805 ــ أحمد زراقط (ولد 1410 هـ / 1990 م)

أحمد زراقط (ولد 1410 هـ / 1990 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام)

أ(كربلاءُ) هويـــــــــنى ما على قلبي     لكن على السبطِ ظمآناً على الكثبِ

هل كانَ خشبُ جبالِ الأرضِ منقصةً     حـــــتى بتابوتِ شمسٍ راحَ للربِّ

أم كانَ في الخشْبِ مــــسمارٌ يزاحمُهُ     فنوثِرَ الجسمُ نثرَ القمحِ في الدربِ

كيفَ احتمالُكِ نهرَ النحـــــــرِ سيِّدتـي     ونهرُ مــــــائكِ للمسلوبِ لم تجبِ (1)

الشاعر

أحمد بن سليم زراقط، ولد في قرية مركبا جنوبي لبنان على محاذاة الشريط الحدودي لفلسطين، أمتهن صيانة الغسّالات والبرادات، التحصيل العلمي أول ثانوي

شعره

قال من قصيدة في الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

تنأى بنـــــــــفسِكَ لا كأنَّكَ لم تكُنْ     يوماً بـــــــــلَغتَ منَ الإلهِ حُدُودَا

لكنْ وفيتَ الطلَّ حقَّ بـــــــــــكائِهِ     كـــــــانتْ جفونُ العارفينَ وَلُودَا

ولدَتْ دموعاً لا يــــــــجفُّ سبيلُها     أنّى وأضحتْ للخلودِ جـــــــنودَا

فكأنّما نقِشَـــــــــــتْ بألواحِ الهوى     وكذا الهدى فيها أقــــــامَ عهودَا

عــــــــــــهِدَ الإلهُ لمنْ تباكى فيكُمُ     جنّاتِ عدنٍ أنــــــــــهراً وخُلودَا

يا صاحبَ الأنفاسِ إنّا تُــــــــــوَّقٌ     والبيضُ كـــلّتْ أن تعيشَ سُهودَا

فمتى نقارِعُ والغـــــــــرامُ رئيسُنَا     لا قـــــــائداً بَذَلَ النوى ومقودَا؟

أتــــــراكَ تصبرُ والضريحُ بقيعُهُ     لمّا يكنْ من شيعةٍ مقصـــــــودَا؟

أتـراكَ تصبرُ والأشاوسُ بُضِّعتْ     ونساؤهمْ سُبيَتْ وصِرنَ شُرودَا؟

أتُـــــراكَ تصبرُ والخيالُ بنينوى     كــــــــــــــفّانِ تلثمُ بالدماءِ قيودَا؟

حاشاكَ ما كنتَ الذي نرجوهُ مِن     آلِ النبيِّ لـــــــــــوِ انتَبَذتَ بُرودَا

لكنْ ألِــفتَ الـصّبرَ مثلَ المجتبى     وألِفتَ تلفُظُ آهتيــــــــــكَ صعودَا

ما كُنتَ فـــــينا غيرَ مُنتَظِرَ اللّقا     ولقاكَ يصـنعُ في النفوسِ صمودَا

يا مَنْ أدرتَ الـــدَّهرَ عينَ حياتِهِ     أدِرِ الوصــالَ وصِلْ بنا المفؤودَا

قال من قصيدة في أهل البيت (عليهم السلام):

يَظَلُّ المرءُ عُـــــــــرياناً إلى أنْ     يُلاقي اللهَ في بيضِ الثِّيــــــابِ

فلا مـــــــــالٌ ولا زوجٌ وأهـــلٌ     سَينفعُ يومَ نأوي لـــــــــلتُّرَابِ

فيـــــــا ربِّ الجلالَةِ هـــل بسَترٍ     تفيني لو وردتُ إلى الحِسابِ؟

عـلى ظـهري جِبالٌ مِـــنْ ذنوبٍ     وفي قلبِي وجـــــومٌ مِنْ كِتابِي

وقدْ خرُسَ اللِّسانُ عـــنِ امتِحانٍ     بهِ شــــــابَتْ شُعَيراتُ الشَّبابِ

وجُلُّ القولِ قدْ والــــــــــيتُ طه     وحيــدرَ ذو المفاخِرَ بالصِّعابِ

رُضِعتُ هواهُ مِـــنْ ثديٍ طهورٍ     وأشــــرِبتُ الوفاءَ إلى الرِّكابِ

وأنَّى قد وَقَـــــــــــفتُ على أنامٍ     بَـــــــــدَأتُ بذكرِهِ ولهُ انتِسابِي

سرى في الثَّغرِ بَـسمَلَةً وطـــيباً     يضوعُ عليَّ منْ خلفِ الحِجابِ

وحَقِّكَ لو دخَلتُ الـــنَّـــارَ عدلاً     سَـــــــــــأُبلغُ أهلَها عمَّنْ أحابِي

وأعلَمُ أنَّ للـــــــــــكـــرَّارِ كفٌّ     ستـــــــنشِلُنِي إلى فوقِ السَّحابِ

ووعداً منكَ فـــي القـــرآنِ حَقاً     بـــــــــأنْ للآلِ تفصيلُ الحِسابِ

وإنِّي إنْ نَسيتُ فلـــــستُ أنسى     دمــــــوعاً أطفأتْ عينَ الشَّهابِ

همينَ لذكرِ منْ في الطَّفِّ حلُّوا     فحــــــــلَّ عليهِمُ رُزْءُ المُصابِ

فرتهُمْ بالسُّيوفِ وحوشُ عُربٍ     ظمايا قــــــــربَ شطِّ الإغتِرابِ

تدوسُ الأعوجيَّةُ صـــدرَ سبطٍ     وَهَامٌ مِنهُ ما فـــــــــوقَ الحِرابِ

عزيزٌ يا إلهَ النَّاسِ حُـــــــــبِّي     ومنهُ أعزُّ حرمانُ الـــــــــــثَّوابِ

ومن أخرى فيهم (صلوات الله وسلامه عليهم):

أوالـي ذوي القربى ولا قربَ دونَهُمْ     وكُلُّ جميعٍ دونَ ذاكَ شتـــاتُ

فـــــــخيرُ جَنانِ المرءِ إنْ كانَ قولُهُ     يُريكَ شتاتَ النّاسِ وهوَ ثباتُ

ومنْ يدّعي في العلمِ في قـولِهِ النهى     عليهِ بأنْ يــــأتيكَ وهو عِظاةُ

ومن يـــــــكُ في هذي الحـياةِ كبغلةٍ     فإنَّ طعامَ الأبغــــــــلينَ نباتُ

وليسَ علــى الأقوامِ من قـريِ زاهدٍ     بنفسٍ إذا قامَ القيامُ صــــــلاةُ

ولكنْ همُ فــــــي الخلقِ حُـجّةُ عاقِلٍ     وغيرُهُمُ في الـــخلقِ قيلَ بُغاةُ

فيا أيُّها اللَّاحي ومـــــــا أنـتَ منهُمُ     مضيتَ بدربٍ كُـــلُّها وعِراتُ

وقال من قصيدة في أهل البيت (عليهم السلام):

هوَ الشوقُ لا يدريهِ فـــي الخلقِ جاحِدُ     هلِ المرءُ إلّا في النّوى ما يُكابِدُ؟

أمِ القلبُ ماذا إن تــــــخلّى عنِ الجوى     سـوى خافِقٍ جهلاً ضلوعاً يُجالِدُ؟

ومــــــــا العيـــشُ إلّا بالسّعادةِ يُرتجى     كـذا مِن رَجاءِ الدهرِ تُلقى المَكائِدُ

وليسَ عـــــــلـــى الأيّامِ إن رثَّ ثوبُها     إلــــــــى زينةٍ غــيرَ اللّذِينَ تُواعِدُ

فترهِقُهُمْ بالحـــــــــــــزنِ طوراً وتارةً     تُعزِّيهِــــــــمُ أن مِنْ تُرابٍ تَوالَدوا

وتورِدُهمْ نـــاراً منَ الــــــــشوقِ كلَّما     على أثَرٍ ممّــــن قد أحبُّوا توارَدوا

فلا همُ يقـــوونَ امتناعاً عــــنِ الأسى     ولا هيَ بالكتْفِ القـــــــــويِّ تُسانِدُ

وما بَينَهمْ بَـــينِي وذي عـــــــلَّتي بمنْ     على نَجَفٍ قد شالَ بالنّعــشِ سَاعِدُ

فيا ذا القِــــرى إنّي اليتيمُ وحــــــاجتي     لوالديَ الغـــــــــــفرانَ يومَ نُعاوِدُ

وذوداً عـــنِ الإسلامِ في جيــــشِ قائمٍ     شهيداً ألاقي اللهَ فــــــــــالكلُّ واردُ

شــــهيداً يقولُ الحَقَّ في الناسِ فــــعلُهُ     كشِعرٍ تُزكيهِ القنا والمحــــــــــاتِدُ

كشِعرِ الذي في الـــحجِّ أنكرَ جلُّـــــهُمُ     إمَــــاماً فأفـــرى الحقَّ قولاً يُوَارَدُ

بـ(هذا الذي) قـــد أنــــشدَ النّاسَ حُجّةً     وهذا الذي أرجـــوهُ إن خانَ ساعِدُ

حريٌّ بقـــلبِ المرءِ أن لا تُـــــحـيطُهُ     ضلــوعٌ إذا ما نـــاءَ بالسيفِ غامِدُ

وما الـــحمدُ إلّا أنْ يورِّثَهُ الفــــــــتى     لأبنائِهِ أنّ الــــــــــــــــــولايةَ حامِدُ

وما كانَ عقلُ المرءِ يُغني لدى النوى     وأجفانُهُ سُخنٌ كذا الــــــــــخدُّ بارِدُ

ســــــوى إن أُنيلَ الموتَ قُربى محبّةٍ     وفخراً بأن وجهَ النبـــيِّ الــــمُعاوَدُ

وقال من أخرى فيهم (عليهم السلام):

لا الموتُ يبقــــــى ولا منْ ماتَ يندَثِرُ     إذا بقلبٍ لهُ يُستوقدُ الـــــــــــــشَّرَرُ

أمَّنْ يعيـــــــــــــشُ بدنيا غيرَ ذي سَقَمٍ     أمَّنْ يجيشُ بشـــــــوقٍ فيهِ يعتَصِرُ

كلُّ اليتــــــــــامى غداةَ الرَّوعِ ناكِصَةٌ     إلَّا يتامــــــــــــاكَ يا مولايَ تفتَخِرُ

قــــــــــــــد كنتُها منذُ يومِ الذّرِّ مُبتَهَلاً     ليـــــــــومَ فيهِ جميعُ الخلقِ تَنحَشِرُ

ضمُّوكَ في الصَّدرِ قرآناً على أسَــــلٍ     كذاكَ بالضَّمِّ جـــــبرٌ للألى كُسِروا

يا أنــــــــــتَ أنتَ ولا إلَّاكَ قــــالَ أنَا     إلَّا تـــــــــــــزَوَّدَ منْ أوداجِهِ الكِبَرُ

لا ما قُتِلتَ ولـــــكنْ كــــانَ حالُكَ مِنْ     حالٍ لعيسى وأهلُ الحقِّ قــد خَبِروا

يكذِّبُ الموتُ أحيــــــــــــــاناً يُراوِدُنا     بذلكَ الشكُّ لكنْ أيــــــــــــــنَهُ الخَبَرُ

يا منْ دُعيتَ لنــــوحٍ في ســــــــفينَتِهِ     كما دُعيتَ لموسى والورى سُحِروا

يا كهفَ يونُــــــــــسَ منْ حوتٍ تلقَّفَهُ     يـــا كهفَ آدَمَ هلْ فيكَ الأنامُ دَروا؟

أيعقلُ السَّيفُ يُــــــــردي مَنْ يُــــليُّنُهُ     أيُعــــقَلُ الوِتْرُ يُردي صوتَهُ الوَتَرُ؟

هيهاتَ هيهاتَ ما للموتِ فــــيكَ وما     لهُ ســـــــــــــواكَ بأُحْدٍ للأُلى كَفَروا

يُكذِّبُ الـموتُ كي تُخــــــــفى حقيقَتَهُ     بأنَّكَ الموتُ والأمــــــــــــلاكُ تأتَمِرُ

أيتَمتَ بـالبُعدِ عن ذي الأرضِ أنفُسَنا     كيما تــــــــــعودَ بمهديٍّ وما خَبِروا

قرِّبْ لقاءَ ضــــــلوعِ الصبِّ فيكَ فها     هوَ الصَّبُّ نــــــــاجى وهْوَ يَحْتَضِرُ

وقال في الإمام الحسين (عليه السلام):

وقُلْ للّذي أردتْهُ أرضـــــــاً علومُهُ     بأنّ عيونَ العلمِ بالعــشقِ تقصُرُ

دعوا فكـــرةَ الإدلاءِ بالوهمِ بالألى     يــــــــــــــقينُهُمُ أنَّ الــشِّفاءَ تعفُّرُ

يقـــــــــــينُهُمُ أنَّ المماتَ وعيشُهُمْ     سواءٌ وكورونا يــــــــزيدٌ ويفجُرُ

لـديهِمْ منَ القلبِ الّذي قلَّ ذكرَ منْ     على رأسِ رمــــحٍ كُلَّ يومٍ يُؤمَّرُ

همُ أهلُ ذاكَ العشقِ هُمْ فِطرَةُ النَّقا     دعوهُمْ ولا أهلَ البصائرِ تكفروا

همُ قد رأوا بـــــالسِّبطِ عينَ درايةٍ     هــــمُ قد رأوهُ الدينَ والنّاسُ تكفرُ

يحجُّونَهُ في العـــــامِ ألفَ صبيحَةٍ     فصبــــــــحُهُمُ ساعَ الزيارَةِ أدهُرُ

بلى إنَّ للمشتاقِ حـــتماً كما سعى     وإنَّ لمنْ يــــنأى العذابَ، تدبَّروا

وقال من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام):

ما بينَ ضلعينِ قلبٌ يشتكي الـــــــشَّغَفَا     عنهُ الـــــــــــــــــحبيبُ لدنيا ربِّهِ اعتَكَفَا

والوجدُ أطعمةُ الــــــــــــباقينَ في كَمَدٍ     حتّى يقالَ رغيفُ الـموتِ كـــــــــانَ شِفَا

وما عسى الصبُّ أن يُــــــــسقى بعلَّتِهِ     إن كانَ ساقيهِ وِلــــــــــــفٌ يسكُنُ النّجَفَا

تاللَّهِ لولا اقترانٌ بالوصــــــــــــــيِّ لما     نلتُ الســــــــــــكونَ بأرضٍ تُشبِهُ الخُلَفَا

كانوا يعِدُّونَ قتـــــــــــلَ الدينِ قبلُ وما     نـــــــــالوا سوى القهرِ يومَ اللهُ قالَ كفى

وكم كفى الـــــخلقَ بالمولى أبي حَـسَنٍ     ذاكَ الوليُّ الذي مــــــــنهُ الورى ارتَجَفَا

ذاكَ الــــــــذي سُيِّرَتْ نسوانُهُ وقضَتْ     بالأسرِ وَطــــــــــراً ووترُ الدينِ قد قُطِفَا

يعلو على السُّمرِ وَيْ يا جندُ ما علِمتْ     أيـــــــــــــديكُمُ الفخرَ إلّا الذنبَ ما اقتُرِفا

أشـــكو افترِاقَ أبي أشكو افتراقَ علي     أشكو الذي نابَ من ذا الأمسَ ما انصَرَفَا

هيهاتَ هيــــــهاتَ لا يُشفى الفؤادُ ولا     يـــــــــــــكونُ حيًّا سوى بالسيفِ مرتَشِفَا

يومَ انتصارِ الـــــــــــموالي بالّذي لهُمُ     قد غيّبَ اللهُ حـــــــــــــــــتى يأذنَ الشرَّفا

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

ونحنُ في الــــــــــــــحبِّ أيتامٌ بلا سندٍ     ودمعةُ اليُتمِ فوقَ الـــــــــخَدِّ معروفهْ

نبـــــــكي على شَجِّ رأسَ الطهرِ سيدِّنا     ماذا فعلـــــــــــــتِ بآلِ اللهِ يا كُوفهْ؟!

ماذا فعلتِ برأسٍ كانَ حـــــــــــــــامِلُهُ     يُدَغدِغُ العرشَ حبًّا شقَّ مـــــوصوفَهْ

لا الوصفُ حيٌّ يجيبُ المَيْتَ حينَ دعا     كذاكَ لا الميْتُ يزجي اليـومَ معروفَهْ

مــــــــــــــاذا أقولُ وقلبي قد عراهُ وباً     وحالهُ اليومَ لا أحـــــــــــوالَ مألوفَهْ؟

أما نظرتَ لإنـــــــــــــــــــسانٍ بعينِهِمُ     والدّمعةُ الــــشمسُ بالآهـاتِ محفوفَهْ؟

أما نظَـــــــــــــــرَتَ لكفَّيْ كافِلٍ حَرَماً     تستذْكِرُ الـطفَّ والعُسلانُ مرصوفَهْ؟!

كيـــــــــفَ التقيتَ بزهراءِ النِّبيِّ وزيـ     ـنَبَ السبيَ تَســـــــــري وهْيَ مكتوفَهْ

تسري عــــــلى متنِ عجفاءٍ مسيرَ إما     مغلولـــــةَ الجيدِ ويلي الوجهَ مكشوفَهْ

أكنتَ حقًا تُعيــــــــــــدُ اليومَ قولَ فتًى     (مــــــــــــاذا فعلتِ بآلِ اللهِ يـا كوفَه؟)

وقال في علي الأكبر (عليه السلام):

غمّاً عليَّ جثا بالحـــــــــــرفِ فانفَلقَا     كأنَّما الـــــــــشعرُ من أوداجِهِ انبَثَقَا

وكيفَ لا وغــــــــــــرامُ المرءِ علَّتُهُ     وعِلَّةُ الوجدِ من كان الهدى عــــشِقا

وليسَ يــــدرِكُ كنهَ الحُبِّ من عمِيَتْ     عيناهُ عمَّن بهِ القرآنُ قــــــــــد وُثِقا

بدرٌ لـــــــوَ انَّ نجومَ الليلِ قد طلَعَتْ     ألفيتَ "أكبَرَها" لـــــــلشمسِ مُمتشِقا

إذا أناخَ ركاباً عندَ صــــــــــيدِ وغىً     تفَرَّقَ الــــــــجمعُ مثلَ البحرِ إذ فُلِقا

وما ورودُ حســـــــــامِ الحرِّ غيرَ دمٍ     وما فراتٌ لذاكَ الحُرِّ كـــــــــان سِقا

ليثٌ إذا ركِــــبَ المُهريَّ في غَضَبٍ     تخالُ عِزريلَ شـــــــدَّ العزمَ وانطَلَقا

يـــــمضي هصوراً وبسَّاماً بلا وَجَلٍ     كمثلِ عصفٍ وفي أرضِ الإبا زَعَقا

يستَلُّ سيفاً كأنَّ البرقَ صـــــــــارِمُهُ     مــــــا أبلَغَ الرَعدَ بالفرسـانِ إن برَقا

تلثَّمَ الضيغَمُ المغـــــــــوارُ عن أنَفٍ     ولهفَ قـــــــلبي لثغرٍ بالظـما احتَرَقا

فناهَرَ المُهرَ يـــــجتاحُ الوغى فَرِساً     كأنّهُ الشهبُ مِــــن خلفِ الـعدا طَرَقا

يجندِلُ الـــــجيشَ لا خـوفاً ولا رهباً     لكِنَّما الشوقُ للأهـــــــــــلينَ قد وَدَقا

كمثلِ طٰهَ جَمَالاً خِـــــــــــــــلْقةً أدباً     ومثلِ حيدرَ في حربٍ إذا صَـــــــعَقا

رمى بعينيهِ أقــصى القـومِ فـي ولـهٍ     لأنَّهُ شـــــــــــــاءَ مع ذاكَ الرُقيِّ لِقا

وكـــــــــــــانَ يعلَمُ أنَّ الأُمَّ دمـعَتُـها     بعينِها رَسَمَتْ فـــــــــي وجـنَةٍ غَسَقَا

يقولُ يـــــا أمُّ صبراً فالحسينُ غــدا     ــ وحيدَ أهلٍ ـ بأرضِ الطـفِّ قد رُبِقا

يحوطُهُ الجُنْدُ من كُلِّ الجهاتِ كــما     يحيطُ موجٌ ببحرٍ لامـــــــــرئ غَـرِقا

هـــــذا إمامٌ لَهُ الأكـوانُ قد سَجَـدَتْ     عليهِ صلَّـــــــــى إلٰهُ العرشِ مذ خُلَقَا

وقال في أبي الفضل العباس (عليه السلام)

عبَّاسُ قل لي فديتُ الجسمَ منكَ بلى     كيفَ التقـــــاؤكَ كانَ اليومَ كيفَ علا؟

صـــوتُ الحسينِ وهل قبَّلتَ راحتَهُ     أم هل ضمَمتَ أخاكَ السِّبطَ كيفَ ولا؟

لا كـــــفَّ عندَكَ بل لا زِندَ يحمِلُها     كيْ تحمِلَ الوردَ أو كيْ تــــذبَحَ الجمَلَا

وما عســــــــــاهُ حسينٌ عندَ رؤيتِهِ     دمَ الجبينِ بسهمِ الـــــــــــــقلبِ متَّصِلَا

كيفَ اللِّقاءُ وهـــلْ جئتَ الفُراتَ لهُ     أمْ إنَّهُ الوجدُ مــــــن عينـيكَ قد هطَلَا؟

لا أنتَ أنتَ ولا ظهرُ الحسينِ شكا     إلّاكَ في الــــــطفِّ لا المُـرَّانَ والأسَلا

مالي ومدحُكُمُ قـــــد ناءَ عن شفَتي     وإن نـــــــــظمتُ مَديحاً أخـطِئُ السُّبُلا

وإنَّني القــنُ لا أرجــــو فِكَاكَ يدي     إن لستَ ترضى وعظمي لم يـكُنْ نحِلا

أصومُكَ الدَّهرَ طلَّاباً لِــــــــمعذِرةٍ     يـا صاحِبَ الجودِ أنجِدْ صاحِـبَ البُخَلا

وقال في علي الأكبر (عليه السلام):

شوقٌ يــــــجيشُ بيقظتي ومنامي     بادٍ محيَّـــــــــــاهُ بلحظِ هُيامي

هوَ أكبرُ الأشواقِ بعـــــــدَ إمامِهِ     وإمامُهُ أصلُ ابتِـــــداءِ كلامي

ورثَ الشجاعَةَ عــــن أبيهِ وجدِّهِ     وعنِ التي دُفِـــــنَتْ بغيرِ مقامِ

وتَحَيَّرُ الألــــــــبابُ في أوصافِهِ     ولبعضِ أوصافِ النبيِّ مرامِي

تَخذَ الــــــوسامةَ من خليقةِ أحمدٍ     وتـــــــــخلُّقٍ بينَ الخلائقِ سامِ

ولجَ الصبَّاحَ بنورِهِ فتراقَــــصَتْ     نبضاتُ قـلبيَ وانتدبنَ عظامي

هيَ حسرةٌ عندي أخطُّ فَــــخارَهُ     أنَّى وجفنٌ للعليـــــــــــــلَةِ هامِ

كَتَبَتْ إليهِ وكانَ تـــــــرقَبُ إثرَهُ     وتشمُّ ريــــــــحةَ وطـأةِ الأقدامِ

وتقولُ بالدّمعِ المـخضَّبِ بالنَّوى     أأخيَّ عُدْ لي إنَّ وجـــــدَكَ حامِ

وإذا بها عندَ الطـــــــلُّولِ فقدتُها     لمَّا سمعتُ بشعرِ ناعي الظامي

قولًا يفتِّتُ بالــــجبالِ صخورَها     وتميدُ فيهِ الأرضُ بــــــــالآكامِ

رُدَّتْ إلـــــــيكِ رسائِلٌ أرسلـتِها     مــــــــــمهورةً بوريدِ نحرٍ دامِ

قتِلَ الـذي قد كانَ غضبَةَ حـيدرٍ     لا أكبرٌ يــــــــــا فاطمٌ ليحامي

وحسينُ ما بينَ الغواصِبِ حـقَّهُ     شلواً تقاذفَهُ العـــــــــــدا بسهامِ

نـــــــــادى عليًّا قبلَ حزِّ وتيـنِهِ     فأتى الجوابُ منَ العِــدا بِحُسامِ

وبأربعـينَ منَ الحوافِرِ هشَّمـوا     صدراً لهُ ويلي على الإجـــرامِ

وقال في أبي الفضل العباس (عليه السلام):

عــبَّاسُ ليتَ الألى شادوا ضريحَكَ لو     شادوا لأُمِّـــــــــكَ قبراً فـي البقيعِ كما

قــــــــــبرٌ عفتهُ السوافي لـستَ تعرِفُهُ     إنْ جُــزتَ إلّا بـدمعٍ مـنكَ حيثُ هَمى

ما أنتَ فـــي المجدِ ثمَّ الـجودِ ذا صِفَةٍ     لـــــــــــكنَّ كفَّكَ يا ابـنْ الغُرِّ كانَ هُما

ومنْ بحجـــــــــــــــرِ بـني أسدٍ منابِتُهُ     لمْ يعرِفِ الوهنَ إنْ جـيشُ العِداةِ طمى

في الحربِ ليثٌ ومــــــــــا ليثٌ بنائِلِهِ     أنَّى وصرعى صعيـدِ الطَفِّ شلوُ حمى

تنبيكَ أجسادُهُمْ عنْ عُـظـــــــمِ غارَتِهِ     وإنْ سألتَ تُجِبــــــــــكَ البيدُ فيضَ دِما

نخلٌ ولا بـــــــــجـميـعِ الخلقِ ثمَّةَ مَنْ     يدنوهُ هزًّا وهلْ يُسطــــــــــاعُ هزَّ سما

لهُ منَ اللهِ كفَّا رُســــــــــــــــــــلِهِ أبداً     ما لامَسَا العرشَ إلّا فيهِما الـــــــــتَحَما

سِـــــــــــيْدٌ عـضيدٌ فـريدٌ لا نظيرَ لهُ     إنْ يحمِلِ الشُّهبَ عُدُّوا في الوغى سُهُما

كأنَّهُ ويمــــــــــــــــــــينُ اللهِ منهُ كما     ســـــــــــــــيفُ الأميرِ غداةَ اللهُ قالَ أما

لجنَّتي اليـــــــومَ مـنْ يأوي بقتلِ فتىً     كانَ الكميَّ بــــــــجيشِ الكُفرِ إنْ حُشِما

فصَمَّتِ الخــــــــــلقُ أســماعاً كأنَّهُمُ     لمْ يُخلقوا سَمعاً بل خُلِّقـوا صَـــــــــــمَما

وإذ بحيدَرَ نادى مــــــــــــلءَ نخوَتِهِ     يا أطهَرَ الخلقِ جُزْ لـــي كيْ ترى الثُّلُما

وأســـــــــمَحُ الوجــهِ لا شَيٌّ بجبهَتِهِ     ســـــــــــــوى السُّجودِ ونورٍ سابِقٍ قِدَما

تلقاهُ في الــــــــــــــلَّيلِ بكاءً بلا هنَةٍ     يشكو العنــــــــــــاءَ لشوقٍ فيهِ قد عَظُما

يستَقرِبُ الطفَّ ليتَ الطَفَّ ما خُلِقَتْ     فبعدَها الخدرُ يشــــــكو في الهجيرِ ظَما

وكمْ إذا شئتُ أنْ أُنبيكَ عـــــنْ حَدَقٍ     لزينَبَ الأمسَ يُبكي نــــــــــــظمُهُ القَلَما

أستنجِدُ العونَ منْ أربابِ دمــــــعَتِهِ     وما سلِمتُ ولا نظميْ الَّذي سَـــــــــــلِمَا

ومَنْ تُراني وإنْ شِـــــدتُ الرِّثاءَ لَهُ     سوى عَقوقٍ بـــــــــــنارِ الذَّنبِ شبَّ فما

يجيدُ في الشِّعــــــــرِ إتياناً بمُعجِزَةٍ     فَحاولَ العتقَ لكنْ بالـــــــــــــسِّبا ارتَطَما

وقال في أبي الفضل العباس (عليه السلام) أيضاً:

ألمْ تكُ قبلي لا تـــــــــــــــجيدُ تبسُّما     وكــنتَ لسعدِ العيشِ بالوجهِ أبكَما

وكنتَ إذا مرّ الجمــــــــــــالُ مسَلِّما     تذوبُ حياءً ثمّ تذوي تــــــــــــثلُّما

كأنّكَ صبحٌ نسَّــــــــلَ الفجرُ رمشَهُ     فخاطَ عيونَ الليـــــــــلِ حتى تعتّمَا

علامَ غدوتَ الـــــيومَ لو مرَّ حنظلٌ     تغازِلُهُ مِن ثَمّ ترديهِ مـــــــــــغرَما

كذا" أكذا قــــــد خضتَ فيَّ تجارُباً     لتغدو على كـــــــــــلِّ الهواةِ معلِّمَا

تصرَّمَ عـــمري بيدَ رأسيَ لم يشِبْ     وشابَ سبيـــــلي فالرواءُ غدا ظمَا

فـــــــــلا قلتُها يوماً حنانيكَ مُهجَتِي     ولا كـــــــنتُ أحيا في هواكَ متيَّما

ولا كنتُ ممّن أدركَ الــــــوجدُ قلبَهُ     فــخلّفَ فيهِ النارَ أشهى منَ الحِمى

ألم تدرِ بالخيلِ الّتي كــــــــانَ ربُّها     عــــــــــظيماً ولكنْ للسّنابِكِ أطعِما

غداةَ ظمَا مــاءُ الــــــــــفراتِ لكفِّهِ     فلقَّنَها بـالنّحرِ فيضاً مــــــــــــكرَّما

تُغيرُ عليهِ أمَّةُ الكفرِ كلُّــــــــــــــها     وحيداً جديلَ الكثـــبِ والهندِ مُخذَمَا

يقلِّبُ طرفاً للخــــــــــــــــيامِ وليتَهُ     غشتْ طرفَهُ مـــــن قبلِ ذلكمُ السما

فلا رأتِ العينانِ منهُ فـــــــــواطِماً     عليها فمُ الـــــــــسوطِ الزنيمِ تفطّما

يقبِّلُها طوراً حـــــــــــــياءً برأسِها     وطـــــــوراً على كَتْفٍ يُسلِّمُ مُرغما

ويبكي ولـــــــكنْ من دماءِ متونِها     تلــــــوّى إلى أن صارَ بالجلدِ معلَما

ولا سمِـــــعَتْ أذنيهِ صوتَ سكينةٍ     تنــادي أبا الفضلِ الغيورَ أنِ الحِمى

ولا حــاوَلَ استنجادَ ما فيه قد بقي     مـنَ النّفسِ المخنوقِ من زرقةِ اللُّمى

عليها منَ الآهاتِ والصبرِ والأذى     مِـــــنَ البابِ مَن بالعينِ فسّرَ مُحكَما

فـــــــــكانَ منَ القرآنِ برهانَ ربِّهِ     وكانَ منَ القمصانِ عيناً شكتْ عمى

وقال في أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام)

إذا دُعِيَ الأنـــــــــــــامُ إلى القيامِ     فمنْ ذا بـــــــــــــالمُلَبِّي للإمامِ

وهلْ شوقي سيغفِرُ جهــــلَ عقلي     لـــــــــذنبٍ قد ألمَّ على التزامِ؟

وهل بالشعرِ مغفِـــــــــــــرَةٌ لرِقٍّ     إذا التصقَ الفؤادُ على العِظامِ؟

حرامٌ عيشُ روحــي دونَ جسمي     وجسمي بـاتَ من بــــينِ النِّيامِ

نيامٌ والحيــــــــــــــــاةُ بهمْ وفيهِمْ     همُ أسدُ الحـروبِ كما الـــسّلامِ

لقوا في الطفِّ مصرَعَهُمْ فقلْ لي     وهل عاينـتَ نُجماً في الـرُّكامِ؟

تـــــدوسُ الـخيلُ أضلُعَهَمْ عساهَا     بلثمِ الـــــــــجُرحِ ترقى لـلمرامِ

كذئـــــــــــــبٍ بالجنانِ غداةَ ظلمٍ     بهِ يرمى لتـــــــــــجريدِ الـملامِ

وقولٍ يا نبــــــــــــــــــيَّ اللهِ هذا     قـميصٌ فاستدِلّ علــــى الحِـمامِ

همُ السبــــــــعونَ سبعٍ دونَ سِبطٍ     بـكاهُمْ بالوفى نحرُ الـــــــحَـمامِ

ومنْ جاءَ المــــــــآثِرَ في قريضٍ     فهل في النظـمِ مرجاةُ الـسّـلامِ؟

أنا القـنُ الأبوقُ لـــــــــــكلِّ جرمٍ     تُرى بالحسنِ مــكتَتَبٌ ختامــي؟

وقلبي لا سواكَ بِهِ وإنِّـــــــــــــي     لــــــــــــــــتوَّاقٌ إلى ردِّ السِّهامِ

وما للقلبِ إللّا اللهُ ســـــــــــــلوى     فسلِّيني بهِ لـــــــــــــــــو بالمنامِ

وقال في استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام):

اللهُ منْ للـــــــــــــخدرِ بعدَ أبيهِ     اليومَ يُطبَرُ والـــــخـنا يرديهِ

حزَمَ الصلاةَ مع الكتابِ برأسِهِ     والرأسُ مـشتمِلٌ عـلى ما فيهِ

فأتاهُ يمحو الذِّكرَ عـــــبدُ قتامةٍ     لمْ يدرِ أنْ ربُّ الـورى حاميهِ

قد قالَ ربُّكَ كلُّ مقتـــــــولٍ بنا     سيعيشُ بــعدَ الموتِ بينَ بنيهِ

أوكيفَ والمقتولُ سيفُ مــحمدٍ     وبــــــــــكفِّهِ بابُ الـفنا داحيهِ

قمْ والبِسِ الدُّنيا العزّاءَ وحــنِّها     من كانَ قبلَ الفجرِ لـيسَ يليهِ

من كانَ يمسحُ يتمَ زينبَ فاطِمٍ     سيزيدُها يتماً متى تـــــــــأتيهِ

..................................................

1 ــ زودني الشاعر بترجمته وأشعاره عبر الانترنيت

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار