سكْرةٌ .. بخمرةِ المعنى

"يا عليّ لا يعرفكَ إلا الله وأنا.." حديث شريف

بَلى.. يُعـــــــــــاقِرُهُ المعْنى فيُسْكِرُهُ      بنشْوةِ الْحَرفِ في خَوفٍ يـسَطِّرُهُ

يدري مُغامَرةَ الإطراءِ تُعْــــــــجِزُهُ     ومُعْجَمُ الصَّمتِ أقْصى ما يُكرّرُهُ

فقيلَ: ما كُنههُ؟ لاشــــــــــكَّ يَـسْتُرُهُ     يُـــــــوحى إليهِ وليّاً؟ قيلَ: أيْسَرُهُ

رواةُ أسْـــــــــمائهِ الحُسْنى وطـائِفَةٌ      من الـــمريديـنَ والمشْكاةُ جوهَرُهُ

قـــــطبٌ عليهِ يدورُ الضَّوءُ منذهلاً     ومؤمناً بِـــــــعليِّ الكونِ مصْدَرُهُ

يسعى إلى النصِّ والتأويلِ منشطراً     بينَ الوضوحِ وبـــــينَ اللا يُفَسّرُهُ

أناقةُ اللّفظِ زيــــــــفٌ دونَ درْوشةٍ      وفكرةُ العارفِ المسكـينِ عُنْصُرُهُ

بلى.. يُعاقِرُهُ المعـــــــــــنى فيعْقِرُهُ     فدعْ لياليهِ في المحـــــرابِ تُقْمِرُهُ

وكلُّما دخلَ المحرابَ:(هــــــمهمةٌ)      أَحاورَ الغيبَ أمْ غيبٌ يُــــــخبِّرُهُ؟

أمْ بينَ عينيهِ طـــــافَ الأنبياءُ وقدّ     اسٌ على كـــــــــفّهِ يطْويهِ/ يَنْشُرُهُ

فيهِ الوجودُ تَماهى أيُّـــــــــما جسدٍ     يَرضى حقيقةَ روحٍ لا تُــــــحرّرُهُ

لا شيءَ في جبةِ الأفهامِ يَـــــعْرِفُهُ     سوى الإلهِ إذنْ من ذا سَيُظـــهِرُهُ؟

عدا نبيٍّ رأى ما قد رأى فـهـــــما     نورٌ بدا واحـــــــــداً والحقُّ يؤثِرُهُ

رأى خلالَ ســدولِ الـما وراءِ فَما     أتى على ذلكَ الإنــــــسانُ يُبصِرُهُ

بلى.. يحاولهُ الــــــمعـنى كأحجيةٍ     عَصَتْ على فهْمهِ بالكــــادِ يُسْبِرُهُ

هو الإجابةُ لكنْ ليــــــسَ يُـدْرِكُها     سِوى مريدٍ بلا مِــــــجْدافَ يبحرهُ

هو الإجابةُ قبلَ القــــــولِ يـلفظهُ     أيُدْرِكُ الموجُ أنَّ البَحــــــــرَ مرّرُهُ

إلى السواحلِ يجلو وجـــهَ أسـئلةٍ     في صــــــدرها قلقُ الآتينَ تسْجُرُهُ    

ببعضهِ قد سلكنا الدهرَ كيـفَ إذا     يجيءُ من بَــــحْرهِ المستورِ أكْثَرُهُ؟

كنَّا ملكْنا زِمامَ الحبِّ أجْمَــــــعُهُ     وفي جراحِ سمــــــاءٍ سوفَ نزْهرُهُ

المرفقات

شاعر : عادل الفتلاوي