بَوْحٌ بينَ يدَي الزّبور

حازَني عن توَهُّمٍ إيضاحُ

وعَنِ المُلبِساتِ حازَت صِراحُ 

جُبْتُ كُلّ الدُّروبِ مُتعَبَ خَطْوٍ

وضميري مُهَنّأٌ مُرتاحُ

يستقي النّاسُ مِنْ مشاربَ شتّى

وسقائي إذا استَقيتُ القراحُ

أَصطفي الأَنفُسَ الكرائمَ دوماً

لَسْتُ منها وليسَ مِنِّي الشِّحاحُ

مُسلِمٌ للإلهِ كُلَّ أموري

مُطمَئنٌّ وفي الفؤادِ انشراحُ

لِمَنِ الإكتراثُ في وهمِ عَيشٍ !؟

ومَصيرٌ لكُلِّ غادٍ رواحُ

فاللَّذاذاتُ دونَ شكٍّ تَقَضّى

والعذاباتُ غيمةٌ تنزاحُ

غيرَ أَنِّي لذاذةٌ ما أَتتني

وعَذابي لمُهجتي يجتاحُ

لرزايا مُحمّدٍ وبَنيهِ

وجِراحٍ تَغُصُّ فيها الجِراحُ

ومُصابٍ لِسِرِّهِ أَلفُ قُفْلٍ

ما تَسَنّى لِفَكِّهِ مِفتاحُ

لِحسينٍ لِطفِّهِ حينَ وافى

ثُمّ وافَتْ لهُ القنا والصِّفاحُ

لسقيمِ الطّفوفِ كُلُّ سُقامي

وكِياني مِنْ رُزْئهِ مُستباحُ 

مُمْزِجٌ زادَهُ سَخينَ دموعٍ

وبعَتْبٍ لمائهِ صدّاحُ

كربلاءٌ وما جرى في ثَراها

في خَيالاتهِ لها أَشباحُ

فَحِصارٌ وجَعجَعاتُ خُيولٍ

واستغاثاتُ صِبْيَةٍ وصِياحُ

و "أَلا هل من ناصرٍ" وصَداها

فيهِ جُرحٌ شفاؤهُ لا يُتاحُ 

وإلى آخرِ الّذي لَسْتُ أَقوى

فرؤوسٌ قطيعةٌ ورماحُ

سيّدَ السّاجدينَ إنَّا خَرابٌ

وادِّعاءاتُنا التُّقى والصّلاحُ

لَعَقٌ دِينُنا بطرفِ لسانٍ

وبغيرِ التمحيصِ قَلّ النّجاحُ

بأسُنا بيننا إذا ما اختَلَفنا

يُكرَهُ العقلُ يُسْتَحَبُّ السِّلاحُ

وإذا ما عَدُوّنا جارَ فينا

قابَلَاهُ مذَلّةٌ وانبطاحُ

أَيُّها الكاتبُ الزّبورَ بكَفٍّ

هِيَ مِنْ كفِّ حيدرَ النّهجِ راحُ

أَيُّها القاهرُ الطُغاةَ بدمعٍ 

إنَّمَا الدّمعُ ثورةٌ وكفاحُ

أَيُّها البَكّاءُ الحُسينَ حُسينٌ

طُرفَةٌ عندَ بعضنا ومُزاحُ 

ورياءٌ لِآخَرينَ ودَخْلٌ

مَحضُ لطمٍ لغيرِهِم ونُواحُ 

وشعارٌ مِنْ محتوىً أَفرَغوهُ

كجسومٍ تَعافُها الأَرواحُ

حَبّذا مِنْ بقيعِكَ القَفْرِ خِصْبٌ

حبّذا مِنْ نَسيمِكَ الفَوّاحُ

سيِّدي ابعثْ بنا قلوباً أُميتَتْ

كُلُّنا غِلظَةٌ وأَنتَ السّماحُ

وإذا ما الوجوهُ عَنّا أُدِيْرَتْ

أَنتَ وجهُ اللهِ الّذي لا يُشاحُ

فاقتَرِحْنا عليهِ أَنْ نَتَزَكّى

واجبٌ منكَ سيّدي الإقتراحُ

المرفقات

: حسن الحاج عكلة ثجيل