قال من قصيدة تبلغ (75) بيتاً:
فهلّا حـمـوا آلَ الـنـبـيَّ ورهـــطَـه وفي (كربلا) طلّتْ دمـــاؤهــمُ هدرا
وقـد أبـرِزتْ تلكَ الحصانُ بمجلسٍ يـتـيـهُ يــزيــدُ الــمــوبــقاتِ بهِ كِبرا
مصابٌ لديهِ السمعُ يستعذبُ الوقرا وصوتٌ من الأهوالِ قد أثقلَ الدهرا
وقال من أخرى تبلغ (82) بيتاً:
حـتـى إذا نــزلـوا في (كربلاءَ) سرتْ لـلـحـربِ مـنـهـمْ مـغـاويرٌ وفرسانُ
تـدرَّعـوا الـصـبـرَ فــــالأبدانُ أضحيةٌ واستشعروا الموتَ فالأرواحُ قربانُ
بيضُ الوجوهِ فما انحازوا ولا انتكسوا شـمُّ الــعـرانــينَ ما هانوا وما لانوا
وقال من أخرى:
حيثُ الحسينُ بـ (كربلا) يختطّ بيضاءَ الصحائفْ
مُـتـسـلّـــقــاً قــمَـمَ الجها دِ بـتـالـدٍ مــنــه وطارفْ
ومــجـسِّـدُ الأمـجـادَ ملـ ـحمةً بها التاريــخُ هاتفْ
الشاعر
محمد حسين بن علي بن حسين بن علي الخاقاني الصغير، عالم وأديب وباحث ومحقق وشاعر، ولد في النجف الأشرف وفيها درس مقدمات العلوم الدينية والعربية على يد الشيخ هادي القرشي، كما واصل دراسته الرسمية وتخرج من كلية أصول الدين في بغداد، ثم حصل على الماجستير من كلية الآداب / جامعة بغداد، فالدكتوراه من نفس الكلية والجامعة.
عمل أستاذا للدراسات القرآنية والبلاغية والنقدية في كلية الفقه بالنجف الأشرف ثم رئيس قسم أصول الدين، ثم شغل منصب رئيس قسم اللغة العربية في كلية التربية / جامعة الكوفة، ومنح لقب أستاذ متمرس في حفل تكريمي أقيم في كلية التربية / جامعة الكوفة.
ولم ينقطع الصغير عن دراسته الحوزوية فكان يحضر أبحاث السيد الخوئي في الفقه والأصول، كما كان له نشاط سياسي ومواقف وطنية وقف فيها مع مبادئ الإسلام وحقوق الشعب فتعرض للاضطهاد والسجن.
شارك في العديد من المؤتمرات العلمية منها: المؤتمر العلمي الأول لكلية الفقه تحت شعار: موقف المستشرقين من التراث العربي والإسلامي، والمؤتمر الخاص بالشريف الرضي. وهو عضو اتحاد الكتاب والمؤلفين العراقيين وله العديد من المؤلفات منها: (المجاز القرآني)، (الصورة الفنية في المثل القرآني)، (فلسطين في الشعر النجفي المعاصر)، (في رثاء الحمامي)، (إنسانية الدعوة الإسلامية)، (تاريخ القرآن)، (أصول البيان العربي)، (المبادئ العامة لتفسير القرآن) المستشرقون والدراسات القرآنية)، (تطور البحث الدلالي)، (علم المعاني بين الأصل النحوي والموروث البلاغي)، (نحو التجديد في دراسات الدكتور الجواري)، (نظرية النقد الأدبي)، (دلالة الألفاظ في القرآن الكريم)، (موسوعة الدراسات القرآنية ــ 10 أجزاء)، (موسوعة أهل البيت الحضارية ــ 13 جزء)، (هكذا رأيتهم)، (ديوان شعر).
