624 ــ أحمد رضي (ولد 1401 هـ / 1981 م)

أحمد رضي (ولد 1401 هـ / 1981 م)

قال من قصيدة (حكايةُ قمرِ النهر) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام) تبلغ (34) بيتاً، وقد فازت هذه القصيدة بالمركز الثالث في مسابقة الجود العالمية السادسة للشعر العربي والتي تقيمها العتبة العباسية المقدسة:

فـي صـفـحَـةِ الـعِـرفانِ يوحي ذاتَهُ      عـطـفـــاً فِتَقْرَأُ (كربلا) تَنْزيلَهْ

وَغَداً سيَحتَرِفُ السُجُودَ: على القَنَا      بَدرٌ، على وَجَعِ الفُراتِ خَميلَه

يَحْكي مُفَارَقَةَ الـزَمَـانِ، يُـفَـسِّـرُ الـ     ـبُـعْـدَ الــجَــديدَ .. مُوَثِّقًا تعليلَه (1)

ومنها:

بالأمـسِ يـبــذُرُ فـي الـفراتِ عــقـيـدةً     واليومَ يحصدُ (كربلاءَ) حصيلة

الـيـومَ يــمـسـحُ دمــعـتـيــنِ، يعالِجُ الـ     ـــوَجَـعَ الـقـديمَ .. ذهولَهُ وذُبُولَه

يُزجي على عطش العراقِ سحائبَ الـ     ـتِحْنَانِ يُرخي في القلوبِ سُدوله

الشاعر

أحمد بن رضي بن سلمان، ولد في قرية المعامير في البحرين، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس / تربية، علم نفس من جامعة الكويت ويعمل في التدريس.

صدرت له أربع مجموعات شعرية هي:

طعم شفاهك ــ 2006

تراتيل الخلاص ــ 2008

نابذاً إلياذة الشطرنج ــ 2010 (2)

قال عنه الكاتب زكي الصدير: (أحمد رضي واحد من الشعراء الذين اجترحوا من اللغة شعراً إنسانياً مختلفاً) (3)

شعره

قال من قصيدته:

في كُلِّ صَـــــوتٍ، لــلــوَفاءِ مَــقُــولًــه      وَبِــكُـلِّ صَـمْــتٍ لِلهَوى تَرْتيلَه

الـحُــبُّ فـــــي عَــيــنَـيــهِ سِرْبُ غَمائِمٍ      مِنْ دِفءِ روعَتِهِ يَبوحُ هُطولَهْ

وَبِخَدِهِ حَاكَ الــربـــــيــعُ قــصــيــــــدةً      للـوَردِ .. طَــرَّزَ بـالـنَقَاءِ أسيلَه

قَـمَـرٌ تُـغـنِّــيــــــهِ الـعُـذوبَـةُ، نــســمـةً      بالـنـورِ بالتَقوى تَمُرُّ عـــلـيـلَـه

مُـذ كَـانَ فــــي رحمِ (الحَنونةِ) ضاعناً      بالــطُــهْــرِ كــان حَـنَانُهُ قِنْدِيلَه

والآنَ، هَـــا هُو في الضِفاف حِكَايةَ الـ     ـإيثارِ، يشعلُ بالدماءِ فُــصـولَه

في صــــفحَةِ الــعِــرفانِ يــوحــي ذاتَهُ      عطـفـاً فــتَـقْرَأُ (كـربلا) تَنْزيلَهْ

وَغَـداً سيَحتَرِفُ الــسُـجُودَ: على الــقَنَا      بَدرٌ، على وَجَعِ الـفُراتِ خَميلَه

يَــحْــكـي مُـــفَارَقَةَ الزَمَانِ، يُفَسِّـــرُ الـ     ـبُــعْــدَ الــجَـديدَ .. مُوَثِّقاً تعليلَه

هـيَ سَـجْـدَةٌ أُخـرى: يَعَافُ المـــاءَ كَي     يَهَبَ الوُجودَ إلى الوُجودِ سبيلَهْ

لَمْ يُعْطِ (بُعْدَ) الـنَـهْـرِ فُــرْصَـةَ شَـــرْبَةٍ     حَـتَّــى يَــبُــلَّ الــماءُ مِنْهُ غَليلَهْ

لَـكِــنَّــهُ أعـطـى الـطُـفـوفَ يــمـــــيـنَهُ     وَشــمَــالَــهُ وكَـــثــيـــرَهُ وقليلَهْ

أعْطَى لَهَا مَعْنَى الخُلُودِ، اْسـتَأنـــفَ الـ     ـحَدَثَ الأَهَمَّ: نِـهَايةً ووَســـيــلَه

هَذَا الــتَــحَــدِّي: حـيـن يَـدَّخِرُ الـــظما     صَبْراً، ويــبــذلُ للوَفَاءِ وصولَه

أَلوَى عِــنَــانَ ظَمَاهُ، جَمَّعَ نَـــــفْــسَــهُ     وانثَالَ غيثَ سَناً وَمَــــدَّ حُــقـولَهْ

أجْرَى على شـفـتـيـهِ لـحــــنَ شَــهَـادَةٍ     وَأَدَارَ في كَفّيهِ نَــخْـبَ بـطـــولَه

واختارَ عَرْشَ المَاءِ هَـــــنْــدَسَــهُ كَمَا     هُوَ شَاءَ، أتـقَنَ بــالرؤى تَفْصيلَه

مِن آيةِ الــسـيـفِ اســـــتـــقلَّ صواعَهُ     وبـسـورةِ الـجرحِ انـتضى إكليله

أَرْسَـى فَــضَــاءَ الـــــعَـلْـقَـمـيِّ، أقامَهُ     طَـوْداً وَدَجَّـــجَ بــالـشُمُوخِ نَخيلَه

فَجْراً يُؤثِّثُ بــالـــــبــصــيـرَةِ أُفْــقَـــهُ     يـشـتَـقُّ مِـنْ حُــلُــمِ السَلامِ هَديلَه

وَيُـعـيـدُ تـرتـيـــلَ الفُرَاتِ على المدى     لُغْزاً جديداً .. فاتِــحـاً تــأويــلَـــه

جُرحٌ يُفهرِسُ بـالــــدِمـاءِ هـوامِشَ الـ     ـمَعنى يُحَرِّرُ في السطورِ سُـيولَه

يرقـى بُـرَاقَ الـنَـزْفِ، فاجَأَ مُـــسْتَحيـ     ـلَ الـسيفِ، أرهَـقَ بالعِنَادِ صَليلَه

يَـعِـدُ الــحَـيـاةَ بــأنَّــهُ مـــــازالَ يـــمـ      ــتـلِــكُ الــكثيرَ مِنَ الرؤى لِيقولَه

هيَ فِكرةُ الإنــســانِ فــي إنــســانِـــهِ     إذ لَــمْ تَـــزَلْ آفــاقُــهـا مـجـهـولَه

صَــنَــمُ الأنــا مــازالَ يُــعْــبَـدُ إذ كأنَّ     اللهَ لــم يُـــرسِــلْ هــنـاكَ رسولَه

ويـجـورُ ســيــفٌ، تَـسْـــتَبِدُ خــيــانــةٌ     يمتدُّ عُنـفٌ، تُــســتَــبـــاحُ طفولَه

فـي مِــثـلِ هــذا الــلـيـلِ يُسرِجُ غـارهُ      دِفـئاً، ويبعثُ فــي المَدى جبريلَه

يــنـزاحُ مِــنْ رَحــمِ الـحـقـيقةِ عاصِفاً      يُــدنـــي لأوجِ الـمستحيلِ شمولَه

بالأمـسِ يـبــذُرُ فـي الـفراتِ عــقـيـدةً     واليـومَ يحصدُ (كربلاءَ) حصيلَه

الـيـومَ يــمـسـحُ دمــعـتـيــنِ، يعالِجُ الـ     ـــوَجَــعَ الـقـديمَ .. ذهولَهُ وذُبُولَه

يُزجي على عطش العراقِ سحائبَ الـ     ـتِحْنَـانِ يُرخي في القلوبِ سُدولَه

يــمــتَــدُ فــجْــراً .. ثــــورةً .. تكبيرةً     لا طـــابَ عــيـــشٌ والحياةُ ذليلَه

هــذا هـــو الــعَــبَّــاسُ شـــعبٌ عاشقٌ     وكـفــى بـه كُــفْــؤاً لِــكُـلِّ بُطولَه

...........................................................

1 ــ شبكة فجر الثقافية بتاريخ 28 / 11 / 2015

2 ــ موقع جهة الشعر ــ شعريات عربية ظلال للهواء أنطلوجيا الشعر البحريني المعاصر، إعداد الشاعر أحمد العجمي

3 ــ صحيفة العرب الكويتية / أحمد رضي: الشعر عاد ليمارس دوره القديم كبوق للقبيلة حوار مع الشاعر بتاريخ 19 / 10 / 2015

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار