753ــ عبد الكريم رجب صافي الياسري (ولد 1379 هـ / 1959 م)

عبد الكريم رجب صافي الياسري (ولد 1379 هـ / 1959 م)

قال من قصيدة (اعتراف السيف) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام) وتبلغ (30) بيتاً:

وكنتُ بأرضِ الطفَّ أسمعُ هاتفاً:     إلى (كربلاءِ) الـــفتحِ باللهِ فازحفوا

هناكَ قبابٌ لو رمقتَ اصفرارَها     لرحتَ من الضوءِ السماويِّ تغرِفُ

هنــاكَ قبورٌ تقصدُ البيدُ روضَها     وتستافُ منها ما تشـــــــاءُ وتقطفُ (1)

ومنها:

سلامٌ على المستشهدينَ بـ (كربلا)     الذين بأقصى الجودِ فيها تشرَّفوا

سلامٌ على بابِ السمــــــــــاءِ فإنَّه     لبـــــــــابٌ بنا يومَ القيامةِ يرأفُ

عشقنا دمَ الأحرارِ والحــــــبُّ آيةٌ     إذاً لا تقــــــــولوا هؤلاءِ تطرَّفوا

الشاعر

السيد عبد الكريم رجب صافي الياسري، ولد في البصرة، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنكليزي، وعضو في اتحاد الأدباء العراقيين.

صدرت له أربعة دواوين شعرية هي:

من دفاتر الإنشاء ــ 2007

الأقلام لا تصدأ ــ 2010

ما رددته الأزقة ــ 2011

من طقوس المعنى ــ 2012

صلوات الفيروز ــ 2016

وقد حاز خلال مسيرته الأدبية على العديد من الجوائز منها:

جائزة النور لأربع مرات ــ 2009 / 2010 / 2012 / 2014

الجائزة الثانية في الشعر في مسابقة الأمل الإبداعية ــ 2011

المركز الثالث في جائزة أكاديمية الفينيق للشعر الحر ــ 2011

المركز الخامس في مسابقة أكاديمية الفينيق للأدب العربي في الشعر العمودي ــ 2011

جائزة مسابقة الأرض ملتقى الأدباء والمبدعين العرب ــ 2012

المركز الثالث بمسابقة الإبداع في الشعر من ملتقى الأدباء والمبدعين العرب ــ 2012

المركز الثاني في مسابقة التفعيلة من تجمع شعراء بلا حدود ــ 2012 (2)

شعره

قال من قصيدة (اعتراف السيف) وقد قدمناها:

دمٌ باعترافِ السيفِ ما زالَ يعـزفُ     مناسكَ كفٍّ ما تزالُ تـــــــــــرفرفُ

دمٌ منذُ عاشوراء والشمــسُ تـرتدي     عباءتَه الحمــــــــــــراءَ طفّاً يُشرِفُ

دمٌ صَبَّ في لوحِ الهجيــــرِ صلاتَه     ليُشرقَ في ليلِ الموالين مُصـــــحفُ

دمٌ مرَّ ما بين العصورِ بوقـــــــــفةٍ     وكلُّ الذين استوقَفــــــــــــــوه توقّفوا

دمٌ ألهمَ الأوراقَ أســــــــــرارَ لونِهِ     وفي كلِّ سطرٍ ثـــــــائرٍ منه أحرفُ

فسالَ هدىً يسقي المسافاتِ حُـــجَّةً     تُباحُ إذا ما الـــــناسُ بالحزنِ أسرفوا

ولكنها غَضبى فلو فارَ بــــــعضُها     لأدركَ عـــــبدُ الـلاتِ ما ليسَ يُعرفُ

ويمَّمتُ أرضَ الطفِّ أتلـو طقوسَها     فـــــــــــطوراً أغنِّيها وطوراً أكفكفُ

سمعتُ صدى سيفٍ هنــــاكَ مُنادياً     صَدأتُ، وجُرحُ الطفِّ ما زالَ ينزفُ

هنا بدأ التأريخُ يكــــــــــــتبُ نفسَه     ويشطبُ وهمَ الطـــــــارئين ويحذُفُ

هنا تمَّ قولُ القولِ، فارتدَّ ناقـــــصاً     شعارُ الذين استوعَروه وحــــــــرَّفوا

هنا خرَّ طفلٌ، ها هناكَ قضـى فتى     وبينهما سربٌ من الموتِ يخطــــتفُ

هنا تختفي الأنهارُ عن ثغــرِ طفلةٍ     وما منعوها الماءَ إلّا ليختـــــــــــــفوا

هنا استأذنَ العباسُ للحـــربِ سيِّداً     أخاً، فاستفاقتْ ســـاحةُ الحربِ تـهتفُ

يفرِّقُ عن ماءِ الفراتِ جــــــحافلاً     بكفِّ انتماءٍ، حيــــــــــــــدرياً يصنَّفُ

إمامٌ بنهرِ الخلدِ يـــــــــــملأُ جودَه     ولكنه من رشفةِ الماءِ يأنـــــــــــــــفُ

ويقسمُ رمـــــــــــلُ الطفِّ باللهِ أنّه     رأى أسداً من غيـظهِ الأرضُ تـرجفُ

كأنَّ صدى كفّيهِ في ساحةِ الوغى     دويُّ هزيمِ الريحِ يـهفـــــــو ويعـصف

وما وهـــنـتْ كفاهُ بل صيغَ منهما     هــــــــــــــــلالٌ له كــل الدُّنى تتزلّفُ

وكان ضياءُ الشمسِ يرنو بحسرةٍ     للألاءِ بدرٍ ليـــــــسَ كــالشمسِ يُكسفُ

وقال مَـــــــلاكٌ: قابلَ العدلُ سعيَه     بكفينِ من نورِ الهــــــــــدى لا يُطفَّف

وكنتُ بـأرضِ الـطفَّ أسمعُ هاتفاً:     إلى كربلاءِ الفتحِ بــــــــــاللهِ فازحفوا

هناكَ قبـابٌ لو رمـقتَ اصفرارَها     لرحتَ من الضوءِ الســــماويِّ تغرِفُ

هناكَ قبـــورٌ تقصـدُ البيدُ روضَها     وتستافُ منها ما تشاءُ وتـــــــــــقطفُ

هناكَ جنــــانٌ أبـدعَ اللوحُ رسمَها     يطرِّزُها نورٌ ووحــــــــــــيٌ يزخرفُ

هناكَ نأى فـــــضـلٌ بعذرِ انتمائهِ     على فقدهِ دمعُ الرياحيـــــــــــنِ يُذرفُ

هناكَ إمامٌ كلّمــــــــــا يُذكر اسمُه     يردِّدُه صدرٌ كليــــــــــــــــــــمٌ ويلهفُ

سلامٌ على المستشـهديـــنَ بكربلا     الذين بأقصى الجودِ فيها تشـــــــــرَّفوا

سلامٌ على بابِ السـماءِ فـــــــإنَّه     لبابٌ بنا يومَ القيـــــــــــــــــــامةِ يرأفُ

عشقنا دمَ الأحرارِ والـحبُّ آيـــةٌ     إذاً لا تقولوا هؤلاءِ تــــــــــــــــــطرَّفوا

وقال من قصيدة (دم الشهيد) وهي في أبي الأحرار، الإمام الحسين (عليه السلام):

يراقُ دمُ الأحــــــــرارِ عِزّاً، فيَسْكُبُ     على الأرضِ أشعاراً تبوحُ، فيطربُ

يراعٌ عــــــــــلى إيقاعِ خيلٍ، فتنحني     لأحــــــــــــــرفِهِ الدُّنيا إذا مرَّ يكتُبُ

بحـــبِّ أولي القربى، ومكنونِ سورةٍ     فيحضرُ شكـــراً، والَّذي غابَ يُذْنِبُ

فَفزْتُمْ، وطابَ الرَّملُ يا موئلَ الورى     ويا مَنْ إلى طــــــــــوبى بِهِمْ أَتَقَرَّبُ

أنطُّ بأحلامي، وأعـــــــــــدو بيقْظَتي     فيعصمُني فجرُ الشَّهـــــيدِ، فأرضبُ

بكفَّيهِ مِنْ عينِ البطولاتِ، عـــــــلّني      بمعسولِها في ساحةِ الحــــربِ ألعبُ

وأنعمُ بالرّضـــــــــوانِ في حجرِ آيةٍ     يهدهدُها في نورِ عينيهِ كـــــــــوكبُ

فتحملُهُ الأجفانُ لحنـــــــــــاً، ودمعةً     ولا غرْوَ، فالآمالُ ترضى، وتغضبُ

وها أنتَ تدعوني لأهدى ســـــــفينةٍ     تسيرُ لأبوابِ الجِنــــــــــــانِ، فأركبُ

على متنِها حيّاً، فَأَلْهِــــــــــمْ نفـوسَنا     لنشربَ بالكأسِ الذي منهُ تـــــــشربُ

مِنَ الموتِ يدنو حـــــينما يولدُ الذي     ويولدُ بالقتـــــــــــلِ الشَّهيدُ المخضَّبُ (3)

وقال من قصيدة (حِلْمٌ يورق) وهي في أمير المؤمنين (عليه السلام)

تَهاوى بَنو نَحْنُ الْـ وَحِلْمُكَ يــــــــورِقُ     قِباباً،.. تَمورُ الشَّمسُ فيها، وَيُشْرِقُ

صَباحٌ مِنَ الْأَفْياءِ، يُسْكِـــــــــرُ خُطْوَةً     يَــــطوفُ بِها في لُـجَّةِ الْبَحْرِ زَوْرَقُ

تُهَدْهِدُهُ الْحُسْنى، فَــــــــيَضْحَكُ مُنْشِداً     كَأَنَّ اصْـــطِخـابَ الْمَوْجِ لِينٌ وَنُمْرُقُ

أَلا يا مُرادَ الــــــــرُّوحِ قُرْبُكَ حاجَـتي     وَبِاسْمِكَ، مُــــذْ أَحْبَبْتُكَ، الْقَلْبُ يَخْفقُ

وَجِئْتُكَ، لـَمّا ماجَ بْالنَّفْسِ غَيْــــــــهَـبُ     أُقَبِّلُ باباً عاذِراً لَــــــــــــــــيْسَ يُغْلَقُ

تَهاطَلَتْ الْأحْلامُ، واخْـــــــضَرَّ برعمٌ     يُشَجِّرُ صَحْراءَ الضَّيـــــــــاعِ، فَتُنْفِقُ

سَحاباً، يَجوبُ الـــــظَّنَّ، يَمْـطرُ حُجَّةً     إذا مَسَّها ثَغْرٌ فَبِالْحَقِّ يَنْـطـــــــــــــقُ

وَأَنْهَلُ مِـــــــــــمّا فاضَحُلْواً، وَأَنْحَني     أُعَفِّرُ خَدّي في ثَـــــــــــراكَ، وَأُهْرِقُ

دُمــــــوعاً، إذا ما عَبَّها الرَّمْلُ هزَّني      عَبيرٌ، فَنادى الْقَلْبُ: إيّــــــــاكَ أَعْشقُ

وَعُدْتُ، فَعادَ اسْمي عَلى كوخِ راهبٍ     أَموت ُ وَأَحْيا، وَهْوَ حيٌّ ويُـــــــرْزَقُ (4)

وقال:

طوبى لَهُ

سراً توضَّأَ بالدّموعِ

بلحظةٍ خرساءَ بينَ سباتِ عالَمِهِ

وَوحي الما وراءْ

فأعارَهُ الملكوتُ حرفاً

يحتذي الدنيا بنورهِ

حينَ ينتحرُ الضياءْ

فمضى سويّاً خارجَ الجْسَدِ المسجّى

لا يضيقُ بِهِ المكانُ

وليسَ تمْنَعَهُ السَّماءْ

طوبى لَهُ

صلّى على رأسِ الغريبِ بقبلةٍ

مَسَحَتْ غُبارَ الذّلِّ عَنْ َخَدٍّ

تَوَطَّنَهُ البلاء

واستسهَلَ الوجعَ الطويلَ

لأجلِ مَن مَرّوا، ومَنْ فرّوا،

ومَنْ ألِفوا الخفاءْ

طوبى لِمَنْ

أعطى، وأعطى، ثمَّ أعطى،

كي يفوزَ بما يشاءْ (5)

.............................................................

1 ــ كتاب (الجود) وهو إصدار وثائقي خاص بمسابقة الجود العالمية الثالثة عن أبي الفضل العباس (عليه السلام) لسنة 1433 هـ ص 92 ــ 93 وقد فازت قصيدة الشاعر (اعتراف السيف) بالمركز الثامن

2 ــ السيرة الذاتية والأدبية للشاعر العراقي عبد الكريم الياسري / موقع آفاق حرة بتاريخ 23 / 8 / 2020

3 ــ موقع النور بتاريخ 2 / 1 / 2010

4 ــ موقع كتابات في الميزان بتاريخ 29 / 9 / 2010

5 ــ موقع النور بتاريخ 4 / 9 / 2009 / كتابات في الميزان بتاريخ 30 / 3 / 2011

كاتب : محمد طاهر الصفار