الدكتور عصام العماد: سبب استبصاري مؤلفات الشيخ المفيد التي كانت طريقي ويقيني لمعرفة مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

المستبصر الباحث الإسلامي الدكتور (عصام علي يحيى العماد) ولد عام (1968) في اليمن بمدينة (اب) من الأسر الزيدية، واصل دراسته الأكاديمية  ليحصل على شهادة الدكتوراه في علوم القران والحديث من خلالها درس المذهب الوهابي في جامعة الإمام محمد بن سعود وهي جامعة سلفية في مدينة الرياض السعودية، ودرس الفقه السلفي لمجموعة من الطلبة..مراسل الموقع الرسمي حقق هذا الحوار حول الاستبصار والتشيع وما مدى معرفيته لمذهب اهل البيت وماذا يعني له التشيع.فأجاب:

- كانت في ذهني صورة قبيحة حول المذهب الشيعي والتشيع من خلال كتب (إحسان الهي ظهير) و(محمد مال الله) و(محب الدين الخطيب)...فتراكمت الصور المشوهة التي ذكرها الكتاب حتى امتلاء قلبي حقدا وكراهية إزاء الشيعة والتشيع فبقيت على هذا الاتجاه حتى أصابني الانزعاج من الشيعة على مختلف توجهاتهم فقمت على أساس ذلك بتأليف كتاب ضد الشيعة بعنوان (الصلة بين الشيعة والغلو).

* هل انجزت الكتاب ؟وما سبب ترك السلفية والدخول الى المذهب الشيعي ؟- كلفتني جامعة الإمام( محمد بن سعود) السلفية بتأليف كتاب ضد الشيخ( المفيد ) وهذا ما اوجب عليّ ان أقراء وأتعمق بمجموعة من الكتب الشيعية والسنية وغيرها ومنها كتب الشيخ المفيد، واثناء البحث والتقصي وقع في يدي كتاب (الإمام الصادق) لمؤلفه (محمد أبي زهرة) كان أول كتاب يقدم إلي فرصة النظر من زاوية أخرى إلى الشيعة والتشيع على الرغم من ان الكتاب يحتوي على نقد للمذهب الجعفري، ولكنه كان يتميز بأسلوب موضوعي في مناقشة عقائد الشيعة وكان أسلوبه يختلف عن باقي الكتب التي قراءتها في الجامعة السلفية التي تحتوي على كتب بعيدة عن الموضوعية وعدم الاتزان في محتواها.. قرأت كتب الشيخ المفيد وقطعت مشوارا كبيرا في قراءتها فجذبني المفيد في كتاباته وأسلوبه الخالي من الغلو والتغيير واكتشفت ان الكثير من العلماء لم يتعاملوا مع الإمام علي (عليه السلام) بنفس الصورة التي مع غيره من الصحابة والتابعيين ووجدت في الكثير من الكتب تحيز خاص بالنسبة للصحابة،فتيقنت ان الأمام علي (عليه السلام) مظلوما لم يدافع عنه الكثير من الكتاب والمؤلفين خشية ان يتهموا بالتشيع...وقتها وصلت الى دليل قاطع ان بنو امية هم الذين رسموا جذور هذا الفخ الذي أوقع الكثير من المفكرين الذي ساروا على نهجهم واتبعوا سيرتهم في التعامل مع مذهب آهل البيت (عليهم السلام) واطلعت على المؤامرة التي حاكها هؤلاء ضد أهل النبوة والرسالة..

بعد البحث المطول وإظهار الحقائق والادلة لم أتحمل البقاء في انتمائي السابق فغيرت انتمائي العقائدي واعتنقت المذهب الشيعي سنة (1989) فقمت بتأليف كتاب عن الأمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وأهديته الى من كان السبب في هدايتي وهو الشيخ المفيد (رض).

*كيف كان صدى نبأ استبصاركم عند الأهل والأصدقاء ؟ وما هي الصعوبات التي واجهتها؟- استبصرت في وقت مبكر إي قبل وقت حركة الاستبصار والتي كانت هذه الحركة غير معروفة وتابعيها قلل لذلك كانت هذه الفكرة صدمه عند الأهل والأصدقاء.. فقررت بعدها الهجرة لأكثر من عشرين سنة الى اليمن وسوريا والتحقت بالحوزة العلمية في دمشق بالسيدة زينب (عليها السلام) لفترة وجيزة، ومن ثم (قم ) الإيرانية في سنة (1990) والتحقت بالحوزة العلمية ، حتى وصلت الى بلوغ المرتبة المطلوبة بالعلم والقيام بعملية التبليغ وتدريس علوم أهل البيت (عليهم السلام)،باشرت بالتأليف والكتابة وقمت بالعديد من المناظرات والحوارات المهمة مع مختلف المذاهب من اجل العمل على اظهار وتوضيح حقيقية آهل البيت (عليهم السلام) بالأدلة والحقائق العقائدية والدينية والعلمية...مستدركا حديثه : طبيعي ان التحول العقائدي والمذهبي صعب تصاحبه عوامل نفسية ومجموعة نقاط تواجهها، منها التردد بالانتقال والشك والتذبذب في بداية الاستبصار، حتى الوصول الى اليقين وعزل الماضي وبدأ حياة جديدة صحيحة وسليمة بكل توجهاتها.. مؤكدا ان الاستبصار مهم جدا لأنه اكتشاف الحقيقية وتجربة قاسية بتحويل معتقدي من الخطأ الى الصح.

* كيف تقرأ نظرة آهل البيت (عليهم السلام)  للمستبصر؟- آهل البيت (عليهم السلام) ينظرون الى المستبصر نظرة جميلة ورائعة ويحثونه على البقاء في المجتمع الذي يعيش فيه وعدم الخروج منه لكي يندمج معهم ويكونوا هؤلاء دعاة للحق وان يتعاملوا مع المجتمع بتعامل سليم هكذا كانت سياسية آهل البيت (عليهم السلام) وقال الإمام الصادق (عليه السلام) في هذا الشأن (من صلى خلفهم كأنما صلى خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذه الرواية تبين على ان الإمام كان حريصا ان يبقى المستبصر في أرضه وداره وأهله وان يصلي في مساجد المخالفين ليطلعهم على الحق.

* هل تدخل العواطف بعملية الاستبصار او أنها تنشئ عن معتقد وإيمان؟ان اهل البيت (عليهم السلام) ذكروا في التوراة والإنجيل وفي جميع الأديان السماوية إذا هي نظرية عقلية فكرية..ولا علاقة لها بالعاطفة والأحاسيس نعم ان البعض من الاستدلال القرآني والعقلاني يأتي بالمحبة لتكون تعبير عن مسالة وجدانية ولكنها في مرحلة متأخرة عن الدليل القراني والعقائدي والعقلاني.

*في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية ما هي دعوتكم لتحقيق الوحدة الإسلامية؟- اعتقد ان فريضة الوحدة الإسلامية هي فريضة حالها حال الصلاة والصيام والحج ان الذي قال (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) وهو نفسه الذي قال (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)..والذي أمر بالصلاة هو الذي آمر بالاعتصام والاتفاق ومنع عن الافتراق ..وان كل مسلم ان ينظر الى أية الاعتصام كأمر الهي وينبغي ان تتحول قضية الوحدة الإسلامية كالقضايا الواجبة ..وان لا تكون قضية سياسية فان آل البيت (عليهم السلام) أمرونا فيجب علينا الامتثال والإطاعة لأمر الله والرسول واله (صلوات الله عليهم).

* كيف تجد الرؤية المستقبلية لحل هذه الأزمة لتحقيق الاسلامية؟- لابد ان نتعايش وان نعذر بعضا البعض في اختلفنا وان انتحد..وليس فقط بين المسلم والمسلم بل بين المسلم والأديان الأخرى وبين الله (عز وجل) لا كراه في الدين ان يحترم بعضنا البعض في الخلافات وان نركز على العوامل المشتركة بيننا ..وأكد ان المشكلة ليست في التدين بلا بالتعصب والطائفية التي تستبيح الاخر والتعصب مرفوض والإنسان حر في اختياراته وقناعاته... ونحترم معتقدات بعضنا البعض ان المجتمعات الغربية عانت من الطائفية وكانت الحروب بين (الكاثولوكية والبروستيتنية) وبين (الثلوكس) التي دمرت المجتمع الأوربي ولكن الان تغير كل شيء وحاولوا ان يعالجوا القضايا الخلافية بينهم واتحدوا بين كل المذاهب وعلينا ان نستفيد من التجربة الاوربية للاتحاد بين المذاهب ..ويجب علينا ان نستفيد من تجربة المجتمع الأوربي للمحاربة الطائفية والتحدي.أهم مؤلفاته ** الصلة بين التشيع والغلو.** مشكلة الخلط عند الوهابية بين الاثني عشرية وفرق الغلاة ـ أسبابها ـ آثارها ـ علاجها.** التشيع في القرن العشرين.**المستقبل للتشيع.** رحلتي من الوهابية للاثني عشرية.

أحمد القاضيالموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات