814 ــ حسين بستانة (1325 ــ ١٣٨٧ هـ / 1907 ــ ‍١٩٦٨ م)

حسين بستانة (1325 ــ ١٣٨٧ هـ / 1907 ــ ‍١٩٦٨ م)

قال من قصيدة (نهضة الحسين) تبلغ (32) بيتاً:

لم يبـــقَ منهم سوى حوراءَ نادبةٍ    حرّى الـــــــــفؤادِ بجمرِ الحزنِ تأتكلُ

تــــــصـــيحُ بينَ صبيَّاتٍ مروَّعةٍ    (بالأمسِ كانوا معي واليومَ قد رحلوا)

يا لهفَ نفـسي لهم اذ رِيعَ سربهمُ    وهـــــتّكتْ عن بناتِ المصطفى الحُللُ

أقولُ والحـــــزنُ جيَّاشٌ بجانحتي    نفــــسي الفداء لمَن بـ(الطفِّ) قد قُتلوا (1)

الشاعر

قال السيد جواد شبر في ترجمته: (الأستاذ حسين بن علي بن حسين الكروي المعروفين بآل بستانة، من عشيرة الكروية من قبائل قيس عيلان من فخذ المصاليخ، ولد في بغداد، ودرس القرآن الكريم في الكتّاب، وفي سنة ١٩١٨ فتحت المدارس الرسمية فقُبِل في الصف الثالث، وعند اكماله الصف الرابع دخل كلية الإمام الأعظم، فبلغ فيها السنة الدراسية الرابعة، وانقطع إلى الدراسات الخاصة والبلاغة والمنطق والرياضيات وعلوم الطبيعة والأحياء، وفي سنة ١٩٢٥ التحق بجامعة آل البيت (عليهم السلام)، ونجح مطرداً بامتياز في سنيّها الثلاث فعيِّنَ مُدرِّساً، وبعد سنتين انتدب في بعثة إلى دار العلوم العليا بمصر للتخصص باللغة العربية والتربية، وعند عودته عُيِّنَ مُدرِّساً ثمَّ مديراً ونُقل بعدها إلى وظائف متعددة.

لقد ولع بجيد الكلام منثوره ومنظومه، وحفظ في كليهما ما وعى وأثرى فروى، وكانت أول قصيدة ألقاها في القنصلية العراقية بمصر سنة ١٩٣١ يستعدي فيها الوفد المصري على معاهدة نوري السعيد والتي أبرمت عام ١٩٣٢ وله من المؤلفات كتاب: المنتخبات الأدبية). (2)

وقال الشيخ عبد الحسين الأميني الغدير في معرض حديثه عن المؤلفين في نهج البلاغة والذين ردوا على الدعوات والشبهات التي أثارها البعض حوله: (وأطال البحث عنه وعن اعتباره الأستاذ حسين بستانه أستاذ الأدب العربي في الثانوية المركزية ــ سابقا ــ تحت عنوان (أدب الإمام علي ونهج البلاغة) وتعرض للأوهام الحائمة حول النهج، نشر في العدد الرابع من أعداد السنة الخامسة من مجلة (الاعتدال) النجفية الغراء) (3)

شعره

قال من قصيدته:

قد ثارَ للحقِّ لم تقـــــــــــــعدْ به السبلُ    ولا ثنت عزمَه العسَّالةُ الذبــــــــــلُ

وطالبُ الحـــــــــقِّ لا يرضى به بدلاً    ولو تواشجَ في أشلائِـــــــــــه الأسلُ

كيفَ الســــــكوتُ وشرعُ اللهِ مهتضمٌ    يجورُ فيهِ وفــــــــــــــي أحكامِهِ ثملُ

تجلببَ الخزيَ لــــــــــم يبرحْ غوايتَه    لا الـــــــدينُ يمنعه عنـها ولا الخجلُ

خليـــــــــــــــــــفةُ اللهِ هذا ما يدينُ به    الكاسُ والطاسُ والندمانُ والـــــغزلُ

نالَ الخلافةَ عن مكــــــــرٍ وعن دجلٍ    حتى تجسَّدَ فيه المكـــــــــرُ والدجلُ

يا بئسَ ما فعلــــــــــــوا إذ زمَّلوه بها    فأيَّ رجسٍ بثوبِ الـمصطفى زمـلوا

سارَ الحسينُ لدينِ الله يــــــــــــنصرُه    وليسَ إلا الهدى فـي الركبِ والأمـلُ

وفتيةٌ كليوثِ الغـــــــابِ إن عرضتْ    أولى الطــــــــــــرائدِ آسادٌ إذا بسلوا

مطهَّرونَ شـــــــــــــــذيّاتٌ عوارفُهم    هيَ المكــارمُ إن صالوا وإن وصلوا

لا ينـــــــجلي النقعُ إلا عن نواظرِهم    كـــــــــــأنّها في ميادينِ الوغى شُعلُ

تــــــجري بهم سابحاتٌ شزَّبٌ عربٌ    تجري الرياحٌ بمجراها إذا حـــــَملوا

توري الصفاةَ متى اصطكّتْ سنابكُها    كما تقادحَ من ربدِ الدجــــــــــى مقلُ

طـــــــــــــــوعَ القيادِ نجيباتٌ معوَّدةٌ    أن لا تحيدَ إذا مـــــــــــا هابها البطلُ

يرتاعُ خصمــــــــــهمُ إما انتحوهُ بها    حتى يـــــــــــبينَ على أنفاسِه الوجلُ

يخيمُ كلُّ شجاعٍ عندَ نــــــــــــخوتِهم    كـــــــما يخيمُ لصوتِ الأجدلِ الحجلُ

الـــــــــــصائلونَ كما صالتْ أوائلهم    والفاعلونَ على اســـــــمِ اللهِ ما فعلوا

والموردونَ العــــــــــوالي كلَّ فاهقةٍ    كيما تـــــــــــــــعلّ صواديها وتنتهلُ

والشاهرونَ غداةَ الـــــــروعِ مرهفةً    عضباً يسيلُ على شفرائِــــــها الأجلُ

لا يُعرفُ البأسُ إلا في وجــــــوهِهمُ    ولا الشجاعةُ إلا حــــــــــــيثما نزلوا

همُ الفوارسُ مــــــــــــا ذلتْ رقابهمُ    للهِ ما أرخــــــــــصوا منـها وما بذلوا

صالوا وقد حالَ دونَ الــقصد حينهمُ    مـــــــــــــا كان أغلبهمْ لو أنّهم مهلوا

عزَّ النصيرُ لهم والبغيُ مــــــــحتدمٌ    ضارٍ تسـاورَ في أنيابِه الــــــــــــغيلُ

تعاورتهم ذئـــــــــــــابٌ لا ذمامَ لها    يقودها الأفكُ والــــــــــتدليسُ والحِيلُ

فمزّقوا الإدمَ الزاكي بـــــــــــلا ترةٍ    وروَّعوا كبدَ الزهرا ومـــــــــا حفلوا

ها هم بنوها على الرمضا مــــقبّلهمْ    هذا ذبيحٌ وهذا فــــــــــي الثرى رَمِلُ

وذا يمجُّ على الغبــــــــــراءِ مهجتَه    وساجدُ الــــــــقومِ تبري جسمَه العللُ

حتى الرضيعُ الذي جفَّــتْ حشاشتُه    قــــــــــــد أنهلوهُ بما راشوا وما نبلوا

لم يبـــقَ منهم سوى حــوراءَ نادبةٍ    حرّى الـــــــــفؤادِ بجمرِ الحزنِ تأتكلُ

تــــــصـــيحُ بينَ صبيَّاتٍ مــروَّعةٍ    (بالأمسِ كانوا معي واليومَ قد رحلوا)

يا لهفَ نفـسي لهم اذ رِيعَ ســربهمُ    وهـــــتّكتْ عن بناتِ المصطفى الحُللُ

أقولُ والحـــــزنُ جيَّاشٌ بجانــحتي    نفــــسي الفداء لمَن بـ(الطفِّ) قد قُتلوا

كما ذكر له السيد جواد شبر مطلع قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) وهو:

وِتَرَ النبيُّ وروِّعَ الإسلامُ    وأبيحَ بيتُ اللهِ وهوَ حرامُ (4)

.............................................

1 ــ أدب الطف ج 10 ص 212 ــ 213

2 ــ أدب الطف ج 10 ص 214 نقلاً عن أعلام العراق الحديث ج 1 ص 276

3 ــ الغدير ج ٤ ص ١٩٨

4 ــ أدب الطف ج 10 ص 213

كما ترجم له:

كتاب شعراء ديالى ص 23

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 1 ص 339

قيس عبد الكافي حسين / أدب وأدباء الخالص في القرن العشرين ج 1 ص 27

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 2 ص 110

كاتب : محمد طاهر الصفار