765 ــ نمر سعدي (ولد 1397 هـ / 1977م)

نمر سعدي (ولد 1397 هـ / 1977م)

قال من قصيدة (كربلاء)

(كربلاءُ) مناديلُ دمعٍ سماويةٌ

تبذرُ العطرَ في وجهِ سيّدِها

(كربلاءُ) انتصارُ الصلاةِ على الظالمين

(كربلاءُ) سماءٌ من الوجعِ الازليّ

(كربلاء) مواجهةٌ صرفةٌ

لجمالِ قطامٍ وسيفِ عليٍ

إلى أبد الآبدينْ

(كربلاءُ) حمامٌ عنيفُ الحنين

يوافيكَ مِن مقلتيْ زينبٍ إذ تنامْ

على جسدِ الرملِ مجروحةَ الاقحوانِ

بشمسٍ تلملمُ أذيالَ غربتِها

في الظلامْ

(كربلاءُ) فضاءٌ لغيومِ الغزالة

نسبِّحُ فيه كلانا بأذرعةٍ

لملائكةِ الخيلِ مِن فضةٍ وخزام

(كربلاءُ) محاولةُ لاستلالِكَ

مِن قمرٍ عاشقٍ

في عيونِ الرخامْ

بيننا من صباحِ النبوّاتِ

ما يجعلُ الصخر

قطناً خفيفاً يضيءَ مواجعنا

في النجومِ . . . . وقوسِ غمامْ

(كربلاءُ) احتفاليةٌ

وسيوفُ يزيدٍ تسيلُ قرنفلةً بضّةً

في دِمانا

وعِرقِ الكلامْ (1)

...........................................................

وقال من قصيدة (دمعة من كربلاء)

بالدموعِ نكلّمه

أنتَ قطعتَ أيدينا

فبماذا نعانق أحبابنا؟

يا يزيدَ ولا... لاتَ حينَ مناص

أنتَ صلبتنا في الشامِ وقتلتنا في العراق

ستنامُ بقلبٍ مواتٍ وعينين مسجورتين

لأنَّ دماءَ الحسين

ستحرقُ روحَكَ

تخلقُ من كلِّ طفلٍ حسين (2)

.......................................

الشاعر

نمر أحمد سعدي، شاعر وكاتب ومترجم، ولد في قرية بسمة طبعون في حيفا بفلسطين، نشر قصائده ومقالاته في الصحف الفلسطينية والعربية منها: الاتحاد، كل العرب، الأخبار، القدس العربي، الشرق، مواقف، كل العرب، فصل المقال، الحياة الجديدة، عكاظ السعودية، الخليج الاماراتية، العرب اللندنية، الدوحة القطرية، النهضة السورية، الأهرام المصرية، العربي الجديد، النهار اللبنانية وغيرها. كما نشر الكثير من المقالات والقصائد على المواقع الأدبية والثقافية على الشبكة العنكبوتية.

صدرَت له من الدواوين:

عذابات وضَّاح آخر ــ 2005

موسيقى مرئية ــ 2008

كأنّي سواي ــ 2009

يوتوبيا أنثى ــ 2010

ماء معذَّب ــ 2011

وقتٌ لأنسنةِ الذئب ــ 2014

تشبكُ شَعرها بيمامةٍ عطشى ــ

وصايا العاشق ــ 2014

تقاسيم على مقامِ الندم

مجازات مؤجَّلة

لن أُعوِّلَ بعدَكِ إلا على جسَدِ الرائحة

رمادُ الغواية ــ 2017

استعارات جسديَّة ــ 2018

تُرجمت له عدة قصائد الى اللغات الانجليزية والرومانية والصينية والعبرية وصدرت في أنطولوجيات شعرية. (3)

تنوعت كتاباته الأدبية في النقد الشعري والروائي وتميزت بالثراء الثقافي والمعرفي ومن كتاباته التي نشرها في المواقع الالكترونية: (محمود درويش.. قيثارةُ الوجعِ الإنساني)، (سميح القاسم.. شاعر قبضَ على شمسِ القصيدة)، (عبد الوهاب البياتي.. أثرٌ شعريٌّ لا يزول)، (مرايا نثرية)، (هواجس على طريقِ القصيدة)، (علي الدميني.. الرعويُّ الأجمل الذي حرسَ ليلَ القصيدة)، (سعدي يوسف.. تلميذ السيَّاب الأنجب ومتمِّمُ قصيدته)، (عز الدين المناصرة.. الطفلُ الذي شرَّدهُ الحنين)، (محنة التجارب الجديدة في الشِعر الفلسطيني)، (تأملات جماليَّة في قصيدة الشاعر فرحات فرحات)، (أحمد حسين.. شاعرُ حيفا المعذَّبُ بجمالها)، (الشاعر محمد عفيفي مطر.. عبقريَّةُ التنوُّع)، (الشاعرُ الفلسطينيُّ حسين مهنَّا: علاقةٌ متجددَّة مع مسمَّيات الجمال)، (أقمارٌ مائيَّةٌ في شرفةِ بدر شاكر السيَّاب)، (فاروق شوشة.. آخرُ الرومانسيِّين)، (حلمُ نوبل للأدب.. هل يتحقَّق عربيَّاً مرَّةً أخرى؟)، (ثعلبٌ ينامُ في حدائقِ السرياليِّين)، (جميل الدويهي.. شاعرُ اللحظةِ المفخَّخةِ بالجمال)، (أزمة النشر في فلسطين)، (أجنحةُ الشاعر ومَقصُّ الرقابة)، (ماريو فاغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود)، (أمل دنقل.. يا فرَحَ الشِعرِ المختلَسْ) (ممدوح عدوان ورؤيا الدماء)، (سميح القاسم.. المخلصُ للقصيدة)، (السياب..الرجل الذي تاه في عرض المنفى)، (محمد علي شمس الدين.. بين لغةِ الحلمِ وهاجسَ الحداثة)، (الطيِّب صالح يهاجرُ جنوباً)، (محمود درويش.... أقربُ من زهرِ اللوز)، (ماركيز ويوسا: رحمةً بنا)، (مهزلة " أمير الشعراء " المُبكية)، (سأختار جان دمو)، (حسين مهنَّا : علاقةٌ متجددَّة مع مسمَّيات الجمال)، (قصائد من الشعر العبري ليهودا عميحاي ــ ترجمة)

قال عنه الكاتب والناقد الفلسطيني الدكتور محمد خليل: (يتميز شعر نمر سعدي بقدرة على التعبير اللغوي، والتصوير الفني على حد سواء، متكئاً، في هذا وذاك، على خيال جامح منفتح على الاتجاهات كافة. يمتح من تناصات ذات حمولات متعددة: موروثات ثقافية، وإشارات إيحائية، وأخرى رمزية وأسطورية، منها الخاصة: عربية وشرقية، ومنها العامة: أجنبية وغربية، تحيل إلى دلالات متعددة، قد تنأى عن كل ما هو نمطي أو متعارف عليه، أي وفق المنظور الحداثي. ولا يعدم القارئ في ثنايا شعره: فكراً وذوقاً وإحساساً ومعرفة ورؤيا. تنصتُ أشعارُهُ لهموم التجربة الحياتية وتزخمُ بالموسيقى الهادئة.

يُعدُّ الشاعر نمر سعدي واحداً من أصحاب الأصوات الجديدة في الساحة الشعرية الفلسطينية، لما يمتاز شعره به من: طاقة إبداعية، وغزارة في النتاج، ومخزون ثرّ من الموضوعات المتعددة. وهو يكتب قصيدة التفعيلة، ومن حين لآخر، أيضاً القصيدة العمودية. وقصيدةَ النثر. كما أنه ناشط في الحراك الأدبي، ومتابع لنشاطات الحركة الأدبية المحلية. كرَّمته مؤسَّسة الأسوار في عكا عام 2007). (4)

وكتبت الشاعرة والناقدة الفلسطينية فاتن دراوشة عن ديوان الشاعر: تَقاسيم عَلى مَقامِ النَّدم: (ديوان ثريّ وتصوير موغل في العُمق، وتوظيف رائع للرّمز، وثقافة عالية لدى الشّاعر، وتأثّر عميق بالفكر وبخلاصة تجارب وفلسفات لشعراء ولفلاسفة مختلفين من الحضارة الغربيّة). (5)

وقال عنه الناقد العراقي وجدان عبد العزيز: (كان حراك الشاعر نمر سعدي باتجاه حجز منطقة متميزة، يتحرك فيها معلنا عن رؤية ذات موقف محدد، وهي العيش ضمن منطقة الافتراض الشعري، ومن ثم التواصل مع فعل الوجود الواقعي، باسئلة متواصلة) (6)

وقال عنه الناقد العراقي ثائر العذاري في مقال له تحت عنوان: (نمر سعدي الرومانسي الجديد): (في قصائد الشاعر نمر سعدي لا يستسلم وحده لسلطة الطبيعة، بل إننا سنكتشف كلما تقدمنا في قراءته إن المتكلم في قصائده ليس نمر سعدي بل ضمير الإنسان، فالجنس الإنساني كله مسحوق بجبروتها) (7)

.........................................................................................

1 ــ قصائد مختارة من ديوان: أوتوبيا أنثى الملاك / الحوار المتمدن ــ العدد: 2394 بتاريخ 4 / 9 / 2008

2 ــ نمر سعدي - تقاسيم على مقام الندم.. ديوان كامل موقع الانطولوجيا بتاريخ 16 / 12 / 2019

3 ــ موقع الانطولوجيا بتاريخ 12 / 11 / 2022

4 ــ تجلِّيات الحداثة عند الشاعر الفلسطيني نمر سعدي، موقع الناس بتاريخ 5 / 12 / 2017

5 ــ المرأةُ والأرضُ بين سطور نمر سعدي ــ قراءة عن ديوان سعدي: تَقاسيم عَلى مَقامِ النَّدم / مجلة الثقافية الجزائرية 13 / 3 / 2020

6 ــ الشاعر نمر سعدي: فوضوي جميل يعيش بين أمكنة المرئي واللامرئي ــ صحيفة المثقف العدد: 5727 بتاريخ 11 / 5 / 2022

7 ــ نمر سعدي الرومانسي الجديد ــ صحيفة زمان الوصل بتاريخ 18 / 12 / 2007

 كما كتب عنه:

الكاتبة السورية فدوى العبود ــ نمر سعدي: شاعر يغمّد الريشة في دمه ويكتب / صحيفة النهار بتاريخ 25 / 9 / 2018 

الشاعر والناقد الفلسطيني فراس حج محمد ــ نمر سعدي ونساؤه اللواتي يبعثرنه في براح القصيدة / موقع تللسقف بتاريخ 17 / 7 / 2021

الشاعر والناقد الفلسطيني منير توما ــ الحزن الموجود والأمل المنشود لدى الشاعر نمر سعدي / موقع ديوان العرب بتاريخ 19 / 3 / 2007

كاتب : محمد طاهر الصفار