قال من قصيدة في رثاء أم المؤمنين السيدة خديجة الكبرى (عليها السلام) وابنتها الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام):
قد كُـفّنتْ برداءِ طهَ واحتضتْ كـفـناً من الباري بـه تــتــلــفّــعُ
كفنانِ نالتْ وابنُها في (كربلا) تــركـــوهُ مُـلـقـىً جسمُه مُتقطّعُ
لا غـسّـلـوهُ ولا إلــيــهِ كــفّنوا بل منه رُضّتْ بالخيولِ الأضلعُ
الشاعر
الشيخ مهدي الكرزكاني، أديب وخطيب وشاعر من البحرين
شعره
قال من قصيدته:
عـيـنـايَ إنْ ذُكـــرتْ خديجةُ تــدمعُ هـيَ للرسولِ بِما تحلَّتْ مـفــزعُ
عزفتْ عـــن الدنيا وأعطتْ نــفسَها للهِ لا تــلــوي ولا تــتــمـــــنَّــعُ
مالتْ إلـى الحقِّ الحقيـــقِ فقــرَّرتْ أنْ كلَّ مــا يــهــدي إلــيـهِ تـتبعُ
وحدا بها قـدسُ الـنـبــــيِّ وطـهــرُه وصفاتُ مجدٍ فـيهِ وهوَ الأروعُ
أنَّ الـسـبـيـلَ إلـى مُــــنـاهــا عــنده وبهِ لها حــصـــنٌ حصينٌ أمنعُ
لا فـقـرُه قـد حــــالَ دونَ مـــرادِها لا ضعفَ دنياهُ حــداها تــرجعُ
وهيَ التي لو رامتِ الدنيا ارتــوتْ مـنها وأهــلــوهــا إلــيها تطمعُ
تركــتْ مـتاعَ الفانياتِ وأرصــدتْ لــلــبــاقــيــاتِ لِــنــيــلِـها تتتبَّعُ
بـل كـلُّ دنـياها وما هيَ قد حــوتْ مــنــها وقـــد نــالتْ ثراءً يُمتِعُ
بذلته دون تـــردُّدٍ وتــحــمَّــــلـــتْ أقسى العناءِ لأجلِ مـــا تــتطلعُ
فمرادُها ترضي الإلهَ وتــنصرُ الـ ـديـــنَ الحنيفَ ولو ذوتْ تتلوَّعُ
فــلــقد غدت بعد الحصــارِ سقيمةً فـوقَ الــفــراشِ لـما بها تتوجَّعُ
تــبــكي فـتـسألُ أمُّ أيمــنَ ما الذي يــبـكـيكِ يا فخرَ الوجودِ ويُفزِعُ
فــتــقـول أبــكــي إذ تـــظلُّ بُنيَّتي بزفـــافِــها مِــن غــيــرِ أمٍّ تُمنعُ
فــتــعـاهــدتــه لها لِــترضِي قلبها أنْ ســـوف أبقى جنبَـها أتطـوعُ
ودعتْ بفاطمَ أن بـــنــيّـتيَ اطلبي من أحــــمدٍ برداهُ جسمي يودعُ
فمضتْ لوالدِها الــبتولُ ودمـــعُها يـــنــهــلُّ حـــزناً تُبْلِغَنْهُ وتُسمعُ
فأتى الرسولُ إلى الجليلةِ إذ رأى أَنْ بــالــمــنيَّةِ قد قضتْ فيُصدَّعُ
رحـلـتْ وخـلّـــفتِ البتولةَ فاطـماً يـجـري لـفـقــدِ الأمِّ منها المدمعُ
وغــدتْ لــوالــدِهـا لـتخلفَ أمَّـها بــيــن الــبـنـوَّةِ والأمومةِ تجمعُ
قـد فـارقـتْ أمَّ الـمـكـارمِ والنهى مَـن مِـن شذاها الكائناتُ تَضَوَّعُ
فـقـدتْ حـلـيـلـةُ أحـمدٍ من زانها طـهـرٌ وتـسـديـدٌ وشــــــأنٌ أرفعُ
بـكـمـالِــهـا عُرفتْ وفي أموالِها لـلـديـنِ نـصـرٌ ركــنُــه مُــتـفرِّعُ
هيَ أمُّ كــلِّ الـمـؤمنينَ وكهفُهم ولـكـلِّ آفـــاقِ الــمــكـارمِ مجمعُ
فاظلَمَّ أفقُ الكونِ يـومَ رحــيـلِها والــمصطفى للهِ حُزناً يــضــرعُ
قد كُفّنتْ برداءِ طهَ واحتـضـتْ كــفـــنــاً مــن الــبــاري به تتلفّعُ
كفنانِ نالـتْ وابنُها في (كربلا) تركـوهُ ملقىً جسمُه مُــتـــقــطّــعُ
لا غــســلــــــوهُ ولا إليهِ كفّنوا بـل منـه رُضّتْ بالخيولِ الأضلعُ
اترك تعليق