نبيل أبو العيس الموسوي (ولد 1364 هـ / 1945 م)
قال من قصيدة في أم البنين (عليها السلام):
سألتْ فما حالُ الـحـسـيـنِ بـ (كربلا) بــاللهِ لا تـخـفـي مـن الأسـرارِ
قُـتـلَ الـبـنـونُ جـميعُهم لـكِ فاصبري وعظيمُ أجرِكِ عندَ ربٍّ باري
حتى أبو الفضلِ الغضنفرُ في الوغى غـالته بيضُ الـهـنـدِ للأشــرارِ (1)
الشاعر
السيد نبيل بن جواد أبو العيس الموسوي الكاظمي، ولد في الكاظمية وهو حاصل على شهادة الدبلوم من معهد إعداد المعلمين 1968 وعمل في سلك التعليم في مدارس عديدة في بغداد، وله نشاطات تربوية مختلفة في مجال التعليم، كما تشرف أبو العيس بعمله بخدمة الحضرة المطهرة للإمامين الكاظمين (عليهم السلام) منذ طفولته، لكنه أبعد عنها قسراً في زمن النظام السابق لعدم ممالأته لسلطة البعث كما تعرض للمطاردة والاضطهاد، ثم عاد إلى عمله بعد زوال النظام البعثي في عام (2003) ويعمل الآن في قسم الإعلام.
يكتب أبو العيس الشعر بالفصحى والعامية وقد سخّر شعره لأهل البيت (عليهم السلام) وعاهد الله على ذلك، كما شارك في العديد من المهرجانات في مدينته والمدن المقدسة، وقرأ له كثير من المنشدين الحسينيين كما يكتب (المستهلات) لموكب خدمة الجوادين التابع للعتبة الكاظمية المقدسة في مناسبات المعصومين (عليهم السلام).
شعره
قال من قصيدة في رثاء سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام):
الـشـمـسُ مـنـذُ الـصـبـحِ في العلياءِ مـكـسـوفـةٌ حـزنـاً على الزهراءِ
البدرُ ينحبُ في الــســمــاءِ بــأدمـعٍ حـرَّى عـلـى الإنـسـيـةِ الحوراءِ
الــعـرشُ أضـحـى لـلرزيَّةِ صارخاً وا بـضـعـةٌ مـن سـيـدِ الـشـفـعاءِ
الأرضُ من هولِ المصابِ تزلزلتْ والماءُ غِيضَ وناحَ من في الماءِ
وقلوبُ أهلِ الوحي تـقـطـرُ بـالـدما ورثـاءُ حــيـدرَ فـــاقَ كـلَّ رثــاءِ
صوتٌ له الــسـبـعُ الشدادُ تصدَّعتْ ردّي الجوابَ أتى مــن الأبــنـاءِ
بــــــاللهِ يــــا أمَّــــاهُ أن تـتـكـلّـمـي فأنا الـحـسينُ وهل يخيبُ رجائي
حـسـنٌ جـثـا جـنـبَ العزيزةِ مُجرياً دمعاً كـسـيـلٍ سالَ في الصحراءِ
وعويلُ زيـنـبَ هزَّ أركـانَ الـسـمـا وأصيبَ من فـي العرشِ بالإعياءِ
لـم يـنـشـفِ الـدمـعُ الـهـطولُ لفاطمٍ لــلـمـوتِ سـاخـطةٌ على الأعداءِ
ما ذنبُ مَن يقفِ الرسولُ لشخصِها واللهُ أفــطــمَــهـــــا من الأخطاءِ
تــبــاً لـــهــمْ مـا كـانَ أحـوجَهم إلى أن يــعـلـنـوا لـلـطـهــرِ كلَّ ولاءِ
بـنـتُ الـشفيعِ وزوجُ مولاهـمْ ومَـن تكنِ الــشـفـيـعـــةُ عندَ يومِ جزاءِ
وقال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام):
قُل يا لـسـانـي لـلـحـسـيـنِ سـلاما فالروحُ هامتْ بالـحـسـينِ هِياما
والـقـلـبُ في حبِّ الحسينِ مُـتـيَّـمٌ صـبٌّ عـلـيـلٌ يـنـشـدُ الأحــلاما
والعينُ من نورِ الحسينِ تكحَّـلـتْ والعقلُ من هدي الحسينِ تسامى
سـأظـلُّ أقـصـدُه وقــلـبـي مـفـعمٌ بـأريـجِ سـبـطٍ قـــوَّمَ الإســــلاما
وأطوفُ حولَ ضريحِهِ مُستذكراً يومَ الطفوفِ وكيفَ كانَ هُـمـاما
وأشمُّ مِن عبقِ الـشـهـادةِ والـفِـدا مـسـكَ الإبــاءِ يُـعـطّـــرُ الإقداما
عـلّـمـتـنـا درسَ الإبـاءِ بـنـهضةٍ يا خيرَ من صلّى وحـــجَّ وصاما
هـيـهـاتَ مِـنَّا الذلَّ قلتَ مُقارعـاً فـيـهـا الـطـغـاةَ وما نكستَ الهاما
وقال من قصيدة في أهل البيت (عليهم السلام):
زيـتـونـةٌ خُـلـقـتْ مــــــن الأنوارِ شعَّتْ بـسـاقِ العرشِ للجبَّارِ
لـلـخـلـقِ أرسـلـهـا الإلــهُ هـــدايةً وسـفـينةً تُنـجي من الأخطارِ
فـمـحـمـدٌ أصـلٌ وفـاطـمُ كـوثـــرٌ زهراءُ فرعٌ من سنا المختارِ
وعليُّ مـولـى الـمـؤمـنـينَ لقاحُها فانطرْ بما حملتْ من الأثمارِ
حـسـنٌ حسينٌ زينبٌ خيـرُ الورى أقمارُ شرَّفَـها الجليلُ الباري
وتشعُّ من صلبِ الحسيـنِ كواكبٌ تسعٌ تـعـالتُ في سما الأقمارِ
الـبـدرُ زيــنُ الـعـابـديــــنَ وباقرٌ للعلمِ وابـنُـه صــادقُ الأبرارِ
وشعاعُ موسى والجوادُ مُــنــوِّراً بغدادَ في ليلٍ وكــلِّ نــهــــارِ
دارٌ زهتْ في الكاظميةِ بالـنــدى دارُ الـشـفـــاءِ وملجأ المحتارِ
وهلالُ طوسٍ والـمُـلقَّبُ بالرضا ومُغيثُ كلَّ الــشـيـعـةِ الزوَّارِ
وعـلـيٌّ الــهــادي بـسـامــرَّا غداً بدرُ الدجى للناسِ خــيرُ منارِ
والعسكريُّ البارُ فيهِ تـجـمَّـعــتْ كلُّ الصفاتِ الغُرِّ للأطــهــارِ
ومـحـمـدُ الـمـهديُّ والفرجُ الذي حـجبَ الغيابُ بهِ عن الأنظارِ
أمـنـاءُ دارٍ لــلـــفـــنـــاءِ أئــــمةٌ نـرجـو النجاةَ بنورِهمْ مِن نارِ
وقال من قصيدة في أم البنين (عليها السلام):
أمُّ البنينَ سـلـيـلـةُ الأحـــــرارِ وهـديَّـةُ الـرحـمـنِ لـلـكــــرَّارِ
أصـلٌ عـريقٌ للفضائلِ والعُلا فرعٌ ترعرعَ في رُبى الأخيارِ
في خدمةٍ لبني البتولِ تشرَّفتْ كالأمِّ ساهرةٌ عـلـى الأبــــرارِ
ولها مع الزهراءِ أنبلَ مـوقفٍ ضـحَّـتْ بـأربـعـةٍ من الأقمارِ
لا سيَما قمرَ العشيرةِ بـكـرَها نبعَ الفضائلِ شبلَ حامي الجارِ
وقال من قصيدة في مولد الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف):
وِلدَ الهدى والــعـدلُ للإنــسـانِ وهــلالُ حـجَّــةِ خالقٍ ديَّانِ
وبنورِهِ اكتملتْ شـجـيـرةُ أحمدٍ وتلألأتْ زيتونةُ الــرحـمنِ
شعَّتْ لآلِ البيتِ آخرُ شــمـعـةٍ لبني البتولِ وســيِّدِ الأكوانِ
كالبدرِ عندَ تـمـامِـه مـتــلألـئــاً بـضـيـاءِ نــورٍ زيتُه ربَّاني
رغمَ العدى فالربُّ تمَّمَ نـــورَه ليكنْ إمامَ العصرِ والأزمانِ
هوَ حجَّةُ الجبارِ يظهرُ مُصلحاً ليقيمَ حداً في رُبــى الـبلدانِ
وتـعـودُ لـلإسـلامِ أعـظـمُ دولةٍ وتعزّ أمَةُ صاحبِ الـفـرقانِ
وقال من قصيدة في مولد الإمام الرضا (عليه السلام):
قريـرةُ الـعـينِ قد جاءت قوافينا تـرجـو ثـوابــاً وأجــراً عــنــدَ بارينا
تـشـدو لمولدِ نورٍ مِـن أئـمَّـتِــنـا رضا الهداةِ ومَن في الحشرِ يُرضينا
جاءتْ مـهـنـئـةً نـشوى روائعُنا فــاقــبــلْ روائـــعَ أحــبـــابٍ مُوالينا
حرارةُ الشوقِ دبَّتْ بين أضلعِنا لظى التنائي ونارُ الوجدِ تــكــويــنــا
عندَ المنامِ تكونُ الروحُ صاعدةً تــزورُ قـبــرَكَ فــي طـــوسٍ وتأتينا
هاكَ التهاني من الأرواحِ معلنةً طيبَ الولاءِ بمسكٍ من تــهــانـــيــنـا
بـيـضـاً لأفراحِكمْ تأتي قصائدُنا سُــوداً لأحــزانِــكــم تـــأتــي مراثينا
.................................................
ترجمته وشعره في: موسوعة الشعراء الكاظميين ج 8 ص 82 ــ 88
اترك تعليق