عبد الحميد الخطي (1332 ــ 1422 هـ / 1913 ــ 2001 م)
قال من قصيدة (المواكب الحسينية) وتبلغ (65) بيتاً:
مـن مـهبطِ الوحيَ استقلَّ ركابَه وعلى مفارقِ (كربلاءَ) أقاما
فإذا النسورُ ذرا الخيامَ وكورَها وفـنـاؤهـم للجودِ صارَ مقاما
وإذا دجا لــيــلٌ فــنــارَ قـــراهُمُ شـعّاعَة كـشفوا بها الإظلاما (1)
ومنها:
للّهِ موقفُه الرهيبُ بـ (كربلا) تجثو القرونُ لذكرهِ إعظاما
وبـجـبـهةِ التاريخِ شعَّ سناؤه وتــحــلّـتِ الأيّامُ منه وساما
للّهِ يومُ الـطـفِّ كـمْ عِـبـرٌ بهِ مطويةٌ قـد أعــيــتِ الأفهاما
الشاعر
الشيخ عبد الحميد بن علي بن حسن بن مهدي بن كاظم بن علي بن عبد اللّه بن مهدي الخنيزي، عالم وأديب وشاعر ولد في القطيف بالسعودية من أسرة عربية علمية عريقة عرفت بآل الخنيزي يعود أصلها إلى عبد القيس وقد نزحت من جزيرة اُوال في (البحرين) (2)
درس الخنيزي مبادئ العلوم العربية والدينية في القطيف على يد والده العلامة الكبير الشيخ علي بن حسن الخنيزي، وكذلك على يد الشيخ علي الجشي وغيرهم، ثم سافر إلى النجف ليواصل دراسته العليا هناك على يد كبار علماء النجف أبرزهم: السيد حسين الحمامي، والشيخ عبد الكريم الزنجاني، الشيخ عبد الكريم الزنجاني، والشيخ محمد طاهر الخاقاني، ونال إجازة الاجتهاد من العلماء الأعلام: الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، والشيخ محمد رضا آل ياسين، والسيد محسن الحكيم، والسيد الخوئي، والسيد الشاهرودي، والسيد عبد الله الشيرازي، والسيد محمد باقر الصدر، والسيد السيستاني
ونال إجازة في الفقه والقضاء من مراجع الدين؛ الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والشيخ محمد رضا آل ياسين والسيد محسن الحكيم والسيد الخوئي والسيد الشاهرودي والسيد عبد الله الشيرازي والسيد محمد باقر الصدر. (3)
عاد إلى بلاده ليمارس نشاطه الديني قاضياً في محكمة الأوقاف والمواريث، ويتصدى للتدريس ومن أبرز تلامذته: الشيخ حسين العمران، والشيخ عباس المحروس، والشيخ محمد حسن المرهون، والملا محمد علي الناصر، والشاعر محمد سعيد الخنيزي، والشاعر عبد الرسول الجشي. وأخوه الكاتب الأستاذ عبد الله علي الخنيزي (4)
للخنيزي من المؤلفات والدواوين الشعرية:
اللحن الحزين
من كل حقل زهرة
معركة النور والنور
خاطرات الخطي (5)
قال الخاقاني: (أديب فذ، وشاعر مطبوع وعالم جليل) (6)
قال الشيخ محمد هادي الأميني: (عالم فاضل شاعر جليل أديب كامل لوذعي مطبوع, وأديب مرهف الحس يقظ النفس والضمير رقيق الشعور والعاطفة). (7)
وقال الشيخ فرج العمران: (الفاضل العبقري أبو كامل الخنيزي: وهو الماجد الكريم حفيد المجد وزميل الفضل وربيب الشرف وخدين العلم. أبو كامل وهو صاحب الملكات الراقية والصفات السامية من ثقافة الفكر وحرية الضمير وحصافة الرأي وحياة الشعور). (8)
وقال الأستاذ محمد رضا الشماسي: (والعلامة الشيخ عبد الحميد الخطي ذو موهبة أديبة خلاقة وفضيلة علمية ممتازة, استطاع بهما أن يأخذ مكان الصدارة في زعامة القطيف, شاعر وأديب له في الشعر نتاج خصيب, وفي النثر مقالات وفيرة. هذه الشخصية الأديبة المرموقة تتزعم بجدارة الحركة الأدبية في القطيف، فهو بحق رأس المدرسة الحديثة للشعر الحديث ورائده الأول وباذر بذرته ومنميها والساهر عليها). (9)
وقال الأستاذ عبد العلي آل سيف: (ويعد الأستاذ الخطي هو رائد الشعر الحديث في القطيف وحامل لوائه. يعرفه كل أهل القطيف شخصية فذة مختلفة الجوانب والأبعاد, فهو إلى جانب مكانته الأدبية شخصية علمية واجتماعية ممتازة). (10)
وقال الأستاذ عبد الله آل المحسن: (من أبرز الشخصيات في منطقة القطيف, ومن المثقفين والشعراء الخليجيين, شخصية متعددة الاتجاهات, فهو مفكر وصاحب رأي وعقيدة دينية وأدبية, فقيه عالم ذو رأي حصيف رائد, وناقد بارع, شاعر أصيل مبدع, لغوي واسع الإطلال يعد من طلائع المجددين الذين كان لهم شأن عظيم في النهضة الأدبية في منطقة الخليج العربية) (11)
توفي الشيخ الخطي في القطيف ودفن في مقبرة الحباقة. (12)
شعره
قال من قصيدة (الصرخة الخالدة) وتبلغ (43) بيتاً وقد قدمناها:
ألا وقفةٌ فــي الــطــفّ تبتعثُ الذكرى ومِن اُفقِه نــسـتنزلُ الوحيَ والشعرا
قــفـا ثَـــمَّ نــــخــشَـــى هــيـبـةً لجلالِهِ هنا عــبــرةُ الألـبابِ والعظةُ الكبرى
قـفـا نـبِّـهـا مــن ذكـريـاتــي هـــواجعاً وهِيجا دفينَ الوجدِ من كبدي الحرَّى
قفا نسألُ الوادي ونـسـتـنـطـقُ الـثـرى لــعــلَّ جواباً منهما يــثــلــجُ الصدرا
وقـفـتُ اُجـيـلُ الـطـرفَ في عرصاتِهِ وقد وقفتْ في مــقـــلتي دمعةٌ حيرى
وثارتْ بصدري عاصفاتٌ من الأسى وطيُّ ضلوعي لوعـــةٌ تقذفُ الجمرا
ولــســتُ أرانــي بــالــغـاً ما أرومُــه كفى إنني أعــددتُ مدمــعـيَ الأخرى
أيــشــفــي غليلَ النفسِ إهــراقُ عبرةٍ ويضمدُ جرحَ الدهرِ تــأنــيبيَ الدهرا
غداةَ اســتــفــزّ الــحــــقُّ غيرةَ باسلٍ أقــلّ أمــانــيـــهِ تضيءُ بها الــغــبرا
هنا استصرخَ الإسلامُ لــيـــثَ عرينِهِ فلمْ يرَ إلّا الموتَ والمسلكَ الـــوعــرا
فــهــبَّ حـسينٌ لا يبالي مـــصــيــرَه أيسمو لصدرِ الملكِ أو يــنــزلُ القبرا
تــلــقّــى الــمــنــايـا كالحاتٍ عوابساً وآثرَ أن يــقــضـي بـــظلِّ القنا صبرا
وشمَّرَ بالغلبِ الــمــيــامـينِ وامتطى متونَ المنايا يهدمُ الــبــغــيَ والــكـفرا
يــشــقُّ عليهِ أن يرى الدينَ لــعــبــةً يُباعُ على وفقِ المطامعِ أو يُـــشــــرا
شعراء القطيف ج 2 ص 386 ــ 387
وقال من قصيدة (المواكب الحسينية) وتبلغ (65) بيتا:
هبْ أنّكم لم تقدروا شرفَ الـهدى فــارعــوا عــوائـــدَ فيكمُ وذماما
تــبّــاً لــكــمْ أفــتــأمــلـونَ بـأنّـني اُلقي إلى الطاغي الأثــــيمَ زماما
قــد شَــرَّعــتْ سُـنـنَ الإبا آبـاؤنا أ أنــا اُقـــادُ إلــيــكــــمُ استسلاما
سأثيرُها شعواءَ يــبــقــى صيـتُها ويــطــبّـــقُ الأجيالَ والأعـــواما
أستعذبُ الموتَ الزؤامَ إلى الـعٌلا شرفي أبى أن أحــمــلَ الإرغاما
إمَّا الــحــيــاةُ كــما أروم أو الفنا مَن يقضِ حيث العزّ عاش دواما
لا خيرَ في عـيشٍ يُــذلُّ به الفتى فــاربــأ بـنفسِكَ أن تعيشَ مُضاما
بــدمــي ســأرفـــعُ للرشادِ كيانَه وبــهِ أدكُّ مـــن الــضــلالِ دعاما
فتصامموا عن وعظهِ واستبدلوا رجعَ الجـوابِ أســنــةً وســـهــاما
ومضى يثيرُ إلى الوغى أبناءَها مَــن كــان عـندهُمُ الــكفاحُ غراما
فتواثبوا من دونــهم أسدُ الشرى يسـتمـطرونَ من السيــوفِ حِماما
...............................................................
1 ــ شعراء القطيف ج 2 ص 388 ــ 392
2 ــ شعراء القطيف ج 2 ص 385
3 ــ حسين العلق ــ الشيخ الذي غيّر وجه القضاء في القطيف.. تعرّف عليه ــ موقع جهات الإخبارية بتاريخ 14 / 9 / 2019
4 ــ شعراء الغري ج 5 ص 236 ــ 237
5 ــ شعراء القطيف ج 2 ص 385
6 ــ شعراء الغري ج 5 ص 335
7 ــ مقال بعنوان عبد الحميد الخطي / موقع شيعة بتاريخ 10 / 5 / 2021 عن معجم رجال الفكر والأدب
8 ــنفس المصدر
9 ــ نفس المصدر
10 ــ نفس المصدر عن القطيف وأضواء على شعرها المعاصر
11 ــ نفس المصدر عن شعراء القطيف المعاصرون
12 ــ حسين العلق ــ الشيخ الذي غيّر وجه القضاء في القطيف.. تعرّف عليه ــ موقع جهات الإخبارية بتاريخ 14 / 9 / 2019
كما ترجم له:
حسين الشاكري / علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٢٤١
اترك تعليق