640 ــ عبد الإله الكعبي (ولد 1372 هـ / 1952 م)

عبد الإله الكعبي (ولد 1372 هـ / 1952 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (21) بيتاً:

يا جراحاً بـ (كربلاء) أراها      في ظلامِ النفوسِ تبرقُ برقا

لـم تـدعْ ظـالـمـاً يـنامُ قريراً      كـلّـمـا ظنَّ قد غفا هبَّ فرقا (1)

وقال من أخرى تبلغ (19) بيتاً:

مَن ظنَّ أنَّكَ قد قُتلتَ بـ (كربلا)      ودُفنتَ في ذاكَ الـترابِ تأوَّلا

لـم يـدرِ أنَّـكَ حــاضــرٌ مُـتجسِّدٌ      ونـراكَ دومـاً بــيـنــنـا مُتهلِّلا

وحـديـثُـكَ الـقدسـيُّ يملأ سـمعَنا      أوأنتَ مَيْتٌ يا حسينُ فألفُ لا (2)

ومنها:

تـبـقـى جـراحُـكَ نـازفـاتُ كأنَّها      هذا الصباحُ وإنَّنا في (كربلا)

لو كانَ بحراً في عروقِكَ مِن دمٍ      لـمْ نُـبـقِ مـنـه قـطـرةً وتقحُّلا

لـكـنَّ جُـرحَـكَ خــالـدٌ بـنـزيـــفِهِ      أبدَ الزمانِ مُـكـبِّراً ومُــهـلّــلا

الشاعر

الدكتور عبد الإله بن هادي بن فارس الكعبي، ولد في ناحية الشنافية بالديوانية، وفي العقد الأول من عمره انتقل مع أسرته إلى النجف الأشرف عام 1961 حيث أكمل دراسته الثانوية فيها، ثم تخرج من كلية الطب في جامعة بغداد 1977 ومارس مهنته في مدن عراقية عدة، ويعمل الآن طبيباً جراحاً في مستشفى الفرات الأوسط.

اهتم كثيراً بالشعر وطالع قديمه وحديثه، وكتبه في وقت مبكر وتأثر بالمتنبي، وله ديوان أغلبه في أهل البيت (عليهم السلام). (3)

شعره

قال من قصيدته الأولى:

قد رأيـنـاكَ صــادقــاً ومُــحــقّا      فعشقناكَ أيُّها الــحـزنُ عــشــقا

فاجرِ مثلَ الدماءِ في كلِّ عرقٍ      لا تــدعْ فــرحــةً تراودُ عِــرقـا

أيـهـا الـحـزنُ لا هـــوادةَ يوماً     رغمَ أنــفِ الــزمـانِ فينا ستبقى

قد غدا الحزنُ للـحـقـيـقــةِ باباً      عندما يطلقُ الـنـفـوسَ لــتـــرقى

إنَّ يوماً بهِ الـحـسـيـنُ قــتـــيلٌ      نازفُ النحرِ عاريَ الجسمِ مُلقى

أبدَ الدهرِ لا يـمرُّ ويـمـضـــي      بـلْ تــخـرُّ الـسـنــينُ عنده صعقا

فـكـمـالُ الــوجــودِ أنّه يـــفنى      بجراحِ الحسينِ أو هــوَ يَــشــقى

وقال من الأخرى:

أيموتُ مَن بــعــثَ الــحــياةَ بأمَّةٍ      أكبرتُ ذلـــكَ أن يُظنَّ ويعقلا

وسـقـى الـطـغـاةَ بألفِ كأسٍ مُرَّةٍ      الموتُ قــطرةُ بعضِها فتخيَّلا

لا زالَ في كلِّ الــبــقـــاعِ مُشمِّراً      عن ســاعـديهِ مُعزِّزاً ومُذلّلا

أيموتُ مَن رجفَ الزمانُ لصوتِهِ      فـهـــوى على أقدامِهِ مُتوسِّلا

للهِ درُّ الــرأسِ يُــرفــعُ دامــيـــــاً      فيظلُّ يعلو رافضاً أن يـنـزلا

يعلو ويـعـلـو والــعـقـولُ تحيَّرتْ      فاللهُ فـوقٌ والــحـقـيـقـةُ أسفلا

أما جراحُكَ يا حسينُ فــإنَّـــها الـ     ـقرآنُ يحتضنُ الوجودَ مُرتِّلا

بـدمٍ تــصـوغُ بــلاغـةً لـشموخِها      نـهـجُ البلاغةِ بالدماءِ تسربلا

.....................................

1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 2 ص 299 ــ 300 عن مستدرك شعراء الغري ج 1 ص 342 ــ 343

2 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 2 ص 384 عن مستدرك شعراء الغري ج 1 ص 343 ــ 344

3 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 176

كما ترجم له:

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 3 ص 58 ــ 59

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 1 ص 340

كاتب : محمد طاهر الصفار