582 ــ عبد الأمير جمال الدين (ولد 1363 هـ / 1944 م)

عبد الأمير جمال الدين (ولد 1363 هـ / 1944 م)

قال من قصيدة (حسينيٌّ أنا) وتبلغ (34) بيتاً:

حـسـيـنيٌّ أنا يـا (كربلاء)      حـسـيـنـيٌّ نمته لكَ الدماءُ

حـسـينيٌّ وهـلْ جدٌّ كجدِّي      بهِ العلياءُ تـفـخرُ والسماءُ

توارثنا المفاخرَ والمعالي      وفي أرواحِنا يسمو الإباءُ (1)

ومنها:

فكانَ بـ (كربلاء) حديثُ حزنٍ      بـه قد حدّثتنا الأولياءُ

هـنـا مـثـوى الـشهيدِ أبي عليٍّ      أبيِّ الضيمِ حيَّته ذكاءُ

هنا فـلـتُسكبُ الـعـبـراتُ وجداً      فإنَّ بها لشيعتِه جزاءُ

ومنها:

هنا في (كربلا) سقطتْ شموسٌ      عـلـى الـغـبراءِ واشتدَّ البلاءُ

هـنـا قـمـرُ الـعشيرةِ راحَ يـهوي      فشعَّ بـ (كربلا) منهُ الضياءُ

ينادي يا حـسـيـنُ عـلـيـكَ مــنّـي      سلامُ اللهِ وانـقـطـعَ الــنــداءُ

وقال من قصيدة (قسماً بيومك) وتبلغ (29) بيتاً:

لمْ أنسَ يومَكَ إذ وقفتَ بـ (كربلا)      بطلاً تخوضُ الموتَ لا تتردَّدُ

وبـرزتَ بـالـنـفـرِ الـكرامِ عدادُهم      سـبـعـونَ بـدراً سـاطـعـاً يتوقَّدُ

الـفـتـيـةُ الـصـيـدُ الـذيـنَ تـدرَّعوا      بالصبرِ والجلّى تـقـومُ وتـقـعـدُ (2)

وقال من قصيدة (مولد الفداء) وتبلغ (57) بيتاً:

ومـضوا يلبُّونَ النداءَ فديتهمْ      نـادى عـلـى أيـامِ أحمدَ عودي

وتقهقرَ الماضي ليظهرَ مرةً      أخرى وما في الأمرِ أيُّ جديدِ

فمحمدٌ وحسينُه في (كربلا)      وشـيـوخُ بدرٍ منه غـيـرُ بـعـيـدِ (3)

ومنها:

مـولايَ مـا زالـتْ جـراحُكَ ترتمي      في كلِّ قلبٍ في هواكَ عميدِ

ورؤى دماكَ بـ (كربلاء) تلوحُ في      دنيا تضجُّ من الأسى وعبيدِ

ونهارُ عـاشــوراكَ يـقـسـمُـنـا إلـى      حـبٍّ وخـصمٍ عابسٍ وكـنودِ

ما للنواصبِ كـشّـروا أنــيــابَـهــــم      فغدا لهم (هـدّام) شـرُّ عـميدِ

ومنها:

عادتْ إلينا (كربلاءُ) مُجدَّداً      في كلِّ أرضٍ مِن عراقِ جدودي

قـتلٌ وإرهابٌ وسلبُ حرائرٍ      ودمــوعُ أيــتـــامٍ مــعَ الـتـشـريـدِ

هـيَ هـجـمـةٌ أمـويَّةٌ همجيَّةٌ      تنزو على الموتى برقــصِ قرودِ

وقال من قصيدة (الحسين الخالد) وتبلغ (103) أبيات:

فهمْ لدى (كربلا) أمثولــةٌ نــسـجـتْ      مِن المروءاتِ في آفاقِ مُقتحمِ

شـكـتْ شــريــعــةُ طــهَ لابنِها ظمأ      فـقامَ يـهتفُ باسمِ اللهِ هاكِ دمي

فقد رأى الموتَ عزَّاً والحياةَ مع الـ     ـطـاغـينَ ذلّاً ويا للذلِّ مِن برمِ (4)

ومنها:

ويلُ امُّهمْ عملوا في (كربلا) عملاً      يضجُّ منه دمُ الأبرارِ في الــرمــمِ

شـنّـوا عـلـى زرعِ دينِ اللهِ حربَهمُ      فـي (كربلا) بــجــرادٍ جـــائعٍ نهمِ

قُلْ للنبيِّ: رسـولَ اللهِ لـو نــظـرتْ      عيناكَ آلَ الهدى في النازلِ الجممِ

ومنها:

مِن (كربلاء) إلى الأقصى إلى أفقٍ      مـن الـلـهـيـبِ وبـركـانٍ مِن الحممِ

كـانـتْ عـهـودهـمُ للقدسِ قد نسجتْ      معَ الحسينِ غداةَ الحربِ فـي حزمِ

وأسلموها كما قـد أســلــمـــوهُ إلـى      الطغاةِ شرُّ الورى والـعـهــدُ لمْ يقُمٍ

ويقول في نهايتها:

فـلـيـتَ صـارمَـه فـي (كربلاءَ) بدا      ولاحَ في غسقِ الأسيافِ كالضرمِ

إذن لأجـلـى الأعــادي عـن أحـبَّـتِهِ      ولـم يـذوقـوا الـذي ذاقـوهُ مـن ألمِ

فـعـظّـمَ اللهُ أجــرَ الــمــؤمـنينَ بمَنْ      بالسيفِ عاتبَ أهلَ الجورِ والـقـتمِ

ذاك الحسينُ المفدّى من بهِ انتعشتْ      شريعةُ اللهِ ربِّ الخلقِ ذي الـعظمِ

وقال من قصيدة رباعية بعنوان (ذكراك يا قائد الأحرار) وتبلغ (23) بيتاً:

ذكراكَ يا سبط الرسولِ الأمينْ      دكّتْ عروشَ البغي والظالمينْ

سبعونَ بدراً قدتهم في الـوغـى      يستعذبونَ الموتَ في كلِّ حينْ

لم أنـسَ ذاكَ اليومَ في (كربلا)      لـمَّـا بـذلـتَ الـنـفـسَ لـلمسلمينْ

وأثـكِــلــتْ فـيـكَ بـنـاتُ الهدى      وكابدَ الأهـوالَ خـيـرُ الـبـنـيـنْ (5)

الشاعر

السيد عبد الأمير بن علي بن عبد الله بن علي بن محمد جمال الدين، ولد في النجف الأشرف، من أسرة علوية يرجع نسبها الشريف إلى موسى المبرقع ابن الإمام محمد الجواد بن الإمام علي الرضا (عليهم السلام).

تخرج جمال الدين من الإعدادية ولم يكمل دراسته لظروف خاصة، لكنه عوّض عنها بمطالعاته وشغفه بالقراءة، كما ارتاد النوادي الأدبية وشارك فيها كما شارك في المناسبات الدينية، وهو عضو اتحاد الأدباء وعضو في أغلب الجمعيات والنوادي الأدبية في النجف مثل: (عبقر)، و(الأدب الرسالي)، و(شموع الأدب)

أصدر مجموعتين شعريتين هما: (دموع الوفاء)، و(ينبوع الوفاء) 

عمل جمال الدين موظفاً في مديرية بلدية النجف، ثم تقاعد وتفرغ للأدب والدراسة الحوزوية (6)

شعره

قال من قصيدة (وليد البيت العتيق):

فــاحَ مِــن مَـكَّــةَ رَوْحٌ عَــبَــقــا      وَعَـلـى الـدُّنــيــا جَـمِـيـعـاً أطـبَـقـا

شاءَ مَلّاكُ الــدُّنــا الــفَردُ الصَّمَد      شــاءَ مَــن لَـيـسَ لَــهُ كُـفــواً أحَـد

كَــرَمٌ مِـنــــهُ إلــى بِـنـــتِ أسَــد      فــأتَــت لِـلـرُكــنِ حَــتّــى انـفَــلَـقا

وُلِـد الــيَـــومَ لِــهـادِيـنـا شَـقِـيــق      في رِحابِ البَيتِ في جَوفِ العَتيِق

كَـعَـلِـيٍّ مَــن لَـهُ مَــهــدٌ رَشِــيـق      مَـن بِـهِ الـبَـيـتُ ثَــلاثـــاً أشـــرَقا

زادَ فَخراً وَازدَهى البَيتُ الحَرامْ      حَيثُ أضحى حاضِناً جِسمَ الإمـامْ

كَـيـفَ لا يَـفـخَـرُ، أو كَيفَ يُــلام      بِــوَلِــيــدٍ مَــن لَــهُ الـهــادِي سَقى

هـكَــــذا الـشِّــبــلُ عَــلِـيٌّ وُلِـــدا      وَلِــذا أَعـــذَرَ مَـــن قَـــد حَـــسَـدا

ثُــمَّ مِــنْ رِيــقِ الـنَّـبِـيِّ الـمُقتَدى      غُــذِّيَ الــمَـولُــودُ رَدحــاً فَارتَقى

يا أبا طـالِـبَ يـا نِـعـمَ الـمُـجِـيــر      لَــكَ مِــنّـا الــوِدُّ وَالـحُــبُّ الـكَبِير

يا أجَـلَّ الـنّـاسِ يـا خَـيـرَ نَـصِير      قُـم فَـبَــيــتُ اللهِ بِــالـحُــسـنِ رَقى (7)

وقال من قصيدته (حسينيٌ أنا):

حـسـيــنيٌّ أنــا يــــــــــا (كربلاء)     حـسـيـنـيٌّ نمته لكَ الـدمــــاءُ

حـسـيـنيٌّ وهـلْ جـــــــــدٌّ كـجـدِّي     بهِ العلياءُ تـفـخـرُ والـســـماءُ

توارثـنــا الــمـفـاخـرَ والـمـعــالي     وفي أرواحِـنـا يسمو الإبــــاءُ

لنا مِـن مــفرقِ الأمــجــادِ فـــرعٌ      لأصـلٍ لا يــفـارقُـه الـنــــماءُ

ويـكــفــيــنــا عــلاً أنَّ الــلـيـالــي      غدتْ مِن نورِ طلعتِنا تــضاءُ

سَــلِ الــبـطـحـاءَ عـنَّــا يـومَ وافى      رسولٌ كـانَ مِـنـه الابـــتـداءُ

أطلَّ بـهـا الـنبيُّ فـــكـــانَ هـــديـاً      ونبراساً لمَن فيهِ اسـتـــضاؤا

وناصرُه عـــــــــــلـيٌّ لا يُـجارى      وليُّ اللهِ صِـفـه كـمـا تـــشــاءُ

كـــــــــــتـابُ اللهِ زكّـــاهُ بـمـــدحٍ      وهلْ بسواهُ قد خُصَّ الـثـنــاءُ

وفــاطــمُ أمُّــنــا يــا لهفَ نـفـسي      عـلـيـهـا إذ ألـمَّ بـهـا الـعـــناءُ

بـفـقـدِ مـحـمـدٍ فـقـــدتْ حـبـيــبــاً      فـلـمْ يـبـرحْ مـآقـيـهـا الـبــكاءُ

إلى أن فــارقــتْ دنــيـــا لـــئـــامٍ      أضـاعـوا حـقَّـها ولها أســاؤا

هـمُ الـطـلـقـاءُ مــا بــرحوا ذئـابـاً      فـفـي أبـنـائِـهـمْ بـهـمُ اقـتــداءُ

عــدوا ظــلـمـاً عـلـى أبــنـاءِ طهَ      وعن أحقادٍهــم كشفَ الغطاءُ

فللحسنِ الــزكــيِّ أذيــبَ كــبــــدٌ      ولمْ يــنـفـعـــه طــبٌّ أو دواءُ

مـعـاويــةُ الفجورِ سطا عــلــيــهِ      بسمٍّ منه فــــانـقطعَ الــرجــاءُ

ومِن بعدِ اللعــيــنِ أتــى لــعـــينٌ      يزيدُ الـفسـقِ فــارقــه الـحياءُ

فكانَ بـ (كـــربلاء) حديثُ حزنٍ     بـه قـد حـدّثــتــنــا الأولــيــاءُ

هـنـا مــــثــوى الـشهيدِ أبي عليٍّ     أبيِّ الــضـيــمِ حـيَّــــته ذكـاءُ

هـنـا فــلـتُسـكبُ الـعـبـراتُ وجداً     فإنَّ بها لـشـيـعـتِــه جـــــزاءُ

هنا في (كربلا) سقـطتْ شموسٌ     عـلـى الـغـبراءِ واشتدَّ الـبلاءُ

هـنـا قـمـرُ الـعشيرةِ راحَ يـهوي     فشعَّ بـ (كربلا) منهُ الضــياءُ

ينادي يا حـسـيـنُ عـلـيـكَ مــنّـي     سلامُ اللهِ وانـقـطـعَ الــنــــداءُ

أتاهُ الـصـقـرُ مُـنـكسِراً حزيــنــاً      وحــقَّ لـمـثـلِــه يبكي الإخـاءُ

أخـي عــبــاسَ يــا بـطـلاً أبـيَّــاً      بكاهُ السيفُ مــثـلـــي واللـواءُ

لقد فــارقــتــنــي فــــرداً أعانـي      هموماً واعتلى الظهرَ انحناءُ

ومـاذا بـعـد ذلــكَ مِـن مـصـابٍ      لآلِ اللهِ خــــبَّـــأهُ الــقــضــاءُ

شــمـوسٌ تـسـعــةٌ ورثوا حسيناً      بـقـتـلٍ أو بـــسُـــمٍّ أزكــيـــاءُ

أئـمـتُـنـا وسـادتُـنـا فـــمَــــــن ذا      يــجــاريـهمْ بهمْ يسمو الرثاءُ

إمـامَ الـعـصـرِ أبـيــاتـي تسامتْ      بحبِّكمُ وأنــتَ لــهــا الــرواءُ

أتـتْ شــوقـاً عـلـى ظــمأٍ تعاني      مِن الــبـرحــاءِ إذ عـزَّ اللقاءُ

فـعـجِّـلْ يــا ولـيَّ اللهِ عـــجِّــــلْ      فأرواحُ الأنــامِ لــكَ الــفــداءُ

وخُذها من (جمـالِ الديـنِ) تذكو      مُــعــطّـــرةً تــعـهَّدها الوفاءُ

ولـيـسَ بـبـدعـةٍ إذ بـــاتَ يبـكي      على مَن قد بكتهُ الأنــبــيــاءُ

وقال من قصيدته (قسماً بيومِك):

حَــيـيـتُ مـجـدَكَ والــســيـوفُ تزفّه      لـلـدهـرِ عــرسُ خــلــــودِه يتجدَّدُ

وترنَّمتْ سمرُ الرماحِ لـدى الـطـلـى      قد أنـهـلـتـه وإنَّ جــســـمَكَ موردُ

وتـغـيَّــرَ الــتــاريــخُ واهـــتـزّ السَّنا      واللهُ فــوقَ فـمِ الـنـشـيــدِ الـمـنشدِ

وقد ابتغتْ سبقَ السيوفِ إلى الصلا     ةِ عـلـيـكَ والـمـحـرابُ نعمَ المعبدِ

فالنصرُ نصرُكَ نصرُ مَن هدَّ الطغا     ةَ ونصرُ مَن أنسوا به واستشهدوا

هـذا ضـريـحُـكَ والــمـديـنــةُ أمُّــــه      وأبـوكَ مـثـلُ أبِ الــمـديـنةِ أحمدُ

إنَّا عـتـاقُ الــحـبِّ فــي أكــبـــادِنــا      مِن حرقةِ الماضي يجنُّ الــمــوقدُ

ونرى بـنـصـرِكَ عـبـرةً لا تـمَّــحي      وقد امَّــحــى من عاندوكَ وبُدِّدوا

والثورةُ الـكـبـرى الــتـي فـجَّـرتَـهـا      شاخَ الزمانُ ونــورُها لا يــخــمدُ

وقال من قصيدته (مولد الفداء):

هـذا الــحـسـيـنُ أمــا رأيـــتـــمْ أنَّه      عنوانُ كلِّ بـطــولةٍ وصـمـودِ

هـذا هــوَ الــنـفـسُ الــرساليُّ الذي     لولاهُ كـانَ الـخــلقُ غيرَ سعيدِ

يا ليلةَ الــمــيـــلادِ إنَّ قـــلـــوبَـــنا      كـالـدهـرِ تلمحُ فيـكَ قلبَ خلودِ

أمــرعــتَ آمالَ الــنـبـوَّةِ بـعـدمـــا      كادتْ تصوِّحُ من حوالكَ سودِ

وزرعتَ حـبَّاتِ القلوبِ على الولا      فنمتْ سـنـابـلُها بـشـائـرَ جـودِ

وبدا نـهارُ الوحي يـمـسـحُ وجـهَـه      بزهورِ قدسِكَ والـشـذا وورودِ

وحـمـدتُ فـيـكَ الـعـمرَ حمداً نامياً      لولاكَ كانَ العمرُ غـيـرَ حـميدِ

وفرشتُ روحي في طريقِكَ سيدي      أدنو لصرحٍ في عُلاكَ مـشـيـدِ

فـرأيـتُ فـيـكَ مـحـمـداً بـشـجـاعةٍ      والمرتضى بالسوحِ ليثَ أسـودِ

وقال من قصيدة (أبا الأحرار) وتبلغ (62) بيتاً:

الـدهـرُ عبدُكَ والـخـلــودُ حواري      فاهنأ بنصــرِكَ يا أبا الأحرارِ

وجنودُكَ الأيامُ يقتلُ سـخـطُـها الـ     ـبـاغـي ويـــرفدُ ثورةَ المختارِ

بالـغـارِ رايـتُكَ الــخــصيبةُ كُلّلتْ      وبنودُ خــصـمِـكَ كُلّلتْ بالعارِ

وترابُ نـــادِيــكَ الـذي خضَّـبـتـه      بدماكَ يُـروى من دمِ الأنصارِ

هذا الــعـــراقُ على دما سـبعـينِه      ثبتُ الـولا وغلتْ دمـاءُ الـثـارِ

والــكـــوفةُ الغرَّاءُ أضحى مسـلمٌ      فيها ســفـيـرُكَ قـبلةُ الأنــظـارِ

وتــهـــدَّمتْ دنـيـا أمـيَّـةَ وامَّـحـى      لوحوشِها مَن كـانَ مِـن أوكارِ

ووعى نداكَ الجانحونَ إلى الهدى      والـطـامحونَ إليكَ بالأبـصـارِ

لــبُّــوكَ فـاحـتـرقَ الدمُ الفوَّارِ في      أجــســامِـهـمْ وغدا كجذوةِ نارِ (8)

وقال من قصيدة في مولد قمر بني هاشم أبي الفضل العباس (عليه السلام) تبلغ (27) بيتاً:

عـبـاسُ يـا بـسـمـةَ الإيمانِ فـوقَ فـمٍ      لحيدرٍ يا جبينَ الــشـمسِ في الطفَلِ

لبَّيتَ صوتَ الحسينِ السبطِ حينَ بدا      مُـجـلــجِـلاً غـيــرَ هـيَّابٍ ولا وجلِ

ولمْ تجبْ دعوةَ الـطـاغينَ إذ وعدوا      لكَ الـنجاةَ إذا عــاديــتَ خـيـرَ ولي

في يومِ ميلادِكَ الأسنى لقد ضحكتْ      دنـيـا الوصـيِّ ودنــيا خاتمِ الـرسـلِ

رأوا بكَ الأسدُ الـحـامـي عـريـنَــهمُ      مِن خـائــنٍ غـــادرٍ ذي خـسَّـةٍ خَذلِ

بـشـارةُ الـمـصـطفى فيكَ الإمامُ لـقد      كانتْ مـِن اللهِ فـــيـهـا فـرحةُ الأزلِ

فيا حبيبَ عـلـيٍّ يـا نـظـيـرَ عـلــــيْ      يا شـبــله أنتَ يــا ناراً عـلـى جـبـلِ

عذراً لـشعريَ يا بنَ المرتضى أبـداً      أرى بـــكَ السيِّـدَ الأسمى عن القوَلِ

بكَ الوفاءُ تسامى في الطفوفِ وهلْ      كـمثلِ عـبَّـاسَ مَن يُدعى لدى الأجلِ

صـلّـى عليكَ إلهُ العرشِ ما سطعتْ      شمسٌ وما لاحَ نجمٌ في السماءِ جَلي (9)

وقال من قصيدة (حديث الطفوف) وتبلغ (48) بيتاً:

وطـفـلُ غــذاهُ نـــبـيُّ الهدى      وزكَّــــاهُ عـن زلّـةٍ أو أثـــــامِ

يـثـيـرُ لأدمـــعِــه دمــعَـــــه      ويـبـكـي له بالدموعِ الســـجامِ

ويـسـكـبُ فــي فـمِـه عــلمَه      بـريقٌ بهِ الوحي أزكى مـــدامِ

فـيـنـمـو لأحــمـدَ ريـحـانــةٌ      سقتها السماءُ بروحِ الـتســامي

إلى أن غدا باسـقـاً غـصـنُه      يعانقُ زهـرَ الـنـجــــومِ بــهـامِ

رماهُ الـزمـانُ بفقدِ الرسولِ      بـأوَّلِ مــا نــالــه مــن ســـهـامِ

وثـنّى بفقدِ الأبِ الـمرتضى     وفـقـدِ أخيهِ الزكيِّ الــــــهـمـامِ

ومِن قبلِ هزَّ الردى جرحَه      فأفـقـدَه الأمَّ والـــــــجـــرحُ دامِ

فريداً يرى الدينَ في مـحنةٍ      ونــخــوةُ أتــباعِهِ في الـــرغـامِ

وذي الـجـاهـلـيـةِ قـد أقبلتْ      بـقائـدِهـا الـوالـهِ الــمُــســـتـهامِ

تــظــنُّ بــمـوتِ نبيِّ الهدى      بأنَّ الوغى قد خلتْ مِن مُحامي

فـكـانَ حـسـيـنُ الـفدا أحمداً      وكــانَ عــلـيَّــاً بـسـوحِ الصدامِ

فـثـارَ وأصـحـابُـه حـولـــه      نـجـومٌ تــحـفُّ بــبـدرِ الــتـمــامِ

لـديـهِ مِـن الـمصطفى همَّةٌ      غــذاهُ بـهـا قـبـلَ عـهـدِ الـفـطامِ

وهـيـبـةُ حـيـدرةٍ عــنـــــده     يـغـنـيـهِ عـنـهـا نـشـيـدُ الـحسامِ

فزُفَّ إلى الموتِ في فـتـيةٍ      أبـــاةٍ تــقــاةٍ ثـــقـــاتٍ كـــــرامِ (10)

وقال من قصيدة (الحسين الخالد):

هتفتُ باسمِكَ في داجٍ مـن الـظـلـمِ      فبادَ ديـجـورُهـا مـن أحــرفٍ بـفـمـي

نـسـجـتُ مـنـهـا لـقلبي حلّةً حرقتْ      بـالـنـارِ نــارُ الأسى والـهولِ والسقمِ

سكبتُ من فوقِها ماءَ العيونِ عسى      أن يُطفئ الدمعُ ما بـالقلبِ من ضرمِ

اللهُ يـا واهـبـاً ديـنَ الـهـدى دمَـــــه      يا منقذَ الـشـرعِ مِــن أظـفـارِ مُـنـتقمِ

يعطي دماءً ويـعطي أدمـعـاً أتـرى      دمـعـاً حـرونـاً يُـجــافـي تـارةً كـــدمِ

قد يُنبئُ الدمعُ في عينِ الـمعاندِ عن      خافي الـنـفـاقِ وقــد يُـنبي عن الـندمِ

أعطيتَ لـلـسـاحِ نـفـسـاً كـلّـها كرمٌ      والجودُ بالنفسِ أقـصى غـايـةِ الـكرمِ

يا مُـبـكـيَ الملأ الأعلى دمـــوعَ دمٍ      يا مُـلـهـبَ الأنـفسِ الغيرى لظى ألـمِ

رقـيـتَ صـهـوةَ تـاريــخٍ يميدُ أسىً      يـنـوشـه الـظـلـمُ فـي أنـيـابِ مُـلــتهمِ

بـزغـتَ لـلـشـرعِ قـنـديلاً يصارعُه      ليلٌ بريحِ الهوى والـشـركِ والـعــدمِ

حملتَ قلبَ النبيِّ المصطفى ويدَ الـ     ـوصيِّ ترمي قلوبَ الشركِ بالضرمِ

وقـمـتَ تــبـعـدُ كـفـرَ الـجاهليةِ عن      دنـيـا الـشـريـعـةِ بــالإقــدامِ والـشممِ

ولـم تــمـدَّ لأبــنــاءِ الــبـغــاةِ يــــداً      ولـمْ تـضـعْ فـوقَ دربِ الذلِّ مِن قدمِ

وثــرتَ تــبـعــثُ أصــداءً مــدوِّيـةً      ومسمعُ الدهرِ منها صـارَ ذا صَـــمَمِ

تـبـقـى إلـى آخـرِ الأجــيـالِ جامحةً      في أنَّةِ الـلـيـلِ والأيـــامُ فــي هـــرمِ

رقتْ على عالمِ الذكرى فــذابَ بها      صوتُ النبيِّ وصوتُ الحقِّ والــقـيـمِ

سـجـيَّــةٌ مــن بـنـي الزهراءِ خالدةٌ      وسُـنّــةٌ مـــا نــفــاهــا غــيــرُ مُــتّهمِ

وقال من قصيدته الرباعية (ذكراك يا قائد الأحرار):

ذكراكَ يا أنـشـودةَ الـثـائـرينْ      تبقى هيَ الـجــذوةُ طولَ السنينْ

يـا قـائـدَ الأحـرارِ يـا مـشعلاً      أنـوارُه تـسـطعُ فـي الـخـافـقـيـنْ

ذكراكَ فخرٌ لـلـمـلا ذكـرُهــا      يـبــعـثُ فـيـنـا عـزمـةً لا تـلـيـنْ

جـارَ عـلـيـها الدهرُ لـكـنّـــها      عاشتْ برغمِ الدهرِ في الخالدينْ

ذكراكَ لـلـنـاسِ مـثـالُ الفـداء     يـا بـاعـثـاً للعدلِ أسـمـى رجـاءْ

ماذا يقولُ الفكرُ في وصــفِها      وهيَ الـتـي قـد أشـرقـتْ بالوفاءْ

يـا بـاذلَ الـنـفـسِ وما بـعدها      يـبـذلـه الـمـــــرءُ لربِّ الـسـمـاءْ

أنتَ الذي خُلّدتَ في صفـحةٍ      خطّ بها المجدُ حــروفَ الإبــــاءْ

........................................................

1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 1 ص 19 ــ 20

2 ــ نفس المصدر ص 304 ــ 305 عن مجلة آفاق نجفية العدد 5 ص 58 ــ 87

3 ــ نفس المصدر ص 432 ــ 434 عن مجلة آفاق نجفية العدد 5 ص 83 ــ 85

4 ــ نفس المصدر ج 3 ص 146 ــ 151 عن مجلة آفاق نجفية العدد 5 ص 72 ــ 76

5 ــ نفس المصدر ص 239 ــ 240

6 ــ نفس المصدر ج 4 ص 178

7 ــ موسوعة أميرالمؤمنين (عليه السلام)، الإمام علي (ع) في الشعر الفصيح موقع مكتبة الروضة الحيدرية

8 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 2 ص 151 ــ 153

9 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 2 ص 421 ــ 422

10 ــ نفس المصدر ج 3 ص 113 ــ 115

ترجم له:

محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 1 ص 361

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 1 ص 378

عبد الرضا فرهود / النجف الأشرف أدباؤها كتابها مؤرخوها ج 1 ص 337 ــ 341

حيدر المرجاني / تراث النجف ج 1 ص 156

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 3 ص 62

كامل سلمان الجبوري / الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 178

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار