615 ــ محمد جواد الغبّان (1349 ــ 1433 هـ / 1930 ــ 2012 م)

محمد جواد الغبّان (1349 ــ 1433 هـ / 1929 ــ 2012 م)

قال من قصيدة (أبا الشهداء) وتبلغ (48) بيتاً:

وبـ (كربلاءَ) وقفتَ أعظمَ موقفٍ     مـــلأ الزمانَ مفاخراً ومحامدا

لمْ يـشـهـدِ الــتــــاريخُ مثلكَ ثائراً     في حومةِ العلياءِ ماتَ مُجاهدا

ساموكَ أن ترِدَ الــهـوانَ فلمْ يكنْ     يـرضى إباؤكَ بالهوانِ مواردا (1)

وقال من قصيدة (شهيد الخلود) وتبلغ (47) بيتاً:

يا (كربلاءُ) وأنتِ أشرفَ بقعةٍ     بمصارعِ الشهداءِ طبتِ مرابعا

فـيـكِ الـحسينُ غدا يجاهدُ فيلقاً     مـلأ الــحــيــاةَ مخازياً وفظائعا

عددَ الـحـصــى أفرادُه بحرابِهِ     وكعابِهِ سدَّ الــفــضـــاءَ الواسعا

فـسـطـا ولــم يـــعبأ بهمْ مُتقلّداً     ســيـفَ الإبــاءِ وبالعقيدةِ دارعا (2)

وقال من قصيدة (يا شهيد الإباء) وتبلغ (50) بيتاً:

(كربلا) غــرِّدي وتــيــهــي دلالاً     فإليكِ الحسينُ شــدَّ الــرحـــيلا

وأقيمي البشرى فقد جاءَ ركبُ الـ     ـسبطِ يطوي نجودَها والسهولا

فاخري فيه من تــشــائــينَ فضلاً     حـيـنَ تــمـسـيـنَ للحسينِ مقيلا (3)

ومنها:

لكَ في (كربلاء) موقفَ عزٍّ     يستـحـقُّ الـتـكريمَ والتبجيلا

يـومَ آليتَ أن تـموتَ عزيزاً     حينَ ساموكَ أن تعيشَ ذليلا

فـتـقـدّمـتَ لـلـقـنا رابطَ الجأ     شِ فمدّتْ عـلـيكَ ظلّاً ظليلا

الشاعر

محمد جواد بن عبد الكاظم بن محمود بن سعيد الغَبّان العبيدي، أديب وشاعر ومؤلف وصحفي، ولد في النجف الأشرف من أسرة لها بصمة واضحة في ميداني العلم والأدب، فنشأ في أجواء المجالس التي كان يعقدها كبار أدباء النجف فنهل منذ صغره علوم اللغة والأدب وتلقن قواعدها من أسرته، فقد كان أحد المجالس التي نشأ بها هو مجلس والده الشيخ عبد الكاظم وكذلك مجلس خاله الشاعر الكبير الشيخ محمد علي اليعقوبي.

ويصف الغبان تلك الأجواء بالقول‎: (لقد نشأت في بيئة علمية، أدبية في النجف، وتمتاز المدينة فضلاً عن وجود الحوزة العلمية فيها بوجود المجالس العلمية والأدبية والاجتماعية التي تكاد أن تكون موجودة في كل بيت، فالتجار كانت لهم مجالسهم، وكذلك العمال، والكسبة، وطلبة العلم وغيرهم.

لقد كانت الثقافة سمة واضحة للمدينة وأهلها، كما إن وجود الحوزة العلمية فيها جعلها تتقدم تقدماً واضحاً في هذا المجال، ولقد فتحت عيني بالأساس على مجلسين هما مجلس والدي الشيخ عبد الكاظم الغبان، ومجلس خالي المرجع الديني الشيخ محمد علي اليعقوبي. وبدأت تربيتي في هذين المجلسين، فضلا عن المجالس الأخرى التي كنت أرتادها في مدينة النجف، وكذلك الجمعيات الأدبية وأبرزها جمعية الرابطة الأدبية التي تأسست عام (1932) وجمعية منتدى النشر التي تأسست عام (1935)، ولقد زادتنا تلك المجالس والجمعيات ثقافة ووعياً منذ طفولتنا المبكرة، جنباً إلى جنب الكتب التي قرأناها في تلك المرحلة. ولهذا أسمي المجالس بالكتب الناطقة، فالمتابعون في ذلك الوقت لايقرأون الكتاب فقط بل يناقشونه في مجالسهم ...)

درس الغبّان مقدمات العلوم في مدينته على يد أعلام الفقه والأدب وتخرّج من كلية منتدى النشر فيها عام 1950 ، ومن أساتذته الشيخ محمد رضا المظفر، ثم سافر إلى القاهرة وحصل على شهادة الدبلوم العليا فيها عام 1974.

عمل مدرّساً للغة العربية للمرحلتين الثانوية والجامعية، نشر قصائده ومقالاته في الصحف والمجلات ومنها مجلة (الدليل) التي نشر فيها أول قصيدة له، عمل في الصحافة الأدبية عام 1948 وساهم في تحرير مجلة (البذرة) كما أصدر مجلة (الفكر) الأدبية الثقافية في بغداد، أقام في منزله ندوة أدبية أسبوعية كان روّادها أعلام الأدباء والشعراء. وله مشاركات في العديد من المهرجانات والمؤتمرات الأدبية، ويعد الغبان من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب، ونقابة الصحفیین العراقیین، وعضو في الرابطة الأدبية في النجف، ورابطة الأدب الحديث في القاهرة، وجماعة أبولو الشعرية.

حصل الغبان على جائزة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عن أفضل ديوان عام (1990), وجائزة الشعر من رابطة الأدب الحديث عام (1990) أيضاً.

له من الدواوين الشعرية:

من نفحات الإمامين علي والحسين ــ 2000

الأمل ــ 1953

وهج الشوق ــ 1955

المتنبي بعد ألف عام ــ 1984

أنتِ أحلى ــ 1984

أنتِ أغلى ــ 1998

على مرفأ الجراح ــ 2001

إخوانيّات ومطارحات شعريّة

دموع القلب

فن الرباعيات الشعرية

ما بعد الطُّوفان ــ 2010

أَنتِ بيت القصيد ــ 2010

قصائد المدن ــ 2010

رباعيات الغبّان ــ 2010

ومن مؤلفاته:

جعفر بن أبي طالب ــ 1954 ــ 1979 تقديم الإمام محمد الحسين آل كاشف الغطاء

على هامش السقيفة ــ 1954

العروج في ملكوت المتنبي ــ 2004

الجواهري، فارس حلبة الأدب ــ وله فيه قصيدة تبلغ أكثر من مائة بيت في رثاء الجواهري بعنوان (فارس الحلبات).

لمحات من حياة الشيخ اليعقوبي ــ 1965

المعارك الأدبية حول تحرير المرأة في الشعر العراقي المعاصر، ط1، وزارة الثقافة العراقية عام 2006، ط2، ومطبعة الأديب عمان عام 2010  (4)

قال عنه الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في مقدمة كتاب الغبان جعفر بن أبي طالب : وما كان في الحسبان أن شابا شاديا مثله يقتحم هذه القمة، ولكنه علو الهمة وطموح الشباب ونجابة الأصل وأين السرى إذا سرى أسراها، فإن والده العلامة التقي الشيخ عبد الكاظم أيده الله ممن حاز العلم والفضيلة، وهو من أصحابنا الأقدمين البارزين في الحوزة العلمية والولد سر أبيه (5)

بعد رحلة أدبية ناهزت النصف قرن توفي الغبان في بغداد، وقد استذكره أدباء العراق بكلمات الثناء نذكر منها:

الكاتب والمؤرخ الدكتور إبراهيم العلاف: (كان محمد جواد الغبان شاعراً معروفاً وإنساناً رائعاً ومسيرته امتدت لأكثر من 50 سنة) (6)

الباحث عبد الحميد الرشودي: (كان ديدنه أن يغمرنا بفيض كرمه وحلاوة حديثه وعشقه للأدب وأهله ...) (7)

الشاعر الفريد سمعان: (كان رقيقاً، وأديباً نادراً أن يكون مثله في ذلك الوقت ...)

الناقد باسم عبد الحميد حمودي: (أحد المبرزين من الشعراء الذين واكبوا الحركة الثقافية منذ أربعينيات القرن الماضي ... ويعد فقدانه خسارة للوسط الثقافي).   

الناقد علوان السلمان: (إنه الكلمة الحقيقية التي لم تساوم ولم تمسح أكتاف الطغاة على مدى زمنه ...)

الباحث رفعت عبد الرزاق محمد: (الأخير في سلسلة الشعر الكلاسيكي العراقي، وبفقده خسرت الثقافة والأدب ركناً من أركانها ...)

الناقد فاضل ثامر: (كان الفقيد الراحل واحدا من الأسماء الراسخة التي أسهمت في تأسيس الشعرية العراقية ...)

الشاعر ياسين طه حافظ: (واحداً من أولئك الذين يقرأون ويكتبون على ضوء خافت، إنسان ممتلئ خيراً ورحمة، محني على الكتاب نهاره وجل ليله، اسمه محمد جواد الغبان...)

