835 _ معن عبد الإله محسن الجناحي (ولد 1390 هـ / 1970 م)

معن عبد الإله محسن الجناحي (ولد 1390 هـ / 1970 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام):

بدرَ المُحرّمِ ضــــوءُ نورِكَ لو بَدا     تَهـــوي بحُضنِ النّائِباتِ وتَرتَمي

لِمْ لا وفيكَ حسينُ سبطُ المُصطفى     بـــينَ العِدا في (كربَلا) دامٍ ظَمي

أهلُوهُ والأصـحابُ جمعاً صُرّعوا     وهَوَوْا على تُرب الوَغى كالأنجُمِ (1)

وقال من أخرى فيه (صلوات الله عليه):

يامَن مَلكتَ الـــــرّوحَ يا سيّدي     يا بنَ الرّسولِ المُصطفى الأمجَدِ

لـ(كربلاءَ) والمَــــــــدى رُدَّني     لــــــــــــلمُنتهى والحَدِّ والمَقصدِ

صَالت خيولُ الوجدِ في خَافقي     لمّا تَناءَت قُــــــــــــــــبّةُ المَرقَدِ

وقال من أخرى في السيدة أم البنين (عليها السلام):

فدَت الحسينَ بولـــــدِها في (كَربلا)     سيمُاهُمُ الإيمانُ والإِقدَامُ

عباسُ يَقدِمُهم هَـــصورُ الحَربِ في     بـأسٍ كمثلهِ لمْ تَلِدْ أرحَامُ

كشّافُ كَربِ الطّفِ خوّاضُ الرّدَى     بحُـسامهِ نَوحُ الطُّغاةِ يُقَامُ

وقال من أخرى في شهادة الإمام السجاد (عليه السلام):

وهوَ الّــــذي لاقَى النَوائِبَ والبَلا     بتَصـــــبُّرٍ في (كربَلا) وتَجَلُّدِ

فَعليهِ ثوبَ الحُزنِ والأَشجَانِ في     هَـــذا المَسَا يا قَلبُ هَيّا نَرتَدي

للعَابدينَ مَــــــــــدى الخَليقةِ سَيِّدٌ     أَكرِم بِهِ طولَ المَدَى مِن سَيِّدِ 

وقال من قصيدة في شهادة الإمام الباقر (عليه السلام):

وهــــــــــــوَ الّذي شَهدَ الرّزيا كلّها     فــــــي جُرحِ طفّ النائباتِ الغائرِ

حيثُ الحسينُ بلاَ حمىً في (كربَلا)     يدعُو جموعَ النّاسِ هَل مِن ناصرِ

والأهلُ والاصحابُ جمعاً صُرّعُوا     وإلــــــى السّباءِ تُساقُ خيرُ حرائرِ

الشاعر

معن بن عبد الإله بن محسن الجناحي، ولد في قضاء عفك / محافظة الديوانية، وهو حاصل على شهادة دبلوم فني من المعهد الطبي في الديوانية / قسم صحة مجتمع، ويعمل موظفاً في دائرة صحة الديوانية.

شعره

قال في الرسول الأكرم محمد (لى الله عليه وآله)

إلى (المَدينةِ) خُذ يــا طَيرُ أشـوَاقي     وخُـــــذ دموعاً جَرَت سَيلاً بآمَاقي

إلَى الرّسولِ رَســولِ اللهِ أحمَدَ والْـ     ـشَمسِ الّتي في الدُّنا تَزهو بإشرَاقِ

وخُذ حَنيناً سَـــــرَى في قُدسِ جَنّتِهِ     في قلــــــبِ مُمتَحَنٍ بالحُزنِ خَفّاقِ

وَأَلقِ في رَوضِهِ الفَوّاحِ فَيضَ مُنىً     القَلبُ سَطّــــرَها في وَسْطِ أورَاقي

عُـــــــذراً إلـيكَ أيَا هَادي البريّةِ لَو     مِنّي بَدا زَلـــــــلٌ أو بَعضُ إخفَاقِ

أنعِم عَــــــليَّ بغُفرانِ الذّنوبِ وجُدْ     برَحمةٍ سَيّدي الــــــــهَادِي وإشفَاقِ 

مِن وَهْجِ نورِكَ هَديُ العَالمينَ وهَا     روَاءُ ظَامِئِها مِن كَفِّـــــــكَ السَّاقي

مِنكَ الشّفاعَةُ للخَاطيـــــــنَ مَكرمَةٌ     بهَا حَباكَ المَليكُ الـــــوَارِثُ البَاقي

وقال في الإمام علي (عليه السلام)

ألا يا نسيمَ اللَيلِ نَجــــــــوى مُتيّمٍ     فخُذها إلى الكرّارِ مَولى الــبريّةِ

إلىَ حضرةٍ بالنّورِ تَزهو وتزدَهي     وبالجودِ والإحسَانِ دومـــاً نَديّةِ

اليهِ بيومٍ فـــــــــــــــيهِ شعَّ سَناؤهُ     كتبتُ بنَبضِ القَلبِ أحـــلَى تَحيَّةِ

وأعطَيتُ عَهدَ الحُبِّ والوُدِّ والوَلاَ     بميلادِ دَاحي البابِ تلكَ العَصيَّةِ

أمـــيرٌ ومَا في الخلقِ طُراً نَظيرُهُ     ومَــــا مِثلُ ذاتِ الليثِ كلاَ عَليَّةِ

إمَـــامٌ صروحَ الدّينِ شَيّدَ والهُدى     بكفٍ لــــــــــــهُ عَلياءَ غَرّا أبيَّةِ

عَليٌ ومَــولىَ الإنسِ والجّنِ كُلّهِم     عليهِ سلامُ اللهِ هَــــــــذي العَشيّةِ

وقال في سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام):

في باحةِ الصّدرِ نارُ الــــــحزنِ تَتّقِدُ     ودَمعتي في رُبى الأجفَانِ تَحتَشِدُ

تفَايَضَ الجُرحُ نَزفاً في مَدى عُمُري     ولــــــــــلطبيبِ الّذي يَشفيهِ أفتَقِدُ

وكـــــيفَ لا والّتي أوصَى بِها أحمدٌ     مِن مَعشرٍ نَكصوا في قلبِها الكَمَدُ

رَاحَت وسيلُ الأسَى أودَى بزَهرتِها     وفي سِهـــام الرّزايَا صُوِّبَ الكَبِدُ

آهٍ لِوحـــــــــــــــــــــدتِها آهٍ لِغُربتِها     تَعيَا العُقولُ لَـــــــها ويَعجزُ الخَلَدُ

ويُهزَمُ الصّبرُ في سَـــاحاتِ مِحنتِها     ويَنقَضي في وَغـــى آلامِها الجَلَدُ

وقال في الإمام الحسن (عليهما السلام):

أعلِنْ حِدَادكَ واذْرفْ دمعةَ الــــــحزنِ     للزاكيّ السّبطِ للمسمــــومِ والحسنِ

وانْصبْ عزاءكَ لابنِ الـــطهرِ فاطمةٍ     وامْزجْ دموعكَ بالآهـــاتِ والشجنِ        

قضى الكريمُ فغاضَ الـبذلُ وانقبضتْ     كفُّ السخاءِ وراحُ الــــجودِ والمِننِ

ابنُ النبيّ وشبلُ المُرتـضى وحِمى الْـ     إسلامِ والشـــــرعِ والآياتِ والسّـننِ

نورُ الإلهِ براهُ للوجــــودِ هـُـــــــــدىً     ولــــــــــــــلنجاةِ سفيناً أوسعَ السُّفُنِ

السّيدُ المُجتبى الــــــــغرّاءُ طَلعتـــُــهُ     ذو المَنِّ والجودِ في الإسرارِ والعَلَنِ

من مَعشرٍ حُــبّهُمْ فوزٌ وفيضُ رِضىً     وخيرُ منزلةٍ في جَنةِ العَـــــــــــــدَنِ 

ذاكَ الإمــــامُ وصونُ الشّرعِ في يَـدهِ     للخَلقِ حِصنٌ منيعٌ خيرُ مـــــــؤتَمَنِ 

عانَى جموعُ العَمى والجهلِ عابدةَ الْـ     أهواءِ والعِجلِ والأصنامِ والوَثـــــنِ

صبّوا عليهِ رَزايا لا حــــسابَ لهـَـــا     فكانَ طــــــوداً عظيمَ العزمِ لمْ يَهِـنِ

وجرّعـوهُ كؤوسَ الهَمِّ فــــــــي نوَبٍ     وخالَفوهُ دُعــــــــاةَ الغـَــــدرِ والفِتَنِ

حتّى قَضى بيَدِ اللعناءِ ناكــــــــثةِ الْـ     ـميثاقِ والعهدِ بنـــــتِ الحقدِ والإحَنِ

تَعساً إليها فَـما نالَت سِــوى حِمــــــمٍ     تصلَى لَظى حرِّهَا فـي سُوءِ مُرتَهنِ

ذَا ذِكرُها فـــي الوَرى الأسماعُ تَأنَفُهُ     أمّا السّمـــيمُ فأضحَى نَـــغـمةَ الزّمَنِ

وقال في الإمام الحسين (عليه السلام)

دَربُ المَسيــــــرِ إِلَى العِراقِ طَويلُ      والصَّمتُ في خَطوِ الرِّمــالِ ثَقيلُ

والنَّجمَــــــــةُ النَّوراءُ هَا هِي تَلتَجي      بَـــــــــينَ الظَّلامِ ودَمعُــهَا قِندِيلُ

والبَــــدرُ يُدني القُربَ مِن آلِ العُلَى      ويَدورُ حَولَ رِكَابِـــــــــهِم وَيَميلُ

والليلُ جَاءَ بـــــــــــــــــثَوبِهِ مُتَلَفِّعَاً      ويُقيمُ في رَحــــــلِ الهُدَى ويُطِيلُ

والشَّمـــــــــسُ تَهمِلُ دَمعَةً رَقرَاقَةً     وعَلَى ثَرَى مَسرَى الظُّعونِ تَسِيلُ

حَبّاتُ رَملِ البَادِيـاتِ أَســـــىً بَكَت     وَلَهَا عَلى طولِ الطَريقِ عَـــويلُ

والمَاءُ في الغُدرَانِ يَـجري مُسرِعَاً     فَمَــــــــــــعينُهُ عِندَ الصَّباحِ قَليلُ

لُـــــغَةُ النَّواظِرِ فُرقَـةٌ طولَ المَدى     وحُروفُهَا بَـــــــينَ الجُفونِ رَحيلُ

وسَكــــــــــينةٌ هَـذي وهَذي زَينبٌ     ورُقيَّةٌ ورَضيعُـــــــــــــهُم وعَليلُ

هَذا عَليٌ ..قَـــــــــاسِمٌ ..عَبّاسُ ذَا     مَن لِلــــــــخُدورِ الطَّاهِراتِ كَفيلُ

هَذا الحُسَينُ السِبــــطُ قُرآنُ السَّمَا     الصُّحفُ والـــــــــتَّورَاةُ والإِنجِيلُ

يَروي لَهُم مَاذَا يَكــــــونُ غَداً إذَا     وَصَلوا الطّفوفَ ويَــــنثَني ويَقولُ

صَبراً جَميلاً آلَ بَيـتِ المُصطَفَى     فالخَطبُ فَادِحُ والمُصَــــابُ جَليلُ

وقال في شهادة الإمام السجاد (عليه السلام):

قِف بالدّيارِ ديـــــــــــارِ آلِ مُحمدِ     واسْـكُب بها دمعَ الشَجيّ المُكمدِ

قِف وانْتَحِـب ألَماً عَلى الدّارِ الّتي     مِن كُــلِّ فخرٍ قد حَوتْ أو سُؤدَدِ

وانْثُر أنيــــــنَ الرّوحِ في جَنَباتِها     واهْتُف بها واصْرُخ هُناكَ ورَددِّ

بِالله قُــــــولـي دارُ أينَ ذَووكِ هَل     رَحلوا وعَــــافـوا دارَهُـم بِتَوحُدِ 

شَطَّــــت بِهم يا دارُ رُكبانُ النّوى    نحوَ الطريقِ الــــمُستَطيلِ الأَبعَدِ

أَم غَرَّبَت بِذويكِ أظعَانُ الـــرّدى     وغَدا لها شَـــــمــــلُ الأُلَى بِتَبدُّدِ 

أُفٍ لدهرٍ غادرٍ مُـــــــــــــــتقلّبٍ     ومَدى زمـانٍ خادعٍ نَــــذلٍ رَدي

أردَى الكرامَ بكــــفِّ أولادِ الخَنا     هَـــــــــــــــــذا بِسَمٍ أو فَذا بمُهنّدِ

هَذا عليٌ زيـــــــــنُ عُبّادِ الوَرَى     أحشَاهُ ذابَــــت مِن سُمومِ الحُسَّدِ 

ذاقَ الـــــــمنيةَ إبنُ ساداتِ المَلا     مِــــــن كــــأسِ باغٍ مُستَبدٍ مُعتَدِ

وهـــوَ الّذي لاقَى النَوائِبَ والبَلا     بتَصبُّــــــــــــرٍ في كربَلا وتَجَلُّدِ

فَعليهِ ثوبَ الحُزنِ والأَشجَانِ في    هَذا المَسَا يا قَـــــــلبُ هَيّا نَرتَدي

للعَابــــــــــدينَ مَدى الخَليقةِ سَيِّدٌ     أَكرِم بِهِ طولَ الــــمَدَى مِن سَيِّدِ 

خَيرُ التُّقـاةِ الـــــسَاجِدينَ وزَينُهُم     أَنعِم بِهِ زَيناً لِكُـــــــــــــلِّ السُجَّدِ

فَلتَفتَديهِ الـخَلقُ جَـــــــــمعاً كُلّـهَا     أو دُونَه كُلّ الوَرَى فَـــــــلتُلـحَدِ

فَهو السِّـراجُ لِكُلِّ داجِيَةٍ دَهَــــت     وهوَ المَنارُ لِكُلِّ لَيلٍ أَســــــــوَدِ 

وقال في الإمام الباقر (عليه السلام):

يانسمةً قد عطَّرت ريـــــــــــــحَ الجنَنْ     يا زهرةً قد طرَّزت وَجـــــهَ الفَننْ

يا رحـــــــــــــــــــــمةً يا نـعمةً يا مِنةً     يا جنةَ المأوى وخُـــــــــلدٍ والعَدَن

يـــــــا عِلمَكَ المُثري الدُّنا يَا بْنَ السَّنا     أنتَ الّذي للعلـــــــمِ والنّورِ الوَطَن

يا شرعَكَ المُغني الوَرَى يَا بْنَ الذُّرَى     يَا مُطفِئاً نـــــــــارَ الدَّواهي والفِتَن

يا كفكَ الجَاري نَدى يا بْــــــنَ الهُدى     مــــــــــــــنهُ العَطايَا للبرايَا والمِنَن

يا قلبـــــــــــكَ الحَاني عَلى كُلّ المَلا     يا كاشفاً عَنها المآسِي والـــــــحَزَن

يا هديكَ الــــــدَاحي العَمَى ومُحطّمَاً     هامَ الّذي يَدعو إلَى ديـــــــــنِ الوَثَن

يا حبكَ البَاقي بــــــــــــنَا رغمَ العَنا     رغمَ الخَنا رغــــــــمَ البلايَا والإحَن

يا عطركَ الشّاذي إبَا يـــــا بْنَ العَبا     آلَ الكِسَا مَن فيهُمُ تُـــــــــكفَى المُؤَن

يامَن بِكَ الدِّينُ المُزكّى فـــي المَدَى     يَحيَا وتَحيَا فــــــــــيكَ مَولايَ السُّنَن

يا بـــــــــاقراً لعلومِ طهَ المُصطَفى     والأنـــــــــــبيَا جَمعاً ويا فَخرَ الزّمَن

صلّى عليـــــــــكَ اللهُ يا بدرَ الدّجى     يَا بْنَ الحُسينِ الطُّهرِ يَا سِبطَ الحَسَن

وقال في الإمام الصادق (عليه السلام):

هَمَتْ في جفونِ العينِ سُحْبُ الـــمدامعِ     ودَوّت لظَى الأحزانِ بينَ الأضـالعِ

وأظلمَ وجهُ الصبحِ في وسْـــط نَاظري     وأمسَـت مِن الافراحِ خلواً مـرَابعي 

أرَى أهلَ بيتِ الوَحي تُــــــفنى حَياتُهم     بـــــــــسمٍّ ذُعافٍ أو سيوفٍ قـواطِعِ

وأرنُو الَى الهادينَ حــلّت بهِم عَلى امْـ     ـتِدادِ الــمَدى والدّهر شتّى الـقَوارعِ

ولاقَوْا مِن الــــــــــــــبَاغينَ كُلّ رَزّيةٍ     ومِن شَرّ خلقِ اللهِ أدهَـى المَـصارعِ

فـــــــــــــهَذا إمامُ النّاسِ والجِنِّ جَعفرٌ     يُقاسي مِـــــــن الأيّامِ هَولَ الـفَواجعِ 

وأقواسُ هَذا الدّهرِ ظُــــــــــلماً رَمَيْنَهُ     بنشّابِ أحقادِ الــــــــهَوى والـمَطامعِ

إمامٌ بهِ الأكوانُ تَــــــــــــــزهو مُنيرةً     كمَا تَزدهي بالشّمسِ حُســنُ المَطالعِ

اليهِ يُدافُ السّــــــمُ في كفِّ مَن طَغى     ويُسقى بكأسِ الغدرِ مُــــــرَّ المَواجعِ

عَلى الصّادِقِ المَسمُومِ يا نفسُ أعْوِلي     قَضَى حَارسُ الأديانِ كهفُ الشّرائعِ 

ومـــــــــــــا رَاعتِ الظّلامُ فيهِ قرابةً     فـــــــــعَانى مِن النّكباتِ تلكَ الفَظائعِ

تنُوحُ الشّدادُ الـــسّبعُ والأرضُ خَطبَهُ     بدمعـــــــــــاتِ حُزنٍ والْتيَاعٍ هَوامعِ

وينعَى أســــــاهُ العرشُ واللوحُ نـادِباً     عليكَ سلامُ اللهِ يـــــــــــــا خيرَ شافعِ

وقال في الإمام الكاظم (عليه السلام):

لبغدادٍ سريـــــتُ برَحلِ خُلدي     ونَعشِ المَــــجدِ ذيّـاكَ الأَثيلا

عَلى جِسرِ الرَّصافَةِ ذَا طَريحٌ     ولا قَــــــــــومٌ أتَـتهُ ولا قَبيلا

طَوامـــــــيرٍ سُجونٍ مُظلماتٍ     بِها الآهاتُ قد كـانَت حَصيلا

وسَاقٍ بالحَديدِ هُناكَ رُضَّـــتْ     وجسمٍ بالقُيـــــودِ هَوَى نَحيلا

وجُدرانٍ بهذا السَّجـــــنِ تَنعى     عليكَ وتَذرِفُ الدّمعَ الهَطولا

تُكَابدُ مِن أعاديـــــــكَ الرّزايا     ويَكظِمُ قلبُكَ الزّاكـــي الغَليلا

وقفتُ بيومــــــكَ الدّاهي مَلِياً     أنَادي والأسَى أبدَى الــعَويلا

سَلاماً يــــا رهينَ السَّجنِ مِنّا     سَلاماً يا سَمـــــــــيماً يا قَتيلا

سَتبقَى في مَدارِ الكَونِ شَمساً     مَدى الأزمَانِ لَم تَعرِف أُفولا

وتَـــــــــبقى للأُباةِ مَنارَ فَخرٍ     بهديِكَ تَهتَدي جيلاً فَــــــجيلا

وقال في الإمام الرضا (عليه السلام)

إذَا شِئتَ أنْ تَدعُو الإلــــــهَ بحاجةٍ     تَوَسّل بفَيضِ العَطفِ والرّحمَةِ "الرِّضَا"

وقُل يَا إلهَ النّاسِ قَــــدّمتُ حَاجَتي     بـــــــــمَن صَرحُ دينِ الحَقِّ لَولاهُ قُوِّضَا

عليٍ وأُنسِ النّفـــسِ إنِ شَحَّ أُنسُهَا     وإِنْ سَــهمُ حُزنِ الدّهرِ بالرّوحِ قَد مَضَى

هُو الشّمسُ لِلإسلاَمِ يَبقَى ضِيَاؤُهَا     مُنيراً مَــــــــــــدَى الأيّامِ بِالأُفقِ والفَضَا

لإرشَادِهِم للشّـرعِ والعَدلِ والهُدَى     إمَاماً صَفاهُ اللهُ لِــــــــــــلخَلقِ وَارْتَضى

فيَا أيُّها الأحبَــــابُ صَلّوُا وسَلّمُوا     عَليهِ تَنالُوا الفَوزَ بالعَـــــــــــدنِ والرِّضَا

وقال في الإمام الجواد (عليه السلام)

تَشَرّفتِ الــــــــــحواضرُ والبوادي     بمــــــــــولدِ تاسعِ الآلِ الجوادِ

ومـــــــــاسَ الكونُ في زهوٍ وفخرٍ     لمَقدمِ شبلِ طــــــهَ خيرِ هادي

وطيرُ السّعدِ فوقَ الغُصـــــنِ شوقاً     بلحنِ الحُـــــبِّ والآمالِ شَادي

وروضُ العشقِ بالأفــــــراحِ يَشذو     فيَجلــــــــــــو زَهرُهُ همَّ الفُؤادِ

وأصواتُ الــــــــــــمُوالينَ ابتهاجاً     بِـــــــإسْمِ الحُجّةِ المَولى تُنادي

وتَسكبُ فوقَ تُربِ الأرضِ راحَتْ     غياثَ الخيرِ والنُعمى الغَوادي

جـــــــدائِلُها الحِسانُ الشّمسُ حلّتْ     ليَغمُرَ نورُها كلّ الــــــــــوِهادِ 

ونجمُ الـــــــفَرحِ في الآفـاقِ يَزهو     وبــــــدرُ التّمِّ في العَلياءِ بَادي

ويَحدو بالمســــــــــــــرّةِ والتّهاني     ليثربَ أفــــــؤدَ العشّاقِ حَادي

الى دارِ الرّضا المَرضِــيّ جَاءت     تباركُ في ابْنـــهِ شمسِ الرّشادِ

وتُهدي للرّضا أحـلـى التّـــــــهاني     بمَولدِ نَجلهِ خَيـــــــــــرِ العِبادِ

وتقصِدُهُ لتَســــــــــــألَهُ وتَدعو الـ     ـشّفاعةَ في غدٍ عندَ الـــــــمَعادِ

إذَا بالخَلقِ جِيءَ هُــنــــــاكَ جَمعاً     وأذّنَ لـــــــــــلقِيامِ بها المُنادي

فما غيرُ الجوادِ لهـــــــــــــا شَفيعٌ     ومُنجٍ مِن لـظـــــــىً ذاتِ اتّقادِ 

إلى الــــــــفردوسِ يـأخُذُها وعدنٍ     إلى جنّاتِ ذي الـــــمَنِّ الجَوادِ

بيومِ مـــــــــــجيئهِ نادَى ضَميري     بصوتِ ذَوي المحــبةِ والوِدادِ

إلَهي سيّدي صَــــــــــــــــلِّ وسَلّم     مَدى الدّنيَا عَلى بَــــابِ المُرَادِ

وقال في الإمام علي الهادي (عليه السلام):

قُم عَلَى قَبرٍ بِسامـــــــرّا مُنيفِ     ضَمَّ جِسمَ الطّاهِرِ الطُّهرِ الشَّريفِ

وَأَطِل فِكرَكَ فـــــي مَعنى إِمامٍ     لَـــــــــم تُفسِّـر كُنهَهُ كُلُّ الحُروفِ

هُوَ شَمسٌ أَشرَقَـت مَجداً وعِزاً     مِن سَنَـــــــــاها كُلُّ إِشراقٍ لَطيفِ 

إِبنُ خَيرِ الخَلقِ لا لَم يَألُ جهداً     بِوجوهِ الغَـــــــيِّ يَوماً في الوُقوفِ

صَاحَ بَـــاتُوا فَوقَ قُلّاتٍ عَوالٍ     وَبِهِم حَفَّت أُلـــــــــــوفٌ مَعْ أُلوفِ

عَنــــــهُمُ لَم تُغنِ شَيئاً إِذ أَتَاهُم     مَلَكُ المَوتِ وَيَسعَــــــــى بِالحُتوفِ

فَكَأَنَّ الشِّعرَ هَذا مُذ تَـــــــــلاهُ     هُوَ شَفرَاتُ المَواضِي وَالــــسُّيوفِ

بِحَشا الجَاحِدِ في كُـــــلِّ زَمانٍ     وَبِقَلبِ المُـــــنكِرِ البَاغي الصَّدوفِ

يَا عليَ الهَاديْ يَا ذِكـراً يُدَوّي     وَبِسَمعِ الدَّهـــــرِ في صَوتٍ هَتوفِ

سَيّدي إِنْ سُمُّ أَعـــــداءِ الهُدَى     قَد مَلأَ القَلبَ الــــــــمُزَكّى بِالنَّزيفِ

فَلأَنتَ النُّورُ نـــــــورُ الله حَقاً     لَـــــم تَزَل تَسطَعُ فِي اللَيلِ المُخيفِ

هَذهِ أشـــــوَاقِيَ الحرَّى أُنادي     بِلَظَـــــــــــاهَا قَبرَكَ الشَّامِخَ طُوفي

عَلَّني أَروي غَـليلًا في فُؤادي     فَأنا الوَلهــــــــانُ ذو الوَجدِ العَنيفِ

وَأَنا مَـن أَمَّلَ فـي اليَومَ عَطاءً     مِن كَريمٍ مُنعِـــــــــمٍ مُعطٍ عَطوفِ

سيّدي فِي يَـومِ مَسرَاكَ سَلاماً     لَكُمُ أُزجِي مَعَ الدَّمــــــــعِ الذَّروفِ 

وَعَــــلَيكَ الله صَـلَّى فِي عُلاهُ     يَا لِواءَ الهَديِ والدِّينِ الــــــــحَنيفِ 

وقال في الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

يَا طَالِباً ثَأرَاً لِسِبطِ الـــــــــــهُدَى     يا مَـن لهُ نَـــفسي الــحِمَى والفِدَا

يا وارثَ الأرضِ إلـــيكَ الصَدَى     قُم صَبرُنـــا يَا سيّــدي قَدْ نَضَبْ

قُم شَـــــــمسُنَا يَا بْنَ السَّنَا كَاسِفَه     وبَـــــــــــــــدرُنا أنـوارُهُ خَاسِفَه

وأمسَتِ الأنفُسُ ذِي خـــــــــائِفَه     مِن دَهرِنَا وَاللهِ ذُقـنَا العَجَـــــــبْ

حتّى متَى يا غَـــــــــائِباً لا نرَى     وَجهاً بهِ حياةُ كُـلِّ الــــــــــوَرى

حتّى متَى تَســـري أَيا بْنَ الذُّرَى     في روحِنا النّيـــرانُ ذاتُ اللهَب

هَل يا تُرى يَــأتي كَخطبِ الذّبيح     عارٍ عَلى الرّمضا وظامٍ طَريح

لَم يبقَ ضِــــــلعٌ فيهِ كلاّ صَحيح     مِن نَحرِهِ فَيضُ الدِّمَــا قَد شَخَب

هَل يَا تُرى يَأتي كَرُزءِ الرَّضيع     رُزءٌ جَليلٌ ومُــــــــصابٌ فَـظيع

عَـــــــطشَانُ والنّحرُ بِسَهمٍ قَطيع     نَحوَ السّما رَمَى دِمَـــاهُ الـغَريبْ

هَل يَــا تُرى يَأتي كَيَومِ الطُّفوف     قَد قُطِّعَ السِّبطُ بِحَدِّ الـــــــسُّيوف

وزينـــــــبٌ بِها الأَعَادي تَطوف     (عَبّاسُ) قَد نَادَت وَلا مِن مُجيبْ

وقال في أبي الفضل العباس (عليه السلام):

بِكَفّيكَ الفراتُ بكَى حــــــــزيناً     وفـاضَ الماءُ ينحبُ بالأنـينِ

يُنادي لَم أكُنْ يا لَيــــــــتَ شيئاً     ليومِ الطفِّ لا طالَت سِنـيني

أيَبغي شربــــــــــةً للخِدرِ منّي     وأطـــفَالِ الحُسينِ فيَعتنيـني

كفيلُ الرّكـبِ والأظعانِ مَن قد     بهِ لاذَ الـوَرى في كُلِّ حـينِ

أبو الفضلِ الوفيُّ ورشحةٌ مِن     معينٍ للوَفـــــــــــا أمِّ الـبَنينِ

يُقــــــارعُ سيفُه زُمرَ الضَلالِ     ويَزأرُ فيهُمُ ليثُ الــــــعَرينِ

عــــلى جُرفيَّه سطّرَ كُلّ بأسٍ     ونادَى لن يَنالوا مِن حُــسينِ

ولن يَصِلوا إلى خَيماتِ أختي     وسيفُ الحقّ يَعلو في يَميني

وكـيفَ يكونُ ذاكَ وفيَّ عِرقٌ     تــــحرَّكَ بالوَلا لبَني الأمينِ

بَلى إنّــــي الفُراتُ رأيتُ هَذا     وأكثـــــرَ غيرَ أنّي لا يَفيني

مَقالٌ هَـاهُــــنا أو بَعضُ دَمعٍ     ولا حَـسَراتي كَلاّ أو حَنيني

فعباسُ الـفِدَا واللهِ أعــــــــلَى     بأن تَحـكيهِ يَوماً ماَ شُجونِي 

وقال في السيدة أم البنين (عليها السلام):

تعيَا الحــــــــروفُ بذكرِ فاطمةِ العُلاَ     أمّ البنيــــــــــنِ وتعجزُ الأقلامُ

ويتيهُ مــــــــعنَى الشّعرِ في آلائِها الـ     ـحُســــنى ولا يبقى هناكَ كلامُ

هـــــيهاتَ أن تـصِلَ المَعاني وَصفهَا     فــــقد انثَنت عن كُنهِها الأفهامُ  

بشفاهِ دُنيا الحُبّ رُتِّــــــــــــلَ مَجدُها     وتَـــــــــــلت لآيِ وفائِها الأيّامُ

هيَ درةٌ في تـــــــاجِ فَـخرِ الدّهرِ قَد     سجَدت لضوءِ شُعاعِها الأحلَامُ

هيَ غـــــــــــــيثُ إيثـارٍ بعُمرٍ قاحِلٍ     وبطولِ أزمـــانِ المُحولِ غَمامُ

نورٌ بدربِ ولاءِ آلِ مُــــــــــــــحمدٍ     وحياتُها لذَوي الــــــــحجَا إلهَامُ 

فدَت الحسينَ بولـــــــدِها في كَربلا     سيمُاهُمُ الإيمانُ والإِقـــــــــــدَامُ

عباسُ يَقدِمُهم هَــصورُ الحَربِ في     بأسٍ كـــــــــــمثلهِ لمْ تَـلِدْ أرحَامُ

كشّافُ كَربِ الطّفِ خوّاضُ الرّدَى     بحُسامهِ نَوحُ الــــــــــطـغاةِ يُقَامُ

رَبّــــــــتهُ في حِـجرِ الشّهامةِ فَاطمٌ     يَفنى ولا نَفسُ الإباءِ تُـــــــضَامُ

صلّى عَـــــــــلى أمِّ البَنين صَبيحةً     وعَشــــــــيةً ربُّ الوَرى العَلاّمُ

وقال في أصحاب الحسين (عليه السلام):

عَلى صُـــحبةِ السّبطِ الحُسينِ سَلامُ     فــهُم للفِدا والتضحياتِ سَنامُ  

دَعـــاهُم حُسينٌ يَنصرُوهُ فأسرَعوا     ولبَّوْا دُعاءَ ابْنِ النّبيِّ وقَاموا

يَــــذودونَ عَن خِدرِ النّجابةِ والإبَا     ومَـا رَاعَهُم موتٌ بَدا وحِمامُ 

إلَـــــيهِم وكُلُّ القَولِ والذِّكرِ يَنتهي     وفيهِــم تَناهى هَا هُـناكَ كَلامُ

لَهُم سِبطُ خَيرِ الخَلقِ والنّاسِ أحمَدٍ     أميرٌ بِــــــيَومِ الـمُلتَقى وإمَامُ 

عَليهِم دُمــــــــــوعُ الطّيبينَ سَخيّةٌ     وفيهِم مَراســـــيمُ العزاءِ تُقامُ

فَهُم صفحةٌ بيضـاءُ في الدّهرِ كِلّهِ     وهُم ثَورةٌ مِنها يَخــافُ طَغامُ

لهُم ليسَ تَلقى فـي الزّمانِ نَظائِراً     ولَم يَرتَقِ ذاكَ المَقــــــامَ مَقامُ

رِجالٌ تُقاةٌ طاهِـــــــرونَ وصَفوةٌ     وصِيدٌ أباةٌ في الحُروبِ شِهَامُ

عَليهِم صَلاةُ اللهِ مَا أشـــرَقَت ذُكاً     ومَاحَلَّ في هَذا الوُجودِ ظَلامُ

وقال في مصيبة سبي الفواطم (عليهن السلام):

خَرَجتْ عَقائِـــــــلُ هاشِمٍ      للسّبي والحادي سَــرى

بالظــــــــــــعنِ للشّامِ إلى      شرِّ الخَليقةِ والــــورَى

ربّاهُ ما حــــــــــــــلَّ ومَا      في الكونِ ربّــاهُ جَـرى

حُــــــــــــزنٌ المَّ بمُهجَتي      وازدَدتُ مـــنهُ تَحسُّرا

ومحيطُ أحـــــــزَاني طمَا      والجفنُ دمــــعاً أمطَرا

حُـــــــــزنٌ أطالَ تَسهُّدي      والــــــــبالُ منهُ تكدَّرا

ناديتُ في صوتِ الشّجى      رِفــــــــقاً بِهنَّ أيَا ثرَى

لا تَــــــــــــلفَـعَنْ أقدَامَها      فــــالرّملُ يَغلي مجمَرا

رِفقاً أيَا شمـــــسَ الأسَى     بالحَرِّ خَوفي تُصـــهَرا

وهيَ التي ما بـــــارَحت     خِدرَ المَعالي والــذُّرَى

رِفقاً أيَا نُوقَ السِّـــــــــبا     فالخطبُ قلباً فــــــطّرَا

رِفقاً أيَا ليـــــــــــلَ العنَا      بنساءِ بــــــــيتٍ طُهِّرَا

كانَتْ زَماناً في حِــــمَى      أهلِ الـعُلا أُسْدِ الشّرَى

صَرعى بأسيافِ الـــعِدا      تُرِكوا جميعاً في العَرا

فاضَــــــت لمقتلِهم أسىً      عــــــينُ المجرّةِ أنهُرَا

وقال في السيدة رقية (عليها السلام):

لآلِ رســــــــولِ اللهِ في مُهجتي لَظى      وضاقَ لــــــهُم واللهِ في عَينيَ الفَضا

فــــهَذي بـأرضِ الشّامِ تَقضي حزينةً      (رقـــــــــــيةُ) والهفاهُ لِلأمرِ والقَضا

فرُزءُ أبيهَا السّبطِ أودَى بــــــــنَفسِها      وذبحُهُ يـومَ الطفِّ في عُمرِها مَضَى

ترَى رأسَهُ فــــــــوقَ الرّدينيّ والقَنا      وجسمَهُ في المَيدانِ بالخَيلِ رُضرِضا

بأسياطِ أهلِ الحِقدِ تَهوي عَلى الثّرى      وما عَاد عزمٌ كــــــــي تَقومَ وتَنهضَا

فــــــــــــــإنْ تبتغِ أنْ تَستريحَ هُنيئةً      فعمّا أرادَت ذلكَ الشّمــــــــرُ أعرَضا

لِتلكَ العَــوادي الكُثرِ ما جَفَّ دمعُها      ولا نـــــــامَ جَفنٌ في السّباءِ وأغمَضا

بهَا الشّــــــوقُ للمَذبوحِ يَنثالُ هائِجاً      فثَلَّ صُــــــروحَ الصّبرِ مِنها وقَوّضا

وهَدّ مُصــــــــــابُ ابنِ النبيّ أمَانياً      لَها شيّدَت طـــــــولَ السّنينِ وأجهَضا

وقال في علي الأكبر (عليه السلام)

وقــــــفتُ وَفي قَلبي إليكَ مَشاعرُ     تَــــــضِجُّ ودمعٌ في المَحاجرِ حَائِرُ

أأَبكيكَ أم أبكي الحُسينَ وقَد هَوَى      عليكَ وجُــرحُ الرّأسِ والقَلبِ غَائرُ

يَقولُ عــــلى الدُّنيا الاَ بَعدَكَ العَفا      عَليٌ وأنتَ النّبضُ في العِرقِ سَائِرُ

وبُعداً لِقومٍ قَــــــــــطّعَتكَ سُيوفُهم      ودَاسَتكَ بَعــــــدَ القَتـلِ مِنهُم حَوافِرُ

شَبيهُ رَسولِ اللهِ تَبــــــــــــاً أهَكَذا      بهِ تَصنعونَ مَــــــــا لكُم مِنهُ عَاذِرُ

إلى جدّهِ المُختارِ ما قولُكُـــم تُرى      بيومٍ لِكُلِّ الخَلقِ تُبلَــــــــى السّرائِرُ

عَليهِ قَضيتُ العُمرَ أحذَرُ دَائِــــباً      وهَا قَد أتَى مَاكُنتُ مِنهُ أُحَــــــــاذِرُ

وَإنّي لَرَاضٍ بِـــــــالقَضَاءِ وَإنّني      علَى مَا قَضَى رَبُّ العِبَادِ لَصَــــابِرُ

وقال في القاسم بن الإمام الحسن (عليهما السلام):

كَمْ يومَ الطفِّ بــدَتْ صُوَرُ      تَعيا في مَعنــــــاها الفِكَرُ

هذا نجلُ السبــــــطِ الحسنِ      بسَما عاشـــــوراءَ القَمَرُ

يَستأذنُ قد جـــــاءَ المَولى      عمّاهُ لِـــــــــدَورِيَ أنتَظِرُ

أذِنَ الـــــــــسبطُ العَطشانُ      لهُ والدّمــــعُ بخَدهِ يَنهَمِرُ

بَـــــــرَزَ ابْـنُ الآسادِ إليهِمْ      والــــــقلبُ عَليهِم يَستَعِرُ

لمّا نكَثوا بيعةَ سِبـــــطِ الْـ     ـهَادي وبِعترتِهِ مَكــــروا

أبلَى في الميــــــــدانِ بلاءً      فيهِ الـــــــدُّنيا ذي تَفتَخِرُ

حتّى مِــــــــن سيفٍ غَدّارٍ      جَــــــسّامٌ رأسُـهُ مُنشَطِرُ

نــــــــــادَى أدرِكني عَمّاهُ      فأتَاه وفرَّقَ مَن غَــــدَروا

ثُمّ انْجَلتِ الغَبرَا جــــــاثٍ      عَمّهُ والقاسِـــــمُ يُحـتَضَرُ

ويُنادي عَزَّ عـــــــليَّ بِأَنْ      تَدعونـــي ويَسبقُني القَدَرُ

بُعداً لأنَــــــــــاسٍ أرْدَتكُم     وخَصيمٌ جَـدّيَ مَن كَفروا

الــــــــــــيومَ كَثيرٌ أعدَانا      وقـــــليلٌ جِداً مَن نَصروا

يَا أهلي وأصحَابي صَبراً      فالفَوزُ لِمَن هُم قَد صَبَروا

وقال في خدمة مدينته (عفك) لزائري الحسين (عليه السلام)

كُلُّ الوَرى بِكَ يا حُسينٌ هــــــائِمه      ودموعُها لـــــكَ كُـلَّ حينٍ سَاجِمه

بقلوبِها تبقى مصـــــــــــيبتُك الّتي      ما مِــــــــــثلُها حـتّى القِيامةِ قائِمه

هَذي حُشودُ الـــــزائرينَ قَد أقبَلَت      مِن كُلِّ صَـوبٍ فِي البَسيطَةِ قادِمه

بمَدينَتي مَــــــرَّت فَطَابَت مِن شَذَا      زُوّارِ مُهـــــــــجَةِ بِنتِ طَه فَاطِمه

فَمَضَت تَـــنَافَسُ كَي تَفوزَ بِخِدمةٍ      فِي نَيلِها كُلُّ الـــــــــــــبَريَّةِ حَالِـمه

وَدَعَـــــت إلهَ الكَونِ الاّ يَسلُبَ الْـ     ـخُدّامَ نِعمَتَهُ وتَبقَى دَائِــــــــــــــمه

فَرَشَت رُموشَ العَينِ بَينَ دُروبِهِم      وتُـــــــــــــــرابَ أقدَامٍ إلَيهِم لاَثِمه 

ونِدَاؤُها حَربٌ لحَربِ ابْنِ الهُـدَى      وعَلى المَــــدَى سِلمٌ لِمَن قَد سَالَمه

فَسِــــوَاكَ مَن يَا بْنَ النَّبيِّ شَفيعُهَا      ولَـــها مُجيرٌ مِــــن سَعيرِ الحَاطِمه

عَلَماً مَـــــــــــدينَتُنا سَتَبقى سَيّدي      خَفّاقَ فِي دَربِ الــــحُشودِ العَارِمه

وتَظَلُّ تَخدِمُ زَائِـــــــــــريكَ بِلَهفَةٍ      (عَفَكٌ) ولِلزوّارِ دَومـــــــــاً خَادِمه

قال في الرسول الأكرم محمد (لى الله عليه وآله)

إلى (المَدينةِ) خُذ يــا طَيرُ أشـوَاقي      وخُـــــذ دموعاً جَرَت سَيلاً بآمَاقي

إلَى الرّسولِ رَســولِ اللهِ أحمَدَ والْـ     ـشَمسِ الّتي في الدُّنا تَزهو بإشرَاقِ

وخُذ حَنيناً سَـــــرَى في قُدسِ جَنّتِهِ      في قلــــــبِ مُمتَحَنٍ بالحُزنِ خَفّاقِ

وَأَلقِ في رَوضِهِ الفَوّاحِ فَيضَ مُنىً      القَلبُ سَطّــــرَها في وَسْطِ أورَاقي

عُـــــــذراً إلـيكَ أيَا هَادي البريّةِ لَو      مِنّي بَدا زَلـــــــلٌ أو بَعضُ إخفَاقِ

أنعِم عَــــــليَّ بغُفرانِ الذّنوبِ وجُدْ      برَحمةٍ سَيّدي الــــــــهَادِي وإشفَاقِ 

مِن وَهْجِ نورِكَ هَديُ العَالمينَ وهَا     روَاءُ ظَامِئِها مِن كَفِّـــــــكَ السَّاقي

مِنكَ الشّفاعَةُ للخَاطيـــــــنَ مَكرمَةٌ      بهَا حَباكَ المَليكُ الـــــوَارِثُ البَاقي

وقال في القاسم بن الإمام الكاظم (عليه السلام):

في طوسَ جمرُ الأسَــــــى والهمِّ مُتَّقِدُ      والدّمعُ في عينِها للرُزءِ مُحــتَشِدُ

شُعاعُ آفَـــــــــــــاقِها بالحُزنِ مُنكَسِفٌ      وليلُ انحَائِها بِالآهِ مُـــــــــــــنفَرِدُ

تَـــــــشكُو مُصاباً ببَاخَمرَى لهُ ذَرَفَت      عينُ الوُجودِ دماً أزرَى بهَا الكَمَدُ

للقَاسمِ ابنِ العُلَى مُوسَى بنِ جَعفرَ مَن      بالفَضلِ اعدَاؤُه والمجدِ قَد شَهِدوا

هَذا سَليلُ التُّقَى يَقضي وَحــــــيداً ولاَ      يَـــــــــــأتي يُودّعُهُ مِن أهلهِ أحَدُ

قَضّى الــــــــسّنينَ غريباً واجِداً كَمِداً      والصّبرُ زادٌ لَـهُ فِي الدّهرِ والجَلَدُ  

هَذا عَليُ الرّضــــــــــــا ناداهُ مُنتَحِباً     أُخَيَّ ويَا سَـــنَدي شَملُ الهُدَى بَدَدُ

فَفي العِراقِ ضَريحٌ أنــــــــتَ سَاكِنُهُ     وَفي خُراسَانَ ذِي يُـفرَى لِيَ الكَبِدُ 

وقال في فاجعة هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام)

بـــــــــركبِ الهمِّ والألمِ الوجيعِ     سَريتُ إلى ثرى وادي الـــــــبقيعِ

متاعي الحزنُ والأشجانُ زادي      وشِربي فيه من فيـــــضِ الدموعِ

دَليلي الــــــوجدُ والأشواقُ هادٍ      لآلِ المصطفى الــــــهادي الشفيعِ

إلى تُربٍ بنـــــــــــفحِ اللهِ يَذكو      إلى خيرِ الـــــــــمواطنِ والربوعِ

لغرقدهِم ملاذِ الخـــــــلقِ لو قَد      تَمادَى الــحزنُ في القَلبِ المَروعِ

وقفتُ هناكَ والأفكــــارُ حيرَى      وقد طُوِيَتْ على البلوَى ضـلوُعي

وأمطرَ جفنُ عيني فــــي بقاعٍ      هــــــــي المأوى إلى كُلّ الجـموعِ

ومن نارِ الجَوى أوقَـدتُ حزناً      عــــــلى أحجارِ أضرحةٍ شُموعي

لأشكوَ طولَ أيامٍ عجــــــــافٍ      إلى الــــــــمولى المهيمنِ والسميعِ

على آلِ الـهُدى صَبّتْ رزايَــا      تُصيبُ الطــــــــودَ هذا بالصُّدوعِ

أحالَت صـرحَ غَرقدِهِم رُكاماً      بَنو أكّالةِ الكَبدِ القَــــــــــــــــــطيعِ

وهــــــدّمَتِ القبابَ الطُّهرَ فيهِ      لـــــــــــــتوقِدَ جمرةَ القلبِ الَلسيعِ

أصولُهُمُ على الأحــــقادِ شبّتْ      لتَلحقَ خَطــــــــــوَها شرُّ الفروعِ

لقد ظنّتْ بــــــــــــأنْ للهِ نُوراً      سيُطفـى مِن أسَى الـــــفِعلِ الشَنيعِ

ويأبَى اللهُ نورَ الآلِ يُــــــطفَى      بكـفِّ الآثمِ الوغدِ الوضـــــــــــيعِ

إلــــيكَ عزاؤنَا يا مُرتَجى في      عــــــظيمِ الرّزءِ والخطبِ الفَظيعِ

ويا مَــــــوعودُ أرهقَنا انتِظارٌ      فـــــــــهل للشَّمسِ فينا مِن طُلوعِ

..................................................................

1 ــ زودني الشاعر بسيرته وقصائده عبر الانترنيت

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار