731 ــ رياض الغريب (ولد 1383 هـ / 1963 م)

رياض الغريب (ولد 1383 هـ / 1963 م)

قال من قصيدته (سربٌ من الحمام):

كم مشينا لـ (كربلائـ)كَ

لكننا كلّما مرَّ عامٌ تنزفُ اللحظاتُ فوقَ عشبِ الطفولة

وخبزُ العباسِ في فمِنا طعمُ لوعة (1)

الشاعر

رياض بن صبيح بن غريب بن عبد الله الشمري، ولد في الديوانية وهو خريج إعدادية مركز التدريب المهني في الإسكندرية عام 1981 وعمل معدّاً ومقدّماً لبرامج شبكة الإعلام العراقي في إذاعة بابل.

والغريب هو عضو المجلس المركزي لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وعضو اتحاد الأدباء العرب، واتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين، ومدير إذاعة بابل التابعة لشبكة الإعلام العراقي

أصدر من المجاميع الشعرية:

لا أحد يشبه حالنا ــ 2017

حيالة في حقيبة ــ 2016

هو يفتكر وأنا أندهش

واقف في انتظاري ــ 2007

تلك صورتهم الأخيرة ــ 2013

وله كتاب صادر عن مشروع: (العراقية تطبع) بعنوان: (محنة يوسف التحوّلات الديمقراطية في العراق) وله أيضاً عدد من المسرحيات المخطوطة.

نشر مقالاته السياسية في الصحف العراقية وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية العراقية والعربية منها: مهرجان المربد، ومهرجان الجواهري، ومهرجان الكميت، ومهرجان الحبوبي، ومهرجان أبي تمام، كما شارك في مهرجانات في لبنان وإيران والإمارات.

شعره

قال الغريب من قصيدته:

مشينا إليكَ مثلَ سربٍ من الحمامِ 

كانت اللحظةُ تنزفُ برداً في عظامِ اللهفة

وخيامُ الحاضرينَ رغمَ الغيابِ تلوحُ في أفقِ السلام

الذي بلّلَ أرواحَنا وأفاقَ فينا حنيناً للدموع

كم مشينا قبلَ هذا

لكننا كلّما مرَّ عامٌ رأيناكَ في الأفقِ احمرارَ الغيم

لنقولَ سنمشي إليكَ وجعاً

فوقَ جمرِ الملثمِ

خلفَ ظلامٍ ما ورثنا من خزي تاريخِ رملِنا الموبوءِ بالرؤوسِ

وحمل تفاحة القلب

كم مشينا لكربلائك

لكننا كلّما مرَّ عامٌ تنزفُ اللحظاتُ فوقَ عشبِ الطفولة

وخبزُ العباسِ في فمِنا طعمُ لوعة

فراق يشي نسيمَ الأحبَّةِ حين سياطهم تلوحُ رؤوساً فوق رملِنا ...

مياهٌ تلومُنا

وعطشُ تيبَّسَ في أرواحِ الطريقِ

نسعى مثلَ أسرابٍ من بعيدٍ

خطواتٌ ذابلةٌ في المساءِ

خطواتُ نهرٍ في الضياءِ

خطواتٌ إليكَ كلُّها مسحورةٌ بانبهارِ الضوءِ في أقصى اخضرارِ القلبِ ...

أبديٌّ أنتَ

أمَّا نحنُ سندخلُ غدَنا بالأسئلةِ

وغرابةِ ما يحدثُ حولنا ..

بل قلْ ما يحدثُ في محنةِ الجسدِ حينَ يلامسُ جذرَه الأوّلَ ..

وسطَ الظلمةِ لا نصلُ لكنكَ وصلتَ برأسِكَ محفوفاً بمياهِ الرؤيا ..

خروجُكَ لا يشبهُ خروجَنا مشياً إليك ..

أنتَ مشيتَ لموتِك ..

ونحنُ للحلمِ الذي ينتابُ انهمارَنا مثلَ جريانٍ لا يتوقفُ مِنَ الفقدِ والمسافات.

جهةٌ تقابلُ جهةً

أينَ نحنُ الآن

لا رؤيةَ لنا

متكدّسونَ مثلَ حجارةِ المعنى

متوهِّمونَ بمياهِ المعنى

لكنكَ ابتسمتْ

وأنتَ تحملُ محنتَنا بعدَك

اتّجهنا للدموعِ مثلَ سربٍ مِن الجهاتِ ..

جدرانٌ تلوحُ ..

نتقدّمُ لنبحثَ عن طريقٍ سالكٍ إليك

لكنهم لوّحوا لنا بالرؤوسِ ..

تراجعنا قليلاً..

تقدّمنا وتراجعنا،

تساقطنا مثل فراشاتٍ في عتمةِ الطريق ..

نهضنا نقتفي أثرَ الرأسِ حتى تطايرنا مثلَ أشياءٍ ناعمةٍ مِن حولك ..

تاريخُنا رملٌ

ورؤوسٌ تحدِّقُ

...............................................................

ترجمته وشعره في: الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 325 ــ 328

كما ترجم له:

الدكتور سعد الحداد / موسوعة أعلام الحلة ص 89

ديوان الحلة (انطولوجيا الشعر البابلي المعاصر) ص 106 

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار