642 ــ عبد الرضا البارودي (ولد 1355 هـ / 1937 م)

عبد الرضا البارودي (ولد 1356 هـ / 1937 م)

قال من قصيدة في مولد الإمام الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) تبلغ (43) بيتاً:

أبا الأئـمَّـةِ يـا مَـن تــحـتَ قـبَّــتِـــهِ      تلقى الإجـابـةَ مـنــه كلُّ دعوانا

أنختُ رحلي هنا في (كربلا) فزعاً      أرجـو شـفاعتَه صفحاً وغفرانا

وأمُّه بـضـعـةُ الـهـادي ذخـرتُ بها      يومَ الحسابِ ضماناً كلَّ ما كانا (1)

وقال من قصيدة (عاشورية الإمام الحسين عليه السلام) وتبلغ (47) بيتاً:

إلى (كربـلاءَ) أمِّ الــبــلادِ      وروعةِ مكنونِها الأروعِ

فإنَّ ربـيـعاً بكلِّ الفصولِ      عـلـيـكِ تــجــمَّعَ في أربعِ

تلهَّفتها (كربلاءَ) الحسينِ      بعيداً قريباً فـكـانـتْ معي

ومنها:

فــكــلّـي إلى (كربلا) ألسنٌ      تعيشُ بفكري وفي مسمعي

تــلـهَّــفـتُـهـا جنَّةً في الحياةِ      وجـسـراً إلـى العالمِ الأرفعِ

إلى بلدِ السبطِ حيث الزمانُ      يـدورُ بــأفــلاكِـــهِ الأربــعِ

ومنها:

أيَــمِّــمُ وجـهي إلى (كربلاء)      إلى حصنيَ الآمنِ الأمنعِ

فأنضو عن النفسِ كلَّ الهمومِ      سـلـيماً تعافيتُ من مفزعِ

أمـعـشـوقـتـي طبتِ مِن تُربةٍ      وسيِّـدةِ الأرضِ مِن موقع

ومنها:

لأذكرَ يومَ عزمتَ الرحيلَ      إلى (كربلاءَ) ولـم تـرجعِ

تباركتَ من قاهرٍ للحتوفِ      تباركَ يومُكَ مِن مصرعِ

كـأنَّ الـبـطـولـةَ عزمٌ أكيدٌ      لأغـلـى فـدائِـكَ مِن مبدعِ

وقال من قصيدة (كربلاء الحسين) وتبلغ (38) بيتاً:

بروحي أفدِّيكِ يا (كربلاء)      أمـيـرة عـالـمِـنـا الأوســـعِ

تـلهَّفتُكِ (كربلاءَ) الطفوفِ      هـواها تـخـزَّنَ في أضلعي

تلـهَّـفـتُـكِ (كربلاءَ) الـفداءَ      وما حاقَ من كارثٍ موجعِ

ومنها:

تلهّفتكِ (كربلاء) الحسينِ      شبلِ الفتى الـحـاسرِ الأنزعِ

ففيها ثوى ابنُ بنتِ النبيِّ      وصــفـوةُ أصـحـابِـهِ الـلـمَّعِ

فـرعٌ أصــيـلٌ بــأنــبـاتِهِ      مِن الجذرِ طابَ إلى الأفرعِ

وقال من قصيدة (يا أبا الثائرين) وتبلغ (60) بيتاً:

اشـمخي بالعُلا وزيدي جمالا      (كربلا) (كربلا) وتيهي دلالا

أنتِ قدسُ الأقداسِ فيكِ تجلّتْ      حـكمةُ اللهِ في العالمينَ جلالا

أنـتِ مـثـوى لـلناذرينَ نفوساً      هـيَ فـي اللهِ هــديــهـا يتوالى

أنتِ يا (كربلاء) جـنَّـةُ عـدنٍ      يطمعُ الشافعونَ فيكِ اتـصالا

ومنها:

(كربلا) (كربلا) وما بلغتُكِ وصفاً      عاجزٌ فـيـكِ مـا أريــدُ مـقالا

يـا أبــا الــثـائـريــنَ فـكـراً وديــنـاً      رابطَ الجأشِ والجِنانِ نضالا

يا ربـيــبَ الرسولِ في المهدِ طفلاً      وشـمـيماً ريحانَ عطرٍ تلالا

وقال من أخرى تبلغ (63) بيتاً:

آلُ الرسولِ وسبطهُ في (كربلا)      سحقوهمْ مزقاً مِن الأشلاءِ

فدمُ الـحـسينِ هوَ المسارُ ونهجُه      نـهجُ الرسولِ مُجدّداً بولاءِ

فـدمُ الـحـسـيـنِ مُـبـشّـراً برسالةٍ      مـشـكاةُ نورٍ ساطعُ الأنواءِ

وقال من أخرى تبلغ (52) بيتاً:

وبغدادُ دربُ الوافدينَ لـ (كربلا)      أمـيـرةِ كـلِّ الأرضِ برَّاً وأبحرُ

تسامى بها صرحُ الحسينِ حبيبنا      وصرخته الكبرى تدوِّي وتكبرُ

ولاءاته ضدَّ الضلالِ لها صدى      ورمزُ جـهـادٍ لـلـشعوبِ ومحورُ

وقال من أخرى تبلغ (44) بيتاً:

فـيـا (كربلا) أمَّ الـبـلادِ فـقـد نـمـا      بكلِّ جزيءٍّ حـبُّــهـا بـفـؤاديــــا

أيا قدسَ أقداسِ الـسماءِ بمَنْ ثوى      بأرضِكِ ريحانُ الرسولِ غواليا

أيا (كربلا) إن قيلَ كانتْ كشبهِها      جـمـالاً وأنساً قلتُ كانتْ ملاكيا

ومنها:

أيا (كربلا) إن مسَّني الضرُّ مرغماً      غبارُكِ مسكٌ والترابُ شفائيا

فـيـا وطـنـاً قــد كـنـتُ أمَّاً ومُرضعاً      تدرُّ ثـدايــاكِ الـحنانَ المعافيا

بلادٌ بها نِـيـطـتْ عــلـيَّ تــمـائــمـي      وألهمَ مني مـقولَ الحقِّ عاليا

وقال من قصيدة (وتفاقمت فينا الخطوب):

يتناوحونَ من العذاب

وعسفُ رهطِ الظالمين

حصروهمُ جمعاً من الزُمنى

شيوخاً أو صباياً حالمين

أو رضَّعاً للأمهاتِ مُعانقين

ذبحوا كمذبحةِ الرضيعِ بـ (كربلاء)

وتضمَّخوا بدمائِهمْ

الشاعر

عبد الرضا بن إبراهيم بن عبد الحسين البارودي، شاعر وقانوني، ولد في كربلاء، وهو يعمل مشاوراً قانونياً لعدة شركات للمقاولات ومصارف، نشر العديد من البحوث الأدبية في الصحف والمجلات، وشارك في منديات أدبية وشعرية داخل كربلاء وخارجها، صدر له ديوانا شعر هما: (آمال وهموم ودموع) و(مواجد ومواجع).

شعره

قال من قصيدة في توحيد الخالق والإيمان بالنبوة وولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (53) بيتاً:

بسمِ اللهِ أعـبـدهُ      بقلبٍ مؤمنٍ صدقا

بسمِ اللهِ أدعـوهُ      وأحـمـده بما أشقى

بسمِ اللهِ أشكرهُ      ما أعطى وما أبقى

**************************

وقـد آمـنـتُ مُعتقداً      بما أوحتْ به الرسلُ

محمدُ يا حبيبَ اللهِ      عـظـيمَ الخلقِ مُكتملُ

ويا أجـملَ مخلوقٍ      وليسَ لـشـبـهِـه مـثـلُ

***************************

ومـعـتـضـدٌ بــحـيـــــدرةٍ      سيفِ الحقِّ مُنتصلُ

على الحوضِ هوَ الساقي      بـيـومٍ خـطــبُه جللُ

بــفــاطــمــةٍ وابــنــيـــها      ثوابُ اللهِ مُـــتّــصلُ

بـيـومِ الـحـشـرِ مُـدَّخري      فلا خوفٌ ولا وجلُ

******************************

وقال من أخرى في أهل البيت (عليهم السلام) تبلغ (43) بيتاً:

آمـنـتُ بـاللهِ قـدّوســاً ومُـصطفياً      خـلـيـلـه فـجـلا مـا كـان بـهتانا

لـقـد أطـاحَ بـأصـنـامٍ لـهمْ عُبِدتْ      دونَ الإلهِ مِن الأحجارِ أوثـانـا

جدَّ الـنـبـيـيـنِ حـتى كانَ خاتمُهمْ      طه الحبيبُ عظيمُ الخلقِ أهدانا

محمدٌ نـفـحـةُ الـبـاري ورحـمته      ولـطـفُـه الـجـمُّ لا يـحتاجُ تبيانا

يا سـيِّـدي يـا رسـولَ اللهِ يا قبساً      للـعـالـمينَ بيومٍ الحشرٍ مُـزدانا

يا سيِّدي يـا رســـولَ اللهِ يا أملاً      أنتَ الـشـفـيـعُ لـدنـيانا وأخرانا

يا ملهمَ العلمِ تهدي الخلقَ حكمته      للـسائلينَ وتوجـيـهـاً وبـرهـانا

وصـهـرُه المرتضى الكرَّارُ آيته      أكـرمْ بـه نـبـأ أعــظـمْ لـه شانا

والعترةُ الصفوةُ الأطيابُ لحمته      همْ سادةُ الخلقِ أحكاماً وإحسانا

وقال من قصيدة (يا ناصر الدين) وهي في الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبلغ (59) بيتاً:

وبالإمـامِ أبـي السبطينِ حيدرةٍ      مِـن نـهـرِ كوثرِه بالحشرِ يسقيني

ولايـتـي لكَ يا ذا الطولِ قائمةٌ      إلى المماتِ وحتى الحشرِ توليني

ودَّعتُ دونكَ دنيا ما أملتُ بها      إلّا سواكَ بـيـومِ الـفـصـلِ تكفيني

وقال فيه (عليه السلام) أيضا من أخرى تبلغ (46) بيتاً:

قـد قـيـلَ إنكَ مـفـتونٌ كلفتَ بمِن      أجبتُ قبَّتُه الـشمَّاءُ في النجفِ

ذاكَ الذي في حياتي ثمَّ آخـرتـي      نعمَ الضمينِ إلـيه كانَ مُعتكفي

كفيتُ منه شرورَ الداهـيـاتِ كما      مُشفّعي عند ربي يومَ معترفي

ومَن عـسـاهُ مـلاذاً أسـتـجـيرُ بهِ      وأسـتغيثُ كملهوفٍ مِن التلفِ

ذاكَ الذي كلُّ مَن نادى أبا حسنٍ      زمـانَ مـحـنـتِه يوماً لديهِ كُفي

وقال من أخرى:

فـهوَ الذي لزمَ الفراشَ فداؤه      وعليهِ إجماعُ السيوفِ الشرَّعِ

قـالوا عـلـيـاً قـدرُه ومـقـامُـه      وأقـولُ هـامـه لـلـمـقامِ الأرفعِ

قالوا عـلـيـاً قد سمتْ علياؤهُ      وأقولُ يبهرُ كـالـنـجـومِ الـلـمَّعِ

قالوا هوَ البرقُ المشعُّ بنورِهِ      وأقولُ مـشـكاةُ المنارِ المُسطعِ

وهـوَ البلاغةُ ربُّها وحكيمُها      والـنـهـجُ شـاهـدُه كأبلغَ مرجعِ

وقال من قصيدة في الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) تبلغ (36) بيتاً:

قصدتُ الرضا في لهفةِ المُتضرِّعِ      غريـبـاً أواسـيـهِ بـساخنِ أدمـعـي

غـريـبـاً حـبـاهُ اللهُ أكــرمَ شــافـــعٍ      لـشـيـعـتِـهِ مِـن حـائـريـنَ وروَّعِ

ومـلـتـمـســاً عـنـدَ الـغريبِ وركنِهِ      دعاءَ غريبٍ لـلـغـريـبِ الـمُـشفَّعِ

حنانيكَ يا مولايَ أنتَ ذخــيـــرتي      تـطـافـحَ كـيـلي ما تخزِّنُ أضلعي

قصدتُ الـرضا ضيفاً أجدِّدُ عـهدَه      بقلبي وروحي بل بعيني ومسمعي

............................................................

1 ــ سيرة الشاعر وقصائده عن ديوانه مواجد ومواجع المطبوع في دار ومكتبة البصائر في بيروت 1432 هـ / 2011 م

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار