سُكَّرُ الزمنِ المُحنظل

 

إلى رجلٍ حاذق " يبقر العلم بقراً " 

 

النهرُ مَقصيٌّ وغيمكَ ماطِرُ   يا أيُّها النَخليُّ وجهُكَ باذِرُ 

 

بسمائِنا الحَزنى دعاءَكَ كَوكباً   دريَّ تبلغُ في ضياهُ حَناجِرُ 

 

يا موحياً للشوْكِ نغمةَ سوسنٍ   خَضلى تنامتْ من خُطاكَ أزاهِرُ 

 

جلبابُكَ الصوفيُّ دفءُ مَغازل ال   فردوسِ للغةِ البياضِ يُباشرُ  

 

تَبلى تقاويمٌ ويظهرُ عسكرٌ   وتغيبُ أسماءٌ وكلُّكَ حاضِرُ 

 

تتسمعُ الجدران ما تَتلو على   فتيانِ يثربَ إنَّ صوتَكَ آسِرُ  

 

فتضجُّ في الطينِ المؤجَّلِ نغمةٌ   قُدسيَّةٌ وقيامةٌ ودفاتِرُ 

 

روّيتَ جَدبَ العالمينَ بزمزمِ ال   مَعنى وسالتْ من يديكَ بصائرُ 

 

لمدائنٍ تَعبى تخبّيءُ حنطةً   محمودةً فالجائعونَ ضَمائرُ  

 

يا أيُّها الـ تَدري السماءُ بأنَّكُم   عللُ الوجودِ وكلُ ذلكَ ظاهرُ 

 

لا ينتهي عشقُ الذينَ توَلَّهوا   فيكمْ هياماً إنَّهُ متكاثرُ 

 

يا سكَّرَ الزمنِ المُحنظَلِ هاهُنا   مرَّتْ على صُغرِ البلادِ كَبائرُ  

 

وتمارضَ الزيتون ذاتَ خطيئةٍ   وأتيتَهُ بيديكَ طبٌّ نادِرُ  

 

وهممتَ تُفشي المستحيلَ بممكنٍ   ليضافَ للأبعادِ بُعْدٌ آخَرُ 

 

بُشراكَ إنَّ الجاهليّةَ عاقِرٌ   هذا لأنَّكَ للحقائق "باقرُ" 

 

لا حدَّ يُفضي لاقترافِ نهايةٍ   مِنكُم إليكُم نَنتهي ونُسافرُ

حسن سامي

شاعر : حسن سامي