كتب عنه العديد من الكتاب منهم: جعفر الخليلي، الدكتور أحمد مطلوب، راضي مهدي السعيد، كما ترجمت له العديد من المصادر
شعره
قال من قصيدته:
سما عظماً تاريخُكَ الأنجمَ الزهرا وفاضَ بهــاءً تـسـتضيءُ به الذكرى
وسـارَ مـع الأجـيـالِ في نهضاتِها لغاياتِها الــقــصوى فتابعتِ الـمسرى
وخطّ على التاريـخِ بالنورِ صفحةً بــلألائِـــهـــا شــعَّــتْ بطولتُكَ الغرَّا
وأملى على الأحـرارِ درساً مُخلَّداً فــأرهــفـــها ذهناً وحــرَّرَها فــكــرا
وفاضَ جهاداً ضمَّخَ الأفقَ فـجـرُه دمــاءً بــهــا الإسلامُ قد أدركَ الثأرا
وشـقَّ طـريـقَ الـقـائدينَ إلى العُلا صراطاً سويَّاً طاولَ الشمسَ والبدرا
نـسـيـرُ بـه نـحـوَ الكرامـةِ والإبـا لـنـبـلـغَ فـيـهِ الــفـتــحَ مهما علا قدرا
وقــدَّســتُ عزمَ الـثـائـريــنَ وإنّه لعزمٌ حوى الفتحَ الــمــؤبَّـدَ والـنصرا
تعالى مثالاً عـبـقـريـــاً مُــقـــدَّساً على الكونِ قد خطَّتْ روائــعُه سطرا
وفـاحَ بنشرِ الطيبِ منهجُه عطرا وأشـرقَ بــالأبــرارِ مـطـلـعُـه فــجرا
وقال من الأخرى:
قِفْ بالطفوفِ وقوفَ عاكفْ وأسِـلْ مِن الدمعِ المذارفْ
وابـكِ الـغـطـارفَ لــلـــجـــا جحِ والـجحاجحَ للغطارفْ
كــبـكـاءِ والــهــةِ الــفـــــؤادِ عـلى بنيها الموتُ خاطفْ
وانــعَ الأبــاةَ الــمــخــلـصيـ ـنَ وأنتَ ملتهبُ العواطفْ
الــســائــريــنَ إلــــى الــخلو دِ مسيرَ مـنـطلقٍ وزاحفْ
والـمـشـرقــيــنَ عــلى الزما نِ كواكباً تـجـلـو السدائفْ
والــقـائــديـنَ مـــواكـــبَ الـ أجيالِ مِن تلكَ الـمـشـارفْ
حيثُ الـحـسـيــنُ بـ (كربلا) يختطّ بيضاءَ الـصـحــائفْ
مُـتـسـلّـــقــاً قــمَـمَ الــجــــها دِ بـتـالـدٍ مــنــه وطـــارفْ
ومــجـسِّـدُ الأمـجـادَ مـــــــلـ ـحمـةً بـها التاريــخُ هاتفْ
تُـتـلـى بــطــولــتُــه مــع الـ ـدنــيا كما تُتلى المصاحفْ
وأعـــادَ لــلأذهـــــــانِ عهـ ـدَ أبــيــهِ فـي تلكَ المواقفْ
إنَّ الــحــســيــنَ نــضــــالُه بـمـعـاقلِ الطغيانِ عاصفْ
وقال من أخرى:
قِفْ بي على الطفِّ واسألْ عن مواكبِهِ أنّــى اسـتـبدَّتْ بها نؤيٌ وكــثبانُ
مُـجــزَّريــنَ عـلـى وجــهِ الصـعيدِ لقىً في كلِّ داجـيـةٍ بـــدرٌ وكــيــوانُ
تـهـابُـهـا مِـن وحـوشِ الـبـيـــدِ عسلانُ رعباً وتحرسُها في الجوِّ عــقبانُ
في ذمَّــةِ اللهِ أشـــــلاءٌ مـــمــــزَّقــــــةٌ وفي ذرى الخلدِ أرواحٌ وأبـــدانُ
في كــلِّ ثــغـرةِ جــرحٍ مِـــن دمـــائهمُ أشـــعَّـــةٌ وتـــرانـــيـــمٌ وألــحانُ
لاحَ الــصــبــاحُ عــليها فازدهى غرداً وجادها الغيثُ غضَّاً وهو نشوانُ
فيا رُبى الطفِّ لا جــافــاكِ مــنــهـمراً مِــن رحـمـةِ اللهِ بالأنــواءِ هــتَّانُ
محمد طاهر الصفار
اترك تعليق