وعبد الوهاب العدواني، وزينب محمود، وزكي قنصل، وروكس زائد العزيزي (7)

شعره

قال من قصيدة في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (34) بيتاً:

ماذا يصوِّرُ مِن عُـلاكَ الــشــاعـرُ     ومـداكَ يـعـجزُ عنه فكــرٌ قاصرُ

أولستَ ذروةَ كــلِّ مــجــدٍ شـامـخٍ     قلْ لي فكيفَ إليكَ يرقــى الخاطرُ

مولايَ هِبني من بيانِكَ قــبــســــةً     يُبدى بها هذا الـشـعــــورُ الحاسرُ

أولـسـتَ نــبــراســـاً بــنورِ سنائِهِ     يزهو لنا ماضٍ ويــشـرقُ حاضرُ

للهِ درُّكَ مِن عـظـيــمِ لــمْ يــصــلْ     لـمـدى عــــلاهُ أعاظمٌ وأكــابـــرُ

جاوزتَ حدَّ العبقريةِ في الــعُــلـى     فاحتارَ فيكَ نــوابــغٌ وعــبــــاقـرُ

ولــدتــكَ أمُّ الــمــجـــدِ فـــذّاً ما له     في الناسِ نِدٌّ فـهــيَ بعدَكَ عــاقرُ

يا ليلةَ الميلادِ تــشرقُ بــالــســنــا     فـكـأنّــهــا صــبـحٌ أغـــرٌّ زاهــرُ

وكأنّها في الدهرِ عــقـدٌ تــزدهــي     في جيدِهِ وبـمـعـصـمـيـهِ أســاورُ

غنِّتْ بكَ الأجــيــالُ أروعَ نـغـمـةٍ     رقصتْ لها الدنيا وغنّى الــسامرُ

والـكـعـبـةُ الـغـرَّاءُ جَـلّــلــها السنا     بشراً ونوَّرَها الــولـيدُ الـــطـاهرُ

أرجـاؤهـا عـبـقـتْ بـنـغـــمِ أريجِهِ     للآنَ يــتـبـعُـــنا شذاهُ الــــعـاطـرُ 

شهدتْ لكَ الغزواتُ أنَّكَ فارسُ الـ     ـحلباتِ والليثُ الــهــزبرُ الخادرُ

لـلآنَ تــشــهــدُ بـــــدرُ أنَّكَ بدرَها     وانجابَ ليلُ الشركِ وهوَ الداجرُ

فإذا تــفــاخــرتِ الــشـعــوبُ بقائدٍ     بــطـلٍ فــإنّــا فــي عُـلاكَ نُفاخرُ

ولو اتّخذنا نــهــجَ عــدلِــكَ قــدوةً     ما كان يطغى مــســتـــبـــدٌ جائرُ

جلّتْ حـيـاتُــكَ فــهـيَ سـفــرٌ خالدٌ     قد زيَّنته مــحــامــدٌ ومـــفــاخـرُ

لمْ تدّخرْ لــلـعـيــشِ مِن نشبٍ وما     لكَ غيرُ جـمـعِ المكرمـاتِ ذخائرُ

وزهدتَ بالــسـلـطـانِ بــلْ طـلّقته     فــأتاكَ يسعى وهوَ عــبـدٌ صاغرُ

قـرصٌ مِن الـخـبـزِ الـشعيرِ إدامُه     ملـحٌ وأنـتَ بــهِ قـــنـوعٌ شــاكـرُ

ما ذقـتَ مِن طعمٍ وحـولـكَ صبيةٌ     غــرثـى أضـرَّ بـهـا زمـانٌ جائرُ

ولعـلَّ في أقصى اليمامةِ جــائـــعٌ     ضـاقتْ عــلـيه مواردٌ ومـصادرُ

لم يـلقَ غيرَكَ مِن مــعـيـــنٍ كافلٍ     تــســـعى إلى إسعادِهِ وتُــــبــادرُ

هذا هـوَ الــحـكــمُ الذي يـحـيـا به     عدلٌ ويــقطعُ للــمـــــظالمِ دابــرُ

مــيـزانُ حـــقٍّ لـلـعـــدالةِ يستوي      فـي كــفَّـــتــيــهِ أكابـرٌ وأصاغرُ

أمـعـطّــرَ الــدنـيـــا بذكرٍ لمْ يزلْ      لـعـلاهُ فـــي الأجيالِ فـكرٌ عاطرُ  

قُلْ للألى قد حاولوا أن يــسـتروا      وجــهَ الــــحـقـيـقةِ ما لـذلكَ ساترُ

إن يؤثروا فضلاً بلغتَ به المدى      فـالـشـمــسُ فـــليخفي سـناها نافرُ

 فاسألْ أميَّةَ إذ تــــلاشى ذكـرُها      وهوى بـها فــي الدهرِ حـظّ عاثرُ

ماذا جنتْ إذ نــازعـتــكَ خـلافـةً      فيها لعمرِ الــــحـقِّ حـقّـــكَ سافرُ

حربٌ أدِيرتْ بـيـنـكـم لـتسجلَ الـ     أيامُ مَن هوَ رابــــحٌ أو خـــــاسرُ

قد زالَ ذكـرهـمُ وذكــرُكَ خــالـدٌ      باقٍ فأيُّـهـمـا الــذي هـــــو ظاهرُ

سرعانَ ما انطمستْ معالمُ ملكهمْ      فكأنَّ ذاكَ الملكُ طيــــفٌ عــابـرُ

وبـقـيـتَ أنتَ معَ الخلودِ فأشرقتْ      لكَ في الوجودِ مـحـــــامدٌ ومآثرُ (8)

وقال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (52) بيتاً:

كتبَ اللهُ لـــذكـــــــراكَ الــبـقاءَ      فــغــدتْ تـــعــلــو وتــــزدادُ نماءَ

كلّما مـرّتْ عليها حـــــــقـــــبٌ      فهيَ ترقـى في ذرى المجدِ ارتقاءَ

إنّها نــبــراسُ حــــــــقٍّ وهدى      تملأ الآفـــاقَ نـــوراً وســـنــــــاءَ

إنّها نــفحةُ قــدسٍ عــــبـــقـــتْ      أرَجَاً قد طـــبَّـقَ الــدنــيـــــا شذاءَ

إنّها نـــبـــــعــةُ عـــلـيـاءٍ بــهـا      يجـدُ الــظـــمــآنُ عـــــلّاً وارتواءَ

إنّـهـا ومضــةُ إيــــــــــمانٍ بها      يــهـتدي للحقِّ مَن ضلَّ الــســواءَ

يا إماماً قــــــــــــد براهُ اللهُ مِن      لــطــفِـــه كــــــالغيثِ طهراً ونقاءَ

وتــــــــــغذّى درَّه مِــــن فاطمٍ      لـــبــنـــاً بــــاركـــــــه اللهُ غِـــذاءَ

 وبأحــضانِ النبيِّ المــصطفى      قــد تـــربّـــى فـــاكتسى منه البقاءَ

وتــلــــقّـى من أبيهِ الـمرتضى      شِـــيــمــاً تـــولـــيـــهِ حــمداً وثناءَ

ولــــقـد لــقّــنَـــه كـــيفَ الفتى      يرتــقــي فــوقَ ذرى المجدِ ارتقاءَ

كــيفَ يمضي قدماً نحو العُلى      وهوَ لا يرهــبُ أو يــخــشى الفناءَ

كيفَ يأبى الذلَّ في العيشِ فلمْ       يــتّـــخـــذْ يـــوماً سوى العزِّ رداءَ

فهوَ يحوي كلَّ أســـبابِ العُلى      سُؤدُداً فـــخراً شـــمــوخـــــاً وإباءَ

ذا حـسـيـنُ المجدِ من قاسَ به      غــيــرَه قــد قـاسَ بالأرضِ السماءَ

يا شهيداً قــد ســمــا في مجدِهِ      لذرى الــخــلـدِ فــبــزَّ الــشــهــداءَ

يومَ ناداكَ الــهـــدى تــنــقــذه      مِن ذوي الــغــيِّ فــلــبَّــــيتَ النداءَ

شاهراً لـلـحـربِ سيفاً صارماً      نــاشــراً لــلــعــــدلِ في الدنيا لواءَ

واجــــــــــبٌ ألزمَــكَ اللهُ بــهِ      أن تــؤدّيــهِ فــأحــســنـــــتَ الإداءَ

يومَ سامــوكَ بــأن تُـعطي يداً      صاغرَ النفسِ فـــأعــلــنـــتَ الإباءَ

كـيـفَ يــنـقـادُ ذليلاً مَن يرى      مــوتَــه والــعـيـــشُ في الذلِّ سواءَ

بل يرى الـمـوتَ حـياةً غضَّةً      يـجـتـنـي مــنــهــا خــلــــوداً وبقاءَ

فأبــتْ نــفــسُــكَ إلّا أن ترى      وهيَ تلقى الموتَ لــلــديــنِ فِــــداءَ

لمْ يُخفكَ الــموتُ في معترَكٍ      جــهّــزوا جــيـشـاً بـه ســدَّ الفضاءَ

فـتـجرَّعتَ الردى في عزمةٍ      هـيَ كــالــصــارمِ حــدَّاً ومــضــاءَ

وحــوالــيـكَ تــهــاوتْ فـتـيةٌ      صُرِّعوا في حومةِ الـحــربِ ظِماءَ

عــطــشاً ماتوا وحتى طفلهمْ      لــمْ يــذقْ وهــوَ يـعاني الموتَ ماءَ

عظمتْ تـضـحـيـةٌ خـــالــدةٌ      حيَّرَتْ في الــتـضـحـيــاتِ العظماءَ

ســجَّـلَ التاريخُ مِن أسمائهمْ      أسـطـراً يــزهــو بـها الدهرُ ازدهاءَ

وإذا مــا مــرَّ يــوماً ذكرهمْ      ملأ الــعــالــمَ حـــزنــــــــاً وبــكــاءَ (9)

وقال من قصيدته (أبا الشهداء) والتي تبلغ (48) بيتا ــ وقد قدمناها ــ :

إيهٍ أبا الــشــهــداءِ حـســبُكَ كنيةٌ      أضـحـتْ بأعظمَ تـضحياتِكَ شاهدا

أخَّـرتَ فـي الـعـلـيـاءِ كــــلَّ مقدَّمٍ      إذ كنتَ في الحلباتِ أقصاها مدى

وبـ (كربلاءَ) وقفتَ أعظمَ موقفٍ     مـــلأ الـزمــانَ مــفاخراً ومحامدا

لمْ يـشـهـدِ الــتــــاريخُ مثلكَ ثائراً     في حومةِ العلياءِ مــاتَ مُــجـاهدا

ساموكَ أن ترِدَ الــهـوانَ فلمْ يكنْ     يـرضى إباؤكَ بالــهـــوانِ مواردا

ورأيتَ في مــوتِ الـكرامةِ عزَّةً      فغدوتَ في عيشِ الدَّنــيــةِ زاهــدا

أنّى تــمـدّ يــدَ الــمـــذلّةِ ضارعاً      لـلـظـالــمـيـنَ وأنــتَ أزكـــاها يدا

فأبيتَ أن تــحـيا الحياةَ ذلــيــلــةً      فـمـشيتَ نحوَ الموتِ تسعى عامدا

ومشيتَ تـسـعــى للردى في فتيةٍ      طـلـعـوا بــآفــاقِ الــجـهـادِ فراقدا

قد كنتَ رائــدهــمْ لــكــلِّ فضيلةٍ      أعـظـمْ بــمـثـلِــكَ لـلــفضيلةِ رائدا

ومـضـيـتَ فــيـهــمْ ثائراً مُتحدِّياً      تـطـوي الــطـريقَ مفاوزاً وفـدافدا

لتقودهمْ نحوَ الكرامـةِ رافــضـاً      عيشَ الهوانِ فما أجــلّـــكَ قـــــائدا

وقال من قصيدة (شهيد الخلود) وقد قدمناها:

شمَّرتَ عن ديـــنِ الإلــهِ مُدافــــعا      فأبنتَ وجهَ الحــقِّ أبيضَ نـــاصعا

عَجَّ الهدى من جـورِ آلِ أمـــــيـــةٍ      فـأنـصتت الـدنــيا وكنتَ الـــسامعا

سارعتَ لمّا أنْ دعـــــاكَ لـنـصرِهِ      والـحرُّ إذ يُـــدعى يهبُّ مُستــارعا

وقد انتضيــــتَ لـصونِه ولــحفظِهِ      من عـزمِـــكَ الـجبارِ سيفاً قاطـــعا

ضحَّيتَ نــــفسَـكَ مُـذ عـلمتَ بأنّها      كـانــتْ لــــغــلّــتِـــهِ دواءً ناجـــعا

ملكَ الأمــــورُ يــزيدُ مَن بشرورِهِ      ملأ الوجــودَ فــظــائــعا وشـــنائعا

مــا كــــانَ أضــعفَها نفوساً أمَّرتْ      غُرَّاً لأحــكامِ الــلــذاذةِ خـــــاضعا

أتــــرى يــحـــقُّ بأن يُــطـاعَ وأنّه      لـتـقـــودُه الأهـــواءُ عـــــبداً طائعا

لمْ تُزكَ نبعتُه مِـن الـشــركٍ الــذي      ما نــالتِ الأيـــامُ منه مــطــامــعـا

أضحى به الشرعُ القويــمُ مُــعطّلا      مُذ سَـنَّ مِن وحي الضلالِ شرائـعا

وإلـى الـحـسـينِ شــكــا تبدّدَ شملِه      ديــنُ الــنـبـيِّ فــهــبَّ عنه مــدافعا

ومضى يثلّ من الــضلالةِ عرشَها      عـلـنـاً ولــلــشـمـــلِ المبدَّدِ جــامعا

ولردِّ كيدِ الــمــشـــركـينَ أثـــارَها      فــي الـخـافقينِ زلازلاً وزعــازعا

وانصاعَ لا يــخــشــى المنيَّةَ قائلاً      إنَّ الــمــحــتّــــمَ كـــانَ أمراً واقعا

مـهـلاً أمــيُّ كـــفاكِ طـغـيـانـاً فقد     عادتْ بلادُ اللهِ مِـــنـكِ بـــلاقـــــعـا

فلئنْ هجعتِ على الغرورِ فلم يكنْ      عنكِ الحسينُ وعن شرورِكِ هاجعا

لا تطمعي بــخـــضوعِهِ فهوَ الذي      ما نــالــتِ الأيــامُ مــنــــه مطامعا

أيذلُّ مَن رضعَ الإبــا طــفــلاً وقد      ضمّته أحضانُ الــبطولةِ يــافــعــا

تأبى مناقبُه الــكــريــــمةُ أن يرى      يومَ الكريهةِ في الــمـواقـــفِ يافعا

والعزّةُ الــقــعــساءُ تأنفُ أن يُرى      لـلـظـالــمـيـنَ مُــسـالــمـاً ومُــبايعا

فنحا الطفوفَ بــفــتــيــةٍ مـضرِيةٍ      خطّ الإلهُ لــهـمْ هـنـاكَ مــضــاجعا

يــتــهــافـتونَ على الحِمامِ فسجَّلوا      صُـحُـفــاً كأنــوارِ الــنـجومِ لوامعا

حتى تــهــــاووا كالبدورِ فأشرقتْ      أسماؤهم مثلَ الــشـمــوسِ سواطعا

وقال من قصيدة (يا شهيد الإباء) وقد قدمناها:

لكَ ذكرى تُعادُ جــيــلاً فــجــيــلا      فتهزّ الوجودِ عــرضاً فطولا

لكَ ذكرى حــزيــــنةٌ إن أطــلّــتْ      تملأ الكونَ رنَّــةً وعــــويـلا

هيَ ذكرى الحقِّ الـمـضـيَّعِ يبغي      مـنـكَ عــونــاً لنصـرِه وكفيلا

هيَ ذكــرى الــــهدى شجاكَ نداهُ      فانتضى منكَ صارماً مسلولا

هيَ ذكرى الإباءِ في مسرحِ العلـ     ـياءِ مثّلتَ دورَه تـمـــثـيــــلا

هـيَ ذكــرى الـجـهادِ ألقحتَ منه      جذوةً قد أنرتَ فيها الـســبيلا

هيَ ذكرى مــفـــاخـــــرٍ ومـزايا      رتَّلَ الدهرُ آيَها تـــرتـــيــــلا

إذ تقدَّمتَ لــلــجــهــادِ بــعـــــزمٍ      هاشميٍّ حيَّرتَ فــيه الــعقولا

نــاشــراً لـــلإبـــاءِ رايـــةَ حــقٍّ      شاهراً للنضالِ سـيفاً صــقيلا

يومَ أطـلـقـتَ صـيـحةً ليسَ تبقى      دولةَ للــظــالــمــينَ إلا قلــيلا

سوفَ يندكُّ عرشُها إذ تـــــدوِّي      ثورةٌ لـيسَ تعرفُ المستحــيلا

وسـتـغـدو أمــيــةٌ حــيثُ يرخي      فـوقـهـا الـعارُ والفناءُ ســدولا

وســيــنــهــارُ مــا بــــنته يداها      ليسَ يُجدي عنها الـدفاعُ فـتيلا

وقال من قصيدة (صريع العز) وتبلغ (38) بيتاً:

مشى ابنُ عليٍّ للطفوفِ بــفــتــيــةٍ      يماشـيـهــمُ وحشُ الفلا والقشاعمُ

ضياغمُ لمْ يخشَوا جـمــوعَ عداتِهمْ      وهـلْ روَّعتْ أسدَ العرينِ البهائمُ

لقد أعطوا السمرَ العوالي حـقوقَها      وقد شكرتهمْ في القراعِ الصوارمُ

وماتوا كرامـاً تـحـتَ مـشتبكِ الـقنا      وكـلُّ فتىً منهمْ لدى الروعِ باسمُ

وقد قـصـموا ظهرَ الحسينِ بفقدِهمْ      وفَقدِ خيارِ الصحبِ للظهرِ قاصمُ

وأسفرَ سبطُ المصطفى عــن مهنَّدٍ      يــفلُّ بهِ حــــزمَ العدا وهو حازمُ

نهضتَ لإحياءِ الــشــريــعةِ حينما      تحــكّــمَ فـي أمـرِ الشريعةِ غاشمُ

نــهــضــتَ بـعــزمٍ مُذ علمتَ بأنّه      لــمـا قــد بـناهُ جـدُّكَ الطهرُ هادمُ

وشيَّــدتَ صــرحـاً للفضيلةِ سامياً      وفيكَ أمــــيــتــــتْ بدعةٌ ومظالمُ

لكَ الذكرُ في كلِّ الــعصورِ مُخلّداً      عــظــيماً ولــلطـاغي يزيدَ المآثمُ

لقد سوَّدَ الــتــاريــخَ ســـوءُ فعالِهِ      ومنها جـــبـيــنُ الـدهرِ أسودَ قاتمُ

وإن درســتْ آثــارُ آلِ أمـــيــــــةٍ      فذكرُكَ حـتى الــحـشرِ باقٍ ودائمُ

وكـمْ مـن دعـيٍّ رامَ إخـفـاءَ نورِهِ     ولــيـسَ لـــما قد أظـــهرَ اللهُ كاتمُ

فللهِ يا بنَ المصطفى خطبُكَ الذي      تهونُ بذكراهُ الخطـــوبُ العظائمُ

وللهِ ذكراكَ الــتـــي هيَ لمْ تــزلْ      مـخـلّــدةً قـــد مـــجَّـدتــها العوالمُ

