محمد عبد المنعم خفاجي (1333 ــ 1427 ــ 1915 ــ 2006 م)
قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (35) بيتاً:
بحبِّ الحسينِ وآلِ الحــــــسينْ ملأتُ الـــيدينِ ملأتُ اليدينْ
وضجَّ الـــــــزمانُ لقتلِ الإمامْ وفي (كربلاءَ) ابتدا كلُّ شينْ
جــــــــزاهُ الإلهُ عظيمَ الجزاءْ بأكــــــرمِ عُقبى وبالحسنيينْ
عن الدينِ عن وطنِ المسلمين عن العرصاتِ عن الحرمينْ
عليهِ الصلاةُ عليـــــــهِ السلامْ وفــــي كَنَـفِ اللهِ آلُ الحسينْ (1)
الشاعر
الدكتور محمد بن عبد المنعم بن خفاجي، أديب وكاتب ومؤرخ وباحث وشاعر ومفكر، ولد في قرية تلبانة، مركز المنصورة بمصر، وحفظ القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة عند معلم القرية كعادة الأطفال آنذاك، ثم رحل إلى مدينة الزقازيق وتخرج من معهدها عام 1927 ، والتحق بكلية اللغة العربية بالجامع الأزهر في القاهرة وتخرج منها بتفوق عام 1940 ، كما تخرج من أقسام الدراسات العليا في اللغة العربية / قسم البلاغة والأدب ليحصل على الشهادة العالمية من درجة أستاذ، عام 1944 ثم حصل على شهادة أستاذ في الأدب والبلاغة من كلية اللغة العربية (دكتوراه) عن رسالته (ابن المعتز وتراثه في الأدب والنقد والبيان). عام 1946
عمل في كلية اللغة العربية بالقاهرة مدرسا فأستاذا مساعدا فأستاذ فرئيس قسم الأدب والنقد. ثم اختير عميدا لكلية اللغة بأسيوط ، ثم عاد إلى القاهرة أستاذا متفرغا يدرس لطلابه في الدراسات العليا علوم الأدب والنقد.
قال فيه الشاعر الدكتور أحمد زكى أبو شادي: (الخفاجي ظاهرة فذة شائقة في الوراثة والاطلاع والاستقراء والإنتاج فهو سبط الأديب الكبير نافع الخفاجي وهو من أسرة بني خفاجة التي تنتمي على أصول عربية قديمة ومنهم الأمراء الخفاجيون في الكوفة وفي حلب.. والأستاذ خفاجي ليس لغوياً ولا أديباً فحسب، بل هو شاعر أيضاً شأنه في ذلك شأن الدكتور طه حسين وذلك على جانب ثقافته الواسعة التي تلتهم كل معرفة ميسورة، كان طابع مؤلفاته شعرياً جميلاً مع الحرص على الدقة العلمية في الوقت ذاته ولذلك نالت تصانيفه احتراماً عاماً في جميع الأوساط الأدبية ببلاد المغرب وفى دوائر الاستشراق).
وقال عنه الأستاذ روكس العزيزي: (الأستاذ الخفاجي واحد من هؤلاء الأفذاذ الذين وقفوا على ماضي الأدب العربي وقوف فهم وتعمق ودراسة ورافقوا جديده فكانوا من خيرة مجدديه، لأن فكرته في التجديد فكرة نيرة حاذقة. لذا جاءت أحكامه محكمة تتميز بالألمعية فهو يجمع بين دقة العالم، صفاء ذهن الباحث، وقدرة الكاتب المجيد وروح الشاعر المرهفة الحساسة، ويضاف إلى هذا أنه أستاذ في معهد كان وما زال أمينا على تراث هذه الأمة الأدبي والفكري).
وقال عنه الناقد مصطفى السحرتي: (أصدق تعريف بالخفاجي أنه هادئ ثائر معاً، حريص على الإصلاح والجهر برأيه حتى في أدق الظروف والمناسبات وله في ذلك مواقف عديدة في الأزهر وفي خارج الأزهر على السواء. وهو رائد في الأدب الشعر والنقد والتاريخ والتصوف كما هو رائد في علوم الدين).
وقال عنه الدكتور سعاد جلال الأستاذ بجامعة الأزهر: (الخفاجي عرفته المجامع العلمية والأدبية باحثاً مدققاً مبرزاً، فيه الكثير من تواضع العلماء، وتبريز الباحثين والمفكرين، مما يصوره أدبه وإنتاجه وتآليفه، التي هي آثار أدبية يعتز بها أدبنا المعاصر، والتي ستبقى خالدة على الأيام).
وقال عنه الأديب عبد الله الجبار: (إن الأدب العربي ليفخر بنتاج الخفاجي الأدبي والعلمي المتصل المستمر على مرور الأيام).
وقال الأديب أحمد عبد الغفور عطار: (الخفاجي أحد أعلام العلماء الذين خرجهم الأزهر، ويفخر بهم، وهو أعجوبة من الأعاجيب. فهو قد ألف وصنف العديد من الكتب وكتب مئات الفصول والرسائل. ولئن كنا ندهش عند ما تقرأ أن الكندي وابن سينا والسيوطي وغيرهم من أقطاب العلماء الذين ألفوا كتبا ورسائل تسد بالمئات فإن هذا الدهش سيزول عند ما نجد عالماً معاصراً مشغولاً بالتدريس والأندية والجمعيات الأدبية والعلمية ومشغولاً بكثير من أعمال هذه الحضارة وهذا المجتمع المضطرب يستطيع ــ مع كل مشاغله ــ أن يخرج لنا العديد من المؤلفات. بينها من الكتب ما يتجاوز عدد صفحاته الآلاف.. إنه أديب متمكن، وشاعر مبدع، وعالم كبير). (2)
لقّبَ بـ (سيوطي العصر) لتجاوز مؤلفاته الخمسمائة كتاب (3)
شعره
قال من قصيدته في الإمام الحسين (عليه السلام):
بحبِّ الحسينِ وآلِ الــحسينْ مـــلأتُ اليـــدينِ ملأتُ اليدينْ
شهيرٌ مفاخرُه فــــي الزمانْ تضــــيءُ كمثلِ سنا الفرقدينْ
وحيّ على صفوةِ الأصفياءْ عـلى النجمِ ضوَّا على الأفقينْ
عـــليهِ الصلاةُ عليهِ السلامْ وفي المشرقينِ وفي المغربينْ
فخارٌ كمثلِ نـضارِ الأصيلْ ونـــــفسٌ كمثلِ صفاءِ اللجينْ
..............................................
بحبِّ الحســـيــنِ وآلِ الحسينْ ملأتُ اليـــــدينِ ملأتُ اليدينْ
أحــبُّ الحسيـــنَ وآلَ الحسينْ فحبهمــــــو فـي الجوانحِ دينْ
ومَن مثلُ سبطِ الرسولِ النبيِّ يســـــاميهِ مِن شرفِ الأبوينْ
ومَن مثله في ذرى الــمنتمى وفـــي الجهرِ بالحقِّ للأخوينْ
وحيّ على نشأةِ الطــــاهرينْ وحيّ على النورِ في المقلتينْ
......................................................
بحبِّ الحسينِ وآلِ الحـــــــسينْ ملأتُ اليدينِ مـــــلأتُ اليدينْ
إمامٌ وأيُّ إمــــــــــــــــــامٍ نراه هوَ النغمُ العـــذبُ في الأذنينْ
هوَ المحـــتدُ المجتبى صـلواتٌ عليهِ مِــــــــن اللهِ في القبلتينْ
وقــــــــامتْ ذُكاءٌ على مفرقـيهِ وقامَ الــــجلالُ على الوجنتينْ
وأكرمُ مَن صمَّخَ الوحي أسـما عَه بشذى الوحي والمسجدينْ
..........................................
بحبِّ الحسيــنِ وآلِ الحسينْ ملأتُ اليدينِ ملأتُ الــــــيدينْ
وكانَ الرسـولُ له خيرُ راعٍ وكان سنا الوحي في البردتينْ
وفاطمــــــــةٌ بالسماحِ غذته وغـــــــذّاه علماً أبـو الحسنينْ
وفي باذخِ الفضلِ كان حباهُ وكانَ له السبقُ فـي الأبطحينْ
وكـــــان الفداءُ وكان الفداءْ لأمَّةِ طــــــــــــهَ وآلُ الحسينْ
...............................................
بحبِّ الحسينِ وآلِ الحــــــسينْ ملأتُ الـــيدينِ ملأتُ اليدينْ
وضجَّ الـــــــزمانُ لقتلِ الإمامْ وفي (كربلاءَ) ابتدا كلُّ شينْ
جــــــــزاهُ الإلهُ عظيمَ الجزاءْ بأكــــــرمِ عُقبى وبالحسنيينْ
عن الدينِ عن وطنِ المسلمين عن العرصاتِ عن الحرمينْ
عليهِ الصلاةُ عليـــــــهِ السلامْ وفــــي كَنَـفِ اللهِ آلُ الحسينْ
...............................................
بحبِّ الحسينِ وآلِ الحسينْ ملأتُ اليدينِ ملأتُ اليــــــــــدينْ
عــليهِ الصلاةُ عليهِ السلامْ وخُلّدَ ذكراهُ فــــــــــــي الخافقينْ
وكـــانَ له اللهُ دنيا وأخرى وكانَ لـــــــــــــه اللهُ في الجنّتينْ
بحبِّ الحسينِ وآلِ الحسينْ مــــــــــلأتُ اليدينِ ملأتُ اليدينْ
عليــهِ الصلاةُ عليهِ السلامْ وفي صحبةِ المصطفى يا حـسينْ
.....................................................................
1 ــ مجلة الموسم العدد (12) لسنة 1412 هـ / 1991 م ص 266 ــ 267
2 ــ ترجمته عن: الازهر في الف عام ــ الدكتور محمد عبد المنعم بن خفاجي ــ مكتبة الكليات الازهرية ــ القاهرة الطبعة الثانية 1408 هـ / 1988 م ص 477 ــ 486
3 ــ د. ماجد محمد الوبيران ــ الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي سيوطي العصر شبكة الألوكة بتاريخ 15 / 3 / 2023
كما ترجم له وكتب عنه:
السيد مرتضى الرضوي / آراء المعاصرين حول آثار الإمامية ــ دار المعلم ــ القاهرة 1399 هــ / 1979 م ص 67 ــ 70 وقد نقل الرضوي أقوال خفاجي في مؤلفات الإمامية ومنها كتاب (وسائل الشيعة) للحر العاملي الذي قال عنه الخفاجي : (ولا غنى للمسلم والباحث عن الاطلاع على هذه الثروة الفقهية الجليلة التي تعد مصدراً جليلاً من مصادر التشريع الإسلامي)
رشيد الذوادي ــ محمد عبد المنعم الخفاجي أدبياً وناقداً
حسنى سيد لبيب ــ محمد عبد المنعم الخفاجي شاعراً
رابطة الأدب الحديث ــ من صحائف الذكرى / عن سيرة عبد المنعم خفاجي
اترك تعليق