حسين شهيب (1322 ــ 1270 هـ / 1904 ــ 1950 م)
قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (23) بيتاً:
فيا سعد دعْ عنكَ الصبابةَ والهوى وعرِّجْ على مَن بـ(الطفوفِ) أقاموا
وحــــــــيِّ كراماً مِن سلالةِ هاشمٍ نمـــــــــــتها إلى المجدِ الأثيلِ كرامُ
بنفسيَ أفـــــــــــدي أسرةً هاشميةً لها قد ســــــــــما فوقَ السماكِ مقامُ (1)
الشاعر
الشيخ حسين بن محمد بن عبد الحسين بن شهاب الدين (شهيِّب) بن عبيد بن أحمد بن حسن الكلابي المعروف بـ (حسين شهيِّب)، شاعر وخطيب، ولد في الحلة ونشأ على منهج والده الخطيب الشيخ محمد شهيِّب خطيب الحلة.
وقد توارثت هذه الأسرة الخطابة المنبرية والأدب، فقد كان جد الشاعر الشيخ عبد الحسين خطيباً مشهوراً، وكذلك جده الأعلى شهاب الدين (شهيّب) وقد توارثت هذه الأسرة العربية الحلية المقام المنبري خلفا عن سلف..) (2)
وكما تعلم الشيخ حسين شهيب فن الخطابة من والده فقد تعلم الأدب والشعر من أخيه الشاعر الكبير الدكتور محمد مهدي البصير صاحب كتاب (نهضة العراق الأدبية في القرن التاسع عشر). (3)
وقال عنه الخاقاني: (خطيب مفوّه، وأديب رقيق الروح، ذو خلق سام وأدب ومفاكهة تلمذ على أبيه وعلى أخيه الدكتور محمد مهدي البصير...) (4)
توفي الشيخ حسين شهيب فجأة بالسكتة القلبية في الحلة ولم يكمل العقد الخامس من عمره ودفن في النجف الأشرف.
شعره
قال من قصيدته:
لــــــــــــقد هاجَ في قلبِ الشجيِّ غرامُ لركبٍ بجرعــــــاءِ الغميمِ أقاموا
سَروا فأذلتُ الدمعَ إثرَ مسيــــــــــرِهمْ دماً والـــــــحشا مني عراهُ سقامُ
وقد قوِّضَ الصبرُ الجمـــــــــيلُ لبينِهم وشبَّ عليهم في الـفــــؤادِ ضرامُ
ظللتُ أنادي في الـــــــربوعِ فلمْ يجبْ ندائي وأنّى للــــــــــــربوعِ كلامُ
أأحبابُنا هـــــــــــل من سبيلٍ لوصلِكمْ فيحيــــــــــــــى فؤادٌ لجَّ فيه هيامُ
وهــــــــــــل نلتقي بعد الفراقِ سويعةً فـــــيطفى من القلبِ الشجيِّ أوامُ
فـــــيا سعد دعْ عنكَ الصبابةَ والهـوى وعرِّجْ على مَن بالطفوفِ أقاموا
وحــــــــيِّ كراماً مِن سلالــــــةِ هاشمٍ نمـــــــتها إلى المجدِ الأثيلِ كرامُ
بنفسيَ أفـــــــــــدي أســــــرةً هاشميةً لها قد ســــــما فوقَ السماكِ مقامُ
رأتْ أنَّ ديــــــــــــــــــنَ اللهِ بينَ أميةٍ تلاعبَ فيه ما تشاءُ طـــــــــــغامُ
فـــــــقامتْ لنصرِ الدينِ فرسانُ غالبٍ عـــــليها من البأسِ الشديدِ وسامُ
وقد جرَّدتْ عضباً مِن الحزمِ لو رمتْ شمامـــــــــاً به لا نهدَّ منه شمامُ
إلـــــى أن ثَووا في التربِ بينَ مُبضَّعٍ ومنعفرٍ منــــــــــــــه تطايرَ هامُ
فجــــــــــــــاءهمُ سبطُ الرسولِ مُنادياً أحبايَ هبّوا فالمنامُ حـــــــــــرامُ
رضيتمْ بأن أبــــــــــــقى وحيداً وأنتمُ ضــــحايا على وجهِ الصعيدِ نيامُ
إلى أن قضى حقَّ العُـــــــلى بمواقفٍ بها قـــــــــامَ للدينِ الحنيفِ دعامُ
فأردوهُ بالبيضِ الصفاحِ وبـــــــــالقنا ولم يُرعَ فيــــــــــــــه للنبيِّ ذمامُ
فــــــخرَّ على وجهِ الثرى عن جوادِهِ وفيه أحاطتْ بالسيـــــــــوفِ لئامُ
فأقبلـــــــــــنَ ربَّاتُ الخدورِ حواسراً ولــــــــــــيسَ لها إلا العفافُ لثامُ
أحطنَ به مـــــــــــستصرخاتٍ كأنّها حمامٌ علــــــــــــى أوكارِهنَّ حِيامُ
وأعظمها وجداً عقــــــــــــــيلةُ حيدرٍ تنادي أخاها والــــــــدموعُ سجامُ
عليَّ عزيزٌ أن أراكمْ علـى الـــــثرى تُداسُ لكمْ بالصافنــــــــاتِ عظامُ
.....................................................
1 ــ البابليات ج 4 ص 180 ــ 181 / شعراء الحلة ج 2 ص 265 ــ 266 / أدب الطف ج 10 ص 14 ــ 15
2 ــ نفس المصدر ص 180
3 ــ أدب الطف ج 10 ص 15
4 ــ شعراء الحلة / ج 2 ص 265
كما ترجم له:
الدكتور سعد الحداد / موسوعة أعلام الحلة ج 1 ص 64
الدكتور سعد الحداد / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 368 ــ 370
اترك تعليق