وأنّكَ سرٌّ ليسَ يُعــرفُ كــنـــهُــه      وهيهاتَ أن يرقى لــعليــاكَ ناظمُ (10)

وقال من قصيدة (يا شهيد الخلود) وتبلغ (49) بيتاً:

صالَ فرداً فــســجَّــلَ الدهرُ عنه      أنّه كانَ فــي الــجــهادِ فريدا

مــفــرغـاً فوقه مِن الصبرِ درعاً     ومِـن الـعـزمِ عـدَّةً وعــديــدا

مُصلتاً سـيـفَـه فــكــبَّــــرتِ الدنـ     ـيا وخرَّتْ له الرقابُ سجـودا

يـسـتـغـيــثُ الإسلامُ فيهِ وحـاشا      أن يلاقي من الحسينِ صدودا

وشـكـا غــرسُــه الــذبـولَ فـروَّا     هُ بقاني الدمـاءِ فاخضرَّ عودا

لم يكنْ يرهبُ الـجـمـوعَ إلى أن      صرعــتــه الظبا فماتَ حميدا

ماتَ ظامي الـغـلـيلِ والماءُ جارٍ      مــنــعـوهُ يـنالُ منه الــورودا

يـا شـهـيـدَ الـخـلودِ حسبُكَ فخراً      وعلاءً بأنْ بــلــغــتَ الخلودا

لكَ ذكرى وضّاءةُ المجدِ كالشمـ     ـسِ فمَن ذا لـها يطيقُ جُحودا

ما أعِيدتْ إلّا ويغمرُنا الــحــــز     نُ كــأنَّ الـمصابَ كانَ جديدا

صرخةٌ عمَّتِ الوجـودَ فأضحتْ      تــتــعالى الأصداءُ منها بعيدا

بــعـثـــتْ في الدنا دويَّاً مـهـولاً      يـتـعــالــى صــواعقاً ورعودا

أيّها الــثــائــــــرُ الذي قد شجاهُ      أن يرى الناسَ للضلالِ جنودا

لمْ تضقْ نفسُــكَ الوسيعةُ ذرعاً      حينما ضيَّقوا عـليــكَ الوجودا

فشهرتَ الحسـامَ عضباً صقيلاً      غادرَ الغيُّ في شــــباهُ حصيدا

يومَ أرسـلـــــــتَ للأبــاةِ نــداءً      ثائراً تــســتــفـــزّ فـيه الرقودا

إنّما الحرُّ مَن يـــموتُ صريعاً      في الوغى أو يفكّ عـنه القيودا

أنّما الحرُّ مَن يـرى الذلَّ عاراً      ضلَّ قـومٌ عاشوا ومـاتوا عبيدا

إنّما الحرُّ مَن يــمـــوتُ شهيداً      بـشـبـا الـسيفِ أو يعيـشَ سعيدا (11)

وقال من قصيدة (ذكرى الغدير):

الدهرُ باسمِكَ وقّعَ الألــــــــــــــــــــــحانا     وهفا لذكرِكَ مــــــطرباً جذلانا

وهززتَه بــــــــــــــــــــــعلا مزاياكَ التي     قد صــــــــارَ فيها هائماً ولهانا

قد أسكرته مــــــــــــــــــــن غديرِكَ نهلةً     هـــوَ مـــا يزالُ بطعمِها نشوانا

وعبقتَ فيهِ نفحةً قدســــــــــــــــــــــــــيةً     يستــافُ منها الروحَ والريحانا

وفتنته بصـــــــــــــــــــفاتِ ذاتَكَ فانبرى     يــــــهوى جمالَ صفاتِكَ الفتّانا

وسكبتَ فيهِ مِن ســــــــــــــــــنائِكَ شعلةً     وقّادةً، أضحى بهــــــــا مُزدانا

فرأى بـــــــــــــــشخصِكَ صورةً علويّةً     كانتْ لكلِّ فـــــــــضيلةٍ عِـنوانا

إن كنتَ في علياكَ مبعثَ نـــــــــــــورِهِ     فلقـــــــــــــــد رآكَ لعينِه إنسانا

يومَ الغديرِ: ومـــــــــــــــــــا أرقّكَ نغمةً     قــــــد عطّرت مني فماً ولسانا

لــــــــــــــــــــــــجلالِكَ الأيامُ تعنو هيبةً     لمّا طلعتَ، فــــــما أجلّكَ شانا

أطلعتَ شمساً لــــــــــــــلهدايةِ ضوؤها     للحقِّ يهــــــــدي التائِهَ الحيرانا

وقــــــــــــــد انجلى حلكُ الليالي، إذ بدا     فــــــــــجرٌ بهِ نورُ الإمامةِ بانا

وجرى غديــــــــــــرُكَ سلسـبيلاً سائغاً     يسقي، فيروي العاطشَ الظمآنا

ومِــــــــــــــن الإمامةِ قد فتقتَ براعماً     فـــاحتْ، فعطّرَ نشرُها الأزمانا

قُلْ للقلوبِ إذا أضـــــــــــــرَّ بها الظما     وتــــــــــــــــلهَّبتْ حبَّاتُها نيرانا

هـــــــــــــــيا انهلي عذبَ الغديرِ، فإنّه     يطفي الفؤادَ اللاهـــــبَ الحرَّانا

هل يشتكي صادي الحشا ظمأً، إذاً اسـ     ـتسقى السحابَ العـارضَ الهتّانا

يا خائضَ الغمراتِ يقحمُ لــــــــــــجَّها     بــــــــمواقفٍ تدعُ الشجاعَ جبانا

لم يشهدِ التــــــــــــــاريخُ مثلكَ فارساً     بطلاً، وأثبتَ في الخطوبِ جنانا

اليومَ ألبسَكَ الإلهُ بلطـــــــــــــــــــــفِه     تاجاً، أدانَ لــــــــــمجدِه التيجانا

تاجُ الإمامةِ قد تــــــــــــــــــلألأ نورُه     يزهو، فعمَّ سناؤه الأكـــــــــوانا

فاليومَ عيدٌ تـــــــــــــــــحتفي الدنيا به     طرباً، فتقتـــــــطفُ المنى ريّانا

في بيعةٍ للحقِّ أوجبَ عــــــــــــــقدَها     أمرُ الإلهِ، فلاقـــــــــتِ الإذعانا

هذا هوَ القرآنُ يــــــــــــــــنطقُ مُعلناً     في فرضِها، فــــــــتبيَّنوا القرآنا

هي بيعةٌ كالشــــمسِ في رأدِ الضحى     مَن يــــــــستطيعُ لنـورِها كتمانا

خلدتْ معَ الأيامِ، رغـــــــــــمَ حواسدٍ     راموا لها ولـــــــــمجدِها نكرانا

.....................................................

1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 1 ص 345 ــ 347 عن ديوان من نفحات الإمامين الحسن والحسين، للغبان ص 65 ــ 73

2 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 2 ص 226 ــ 228 عن ديوانه من نفحات الإمامين ص 105 ــ 110

3 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 2 ص 388 ــ 390 عن ديوانه من نفحات الإمامين ص 85 ــ 93

4 ــ عبد الجبار العتابي ــ الشاعر محمد جواد الغبان.. في ذمة الله، موقع إيلاف بتاريخ 16 / 12 / 2012 / الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 243 ــ 244 / خمسون عاماً من الشعر والأدب.. المدى الثقافي تحاور محمد جواد الغبان العدد 476 بتاريخ 29 / 8 / 2005 / محمد جواد الغبان.. شاعراً وباحثاً ــ ملاحق المدى بتاريخ 18 / 12 / 2013 / مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ــ رحيل الاستاذ محمد جواد الغبان / جريدة المدى ــ سيرة حياتية وإبداعية حافلة بالإنجاز..الموت يغيّب الشاعر محمد جواد الغبان بتاريخ 15 / 12 / 2012

5 ــ مقدمة كتاب جعفر بن أبي طالب لمحمد جواد الغبان دار الزهراء بيروت لبنان 1399 هـ / 1979 م ج 1 ص 9

6 ــ مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ــ رحيل الاستاذ محمد جواد الغبان بتاريخ 18 / 12 / 2012

7 ــ هذا القول والأقوال بعده عن جريدة المدى / سيرة حياتية وإبداعية حافلة بالإنجاز..الموت يغيّب الشاعر محمد جواد الغبان بتاريخ 15 / 12 / 2012

8 ــ ألقاها الشاعر في مولد أمير المؤمنين عليه السلام عام 2008 وهي منشورة على موقع االيوتيوب

9 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 1 ص 44 ــ 46 عن ديوان نفحات الإمامين ص 75 ــ 83

10 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 3 ص 11 ــ 12 عن ديوانه من نفحات الإمامين ص 111 ــ 116

11 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 1 ص 351 ــ 353 عن ديوانه من نفحات الإمامين ص 95 ــ 103

12 ــ جريدة المدى / خمسون عاماً من الشعر والأدب.. المدى الثقافي تحاور محمد جواد الغبان العدد 476 بتاريخ 29 / 8 / 2005 عن ديوانه (من نفحات الإمامين علي والحسين)

كما ترجم له:

حميد المطبعي / أعلام العراق في القرن العشرين ج 1 ص 186

محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 2 ص 909

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 2 ص 351

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 3 ص 129

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 4 ص 371

حيدر محي فاضل عبد الله الجبوري / شعر محمد جواد الغبان : دراسة لغوية ــ جامعة بغداد - كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية - قسم اللغة العربية 2013

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار