حيدر محمد خرنوب السعيدي (ولد 1406 هـ / 1986 م)
قال من قصيدة (مِن الطَّفِّ إلى الطَّفِّ):
ما غَيَّبَت (كَربَلَا) في الـطَّفِّ مِن بَطَلٍ والشَّمسُ ما حُجِبَت عن جَانِبِ السَّيفِ
لَهفِي على عَابِسٍ كَانت جَـــــــــوَانِحُهُ قَبلَ الجَـــــــوَارِحِ في عِشقٍ بِلا زَيفِ
وذَا حَبِيبٌ عـــــــــــلى ما فِيهِ من كِبَرٍ للسِّبطِ بالــــــــــذَّودِ يُلغِي مَبدَأ السَّقفِ (1)
الشاعر
حيدر محمد خرنوب السعيدي، ولد في بغداد، وهو حاصل على دبلوم وبكالوريوس في اللغة العربية، ويعمل مدرساً في ثانوية في بغداد
شعره
قال من قصيدة (مِن الطَّفِّ إلى الطَّفِّ):
لَيسَ الــــــــكَلَامُ التِصَاقَ الـــحَرفِ بالحَرفِ هـذي صَــنِيعَةُ مَن يَجنِي على العُرفِ
قــــــــــــــــد غَابَ عَنهُ مِـــن التِّبيَانِ رَوَعتُهُ أمَــــــــسَى بِلَا فِكرَةٍ تُحيِيهِ أو وَصفِ
لَو لَم يَـــــــكُن قِشَّـــةً في وَجهِ عَاصِـــــــــفَةٍ لَمَـا اختَفَى مُذ هَوَى في ذلك العَصفِ
إنَّ الكَلَامَ عـــــــــلى مِنوَالِ مَــــــــن ظَمِئُوا وهُــــــــم إلى مَائِهِم أدنَى مِن الجُرفِ
ما غَيَّبَت (كَربَلَا) في الـــــــــطَّفِّ مِن بَطَلٍ والشَّمسُ ما حُجِبَت عـن جَانِبِ السَّيفِ
لَهفِي على عَابِسٍ كَانت جَــــــــــــــــــوَانِحُهُ قَبلَ الجَـــــــوَارِحِ في عِشقٍ بِلا زَيفِ
وذَا حَبِيبٌ عـــــــــــلى ما فِيــــــــهِ مـن كِبَرٍ للسِّبطِ بالــــــــــذَّودِ يُلغِي مَبدَأ السَّقفِ
أمَّـــــــــــــــــا الوَفاءُ فــــــــقد رَفَّت بَـيَارِقُهُ إنْ كـــــــــان حامِلَهَا عَبَّاسُ ذو الكَفِّ
وأُختُهُم مِن على نُــــــــوقِ الأسَى صَــدَحَت باقونَ يا دهـــــــرَنا رغماً عن الأنفِ
وغيرُهم خِيــــــــــــرةُ الأصحابِ في كُــتُبٍ لَم يقبلوا الذُّلَ أو يـــــبقـوا على الرَّفِّ
وهذه النَّـــــــــاسُ هَــــــــــــمُّ العَيشِ يأكُـلُها وما تَرَاجَعَتِ الأرواحُ لـــــــــــــلخَلفِ
واشـــــــــتدَّ في الأمسِ يوم النَّزفِ مُعتَـرَكٌ كَأنَّهُ اليوم ذات الـــــــــــــــياءِ والألفِ
نَعَم وأَعـدَاؤُهُــــــــم عَادَت تُـــــــــــرَاوِدُهُم لَكِن تَغَطَّت بفِكرٍ ليس بالــــــــــــعُنفِ
يــــــــــــــــــــــا عَاذِلًا دَمـعَنا تدعو لنَترُكَهُ والعينُ تُنقَلُ مِن طَفٍّ الى طَـــــــــــفِّ
قِفِي بُنَيَّات أفــــــــــــــــــــــكَارِي لَعَلَّ فَمِي يَستَخرِج الحُــــــــزنَ آهَاتٍ بِلَا عَزف
لِأَندُبَنَّ الَّذِي مِن أجلِنَــــــــــــــــــــــا جَسَداً أهدَاهُ لا مُرغَــــماً بَــــــل كَانَ ذَا هَتفِ
واغُربَةَ الدِّينِ إنْ أحـــــــــبَابُهُ ارتَـــــحَلَت ما بَينَ سُــــــمٍّ ورَأسٍ بــــــالدِّمَا مَخفِي
وهل جزاءُ الــــــــــذي الإحــــسَان شيمَتهُ قَتلٌ وسَـــــبيٌ وطِفلٌ بَاتَ يـــــــستَشفِي
شَوَامِخٌ عَــــــــــجَبِي مِن بَعدِ مـــــــا قُتِلُوا فهَلْ تُـرَى تَسلَمُ الغبَـراءُ مِن خَــــــسفِ
حَــــــــــتَّى مَتَى يَنقَضِي للآلِ مَــصرَعُهُم أتـــــــعِس بدَهــــــرٍ عـلى الثُّوَّارِ مُلتَفِّ
تَبَّت يَدُ الذُّلِ والأحقَادِ ما صَــــــــــــــنَعَت بِمَن حَبـــاهُمْ إلهُ الـــــــعَرشِ مِن لُطفِ
هُم خَيرُ مَن خُلِقُوا في الأرضِ حِينَ خَلَت مِن الــــــسَّمَاحَةِ والإيثَــــــــارِ والعَطفِ
لَـــــــــــيتَ السَّحَائِبَ تَدلُو ما رَأَت مَطَراً لَعَلَّهَا تُفهِمُ الجُهَّالَ مــــــــــــــــــــا يَكفِي
لَم يَترُكُــــــــوا صَفحَةً في جِسمِ مُعجَمِهِم سَقِيمَةً وغَـــــــــــــدَا تِريَاقُهُم يَشــــــــفِي
شَوَاطِئُ الحِـــــــــــقدِ إنْ مَسَّت سَوَاحِلَهُم جَفَّت كَـــــــمَا الجِسمِ يَفنَى سَاعَةَ النَّزفِ
تَنفَكُّ عن ذِكرِهِم أشـــــقَى الخُصُومِ ومَا يَنفَكُّ عن عِــــــــــشقِهِم مَن أثبَتُوا المَنفِي
مُذ أنْ عَلِمتُ السُّيُوفَ الـــــظَّالِمَاتِ بِهِم ألفَيتُ ظُـــــــــــــــلمَ الدُّنَا للحَقِّ بالضِّعفِ
على مُتُونِ النَّدَى أروَاحُهُم حُـــــــــمِلَت كَــــــــــأنَّهُــم ثَمَـــــــرٌ في مَوسِمِ القَطفِ
فيَا حَسُودَ النَّدَى حَتَّى يَــــــــــرُومَ ثَرَىً أمَا عَلِمتَ النَّــدَى يَمــــــضِي إلى الحَتفِ
وقال من قصيدة في استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):
أَنْ تَكسِر الخُبزَ بين الأهلِ والـــــغُرُبِ فأنتَ واللهِ مَــــــن رَافَقتَ خَيرَ نَبِي
أبَا اليَتَامَى ومَا يكفيكَ تُــــــــــــطعِمُهُم غَرَزتَ فيهـم حِسَانَ الخُلقِ والأدَبِ
ومَا عَجِبتُ بــــــــــسَيفِ الحِقدِ مَسكَنهُ في هــــــــــــامةٍ عُفِّرَت للهِ بالتُّرَبِ
بل الـــــــــــعجيبُ بأنْ تَنوِي مُسَامَحَةً وتُعطِيَ المَرءَ دَرساً ساعةَ الغَضَبِ
ذِكــرٌ على الأرضِ تَمشي نستجيرُ بهِ مـن فـرطِ ذنبٍ بِنا يسعى إلى اللَهَبِ
يا أيها الضوءُ مِثَل الشمسِ إن غَرُبَت تَلـــــقَى ضِيَاها أنَارَ البدرَ عَن كَثَبِ
وقال من قصيدة في الإمام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف):
والـــــــــــفِسقُ مَاءٌ يُلَامُ الظَّامِئُونَ إذَا لَمْ يَشرَبُوا مِنهُ أو لَـــــــــمْ يُتَّخَذ سَنَدَا
هِي العَلَامَاتُ فِي الإنسَانِ إن حَصَلَت يُنبِيكَ صَوتُ السَّمَا (هَذَا الذي وَرَدَا)
واليَومُ مَا بَـــــــــــقِيَت مِن آيَةٍ ذُكِرَت أ لَمْ تَــــــحِن صَـيحَةٌ فالصَّبرُ قَد نَفَدَا
أم أنَّهَا قُضِيَت مِن فَــــــــــرطِ غَفلَتِنَا لَا الأذنُ قَد سَـــــمِعَت أو نَاظِرٌ شَهِدَا
وقال من قصيدة (آمَنتُ بالشَّهيد):
لا زالَ في سَمَائِنَـــــــــا يُرفَعُ وجــــــــــــــــهُ شهيدٍ نجمةً يَلمَعُ
وجهٌ أَبَى أنْ يــــــرتدي ظُلمَةً فالنصرُ شمسٌ في الضُّحَى تُبدِعُ
أَنتَ الذي لولاهُ ما أُطــــــلِقَت نحو السَّما أنـــــــــــشُودةٌ تُسمَعُ
يا فَخرَ كلِّ تــــــــــربةٍ بعدما تَـــــــــــــــــــسكِنُها ونَـايُها يُمتِعُ
الجَّاعِلُ الـــــــنَّاكِثَ فِي يومِهِ وفِي الغَدِ القريـــــــــبِ لا يَهجَعُ
طِبتَ وطابَ الجَــسَدُ المُبتَلى بــــــــــــدَفعِ رُوحٍ نُورُها يَسطَعُ
ومَا كَسَرتَ عَــــينَ أَشعَارِنا حَسبِي بِأَمــــــــــــثَالِكَ لا تَخضَعُ
إنَّا أســــــــاطيرُ الجهادِ التي أَبطَالُها في كُتُبٍ تُـــــــــــــوضَعُ
هَـــبَّ نَسيمُ نَصرِكَ المُفتَدى وأَنتَ أَسْـــــــــــمَى مِنهُ والأَرفَعُ
وأَنتَ أَنتَ سَيفُ حقٍّ مَضَى كالبَرقِ في البَــــــــاطِلِ إذ تُوجِعُ
أَوهَمتَ بالصَّمتِ عَدُوَّ العَنَا ولَيسَ مِن صَمتِ الــــــــفَلَا أَبشَعُ
تَلُـــوذُ للمِسكِ أُنُوفُ الوَرَى وفِيكَ أَنـــــــــــفُ المِسكِ يَستَمتِعُ
رَفَضتَ ظُلمَ الدَّهرِ مُستَقبِلاً بَارُودَ حِقدٍ للعُــــــــــــــــلَا يَركَعُ
فَــــنَمْ قَرِيرَ العَينِ يا مَوطِناً فِيهِ الثَّـــــــــــــــــرى بِخَدِّنَا يُطبَعُ
وقال من قصيدة في حادثة حرق دار الزهراء (سلام الله عليها):
دَخَلُوا عَلَيهَا دُونَــــــــــمَا استِئذَانِ مُتَجَاوِزِينَ حُدُودَ سَبعِ مَثَانِي
هَبْ أنَّهَا نُــــــــسِبَت لـغَيرِ مُحَمَّدٍ فــــــــبِأيِّ ذَنبٍ كَثرَةُ النِّيرَانِ
أ جَــــــــهِلتُمُوهَا ؟ نُـورُهَا مُتَنَاثِرٌ أَمْ زِيــــــدَ فِيكُم قِلَّةُ العِرفَانِ
يَا مَن أُمِرتَ بِضَرمِ نَـارٍ أَحرَقَت دَاراً تَقَادَمَ عِـــــزُّهَا المُتَفَانِي
أَبشِر بمَا عَمِلَت يَدَاكَ ومَن دَرَى بِنتَ النَّبِيِّ تَلُوذُ بـــــالجُدرَانِ
وقال من قصيدة (حجة الله) وهي في الإمام المنتظر وآبائه وأجداده (عليهم السلام):
طَالَ الفِرَاقُ وهَذَا الطُّولُ أعــــــــــــــــيَانَا ولَيسَ تُغمِضُ عَينُ الـــــــشَّوقِ أجفَانَا
بِكَ النَّجَاةُ مِنَ الذَّنبِ الكَثِيرِ ومَـــــــــــــــا غَـيرُ الأُبَاةِ تُنَجِّــــــــــــي رَغمَ مَا كَانَا
بِذِكرِكَ الفَمَ مَملُوءًا كَأنَّـــــــــــــــــــكَ فِي فَمِي لِـــــــــــــــسَانٌ تَـلَا طِيبًا و قُرآنَا
وفِي فُؤَادِي كَأنَّ الــــــــــصَّبــرَ أنتَ وقَد عَـــــدَّتكَ فِي جَسَدِي الأعضَاءُ شِريَانَا
بَلَغتَ مِن مَحـــــــــجِرِي رِمشاً كَمَا بَلَغَت مِن ضَوئِها الشَّمسُ في صُبحٍ لِتَرعَانَا
إنِّي أُبَاهِي بِكَ النَّجـــــمَ القَــــــــرِيبَ بِأنْ أرَاكَ قَـبلَهُ بـــــــــــــــــالأفلَاكِ عُنوَانَا
يَا حُجَةَ اللهِ يَا ثَــــــــــــــــــأراً و يَا عَلَماً أيَّانَ تَملَأُ ظَــــــــــــــهرَ الأرضِ أيَّانَا
و نُدبَةٍ غَرَّدَت كَــــــــالمِسكِ تَــــــنشُرُهُا رِيـحُ الفِدَاءِ إذَا مَا الهَــــــــــجرُ أردَانَا
حُزنًا شَكَوتُ بِمَا جَارَ الـزَّمَانُ عَــــــــلَى آبَائِكَ الطُّهرُ إذ يَــــــــــــــهدُونَ أبدَانَا
يَا بنَ النَّبِيِّ وقَد شَابَهــــــــــــــــتَ غُرَّتَهُ إسماً ورَسماً و أخلَاقًاً وإحـــــــــــسَانَا
ويَا بنَ حَيدَرَةَ الصِّدِّيـــــــــــــقِ مُنذُ خَلَا دِينُ الإلهِ مِنَ الــــــــــــــــــعُبَّادِ إنسَانَا
ويَا بنَ مَن لَاذَ مِـــــــسمَــــــــارٌ بِرَأفَتِهَا ودَارُهَا حُـــــــــــوِّطَت حِـقداً وعُدوَانَا
ويَا بنَ مَن أكرَمَ الإســــــــلَامَ طَـــــالِعُهُ مُلَبِّياً كَانَ لِلإكـــــــــــــــــــرَامِ بُرهَانَا
ويَا بنَ فَوقِ القَنَــــــــا رَأسٌ يَـــسِيلُ دَماً وحَافِرٌ يَطحَنُ الأضلَاعَ نَشـــــــــــوَانَا
ويَا بنَ مَن سَـــــــجَدَ الصَّبرُ الحَزِينُ لَهُ وأتمَمَ الصَّبرَ حَتَّى نَــــــــــالَ رُضوَانَا
ويَـــــــا بـــــــنَ مَن عِلمُهُ الفَتَّاكُ مَقبَرَةٌ أمَاتَتِ الجَهلَ أسبَاطًاً ورُهبَــــــــــــــانَا
ويَا بــــــــــنَ جَامِعَةٍ بَينَ الوَرَى نَثَرَت شَرَائِعَ الدِّينِ إيضَــــــــــــــــاحاً وتِبيَانَا
ويَـــــــا بنَ مَـــــن حُمِلَت للجِسرِ جُثَّتُهُ مِن بَعدِ قَيدٍ وسِجنٍ طَالَ أزمَــــــــــــانَا
ويَا بنَ مَن قَــــــــد قَضَى دَهرًا بغُربَتِهِ فكَانَ فِيهِ عَلَى الأنــــــــــــفَاسِ سُلطَانَا
ويَا بنَ بَـــــــابِ مُــــــــرَادٍ لَا يَرُدُّ ولَا عَن حَاجَةٍ يَغلِقُ الأبوَابَ حَـــــــــــيرَانَا
ويَــــــا بنَ هَادِيَ مَن يَــــهوَى زِيَارَتَهُ جَمعاً مِنَ الــــــــــــــــكَلِمِ الفَوَّاحِ بُستَانَا
ويَا بنَ مَن سُــــــرَّتِ الأقـوَالُ فِي فَمِهِ وقَالَ فِي النِّصفِ مِن شَـــعبَانَ: قَد حَانَا
أنتَ البُــــــرَاقُ لِثَأرٍ وَقـــــــتُ مَقدَمِهِ يَكَادُ يَسطَعُ كالبَلُّورِ إذعَــــــــــــــــــــانَا
وأنــــــتَ أنتَ نُيُوبُ الأُسْدِ مِن مُضَرٍ تَستَأصِلُ الظُّلمَ إنساً كَانَ أَمْ جَـــــــــــانَا
هَذِي الحُرُوفُ و هَذَا النُّظمُ مَا عَلِمَت بَـــــــــــنَاتُ فِكرِي عَنِ الأشعَارِ مِيزَانَا
فَقُلتُ خَاتِمَةً قَد قَــــــــــــــالَ مَطلَعُهَا طَالَ الفِـــــــــــــرَاقُ وهَذَا الطُّولُ أعيَانَا
..................................................
1 ــ زودني الشاعر بترجمته وشعره عبر الانترنيت
اترك تعليق