837 _ الشيخ مهدي اليعقوبي (1302 ــ ١٣٧٢ هـ / 1884 ــ 1952 م)

مهدي اليعقوبي (1302 ــ ١٣٧٢ هـ / 1884 ــ 1952 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام):

عُج والتثمْ حرمـــــــاً ملا     ئكةُ السماءِ تطيلُ لثمَه

وزُرِ الإمــــــامَ ابن الاما     مِ أخـا الإمامِ أبا الأئمّةِ

واشـــممْ شذا الأرجِ الذي     كان الــنبيُّ يطيلُ شمَّه

خيرُ البريَّةِ بـ (الطفوفِ)     عدت عـــــليهِ شرُّ أمَّة

أبــــــــــــــكى أباهُ وجدَّه     وأخاهُ والزهــــراءَ أمَّه

نورٌ برغــــــمِ الشركِ يأ     بى اللهُ الا أن يتــــــــمَّه (1)

الشاعر

الشيخ مهدي بن يعقوب بن جعفر بن حسين بن إبراهيم النجفي، أديب وشاعر وخطيب كبير، ولد في النجف الأشرف، من أسرة علمية أدبية درجت على الخطابة والأدب فأبوه هو الشيخ يعقوب جد أسرة اليعقوبي وأخوه الأصغر الأديب الكبير المحقق الشيخ العلامة محمد علي اليعقوبي، فنشأ في أجواء المنبر الحسيني وكان يصحب أباه في مجالسه وتلقن هذا الفن منه.

انتقل اليعقوبي وهو طفل مع أبيه الشيخ يعقوب من النجف إلى السماوة، فبقي في السماوة ثمان سنين تقريباً ومنها انتقل إلى الحلة وأقام فيها أيضاً حتى دخول الجيش العثماني بقيادة عاكف إلى الحلة فعاد بصحبة أبيه إلى مسقط رأسيهما النجف حتى توفي ودفن فيها. (2)

قال عنه السيد جواد شبر: (خطيب أديب وواعظ متعظ، عذب الكلام حلو العبارة لطيف الانسجام جمعتني معه بلدة الرميثة بمناسبة محرم الحرام فكنت أخطب شرقي البلد وهو يخطب في الجانب الغربي فكنت أستعذب أقواله وأراه ورعاً متثبتاً حسن الإداء تنم على خطابته روح الإخلاص وبوادر الإيمان). (3)

أما عن آثار اليعقوبي فيقول شبر: (لقد رأيت في مخطوطات الشيخ اليعقوبي جملة من مؤلفات المترجم له وكلها بخطه ومنها مجاميع خطية تجمع المختار من الشعر في رثاء الامام الحسين عليه ‌السلام ومنها المجموع (الرائق)... ما كنت أشاهده في محافل النجف إلا نادراً وفي الصحن العلوي أحياناً منزوياً ولا زلت أذكر مواقفه الخطابية ومجالسه المنبرية ووعظه الديني...) (4)

وقال عنه الشيخ محمد هادي الأميني: (خطيب فاضل أديب جليل شاعر..) (5)

وقال عنه أخوه الشيخ محمد علي اليعقوبي: (نشأ وتعلم القراءة والكتابة في السماوة وفي سنة 1313 انتقل والده إلى الحلة الفيحاء مدينة العلم والأدب فعني بتوجيه ولده وتربيته فاقتفى أثره وسلك نهجه وأخذ عنه وعن المرحوم السيد رضا بن أبي القاسم ما يحتاجه الخطيب من العلوم اللسانية ولم يبارح أباه في حضر ولا سفر فلم تمض عليه إلا برهة من الزمن حتى أصبح ذا إحاطة واسعة في مختلف المواضيع المنبرية ولا أغالي إذا قلت أنه كان يحفظ ثلاث أرباع نهج البلاغة بما عليها من شروح ابن أبي الحديد وغيره وكان يحب الانعزال والانقطاع عن الناس والتفرغ للكتابة والتاليف وقد ترك من الآثار بضع مجلدات مخطوطة كلها بقلمه إلا ما ندر منها في قلم والده دوّن فيها ما رواه ووعاه عن والده وغيره من فحول الخطباء وما أنتخبه من الكتب المعول عليها عند الفريقين وهي لا تخلو من ضبط وتحقيق وبضع مجاميع أخرى تضم مئات من القصائد التي قيلت في أهل البيت عليهم السلام مدحاً ورثاء لمتقدمي الشعراء ومتأخريهم وهي أحد مصادرنا في هذا الكتاب (البابليات) وقد استثنيت من مكتبته التي بيعت بعد وفاته وأضخمها حجماً مجموع سماه (الرائق) ويقع في (511) صحيفة). (6)

وكان للشيخ مهدي مشاركة فاعلة في الندوات التي كانت تقام في مجالس الحلة للمطارحات الأدبية التي يحضرها كبار أدبائها أمثال: السيد عبد المطلب وابن عمه الحسين بن حيدر والشيخ علي بن قاسم والشيخ يعقوب النجفي والشيخ حمادي نوح الذي كان صديقاً مقرباً من اليعقوبي ويروي الكثير من أشعاره.

شعره

قال من قصيدة في الإمام موسى الكاظم (صلوات الله وسلامه عليه):

تـــــــــــــــــــــنامُ عيونُ بني نثلةٍ     وهاشمُ قـــــــرَّتْ على وترِها

إلى مَ على الضيمِ تغضي الجفون     وقــــــــد حكمَ العبدُ في حرِّها

تناستْ ببغدادَ مــــــــــــــاذا جنتْ     على عزِّها وذرى فـــــــخرِها

فــــــــــقد غادرته رهينَ السجون     ودسَّت له الــــــسمَّ مِن غدرِها

أبابُ الــــــــــــــحوائجِ للقاصدينْ     ومِن كــــــفِّه الغيثُ في وفرِها

أذلّتْ فجيعتُكَ المـــــــــــــــسلمين     وأذكتْ حشا الدينِ في حجرِها

أتـــــــــــقضي ببغدادَ رهنَ القيود     ونــــعشُكَ يُرمى على جسرِها (7)

وقال في تخميس أبيات للسيد جعفر الحلي:

لستُ أنسى عقائلَ الطهرِ طه     قد دهاها من العدى ما دهاها

مـــــُذ جفاها ملاذها وحماها     ســــــلبتها أيدي الجفاةِ حُلاها

فخلا مــــــعصمٌ وعُطّلَ جيدُ

هتفتْ والدمــوعُ تنهلُّ شجوا     وغدتْ تستجيرُ لمْ تلفَ مأوى

وبها العيسُ تقطعُ البيدَ عدوا     ووراها كمْ غرَّدَ الركبُ حدوا

للثرى فوكَ أيًّــــــــها الغريدُ

سيَّروهنَّ حاســـراتٍ بوادي     هاملاتِ الــدموعِ شبهَ الغوادي

هذه تشتكي وتلــــــكَ تُنادي     عجبــــــاً لم تلنْ قلوبُ الأعادي

لحنينٍ يلينُ منه الحــــــــديدُ (8)

.......................................................

1 ــ البابليات ج 4 ص 183 ــ 184 / أدب الطف ج 10 ص 40

2 ــ البابليات ج 4 ص 182 ــ 183

3 ــ أدب الطف ج 10 ص 40

4 ــ نفس المصدر ص 41

5 ــ الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر ج 3 ص 1367

6 ــ البابليات ج 4 ص 182

7 ــ البابليات ج 4 ص 184 ــ 185 / أدب الطف ج 10 ص 41 ــ 42

8 ــ البابليات ج 4 ص 185 / أدب الطف ج 10 ص 41

كما ترجم له:

كامل سلمان جاسم الجبوري / معجم الأدباء ج 6 ص 289

أغا بزرك الطهراني / الذريعة ج 10 ص 52

الدكتور سعد الحداد / خطباء الحلة الفيحاء ص 198

الدكتور سعد الحداد / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 371

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار كاتب : محمد طاهر الصفار