659 ــ محمد حسن الأعرجي (كان حياً 1298 هـ / 1880 م)

محمد حسن الأعرجي (كان حياً 1298 هـ / 1881 م)

قال من قصيدة في رثاء السيد أحمد الرشتي تبلغ (96) بيتاً:

يا لرزءٍ حـلَّ نـادي (كربلا)      فـأهـاجَ الـخـطبَ فيها والـبلا

أهـوى مـصـبـاحُ نورٍ بعدما      سطعا أو ضوءُ صبحٍ قد خفا

أو هوى بدرُ الهدى من أفقِهِ      فأحاطَ الـحـزنُ وادي نـينوى (1)

وقال من أخرى تبلغ (100) بيت في نفس الغرض:

فلا غروَ هذي (كربلا) وهمُ همُ      وأنتَ سليلُ المصطفى يا مطهَّرُ

ومـهما دهتنا بعد ذا مِن مصيبةٍ      فـرزؤكَ واللهُ الـمـهـيـمـنُ أكـبـرُ

فلمْ أرَ مَـن واسـى وجـادَ بنفسِهِ      رضاً واختياراُ والـمـهـنَّـدُ يُشهرُ

ومنها:

أيثأرُ يا للناسِ في أرضِ (كربلا)      وفيها دمُ الهادي يُـطـلُّ فــيــهــــدرُ

فـلا رفـعَ الــجـبــارُ عـنها عذابَه       ولا زالَ فـيـمـا بينها السيفُ يشهرُ

وليتَ تسيخُ الأرضُ فـيهمْ عقوبةً      ومِن فوقهمْ سُحبُ الصواعقِ تُمطرُ

وقال من أخرى تبلغ (126) بيتاً:

ما هـذهِ الــهـــدّةُ في (كربلا)      ما هذهِ الضوضاءُ في كلِّ دارْ

فـتـىً عليه اقتصرَ الفضلُ لا      عـلـى سـوى علياهُ أيَّ اقتصارْ

قطبُ رحى دائرةِ المكرماتْ     عليهِ كمْ مــحــورُها يُــسـتــدارْ

الشاعر

السيد محمد بن حسن بن لطفي بن علي بن مرتضى الأعرجي الحسيني، ولد في كربلاء من أسرة علمية ــ أدبية يرجع نسبها إلى عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين (عليه السلام) وتعرف في كربلاء بآل لطفي الأعرجي نسبة إلى جدها السيد لطفي بن علي.

قال السيد سلمان هادي آل طعمة في ترجمته: له منزلة مرموقة بين شعراء تلك الحقبة الذين عاصرهم أمثال الحاج جواد بدقت، والشيخ محسن أبو الحب، والسيد أحمد الرشتي، والحاج محمد علي كمونة، والشيخ علي الناصر وغيرهم، وتتفق الشهادات له ببلوغ الغاية من البراعة في الصناعة، فهو شاعر مشهور رقيق الألفاظ والمعاني، رائع التعبير ...

وجاء في ترجمته في مجموع آل الرشتي للسيد محمد بن حسن الموسوي المعروف بـ (رشدي زاده): شاعر كربلائي له تخميسات بديعة منها تخميسه لقصيدة الحاج جواد بدقت

شعره

تعرض شعر الأعرجي للضياع كما أضيع شعر كثير من الشعراء أمثاله يقول آل طعمة: عملت الحوادث المؤسفة التي مرت بهذا البلد المقدس على طمس كثير من مآثره وتراثه، فضاعت آثار لأفذاذ بارزين كانوا في عصرهم ملء الأسماع والأفواه ولكن للأسف لم يبق في أيدينا من تراثهم إلا النزر اليسير الذي نجده في بطون الكتب وفي الخزانات الخاصة أو المبعثرة هنا وهناك رهن الإهمال والنسيان وممن ضاعت آثارهم شاعرنا الأعرجي ...

ثم يقول ومما وقع في أيدينا ثلاث قصائد لهذا الشاعر وهي قصائد مطولة قالها في رثاء القتيل السيد أحمد الرشتي ..

والجدير بالذكر أن السيد أحمد الرشتي هو ابن عم والد الشاعر

.........................................................

1 ــ ترجمته وشعره عن: شعراء كربلاء ج 5 ص 253 ــ 272

كاتب : محمد طاهر الصفار