــازَ ببحرِ مـــــــــوسى كلا ولا كلّمَ موتاً عــــــــــيسى
كلا ولا كـانتْ نجومٌ تـــــــســري كلا ولا كــــــانتْ بحارٌ تجري
هـــــــــذا عليٌّ عـــــــلَّةُ الإيــجادِ هذا هو الحاكـــــمُ في الـــميعادِ
إليهِ في محـــــــشرِكمْ مصــيركمْ وقــــــــــــــــد قرأتمْ إنّما وليكمْ
هذا الذي شـــيّدَ ركــنَ الـــــــدينِ بــــــــــــــــسيفِه القاطعِ للوتينِ
يقولُ كلُّ مَن إليـهِ يـــــــــــــصلُ إنَّ أخــــــــــــاكَ مُكرهاً لأبطلُ
له مزايا قـــــــــــــــط لا تُضاها لــــم يحصِها سوى الذي سواها
أليسَ أبلغتُ بمـا أرســـــــلتُ به فـــاحتفــظوا فالأمرُ غيرُ مشتبه
فقامَ قومٌ مـــــــــــــــنهمُ وسلّموا عــــليهِ بـالأمـرِ الذي قد أُلزموا
لكنهمْ سرعانَ ما قـــــــد غدروا والنصُّ فـــــي غديرِ خمٍّ أنكروا
وللــــــذي قـــــــد بايعوهُ قهروا وضلعَ بضـعةِ الهدى قد كسروا
وغلّقـــــــــوا من دونِها الأبوابا ونــــــــــــــبذوا الميثاقَ والكتابا
يا لهــفَ نفسي لابنةِ النـــــــبيّ إذ خرجتْ تــــــعدو معَ الوصيّ
تقولُ خـــلّوا والدَ الـــــــسبطينِ يا قومُ هذا سيدُ الـــــــــــــكونينِ
تبغونَ أن تــــــــــيتِّموا أولادي أليسَ ربُّ العرشِ بالمرصـــــادِ
فقال حبتــــــرْ يا غلامُ ارجعْها وان أبتْ فبالعصا أوجـــــــــعْها
ولستُ أقوى أن أقولَ ما جرى وأنتَ عالمٌ وتــــــــــدري الخبرا
وقال من أبيات مشهورة:
لأن قَـصَـــــــــــدَ الـحجّاجُ بـيتأ بـمكّةٍ وَطـافوا عَـليهِ والـذبيحُ جَريحُهُ
فأني بِوادي (الطّفِ) أصبَحْتُ مُحْرماً أطـوفُ بِـبَيتٍ والـحُسينُ ذَبيحُهُ
وتـسألُني عَـنْ زَمْـــــــزَمٍ هاكَ أدمُعِي أوِ الحَجَر المَلْثوم هذا ضَريحُهُ
وقال مخمسا أبياتا للسيد حيدر الحلي في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام)
لقد لـــــــفحتْ نارُ المصائبِ لـــفحةً
فؤادي ولا يلقى إلى الحشرِ صـــحَّةً
فصحتُ بأبــــياتِ الفواطمِ صـــيحةً
خذي يا قلوبَ الـــــطالبيينَ قـــرحةً تـــزول الليالي وهي داميةُ القرفِ
بكلِّ دمٍ أسيافُ فهرٍ تـــــــطـــرَّزتْ
وسمرهمُ في مفرقِ العزِّ أغـــمزتْ
فما انقصفتْ هذي وذي ما تهزَّزتْ
فــــإن التي لم تبرحِ الخدرَ أبرزتْ عشــــيةَ لا كهفٌ فتأوي إلى كهفِ
فإن أنــــسَ لا أنسى النساءَ وطفّها
غداةَ ابنـــــــــةِ الكرارِ تندبُ إلفَها
عليَّ عزيزٌ أن أبـــــــلّغكَ وصفَها
لقد رفعتْ عنها يدُ الــــقومِ سجفَها وكانَ صفيحُ الهندِ حاشيةَ السجفِ
..................................................
ترجم له وكتب عنه:
الشيخ محمد حرز الدين / معارف الرجال ج 2 ص 243 رقم 333
السيد محسن الأمين / أعيان الشيعة ج 9 ص 179 رقم 364
الشيخ جعفر محبوبة / ماضي النجف وحاضرها ج 2 ص 349 رقم 3
الشيخ أغا بزرك الطهراني / طبقات أعلام الشيعة ج 1 ص 449
علي الخاقاني / شعراء الغري ج 7 ص 503
الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 2 ص 688
السيد محمد علي الحلو / أدب المحنة ص 201
معجم الشعراء العرب ص 2061
كامل سلمان الجبوري / معجم الأدباء ج 5 ص 238
عبد الله الخاقاني / موسوعة النجف الأشرف ــ شعراء النجف في القرن الرابع عشر ج 18 ص 146
محمد علي جماز / معجم الأدباء ج 5 ص 238
عمر رضا كحالة / معجم المؤلفين ج 9 ص 193
كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 3 ص 139
السيد جواد شبر / أدب الطف ج 9 ص 90 ــ 94
الدكتور علي كاظم سميسم / الشيخ محمد حسن آل سميسم وأثر الخيل في شعره
اترك تعليق