671 ــ موسى اليعقوبي (1345 ــ 1402 هـ / 1926 ــ 1981 م)

موسى اليعقوبي (1345 ــ 1402 هـ / 1926 ــ 1981 م)

قال من قصيدة (يوم عاشوراء) وتبلغ (23) بيتاً:

يـا ثـابـتـاً فـي (كربلاء) بـمـعــركٍ      فـيـهِ الحلومُ تطيشُ والأقدامُ

لـكَ فـي عراصِ الغاضريةِ مـوقفٌ      حارتْ به الأفكارُ والأوهامُ

لهفي لجسمِكَ وهوَ جسمُ المصطفى      قـد وزَّعــتــه أسـنةٌ وسهامُ (1)

الشاعر

الشيخ موسى بن محمد علي بن يعقوب بن جعفر اليعقوبي الحلي النجفي، خطيب وشاعر وأديب، ولد في النجف الأشرف من أسرة علمية ــ أدبية، وهو نجل الشيخ العلامة المحقق الكبير محمد علي اليعقوبي.

نشأ في كنف والده، وتلقى تعليمه منه إضافة إلى دراسته علوم الدين والأدب لدى بعض علماء النجف أمثال: الشيخ محمد علي الحلي، والشيخ عبدالله الشرقي، والفقه عن عباس المظفر، والبلاغة عن باقر القرشي.

كتب الشعر العقد الثاني من العمر، وارتقى المنبر قبل ذلك وفي عام 1965 أصدر مجلة (الإيمان)، ثم سافر إلى بغداد بعد وفاة والده، وأقام فيها خطيباً وإماماً للصلاة ووكيلاً شرعياً عن السيد المرجع الكبير محسن الحكيم حتى وفاته فيها ودفن في النجف الأشرف.

ولليعقوبي ديوان شعر ضمَّ مختلف الأغراض، وكتاب: ذكرى عيد الغدير (2)

شعره

قال من قصيدته (يوم عاشوراء):

يا يومَ عـاشـوراءَ طِـلْ شرفاً على الـ     أيـامِ مـهـمـا طــالــتِ الأيــــامُ

لــكَ خـطـهـا قـلـمُ الــقـضـاءِ ســعادةً      هيهاتَ تحصي فضلها الأقلامُ

في تـربــةٍ هــيَ لــلـفـضـائـلِ كـعـبـةٌ      فيها الـطـوافُ يحقُّ والإحرامُ

يــزدادُ مـهـمـا مـرَّ ذكرُكَ في الورى      عظماً وحـقَّ لــشأنِكَ الإعظامُ

نهضَ الحسينُ على العدى بكَ نهضةً      للحشرِ يشكرُ فـضـلها الإسلامُ

رفعَ ابنُ أحـمــدَ فيكَ أعـلامَ الــهــدى      ومِن الضلالةِ نــكّـستْ أعلامُ

وقال من قصيدة (شهيد الإباء) في الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (34) بيتاً:

كــذا نـــهــــضاتُ الـمـصـلحينَ تُـخـلّـدُ      وفـــي كـلِّ يــومٍ ذكــرُها يـتـجـدَّدُ

كـمـا الـحـقُّ أمَّــا لاحَ أبـيـــضَ ينمحي      بـغــرَّتِهِ لــيـلٌ مـن الـغــيِّ أســـودُ

كذا الـحـرُّ يـأبـى أن يـعـيــــشَ بــذلّــةٍ      وفـــي يــــدِهِ للروعِ عضبٌ مُجرَّدُ

فــخُـذ مِن نـضـالِ الـسـبـطِ أبـلغَ عبرةٍ      غــداةَ سـطا يومَ الوغى وهوَ مُفردُ

أبـى أن يرى لابنِ الــدعــيِّ مُــســالماً      تُـــمـدّ عـلـــى ذلٍّ وضـيـمٍ لـه يـــدُ

وأن يـبـصرَ الدينَ الــحــنــيــفَ مُـبدَّداً      تعيثُ بـه الـقـومُ الـطـغــاةُ وتفــسدُ

ولـيـسَ لــه إلا الــمُــثــقّـــفُ نـــاصـرٌ      وليسَ لـه إلا الــمـهـنَّــدُ مُــنــــجـدُ

فــــجـــــــرَّدَه ســيـفـاً صـقـيــلاً بـحـدِّهِ      يحزّ رقـابَ الـمـارقــيـنَ ويحــصدُ

حــســامُ ردًى مــلَّ الــقــرارَ بــغــمدهِ      فـأمـسى بـأحشاءِ العِدا وهوَ مُــغمَدُ

فــغــادرَ مــثــوى جــدِّهِ وعــصـــابــةً      تنكَّصَ عنـهـا الـفـيـلـقُ الـمـتحشِّــدُ

لـيـنـقـذَ ديـنَ اللهِ مِـن غــمــرةِ الــشـقـا      ويُـعـلـي الـذي قِــدْمـاً بـنـاهُ محــمّدُ

سرى ابنُ النبيِّ المصطفى نحو نينوى      لـيـجـمـعَ شـمـلَ الـديـنِ وهو مُــبدَّدُ

وجـاهـدَ حـتـى خـرَّ فـي حومة الوغى     ركــوعٌ عـلـيـهِ الـمـرهفاتُ وسُــجَّدُ

هوى فــتـهـاوتْ كــالـكـواكــبِ فــوقَـهُ      وفـي قـلـبِــهِ نــارُ الـظّـمـا تـــتـوقَّدُ

فـمـادَ بـرأسِ الـديــنِ رمــحٌ مـثـقَّــــفٌ     وأودى بـجـسمِ الوحي سَيْــفٌ مهنّدُ

فيا عـاقـداً بـالـطـفِّ لـلـمـجــدِ والـهدى      لــواءَ عــلاً مــا كــان لـــولاهُ يُعقدُ

صـبـرتَ عـلـى الأيـامِ تـجرعُ صبرَها      إباءً وصبرُ الحرِّ في الخَطبِ أحمدُ

ولاقــيـتَ مــن أعــداكَ شــرَّ مصائبٍ      عـلـى مـثـلِــهـا قــد قـلَّ مَن يـتـجـلّدُ

وقمتَ بـأعـبـاءِ الــشــريــعــةِ نـاهضاً      لإحـيـاءِ ديــنٍ كـادَ بـالـشـــركِ يُوأدُ

فـكـانَ بـيـومِ الــطـفِّ أعــظـمَ مــوقفٍ      له الـدهـرُ بـالـذكـرِ الـجـمــيلِ يُردِّدُ

وأعـظـمَ مـا راعَ الــهـدى وأمــــــضَّه      وغـادرَ طـرفَ الــديـنِ وهـوَ مُسهَّدُ

مـسـيـرُ بـنـاتِ الـطـهرِ أحمدَ في السبا      بـحـالٍ لـهـا يـبكي الصفا وهوَ جلمدُ

وليسَ لديها من ذويــهــا حــمىً سوى      عليلٍ براهُ الــسـقـمُ وهــوَ مُــصــفَّـدُ

أَعِدْها أبــا الأحرارِ نــهـضـــةَ مصلحٍ      يـعـادلــنــا فــيــهــا عــداءٌ وســؤدُدُ

أعِدها أبا الأحرارِ صــيــحــةَ نـــاقــمٍ      عـلـى الـغـيِّ إذ لـمْ يبقَ للحقِّ مُرشدُ

فـقـد ســئــمـتْ هــذي الـنفوسُ حياتَها      إذا لم تـحـقـقْ مـا تــــرومُ وتَــنـشُـدُ

أتـبـلـغُ مــا تــصــبــو إلــيــهِ مَـواطنٌ      تـسـاوى بـهـا جــهــلاً مــسودٌ وسيِّدُ

مـتـى يــبـلـغُ الآمالَ شعبٌ تحوطُه الـ     ـمـآسـي وفـي قــيــدِ الــشـقاءِ مقيّدُ؟

أيـصـفـو لــنــا وردٌ نــراهُ مُــرنَّــقـــاً      أمِ الـعـيـشُ يـغـدو ناضـراً وهوَ أنكدُ

إذا نـحـنُ لـم نـعـطِ الــمـقـايـيسَ حقَّها      سـنـهـدمُ مـا شــادَ الـجـدودُ ووطّدوا

إذا لـم نـحـقـقْ فـي الـحـيـاةِ رجـــاءَنا      فــلا وِردُنـا يـصفو ولا العيشُ أرغدُ (3)

..........................................................

1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 3 ص 7 ــ 8

2 ــ نفس المصدر ج 4 ص 321

3 ــ نفس المصدر ج 1 ص 313 ــ 314

كما ترجم له:

محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 3 ص 1369

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 3 ص 355

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 5 ص 474

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 2 ص 328

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار