مرقد الحسين يشهد تشييع الطفلين العراقيين اللذين أدركهما الموت في تركيا بعد هروبهم من الموت

شهد مرقد الامام الحسين أمس الأربعاء تشييع جثماني الطفلين العراقيين الذين توفيا أثر غرق القارب اثناء محاولة العبور بحرا بعد مغادرة مدينة بودروم التركية نحو أوروبا مع عائلتهما الى دولة اوربية بحثا عن بلد مستقر.

وتشير المعلومات الأولية التي نشرتها عدد من المواقع الالكترونية والصحف ان أحمد هادي وزوجته زينب وطفلته الناجية، عادوا الى العراق بعد أن واجه مصيبة مصرع طفلين له وأخفق في محاولته الفرار الى بلد أوربي بحثا عن مستقبل أفضل لعائلته.

ونشرت تلك الوسائل بأنه عند بوابات مطار بغداد الدولي، كان الأب أحمد هادي ذو الـ51 عاماً، منهاراً ولا يقوى على الكلام، وزوجته زينب في حالة هستيرية، وهما ضمن جمع عائلي يستقبل جثماني ولديهما الطفلة "زينب" ذو الـ11 ربيعاً، وشقيقها حيدر ذو (9) أعوام، اللذان قضيا الى جانب الطفل إيلان وشقيقه وأمه في ذات الرحلة المشؤومة.

تقول زينب، وهي تروي يوم الرحيل "الأسود"، "بعد مكوثنا في كافتيريا في إحدى المناطق التركية القريبة من البحر، جاء المهرب في الساعة العاشرة مساء، وذهبنا بصحبته في سيارة خصوصي، وبصحبتهم شاب عراقي أراد الهجرة أيضاً يدعى أمير وهو ابن صديق زوجها"، مبينة أن "السائق كان يقود بجنون في طريق جبلي وعر، ويقول (هش هش) لإسكاتهم، بينما كانت معهم سيارة أخرى تقل عائلة ثانية".

وتوضح زينب، "أنهم وصلوا الى مكان قرب البحر، وبشكل عاجل صعدوا الى القارب"، مبينة "أنها أمسكت بأولادها بعد جلوسهم على أرضية المركب، في حين لم تتمكن من إحكام سترات النجاة التي ارتدوها نتيجة السرعة الشديدة للقارب".

وتكشف زينب، عن حقائق أخرى تتعلق بالمأساة، تروى لأول مرة، مفادها أن والد السوري إيلان المعروف بـ"أبو غالب"، هو من كان يقود القارب، بعد دفعهم عشرة آلاف دولار للمهرب، وكان ينوي الهجرة معهم، مبينة أن "السوري أبو إيلان طلب جلب ابنه قربه بعد مضي نحو خمس دقائق على تحرك القارب، وعندها حصل اهتزاز في القارب وتوقف محركه عن العمل، ثم أعاد تشغيله".

وتلفت زينب، الى أن "زوجها شعر بالخطر وأبلغ أبو غالب السوري، بضرورة تخفيف سرعة القارب، لأن الماء بدأ حينها التسرب الى الأرضية، لكنه لم يأبه للتحذير ودخل بأمواج عالية، حينها أنقلب القارب".

وتبين زينب، "أولادي كانوا يرتدون سترات نجاة وطفوا على سطح المياه، لكن القارب انقلب عليهم وتسبب بغرقهم في النهاية"، مبينة أن "زوجها سحبها بعد أن أغمي عليها مع طفلتهما الثالثة خارج القارب، وتمكنوا من الوصول الى الساحل".

وتابعت، "عندما صحوت وجدت أمير وسألته، هل رأيت زينب وحيدر، فأجاب كلا لم أراهما"، مبينة أنه "توجه لخفر السواحل من اجل إبلاغهم بالحادث، وفي هذه الأثناء جاء أبو غالب السوري، وسألها، هل فقدت أحدا، فأجابته نعم اثنين".

وتلفت زينب الى أن "أبو غالب أبلغها بأنه فقد أولاده أيضا، لكنه ترجاها بأرواح أولادها أن لا تشتكي عليه، من أجل أن لايسجن"، مبينة أن "والد الضحية إيلان "هو المسؤول عن المأساة، ولم يكن همه سوى حياته، بينما حظي باهتمام العالم والإعلام وسلموه جثث طفليه وزوجته ودفنهم، في حين زوجي يعاني منذ أكثر من أسبوع من اجل تسلم جثث طفليه".

يقول خال الطفلين العراقيين ويدعى، أبو فاطمة، "أريد من الحكومة العراقية أن يصل صوتها، ويعلو على الصوت العربي والعالمي الذي يواسي الطفل السوري ولم يواس الطفل العراقي"، مشدداً بالقول أريد أن "يصل صوتنا، ولكن الحكومة لم يصل صوتها".

ويضيف أبو فاطمة، "لدينا سفارة في تركيا، لكنها لم تقدم أي مساعدة لأختي في محنتها

العتبة الحسينية المقدسة

المرفقات