774 ــ عبد الجليل مرهون الماء (1360 ــ 1425 هـ / 1941 ــ 2005 م)

عبد الجليل مرهون الماء (1360 ــ 1425 هـ / 1941 ــ 2005 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) تبلغ (20) بيتاً:

حـــــداداً عليكَ الدينُ قامَ مُصدَّعاً     بنعيكَ دامي القلبِ منقصمَ الظهرِ

وموسى وليُّ اللهِ يسبحُ في الأسى     ومِن حولهِ الأيتامُ أدمعُها تجري

فهل (كربلا) عادتْ تجدِّدُ عهدَها     بـــــــقتلِكمُ واللهِ حرتُ فما أدري (1)

وقال من قصيدة (يا وارث العلم الربوبي) وتبلغ (22) بيتاً:

وضريــــــح طه والبقيعُ و(كربلا)     وسنا الغـريِّ يعزي قمَّ ومشهدا

ويـــــــعــجُّ مـثوى الكاظمينِ بثلمةٍ     مــنها لســـــانُ اللهِ نعيكَ أنشـدا

إن كنتَ قد غيِّبتَ في جدثِ الثرى     عنا فروحُـــكَ يا إمامُ لنا هــدى

الشاعر

الشيخ عبد الجليل بن مرهون الماء التاروتي، (الملقب بأبي عبد الله الحجازي) شاعر وخطيب، ولد في جزيرة تاروت بالسعودية، ودرس في النجف الأشرف لمدة إحدى عشرة سنة، ومن أساتذته الشيخ علي المرهون، ووصل في دراسته الحوزوية إلى مستوى (السطوح)، فعاد إلى بلاده ليرتقي المنبر الحسيني في القطيف والاحساء، ثم هاجر إلى قم المقدسة واستقر فيها لمدة ربع قرن تقريباً حتى وفاته فدفن في المقبرة القريبة من السيدة معصومة (عليها السلام) له ديوان بعنوان (روح وريحان)

شعره

قال من قصيدة في رثاء الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام)

معلّلتي بالصبرِ صبراً على صــبري     يُطاف به الدنيا على مـــــوكبٍ وعرِ

رأتْ أمُّ عينيهِ معــــــــــــــــاهدَ فـتيةٍ     إلى اللهِ قاموا قانــــــتينَ مـدى العمرِ

جفتها أكفُّ الجائـــــــــــــرينَ عليهمُ     كأن لم تكن تـــــزهو بأنـجمِها الزهرِ

أولوا الأمرِ أهـــلُ البيتِ عترةُ أحمدٍ     ملاجـــــــــئ دينِ اللهِ في الحرِّ والقرِّ

فلهفي لـــــــهم ما بين منجدلٍ قضى     وما بينَ مسـمومٍ ومنعوشٍ إلى الــقبرِ

ولهفـــي لرزءِ الصادقِ القولِ جعفرٍ     إمامِ الميامينَ الموفّينَ بالـــــــــــــنّذرِ

أشـــــيخُ الهدى والعلـمِ والبرِّ والتقى     تجرَّعَ بالسمِّ الذعـــــــــــــافِ وبالمرِّ

فتعساً إلى المنصورِ كـيفَ تجاسرتْ     يداهُ على قتلِ ابــــــــنِ فاطمةِ الطهرِ

ألمْ يكُ في تقوى الميــــــامينِ حاجزٌ     وفي آيةِ الــــــــقربى معادٌ لذي حجرِ

عبابسةٌ أنسى أميةَ فعلــــــــــــــــهم     فويلٌ لــهم في الحشرِ مِن لهبِ الحشرِ

على عيبةِ العلمِ الإلـــــــــهيِّ جعفرٌ     تـــــــعدّتْ أيادي الجحدِ واللؤمِ والنكرِ

فأينَ الوفا يا أمَّةَ الجحدِ والـــــــجفا     كذا المصطفى يُجزى على النِّعمِ الكثرِ

وأينَ الرضا من آلهِ الـــــــبـيضِ يا     عــــــــبابسةٌ جاءتْ إلى الحكمِ بالمكرِ

أما جئتمُ للحكــــــــــــمِ باسـمِ محمدٍ     وعتـــــــــرتِه الأطهارِ في أوّلِ الأمرِ

فــــــــكيفَ على آلِ الرسـولِ سللتمُ     ســـيوفَ عداءٍ في الرقابِ وفي النحرِ

أمثل ولــــــــــيِّ اللهِ جعفرَ تنقضي     علـــــــيه سيوفُ القتلِ يا عصبةَ الغدرِ

عليكَ سلامُ اللهِ يــــــــــا عَلَمَ العُلى     ومُـــــــــــخرجَ علمِ الأنبياءِ إلى النشرِ

حـــــداداً عـليكَ الدينُ قامَ مُصدَّعاً     بنعـــــــــيكَ دامي القلبِ منقصمَ الظهرِ

وموسى وليُّ اللهِ يـسبحُ في الأسى     ومِن حولــــــــــهِ الأيتامُ أدمعُها تجري

فهل (كربلا) عـادتْ تجدِّدُ عهدَها     بـــــــقتلِكمُ واللهِ حــــــــــرتُ فما أدري

وقال من قصيدة في تمسكه بأهل البيت (عليهم السلام)

ولدي لا أراكَ إلّا وجـــــــــــودي     فیكَ رسمي وفـــیكَ کـلُّ حدودي

وأنا نفسُ آدمٍ لـــــــــــــــــو رآني     قالَ لي أنـــــتَ والـدي أم ولیدي

والتفاصیلُ علمها عنـــــــــدَ ربّي     والـــــــــبراهینُ مالها مـِن شهودِ

والزیاداتُ کالنقـــــــــائصِ لیستْ     فـی الموازین من أصـولِ العقودِ

هامشٌ کلها لواحقُ جـــــــــــاءتْ     ترفعُ الوهمَ عن نصوصِ العقودِ

فضلاتٌ من التـــــــــــــرابِ إلیهِ     راجعاتٌ بعهدِنا المعــــــــــــهودِ

وسنأتـي بها القیــــــــــــامةَ لبساً     واحداً بعد خلقـــــــــــنا من جدیدِ

شاعرٌ لمْ أزل أقـــــــــــومُ وأکبو     فوق وجهي مراهقاً فــــــي قیودِ

قد تحدّانيَ الزمانُ فــــــــــأوری     نارَه في فؤاديَ المــــــــــــــوقودِ

وأتتني ســـــــــــــهامَه مـن بعیدٍ     وقریبٍ یرمي بقـــــــــــوسٍ بعیدِ

وأنا فــــــی النوی وحیدٌ غـریبٌ     مفرداً دونَ ناصرٍ ومـــــــــــریدِ

رابط الجأشِ شامخَ الأنفِ طولاً     واعتزازاً بخالـــــــــــقي المعبودِ

ربّي اللهُ ذو الجـــــــــلالِ تعالی     حسبيَ اللهُ مُكرمي ذو الـــــوجودِ

منعمي رازقي مربي مـــــعیني     ناصري کافلي مفیــــضُ وجودي

لا أبالي إذا بمأســــــــاةِ دهـري     وتحدّیهِ في طریقِ قـــــــــصودي

رغمَ تهدیدِهِ بنسفِ حـــــــــیاتي     لن تراني أقــــــــــــــــــرُّ للتهدیدِ

قد رضیتُ الحسینَ نهجاً سـویّاً     وإماماً لموکــــــــــــــــبِ التوحیدِ

وأباهِ وأمّه ورســــــــــــولَ اللهِ     جدَّه من زعیمِ الشـــــــــــــــــهودِ

وأخـــــــــــــــاه الزکيَّ ثمَّ بنیهِ     قادةَ الحقِّ للعـــــــــــــزیزِ الحمیدِ

لا أبالي بمرهبـــــــــاتِ زمانٍ     منتهٍ للزوالِ وهمَ الوجـــــــــــــودِ

أنا أعلی من الزمانِ امــــتداداً     وبقاءً فمذهـــــــــــــــــــبي للخلودِ

ولدي لا تقل تفلسفتُ أخـــری     فأنا شاعرُ الحسینِ الشــــــــــــهیدِ

وسأبقی إلی الحسینِ سنـــــاناً     وحُساماً علی النظــــــــامِ الیزیدي

قال من قصيدة في النبي محمد (صلى الله عليه وآله):

أمسیحُ اللهِ أم مـــــــوسی الذی     کلّمَ اللهَ الإلهَ المُتــــــــــــــعالْ

أم زعــــــــــیمُ الأنبیا أحمدهم     غایةُ الغایاتِ فی غیرِ جـــدالْ

مرکزُ الجمعِ إمامُ الكلِّ في الـ     ـكلِّ وسلكُ الاتـــــــــــــــصالْ

سیِّدُ الســــــــــــــــــــاداتِ نو     رُ الــــــــــنورِ عنوانُ الجمالْ

نقطةُ البدءِ معَ الختـــــمِ زعیـ     ـمُ المرسلینَ الغرِّ مرآةُ الكمالْ

......................................

1 ــ زودني بسيرته وأشعاره، الأستاذ علي التميمي ــ دائرة المعارف الحسينية / لندن

كما ترجم له:

عبد الجبار الرفاعي / معجم ما كتب عن الرسول وأهل بيته ج 8 ص 97

منتدى تاروت الثقافي بتاريخ 4 / 6 / 2018

كاتب : محمد طاهر الصفار