743 ــ مزهر العلوي الزيدي (ولد 1365 هـ / 1945 م)

مزهر العلوي الزيدي (ولد 1364 هـ / 1945 م)

قال من قصيدة (صاحب لواء الحمد) وهي في أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبلغ (494) بيتاً:

فحنوطكَ المعنى ترابٌ (كربلا)     ونـجـيـعُـكَ الـغالي هوَ العنوانُ

ثُـمْ يـنـظـرُ الـعباسُ بالعينِ التي     هيَ واعدتْ ما يصنعُ الشجعانُ

ولـدي إلـيـكَ الـدورُ أدري للفدا     أنتَ ادّخِرتَ إبـاؤكَ الـرجـحانُ (1)

وقال من قصيدة (نشيد الروح) وهب في الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (478) بيتاً:

لابدَّ أن يسمو النجيعُ بـ (كربلا)     يختارُ من حللِ السماءِ دراريا

لابـدَّ هــذا الـيـوم أن يـخـتـــارَه     فـيضُ الحسينِ وذا وفاءً داعيا

يسري ولا أشِراً وهذا فـجــــرُه      كـلا ولا بطراً صلاحاً ماضيا

ومنها:

ذي (كربلاءُ) الـفـدي ودّاً خالــــدا     ذي (كربلاءُ) النصرٍ بذلاً ساميا

ذي (كربلاءُ) الطفِّ نورٌ دربُـــها      وحـسـينُ ذاكَ النور فيضاً زاكيا

ذي (كـربلا) العباسُ طلَّ لـــواؤه      وبه أرى الـتــوحـيدَ فرضاً ذاكيا

ذي (كربلاءُ) الـروح فـــيها حرَّةٌ      هـتـفـتْ بفدي الـروحِ يا إسلاميا

ذي (كربلاءُ) المجدِ أنوارُ الهدى      فيها نجومُ الأفقِ طــرنَ تــبــاهيا

يا (كربلاءَ) الذكرِ يا فيضَ المنى      يا أرضَ إيــمـــانٍ أتــيتُ مواسيا

وقال من قصيدة (يا سيد الفدي) وهي في الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً وتبلغ (176) بيتاً:

يا أيُّها المجدُ هذي (كربلا) شرفاً      حسينُها الفذّ والــعــبــــاسُ أنوارُ

وحائرٌ ذاكَ ضمَّ الصحبَ صادقةً      بـهـيـبـةِ الــفــدي أحرارٌ وأبـرارُ

وتلّها ذاكَ مِن مــعــنــاهُ راشـــفةً      دنياً مِن الخلدِ والأخرى له الدارُ

وقال من قصيدة (قمر الطف) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام) وتبلغ (73) بيتاً:

فلذاكَ كانَ الطفُّ عندكَ (كربلا)      ولذاكَ صانته الــقــلوبُ دفاعا

ولـذاكَ كــانَ الــبــذلُ عــباسٌ له      قـلـبـاً ومــجــداً بـارقاً ويراعا

ولذاكَ عندَ الماءِ حــيــن وقــوفِهِ      ذكرَ الحسينُ فلمْ يذقه صواعا

وقال من قصيدة (أمينة الطف) وهي في السيدة الحوراء زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام) وتبلغ (338) بيتاً:

في (كربلاءَ) قبابُ المجدِ سابحةٌ      في دارةِ المجدِ والعلياءُ أشعارُ

حـسـينُ فـديٌ وعزٌّ عندَ حضرتِهِ      وكـلُّ ودٍّ إلــيــهِ لــيــسَ يحتارُ

والـثـائـرُ الشهمُ في معنى بسالتِهِ      ثوبٌ له العزمُ لا يوقــفــه تيَّارُ

وقال من قصيدة (سلام علي الشأن) وهي في علي الأكبر (عليه السلام) وتبلغ (119):

فسرْ يا عليّ العهدِ ذي (كربلا) وقد      وعِدنا بها واللهُ حطنا بها خبرا

فـذي وقــفــةٌ لــلــديـــنِ واللهُ خطّها      ذُخِـرنا لها واللهِ لا غيرنا ذخرا

وهذا نجيعُ الطفِّ والــبــيـرقُ الذي      يــوحِّدُ ذكرَ اللهِ لا يلتوي غدرا

وقال من قصيدة (أنتم فداة) وهي في أصحاب الإمام الحسين الشهداء (عليه وعليهم السلام) وتبلغ (348) بيتاً:

و(كربلا) تـلــكَ ترجو منكَ آملة      تسقي العطاشَ رضيعٌ ذاكَ يبتهلُ

يـا ســيَّــدَ الجودِ إنَّا منكَ فرحتُنا      فـاعـطـفْ عـلـينا فإنَّا زفَّنا العَجَلُ

حتى نعيشَ بفيضِ الحقِّ نبصرُه      فدولةُ الحقِّ لا هــذي هـيَ الدولُ

الشاعر

مزهر بن ريسان بن غانم بن محمد الزيدي الملقب بـ (العلوي)، خطيب وشاعر، ولد في ناحية (كبيسة) في مدينة الأنبار بالعراق وأصله من عشيرة بني زيد التي تسكن في قضاء الشطرة في محافظة ذي قار، وكان والده يعمل شرطياً في الحرس الملكي، نزحت أسرته إلى بغداد وفيها أكمل الزيدي دراسته المتوسطة فيها وتعلق بالمجالس الحسينية التي أصبحت مصدراً لثقافته، فكان يذهب بعد انتهاء دوامه إلى حسينية (كرادة مريم) يقرأ القرآن الكريم ويطالع الكتب التاريخية والأدبية في مكتبتها حتى أصبح قيِّماً عليها وهو في السادسة عشرة من عمره.

لقب بـ (العلوي) لتعلقه بأمير المؤمنين (عليه السلام) وحبه الكبير الذي صهره قصائد مطولة في مدحه. قال عنه الأستاذ الدكتور صباح عباس سالم أستاذ الدراسات العليا في جامعة بابل: (إن من يقرأ قصائد مزهر العلوي الزيدي يجد أنها فيض على لسانه لما حوته من دقة تضمين وموسيقى محققة الايقاع المتوائم مع قدسية الممدوح وكانت قصائده الأولى وجدانية شخصية ثم اتجهت اتجاها دينيا في حب الرسول وآله صلوات الله عليهم بعدها اختص بمدح الإمام علي عليه السلام لذا لقب بالعلوي وبخادم أمير المؤمنين ....

إن روح الشاعر المؤمنة وشفافية أسلوبه وعظمة حبه لآل بيت الرسالة صلوات الله عليهم عاملة في شعره ومحاضراته ونجدها أكثر وضوحا في قصائده التي يمكن أن نسميها قصائد الضريح وهي قصائد موسمية حولية عددها أربع والضريح المقصود هو ضريح أمير المؤمنين عليه السلام وكانت تلقى في مناسبات مولد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في رجب وجرحه في رمضان وعيد الفطر تجديدا للولاية وفي عيد الغدير

هذا هو مزهر العلوي الزيدي كما عرفته شاعرا مجيدا وكاتبا مثقفا يعتمد التحليل الدقيق للتأريخ ومحاضرا لبقا يسحر سامعيه ...) (2)

وقال عنه الأديب والشاعر اللبناني جورج شكور: إنه شاعر يجود كلما طال شوطه قصائده بعظمتها وطول نفسها ملاحم وملاحم هي بمعانيها السامية وهل تولد مثل هذه المعاني غير النفوس السامية ... مزهر العلوي شاعر كبير ومحدث وإنسان فريد ..) (3)  

وقال عنه السيد جواد هبة الدين الحسيني الشهرستاني متولي مكتبة الجوادين في الصحن الكاظمي الشريف: (يشد السامع إلى الإنصات إليه وإلى ما حظي به من خزين علمي وفير لأدق ما جرى في تاريخنا الإسلامي بشأن أهل البيت النبوي ..) (4)

كما قدم للديوان وقرظه وأشاد بشعر الزيدي عدد من الأعلام منهم: آية الله السيد علي الحسيني البهشتي، والشيخ محمد حسن الأختري الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، ، والدكتور محمد علي الحسني..

وإضافة إلى ديوانه (أنشودة السماء) فله أيضا من المؤلفات: (نور محمد صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين علي عليه السلام)، (الحسن شعاع لثورة الحسين عليهما السلام) (علي بن الحسين السجاد عليهما السلام بقية الطف وأشراف الأئمة)

شعره

احتوى ديوانه (أنشودة السماء) على (58) قصيدة مطولة في أهل البيت (عليهم السلام) في (10074) عشرة آلاف وأربعة وسبعين بيتاً وأكثر القصائد في أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد دلت على ثقافة دينية واسعة للشاعر وإلمام بالسير العظيمة لأهل البيت وهذه موضوعات القصائد وعناوينها وعدد الأبيات:

توحيد الله (جل جلاله): (أنشودة السماء): وتبلغ (188) بيتاً.

أصول الدين: (أصول الدين): وتبلغ (24) بيتاً.

النبي (صلى الله عليه وآله)

 (حبيب الله): وتبلغ (67) بيتاً

(طريق الفلاح): وتبلغ (109) أبيات

(مبعث النور): وتبلغ (118) بيتاً.

أمير المؤمنين (عليه السلام):

(ولي الدنيا والآخرة): وتبلغ (144) بيتاً

(فقد المرتجى): وتبلغ (702) بيت،

(أمان الأرض): وتبلغ (64) بيتاً

(بسمة البيت): وتبلغ (228) بيتاً

(المرثية البهية): وتبلغ (193) بيتاً

(سيد الأعياد): تبلغ (183) بيتاً

(رغد الورد): وتبلغ (358) بيتاً

(ود الموالين): وتبلغ (200) بيت

(وليد البيت): وتبلغ (44) بيتاً.

(عين التوحيد): وتبلغ (202) بيت

(يا مثبت الدين): وتبلغ (222) بيتاً

(نزيف ينير الدهر): وتبلغ (320) بيتاً

(باب السماء): وتبلغ (229) بيتاً

(ساقي الكوثر): وتبلغ (84) بيتاً

(ضيف البيت): وتبلغ (448) بيتاً

(الطهر والبر والإيمان حيدرة) وتبلغ (212) بيتاً

(أعليت دين الحق): وتبلغ (216) بيتاً

(مصدر الإلهام): وتبلغ (472) بيتاً

(صرح النور): وتبلغ (506) أبيات

(الشقشقية): وتبلغ (106) أبيات

(صاحب لواء الحمد): وتبلغ (494) بيتاً

(يا سيد الأبرار): وتبلغ (99) بيتاً

(الحيدرية): وتبلغ (235) بيتاً

(سفينة الناجين): وتبلغ (90) بيتاً.

فاطمة الزهراء (عليها السلام):

(أم الأئمة): وتبلغ (62) بيتاً.

الإمام الحسن (عليه السلام):

زكي الخصال: وتبلغ (63) بيتاً.

الإمام الحسين (عليه السلام):

يا سيد الأحرار: وتبلغ (69) بيتاً

(عهد محمد صلى الله عليه وآله) وتبلغ: (586) بيتاً

(امشوا على الهام): وتبلغ (97) بيتاً

(نشيد الروح): وتبلغ (478) بيتاً

(يا سيد الفدي): وتبلغ (176) بيتاً.

الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام):

(يا بقاء الطفوف): وتبلغ (40) بيتاً.

الإمام الباقر (عليه السلام): (باقر العلم): وتبلغ (76) بيتاً.

الإمام الصادق (عليه السلام): (كنز العلم): وتبلغ (84) بيتاً.

الإمام الكاظم (عليه السلام): (حجج الإله): وتبلغ (70) بيتاً.

الإمام الرضا (عليه السلام): (بدر طوس): وتبلغ (80) بيتاً.

الإمام الجواد (عليه السلام): (يا ابن الرضا): وتبلغ (79) بيتاً.

الإمام علي الهادي (عليه السلام): (السراج الهادي): وتبلغ (77) بيتاً.

الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): (أبو المهدي): وتبلغ (62) بيتاً.

الإمام المهدي (عليه السلام): (متى اللقاء): وتبلغ (57) بيتاً.

أبو طالب (عليه السلام): (شيخ الأبطح): وتبلغ (54) بيتاً.

الحمزة بن عبد المطلب: (سيد الشهداء): وتبلغ (64) بيتاً.

أبو الفضل العباس (عليه السلام): (قمر الطف) وتبلغ (73) بيتاً.

السيدة الحوراء زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام): (أمينة الطف): وتبلغ (338) بيتاً

عبد الله الرضيع (عليه السلام): (فيا رضيع الإبا): وتبلغ (73) بيتاً.

مسلم بن عقيل (عليه السلام) (ضيف طوعة): وتبلغ (75) بيتاً.

أهل البيت (عليهم السلام): (صفوة الحق): وتبلغ (48) بيتاً.

ليلة القدر: (ليلة السلامة): وتبلغ (97) بيتاً.

خديجة بنت خويلد (عليها السلام): (أمٌّ لكل المؤمنين): وتبلغ (84) بيتاً.

جعفر الطيار (عليه السلام): (جعفر الطيار) وتبلغ (67) بيتاً.

أمُّ البنين (عليها السلام): (أكرم بها مهج): وتبلغ (40) بيتاً.

أصحاب الإمام الحسين الشهداء (عليه وعليهم السلام) (أنتم فداة): وتبلغ (348) بيتاً

شعره

قال من قصيدة (أنشودة السماء):

هوَ ربُّ الكونِ لا وصفَ له     مَن يحط بالوصفِ إذ وصفٌ تلالا

ذا شــفــيــــقٌ وعظيمٌ راحمٌ      وعــفــوٌ عــنــدَ نــجـواهُ ابـتـهـــالا

ذاكَ جبّارٌ كــبــيــــــرٌ خالقٌ      للسما والأرضِ مــرســيــها جبالا

ذاكَ فردٌ صــمــديٌ واحـــدٌ      لا نــثــنــيــهِ شــكــوكـــاً واحتمالا

خـالـقُ الـنـفــسِ تراباً لازباً      نـفـخَ الــروحَ بــهــا ثــــــمَّ أجــالا

وقال من قصيدة (أصول الدين):

أصـولُ الدينِ توحيدٌ وعدلٌ عندَه التصداقُ

ومِـن ثمَّ النبيُّ العهدِ هذي فيضها الإشراق

إمامــةُ والــمــعادُ الحقُّ ميثاقٌ من الخلاقِ

أهلٌ لـلكسا خــمــســـةٌ همْ نورٌ مِـن الآفاقِ

وللتوحـيدِ إشراقٌ وهــمْ بـــرهـــمُ الإشفاقُ

وقال من قصيدة (حبيب الله):

هوَ أحمدٌ ومــحــمـدٌ حيث العلا      طه وربٌّ قـــد حـــبــاهُ، رسولُ

بـولادةٍ هُــدّتْ عروشٌ وانطفتْ      نــارُ الـــمجوسِ وساوةٌ لمحولُ

وسرى ربيعُ المكرماتِ وفيؤها      شمسُ الفلاحِ وفي الفلاحِ تجولُ

ورقتْ بذكرِ الله كلَّ شـــديــــدةٍ      ألفتْ بشيراً والصداحُ جــمــــيلُ

فالفجرُ لا هبلٌ تراهُ يــشــيــنُــه      والشركُ هارٍ قد طــواهُ رحـــيلُ

وقال من قصيدة (ولي الدنيا والآخرة) وهي في أمير المؤمنين (عليه السلام):

قـولٌ لطهَ: عليُّ الحقِّ مــنـزلـةً      كما لهارونَ مِن موسى هوَ المثلُ

عـلـيُّ مـنّـي أنـا مـنـه وذي ثقة      وأمرُ رحـمـنِ تعساً للذي عـدلـوا

نفسي هوَ الفخرُ في آيٍ مباهلةٍ      وذا حـــديثٌ وحـقـاً مـنـكـرٌ وهـلُ

والبابُ للعلمِ لا يعدوهُ مُنتصفٌ      هـذا عـلـيٌّ لــعــلــمِ اللهِ يــنــتــهلُ

أحبُّ خلقٍ إلى الرحمنِ حـيدرةٌ      كذا الــرســولُ عــليٌّ عنده الأملُ

وقال من قصيدة (أم الأئمة):

هيَ حـوراءُ جــنَّـةٍ ومـحيَّا      ومِـن اللهِ ذلــكَ الإكــرامُ

فـاطـمُ الأمُّ للأئــمـةِ فـخـرٌ      مِن حسينِ الفدا إمامٌ إمامُ

فـأبـوهـا مـحـمـدٌ لا يُدانى      هوَ نورٌ وما عداهُ ظــلامُ

يا بتولاً وكيفَ أزجي ثناءً      فالسما والدنى وكلٌّ هيامُ

أنتِ تـبـقـيـنَ لـلخلودِ يقيناً      وبكِ الخلدُ معجزاً يُستدامُ

وقال من قصيدة (زكي الخصال) وهي في الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام):

أحـمـدٌ جـدُّكَ الـعـزيـزُ سـمـاءٌ      وهوَ الصادقُ الودودُ الأمينُ

هوَ سمَّاكَ يا كــريــمَ الـمـحـيَّا      حـسـنـاً أنــتَ والمسمّى يقينُ

يا زكيَّ الــخــصالِ أنتَ سموٌّ      وفداءٌ بهِ الــسـنـا مــقـــرونُ

حسنُ الفضلِ والإمامُ المرجَّى      فلأنتَ الشراعُ أنتَ الــسفينُ

يـا إمـامَ الــدهــورِ باقٍ ويبقى      ذكرُكَ العذبُ والإلهُ ضـمينُ

وقال من قصيدة (عهد محمد) وهي في الإمام الحسين (عليه السلام):

الطفُّ رائــعُــه حـسينٌ فــاديــاً     وبـزيـنبِ الافداءِ عـهـداً جُــدِّدا

الـطـفُّ إيـثـارٌ بـعــبـــاسِ اللوا     وشعارُه الـخـفّــاقُ قولاً مُرعدا

قولُ العقيلةِ أن جميلاً رُؤيــتـي     بـرزوا إلـى الجلّى بحمدٍ سُجَّدا

فنجيعُ طفِّ الحقِّ عرشاً صانَه     وعلى لسانِ العهدِ شهماً موردا

يـبـقـى حـسـيـنـيـاً فـــداءً خالداً     يبقى بـعـبـاسٍ لـــواءً أصــيــدا

وقال من قصيدة (يا بقاء الطفوف) وهي في الإمام زين العابدين (عليه السلام):

همساتٌ تعلو وأخـرى تُــنـاجي     منكَ كفّاً وأنـتَ تـهـواهُ جـودا

هيَ هذي يا بنَ الحسينِ خُطاكمْ     يـسـتـمـدُّ الـخلودُ منها خلـودا

يـا ربـيـعَ الأيـتـــامِ كلُّ السجايا     عشقتْ نهجَ دربِكَ الموعـودا

فـمـدارُ الــدهـــورِ أنــتَ إبــاءٌ     عانقته الآياتُ فكراً ســديـــدا

يا سميرَ الـمـحـرابِ للهِ تصغي     كلُّ نجواكَ مُذ طلعتَ سُجودا

وقال من قصيدة (باقر العلم):

يا بــاقــراً لــلــعــلــمِ هــذا ســيِّدي      عهدُ الولا ما حدتُ عنه فطاما

يـا بـاقـراً عـهـدُ الــــولاءِ أجــــلّــه      فـالآيُ قـد نـطـقتْ عليهِ دواما

ماذا أقولُ وســيــــدي هــو مـعـلـمٌ      في كلِّ من يـبــغـي إليهِ سلاما

فـاقـبـلْ سـلامَ الـمـؤمـنـينَ يقودُهم      عهدُ الولا الإيـمانَ والإكـــراما

هو منكَ عهدٌ صادقٌ حيث الورى      عاشتْ به لا يـرهـبـونَ حِـماما

وقال من قصيدة (كنز العلم) وهي في الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):

سقيتَ ربيعَ المكرماتِ فــضــائـلاً      فشعَّتْ بما تلقاهُ لم يـثـنِــهـا وعـرُ

رأتْ جـعـفـراً بــابــاً لــعلمِ ولائنا      يـعـانــقُــه الـتـوحـيدُ بيرقُه الـبشرُ

يفيضُ سماحاً والوفا يصدقُ الوفا      وكلُّ خطاهُ الصدقُ والشكرُ والبرُّ

فـيـا جـعـفـرٌ هــــذي علومُكَ ثرَّةٌ      إلى الآنَ مـعـنـاها ولم يخفِها سترُ

ويا جعفرٌ إنَّ الإمــامــةً مُذ زهتْ      تعلّقَ فيها الــمــجدُ والآيُ والفخرُ

وقال من قصيدة (حجج الإله) وهي في الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام):

هذا ابنُ جعفرَ كاظمُ الـغـيظِ الذي      ألقُ السماءِ على رداهُ يجولُ

ابـنٌ لـخـيـرِ الـرشـدِ طــهَ أحــمـدٌ     وإمامُنا عبقُ الندى المأمولُ

هوَ محضُ إيـمـانٍ خلاصةُ معدنٍ      وبأجرِ ذي القربى إليهِ دليلُ

هو سابقُ التكوينِ في لوحِ الهدى      أنـبـا بـه الــقــرآنُ والإنجيلُ

هـو سـابـعٌ حيثُ الإمامةِ أخبرتْ      والله، علّمَ أحــمــداً جــبـريلُ

وقال من قصيدة (بدر طوس):

يا أرضَ طوسٍ ما أقولُ لـعـلّـني     أعـيـا جـوابـاً ذا عُـلاكَ مُخلّــدُ

فيكِ الوفاءُ وفيكِ صـوتُ مـحـمدٍ      يحييهِ من شهدِ الإمامةِ موعــدُ

حيثُ الـغـريـبِ مِـن الأئمةِ حلها      فتقاربتْ زهواً ولاتَ الـمـبـعـدُ

هـوَ ثـامـنٌ عـنـدَ الــولاءِ يـجـلّـه      دربُ الولاءِ ويُستطابُ بهِ الغدُ

هذا الرضا، الإيمانُ كلُّ خصالِهِ      مِن نبعِ طه يـسـتـنـيــرُ المشهدُ

وقال من قصيدة (يا ابن الرضا):

وبكمْ أيُّها الــجـــــوادُ إمــامــي      عرفتْ نفسيَ الولا ســيــماها

وبكمْ أيُّـهـا الــجــــوادُ تـعـالـتْ      هذهِ الروحُ ســرُّها نـجـــواها

وبكم أيُّها الــجــوادُ أحـــيـــــي      كلَّ نفسٍ تـحـبـكـمْ مــحـــلاها

شـاقـنـي دربـكـمْ ولاءً ويـكـفي      منطقُ الآي في الكتابِ حواها

هي هذي يا ابنَ الرضا كلماتي     رحـنَ صــدحـاً وإنّكم لعطاها

وقال من قصيدة (السراج الهادي) وهي في الإمام علي الهادي (عليه السلام):

هذي عليٌّ الهادي ذراكــمْ حـرَّةً      شعَّتْ بها لـلـمـجـدِ ســامـرَّاءُ

شوقُ الولاءِ إلـيـكمُ لا يـنـتـهـي      هوَ نعمةٌ تسمو بها الـنـعـمـاءُ

مِن شـوقِ بـارئـكـم تجلّى ودكـمْ      وعليهِ سارَ الـفـتـيــةُ الحنفاءُ

يا سيّدي يا ابنَ الجوادِ أرى بكم      هدي الطريقِ فتسفرُ الظلماءُ

يا ســيـدي هـو حـبـكـمْ لا غيره      أهـوى وأنـتـمْ لـلـمحبِّ رواءُ

وقال من قصيدة (أبو المهدي):

يا سيدي يا ابنَ هاديها عليِّ وقد      سمَّاكَ إذ حـسـنـاً يا حسنَ ما ينعا

إذ أنتَ إيمانُها المزدانُ مـكـرمةً      وأنتَ صـبـرٌ لذاتِ اللهِ قد رجـعـا

يا أنتَ يا حسناً يا عسكري لـقباً      هذا عـطـاكَ لـوجـهِ الله مُـنـقتطعا

يا سيدي يا أبا المهديِّ يا عظتي      فـي كلِّ دهرٍ أراكَ الفكرَ قد لمعا

لـبـارئ الـكـونِ إذ أنـتـمْ أئـمـتُنا      أمانكم كلُّ هذي الأرضِ قد وسعا

وقال من قصيدة (متى اللقاء ...؟)

يا حـجَّــةَ اللهِ فـي خـلقيهِ أنتَ لنا      مهدي عصرٍ فأينَ الوعدُ يا رغدُ

متى تقومُ فإنّا صـاحَ حـاضــرُنا      يا للمغيثِ وماتُ الأهـلُ والــولـدُ

مـتـى إمـامـي فإنَّ الصبرَ عذّبنا      والحاقدونَ عـلـيـنـا كـلهمْ حشدوا

متى إمامي يصيرُ الأمنُ في بلدٍ      يرعـاهُ ديــنٌ وإيــمــانٌ ومُـعـتـقدُ

نريدُ منكَ قبولاً ســيـــدي وكفى      منكَ القبولَ فأنتَ الحبُّ والـسـعدُ

وقال من قصيدة (قمر الطف) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام):

هذا أبو الـفـضـلِ الــذي من صــوتِه      زهرُ الكواكبِ ينجذبنَ سماعا

هـوَ ضـيـغـمٌ وابــنُ الــبـسـالةِ حيدرٌ      عـبَّــاسُــهــا عــنـدَ اللقا منّاعا

قلبَ الصفوفَ على الصفوفِ فهالها      ذاكَ القراعُ فـلـمْ تـطـقه قراعا

هوَ ليثها وشـعــارُها عـنـد الــلــقـــا      وهـوَ الــمـقـدّمُ والذمامُ تُراعى

كانتْ له في الطفِّ صــدحـةُ واهبٍ      نفساً وروحاً ما رهبنَ صِراعا

وقال من قصيدة (أمينة الطف) وهي في السيد زينب (عليها السلام):

هذي الأمـيـنـةُ نــورُ الــحــقِّ رائــــدُها      ذرِّيَّةُ الــنــورِ عــرشُ اللهِ يــخــتارُ

هــذي الأمــيـنـةُ عــهــدٌ والــوفــا أمـلٌ      وشمسُ هديٍ لمَن والوا ومَن ثاروا

هذي الأمينةُ في الحاديْ عشرْ صدعتْ      بآيةِ الــحـمـدِ والــقــربـــانُ إيــثـارُ

رغمَ الجراحاتِ لم تعثرْ بـخـطـوتِـــــها      وإنّما الـخـطـوُ زلــزالٌ وإعـــصارُ

كــانــتْ تــحــاكـــي بطفٍّ عزمَ والدِها      كأنّما الخطو والاثــبـــاتُ كـــــرارُ

وقال من قصيدة (سلامٌ عليُّ الشأن):

شبيهُ رسولِ اللهِ قالَ حــســيــنُــــها      وكـنّــا إذا اشــتــقــنــاهُ ننظرُه مرّا

فـيـا ربَّــنــا الــمــعـبودَ هذا فـداؤنا      وهذا ابنيَ المبرورُ أنـتَ به أحرى

فراحَ ابنُ ليثِ المجدِ يفري رقابَهم      مُحيلاً غبارَ الأرضِ عاصفةً حمرا

هوَ الأملُ الـمـنـشــودُ هـــذا عــليّه      وشبلُ حسينِ الشهمِ أورثــه فــخرا

أعادَ لتلكَ الــســاحِ جــولاتِ حيدرٍ      بضربٍ برى الهاماتِ لاعنةً أمـرا

وقال من قصيدة (شيخ الأبطح):

كـفـيلُ محمدٍ أنــتَ ائــتــمــانٌ      حميتَ الدينَ حـبَّــاً واحـتسابا

وأنــتَ صــلاحُــها إيمانُ فكرٍ      وصـوتُ عـقيدةٍ تئدُ الصـعابا

سلكتَ الدربَ لا يثنيكَ رعبٌ      وحيثُ الموتُ يخشاكَ ارتعابا

وأنتَ لــعــزِّنا إشــعـاعُ مجدٍ      أحبّته السما ولها اســتــجـــابا

فلمْ يلقَ العدا إلّا مــهــيــبــــاً      شروقاً حيث تُـنـتــدبُ انــتدابا

وقال من قصيدة (سيد الشهداء):

يا سيدَ الـشـهـداءِ حـمزةَ إنّني      عندَ التذكُّرِ خانني الإفــصــاحُ

أحُدٌ وتـلـكَ الساحُ آهٍ عــنـدها      يا حمزةً حيث الــردى أتــراحُ

مـاذا أحـدّث سـيدي يا حمزةً      فالحزنُ في روحــي دمٌ يـجتاحُ

ماذا أقولُ وأحدُ كانتْ عندها      تـلـكَ الــجــنــايـةُ روعها لـفّاحُ

هل هذهِ كبدٌ بأيدٍ أجـرمــــتْ      وتهالكتْ في الجرمِ فهيَ سِـفاحُ

وقال من قصيدة (فيا رضيع الإبا):

فيا رضيعَ الإباءِ الحقِّ أنتَ لـنـا      طريقُ هدي وفجرٌ أنتَ والغســقُ

وأنتَ حاضرُنا دوماً وما أفـلـتْ      بـدورُ عـلياكَ ما ألوتْ بها طــرقُ

وأنتَ واللهِ ثـارُ اللهِ مــا بــقــيتْ      أرضٌ سـمـاءٌ بـحـارٌ إنسُه خــلقوا

مـاذا يـقـولونَ أيُّ القولِ يبرئهمْ      فوحدُه دمُ عبدِ اللهِ يَــمــتــشـــــــقُ

ووحدُه شاهدٌ عن جرمِهمْ وكفى      بأن يكونَ الخصيمُ الحقِّ إن ملقوا

وقال من قصيدة (ضيف طوعة):

هذا الفداءُ ومـسـلـمٌ قــلــبٌ لــــه      ما أرهبته حشدةٌ وضروبُ

حملَ المنايا حيثُ رايــةَ أحــمـدٍ      تـئـدُ الـمـنـايا والفداءُ ندوبُ

حتى أراحَ الركبَ عندكِ طوعةً      واللهِ إنّـــكِ ذا لـقـاكِ دؤوبُ

أنـا مـسـلـمٌ لـلـفــدي هذا موقفي      واليوم لا يـلوي القناةَ نعيبُ

أنا باذلٌ وهوى الـحسينِ مودَّتي      لا رجعةٌ إلا بــذاكَ تـــريبُ

وقال من قصيدة (أنتم فداة)

يا صفوةَ الـحـقِّ أنـتـمْ قطبُ تضحيةٍ      هـزمـتــمُ الـحـتــفَ فارتاعتْ به السبلُ

عـنـوانُ فـخــرٍ حـسـيـنٌ فـيـكـمُ ولـه      فيضٌ هـوَ المجدُ (لا أعطي) هيَ المثلُ

سـرى بــأهــلٍ وهــمْ كالبدرِ طلعتهمْ      شـروقُــهم باقِ بـلْ بــدرٌ لــيــرتــحــلُ

وفي صحابٍ تفوقُ الوصفَ مدحتُهم      قد أسرجوا الــحـتفَ وثّاقون ما وهلوا

ركابُهم تلكَ حتى الـمـوتِ مـا وهنتْ      ركـابُـهـم تلكَ مَن يـقـربْ لــهــا وجـلُ

وقال من قصيدة (أم لكل المؤمنين) وهي في السيدة خديجة الكبرى (عليها السلام):

أمٌّ لكلِّ المؤمـنـيـنَ خــديــجــــةٌ     بلْ كلُّ جـيـلٍ لــلــولاءِ يُــجـــدَّدُ

أنتِ الـمُـحـيّــا لـلودادِ وما خـبا     ذاكَ الـودادُ فـذا هـــواهُ يُـــــردِّدُ

ذا أوَّلُ الإيـمـانِ بــعــدَ مــحمدٍ     والناسُ في شركِ الطريقِ تقيَّدوا

وهما بذاكَ الشعبِ صبرُ مؤذّنٍ     ما هــمَّــه رهـجٌ ولا مَن أزبدوا

لـولا فــقــارُ عـلـيِّـهـا أو مـالها     ما كان للإسلامِ صــوتٌ أو يــدُ

.........................................................

1 ــ الترجمة والأشعار عن ديوانه (أنشودة السماء) المطبوع في مؤسسة البلاغ ــ بيروت 1429 هـ / 2008 م تقديم الدكتور صباح عباس السالم

2 ــ مقدمة ديوان الزيدي أنشودة السماء ص 9

3 ــ نفس المصدر ص 18

4 ــ نفس المصدر ص 14

: محمد طاهر الصفار