حيدر خشان (ولد 1409 هـ / 1989 م)
قال من قصيدة (زهرةُ عليٍّ وفاطمة) وهي في مولد الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (20) بيتاً:
إنَّ طفلاً يـجـيءُ ضـوءاً من اللهِ لـيـثـوي على ثرى (كربلاءِ)
ذا حسينٌ، تشهَّتِ الأرضُ لو أنْ كُـلُّـهـا مـهــدُ سـيِّــدِ الـشهداءِ
وتـصـيـــرُ الأنهارُ إبـريـقَ مـاءٍ صُبَّ في هذهِ النحورِ الظماءِ (1)
وقال من قصيدة (شفاهُ الرمح) وتبلغ (19) بيتاً:
على أنهرٍ لم يشربوا هونَ مائِها روَوا (كربلا) وَهْيَ التي لم تزلْ تظما
يـغيضُ وكلُّ الكون يرتادُهُ ندىً يبـلُّ لـهـاةَ الارض إن أقـفـرتْ ظُـلـمـا
وملتهباً كالشمسِ لم يـقـفُ دربَهُ من انتعلَ الـصـمــتَ الـذي خالَهُ حِلما!
وقال من قصيدة (عناق الشهادة):
مُـذْ راودتْــهُ فَـغُـلِـقَـتْ أبــوابُـــهــا وتـعـانـقـا نـحـراً فسـالَ رضابُها
هي قد مشتْ صحراءَ ذلٍّ بـاهــتٍ عادتْ وخضرةُ (كربــلاءَ) إيابُها
يا أسـمـرَ الـمـعـنـى وابـيضَ قــلبِه يـا كـلَّ دامـيــــةٍ إلــيــك مـآبُــهـا
بدأ الرهانُ، و(كربلاءُ) تمخّضــتْ حضرَ الزمانُ .. وسُبِّبَتْ أسبابُها
ولوى بنظرتِهِ الجهاتِ، فـلُـملِمَــتْ برُبى الطفوفِ مياهُـهـا ويـبـابُـها
وهناك تُمتَحنُ الرجالُ، وحـســبُـها تلكَ المواقفُ في الثباتِ خضابُها
شطَّتْ عنِ الركبِ المهيبِ مواكبٌ عادتْ وزاحمتْ الـفـضا أسرابُها
هي (كربلا)، صفينُ، أُحْدٌ، خـيـبرٌ بـدرٌ، ومـا أدراكَ مــا أحـزابُـهـا
وقال من قصيدة (على بُعْدِ رُمحٍ منَ الحسين)
فـبَـلَّـتْ بِـهِمْ ريقَها (كربلا) لِـيَـشْرَبَهُمْ تُرْبُها الـمُقْفِرُ
وكانتْ فلاةً، فجاءَ الحسينُ وقال لهمْ ها هوَ الكَوثَرُ
سقَوا حدَّ أنْ بالغوا بالنماء وحدَّ إذا جدُبَتْ أمطروا
وقال من قصيدة (ليلةُ العاشر من المحرَّم):
(كربلا)، مِنْ مِحْنةٍ ما أطْبَقَتْ في ضُحى الأيامِ إلَّا أدْلَــجـا
بالرِّمالِ الــسُّــمْــرِ كـمْ أُمـنـيَّةٍ قُبِرَتْ، والموتُ فيهِمْ نَضَجا
مَـرَّتِ الِّـريـحُ عـلـى أوجُـهِهِمْ خـجـلاً، تـأخُـذُ مِـنْـهُمْ وهَجا
وقال من قصيدة (جِراحُ النَّبيّ) وتبلغ (25) بيتاً:
تراءى لديهِ اللهُ في أرضِ (كربلا) وأقربُ مـن حبلِ الـوريـدِ بـهِ الـقُـرْبُ
فـصـالَ وكـانـتْ تـتَّـقـي كـبـرياءهُ وتسقيهِ مِنْ رمضائها السوحُ والحَرْبُ
توثَّبَ لا مُـسـتـكـثراً كَثرةَ الـثَّـرى ولا مُـسـتـفَـزّاً حـيـنَ جَـلَّ بـهِ الـخَطْبُ
ومنها:
ولـمْ نـصْـطَـبرْ للفَقْدِ إلّا بـفقْدِهِ لنُدرِكَ ما في (كربلا) ما هُو الكَرْبُ
فكانتْ لَهُ لـمّـا سَـقاها شَحِيحَةً وكـان بـه لـمّا ســـقَــتْـهُ المنى شَخْبُ
فتـًى عَفْوُهُ عَفْوُ النَّبيِّ وَحَزْمُهُ عَليٌّ ومِـنْ بُـقـيــا شمائـلِـهـمْ ضَـرْبُ
وقال من قصيدة (بِشارةُ الشُّهداء) وتبلغ (17) بيتاً:
حَلَّ طفلاً في عينهِ (كربلاءُ) صاحتِ الأرضُ فامطري يا سماءُ
قمّطَتْهُ بيضُ الصـفاحِ ولـمَّـا هــدْهـــدَتْــهُ بِـرَسْـلـهـا الـكـبـريــاءُ
وتندّى جبيــــنُ من ذلَّ يوماً فــطــواهُ، وبُـــــشِّــــرَ الـــــشُّـهداءُ
وقال من قصيدة (سعيُ الضوء):
هـمْ رتَّلوا تلـمودَ زورٍ باهتٍ ودماكَ تأمرُ إنْ قرأتَ وتصدعُ
ما عدتُ أقـنعُ بانتفاضةِ ثائرٍ إنْ لم يكنْ من (كربلاءَ) المنبعُ
قد أوَّلوكَ وأنت نصٌّ واضحٌ فـي آيةِ (اقرأ) حرفُهُ مترعرعُ
وقال من قصيدة (وريثةُ الثَّورة - زينب ابنةُ عليٍّ) وتبلغ (20) بيتاً:
لها (كربلاء) اتٌ يُـطارِحْنَ ليلَها الـ ــحزينَ، لكيْ يندُبْنَها أوْ لتَنْدُبا
لكِ اللهُ مِنْ أختٍ، رأتْ في عزيزِها جميلاً بيومِ الطَّفِ لَمَّا تخضَّبا
أتنعاهُ وهْوَ الحيُّ فـي روحِـها الـتي بـكُـلِّ أسًـى فيها أخوها تشعَّبا
وقال من قصيدة (دَوْحُ الإمامة) وهي في الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وتبلغ (22) بيتاً:
أوْ ظامئٌ في (كربلاءَ)، تدوسُهُ الـ أحقادُ، لمَّا أُخْرِجَتْ أضغانُها
لكَ أنْ تـرى فـيـهِـمْ جـلالـةَ خـلْـقِهِ وَلَـهُـمْ تلهَّفَ رَوْحُها وجِنانُها
حتَّى ثوى في طوسَ، أنْجزَ وعْـدَه للهِ، طابَ مَـكـيـنُـهـا ومكانُها
وقال من قصيدة في الحشد الشعبي المقدس وتبلغ (30) بيتاً:
مِنْ (كربلاءَ) إذا ما أُعْطِشوا اغْتَرَفوا وبالحسينِ إذا مـا رُكِّـعـوا وقـفوا
أراهُمُ الآنَ أبـنـاءَ الـسَّــواتِــــــــــرِ إذْ صاروا هناكَ ولمْ تُنْجِبْهُمُ النُّطَفُ
رضُوا بما قَسَمَتْ أوطـانُـهُــمْ لَــهُــــمُ وشَـيَّـعَـتْـهُـمْ ولَـمْ يُسْمَعْ بِهِمْ أسَفُ
وقال من قصيدة (على درب الحسين) وهي في رثاء الشيخ النمر رحمه الله تبلغ (15) بيتاً:
بروحِكَ مازالتْ تـراتـيلُ (كربلا) عُطاشى فسالتْ في الصباحاتِ أنهرا
يُهانُ أمرؤٌ في كثرةٍ الصمتِ تارةً ويُـكـرَمُ فـي يومٍ من النزفِ أعصُرا
أيا (نمر) آل الحقّ .. نَـمْ إنّ فـتيةً عـليكَ سيُـصلون الطواغيتَ ما تَرى
وقال من قصيدة (نَسْلُ هابيل ، السائرون في دروب العشق الكربلائيّ) وتبلغ (21) بيتاً:
وإنَّ لكم من (كربلا) كلَّ صرخةٍ وإنَّ لـكـمْ فـي طـفِّـهـا الـمـغتلي طَفَّا
إذا عـنْ ديـارِ الله لـمْ يحشُدِ الفتى بَنيهِ، فعنْ أيٍّ إذا ما العِدى اصْطَفَّا؟
مواثيقُهم قد عُلِّقَتْ في نحورهِمْ وأسماؤهم في لـوحـةِ الخُلْدِ لـن تُـطْـفـا
الشاعر
حيدر بن خشان بن ياسين بن علي، ولد في الناصرية، وهو حاصل على البكالوريوس في الهندسة الكيمياوية / البصرة، والآداب علوم قرآن / ذي قار، والبكالوريوس من الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بالانتساب – لندن، والماجستير في علوم القرآن / كلية العلوم الإسلامية / جامعة بابل.
طالب دراسات عليا / دكتوراه - كلية الفقه - جامعة الكوفة
عضو نقابة المهندسين العراقية.
عضو نقابة الصحفيين العراقيين.
عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.
له أكثر من خمسة عشر بحثاً في مجال الإعلام واللغة وعلوم القرآن.
عمل في الصحافة مراسلاً ومقدم برامج ومصحِّحاً لغوياً في العديد من الإذاعات في الناصرية والبصرة
نشر قصائده ومقالاته في الصحف العراقية منها: الصباح، والصباح الجديد، والمواطن، والزمان وغيرها.
له أربعةُ دواوينَ شعرية هي: (ما آمن الطين)، (ما وراء السنبلة)، (شرفة تطل عليك) (وما نفِدَتْ كلماتُ حُبِّي)
شارك في العديد من المهرجانات الشعرية منها: (الشعراء الشباب – كربلاء)، (شاعر الحسين في دولة البحرين)، (بصمة الثقافية في العتبة الحسينية)، (مهرجان الشعر العربي في الكاظمية)، (أمير البيان في إيران) (مهرجان البردة الدولية في العتبة الحسينية المطهَّرَة).
شعره
خصص الشاعر ديوانه (وما نفِدَتْ كلماتُ حُبِّي) لأهل البيت (عليهم السلام) وقد افتتح ديوانه بثلاث قصائد في الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) يقول في الأولى وعنوانها (ظمأُ النَّهار) وتبلغ (54) بيتاً:
(لم يخلقِ الرحمنُ مثلَ مُـحـمّدٍ) أحَداً، وظنّي لنْ يجيءَ غِرارُهُ
ومُـحـمَّـدٌ بـي جـنّـةٌ مـعـروشـةٌ أخـلاقُــهُ، وسـمـاحُـهُ، وَوَقَارُهُ
فـي قـلـبِ يـاسـرَ أو سُميَّةَ حبُّهُ ضعفانِ مما قدْ حَـوى عَـمّـارُهُ
عافُوا انبلاجَ الصبح خِسّةَ ليلِهمْ لِـيُـشوِّهـوكَ، وأنتَ وجْهٌ فارِهُ
لـغـةُ الـسَّـمـاء بيانُهُ، وفِعالُهُ الـ ـخُلُقُ الـعـظـيـمُ، وربُّهُ مُخْتارُهُ
وقال من الثانية وعنوانها (نبوءةُ الأنهار) وتبلغ (30) بيتاً:
وراحَ محتَجِباً فـي غـارِ دعوتِهِ مُـعَـلَّـقـاً بـظـلالِ الـعرشِ مُـدَّكِـرا
مُـوحِّــداً، والـبرايا جِدُّ غـارقـةٍ ذا يعبدُ المالَ، هذا يــعـبـدُ الحَجَرا
وأوْدَعَ اللهُ فـي جـنـبَـيـهِ فطْرَتَهُ وعَفْـوَهُ وارتـقـاءَ الـطِّينِ والظَّفَرا
وَكُلَّما احتَشَدَتْ في مُقْلَتَيهِ رؤًى أباحَها للورى، كي يُمْعِنوا النَّظَرا
طوى عنِ الثأرَ كَشْحاً مِنْ تألُّقِهِ وأيـقَـنَ النَّصْرَ في عُقْباهُ فانْتَصَرا
وقال من القصيدة الثالثة وعنوانها (روّتْ ثراك) وتبلغ (19) بيتاً:
وكأنَّ ربَّك قَدْ حباكَ كرائـماً تعلو بها فَـوْقَ الـدُّنـا الـبيـداءُ
للهِ دَرُّك مِـنْ وَلـيـدٍ وَجْـهُــهُ لـلـمُـدْقِـعـيـنَ البائسينَ عـطاءُ
لله درُّك مِـنْ نـبـيٍ حُـضْـنُهُ كنزٌ تزاحمَ حولَهُ الــفُــقـــراءُ
للهِ درُّكَ مِــنْ رَسُــولٍ قـلبُهُ وَرْدٌ تـغـارُ لِـصَـفْــوِهِ الأنـداءُ
حتّى مَلأتَ الخافِقَينِ خلائقاً فبُعِثتَ فيها والورى خُصَماءُ
ربَّاكَ ربُّكَ إذْ هداكَ شريعةً وتـلـقَّـفَـتْـكَ عـقـيــدةٌ سَـمْـحاءُ
ثم تلاها بسبع قصائد في أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال من الأولى وعنوانها (فتى قريش وفارسُها) وتبلغ (20) بيتاً:
فــتًــى كـلُّـهُ للهِ، إنْ قــالَ مُـتْ يمُتْ وإنْ قــالَ شـمِّـرْ، قــامَ حَدَّ اشْتِعالِهِ
تراهُ أرقَّ النّاسِ في النّاسِ، كيفَ لا ويحسَبُهُمْ - مهما جنَوا - مِنْ عيالِهِ
رأوا كلَّ مـا فـي الـدِّيْنِ حقّاً بِـدِيـنـهِ وللهِ راحُــوا سُـبَّـقــاً مِــنْ خِـــلالِــهِ
فقالَ لهُمْ : تصْحُو الرَّعيةُ إنْ صحا أمـيـرُهُــمُ، عَــلُّــوا بــإثْرِ اعْتلالِهِ !
وإنْ كــانَ ذا خُـلْــقٍ رفـيـعٍ تـخلَّقوا إذا انـسـلَّ مــنْــهـا سلَّهُمْ بانسلالِهِ !
وقال من الثانية وعنوانها (جمرةٌ في رمادِ الضَّمائر) وتبلغ (40) بيتاً:
بِمِثلكَ لمْ يحفلِ الــغــادرونَ عَدوَّاً على عـفـوهِ عَوَّلوا
وواللهِ ما كَــدَّروا صَــفـوَهُ وهمْ يعلمونَ هـو الأنْــبَلُ
وواللهِ لـو وُضِــعـوا كُـلُّـهُم فــأنـــتَ بِــهِـمْ أوَّلٌ أوَّلُ
لكمْ ثرثروا في مهبِّ الكلامِ وأنـتَ الـحـقيقةُ ما أوَّلوا
لَكَمْ حاولَ الـحِـقْــدُ إطـفـاءَهُ وَوَهْجُ الضَّميرِ بهِ يُشْعِلُ
وقال من الثالثة (ما رواهُ الشِّعْرُ عنْ عليّ) وتبلغ (21) بيتاً:
رؤيا نبيٍّ، وغيبٌ دونَهُ انــشــرحـا وفــوقَ شـــكٍّ قديمٍ عندَهُمْ مــســحا
وأيـقـنـوا اللهَ فـيهِ، ما تــشـــابهَ منْ آيِ الكتاب، فــفــي آيـــــاتِهِ اتَّضَحا
وصامتٌ حدَّ أنْ أعـيـا الــكـــلامَ بِهِ مِنْ عارفٍ مــــــادحٍ أو جاهلٍ قَدَحا
ونـاطـقٌ، لمْ تُــبَــحْ للآنَ لـفـظـتُــهُ فركَّعَتْ عــنـــــدَهُ الـمُلقين والفُصَحا
وكمْ صريحٍ صريعٍ، حيثُ أمَّةُ مَنْ أوتوا الكتابَ، رأتْ أنْ تقتلَ الصُّلَحا
وقال من الرابعة (معزوفة الحبّ) وهي في عيد الغدير الأغر وتبلغ (20) بيتاً:
غديرُك أمْ أضــحـاكَ بانتْ بشائرُهْ وأحــمدُ أمْ جبريلُ صــاحتْ منابرُهْ؟
عليٌّ أيا مــعـزوفةَ الحبِّ كَمْ قَسَتْ عليكَ صروفُ الدهرِ إذ أنتَ عاطرُهْ
وكم أُسهِرتْ تلك العيون وأسهَرتْ جــفــونــي فراحتْ بالسهادِ تناصرُهْ
وروحُك روحُ الله .. مُذْ قد تمازجا فأوسَعُ مــا فــي الكونِ وسعاً يكابرُهْ
وشقشقةُ الأيّامِ شاختْ ولم تـــــزلْ على صدرِكَ الــطُّهْرِ الكبيرِ تخامرُهْ
وقال من الخامسة (رجاءُ الصَّحارى) وتبلغ (22) بيتاً:
وهـوَ يـدري أنَّ الـــفــتــوةَ تـبغي من فتاها يـعـطـي لـيـكبرَ عُمْرا
حيثُ أعطى ما لا عطاءٌ ينالُ الـ ـوصفَ، سبُّوه صار أكثرَ قدْرا!
إنَّ دهــراً عـلـى سـبـيــلِ عـــلـيٍّ لـيـسَ يـكـفـي مالمْ نعاودْهُ دهْرا
وإذا ارتــاب لــيــلُــنــا، فــعـلـيٌّ عـن صـبـاحٍ مـؤمَّــلٍ يـتـحــرَّى
فـسـمـاءٌ ومــا أظــلَّـتْ، وأرضٌ ما أقلَّتْ، ما اسطَعْنَ مثلكَ صبْرا
وقال من السادسة (الوجع المنسي) وتبلغ (20) بيتاً:
عليٌّ، وحقلُ الجوعِ صنوانُ في الهدى يُـدسُّ لــه بــخـلٌ فـيـعبقُ عنبرُ!
إذا الـنـومُ يـجـفـو جـفـنَ روحي أزيدُهُ من السُهدِ في مغناك تِيهًا فيسهرُ
عـلـى كـلِّ هــاتيكَ الربوعِ تـشـابـكـتْ مـواجـعُ صـدرٍ بـالأســى تـتدثَّرُ
تضيقُ بقلبِ الـلـفـظِ مـعـنــىً وروعةً تـطـولُ وكـلٌّ من حواليكَ يقصرُ
تُـنَـقِّـي نــقــاءاتِ الــغَـمـامِ وكـيفَ لا وأنتَ من الـطُـهْرِ المطهّرِ أطهرُ
وقال من السابعة (إغفاءةٌ على الغدير) وتبلغ (20) بيتاً:
خُـذْ يـا عـليُّ ضفافَ الحبِّ غافيةً عـلـى غـديركَ، صحواً دون إغفاءِ
علَّ الجنوبَ الذي يشجيكَ شاعرُهُ من بؤسٍ حالٍ، وصبحٍ موحشٍ ناءِ
عرّيتَهمْ مـن لـئـامٍ مُـدَّعـوك هوى مـنـافـقٍ، وسُـراةٍ دون إســــــــراءِ
يا من تـلـخّـصُ حـلمَ الـغيم، وابلُهُ عرّى به ضغثُ أحلامٍ بصـحرائي
يا شسعَ نعلِ عليٍّ، خيرُ ما قُرنتْ بــه خــلافــةُ أغـــراضٍ وأهـــواءِ
وقال من قصيدة في (ولادةُ السَّيدة الزهراء) وتبلغ (26) بيتاً:
إيـهـاً، وألـقَـتْ رداءَ الـدَّمْـعِ وانـتـبـذَتْ مِنْ قومِها، دارَ حُزْنٍ كي لها تنعى
تؤنِّبُ الدَّهرَ، كيفَ النَّاسُ ما رعَتِ النْـ ـصَّ الصَّريحَ، وألقَتْ عندهُ السَّمْعا
جـثـتْ مـطـامِـعُـهُـمْ فــوقَ الكتابِ وذا عِـجْـلُ الــتــآويــل فـي آياتِهِ يرعى
ألـسـتُ بـنـتَ الـنبيِّ، القومُ قــال: بلى، فأنتِ لا غير مَنْ لــلــحـقِّ إذْ تُدعى
وأفرَعَتْ أُمَمٌ مِـنْ صَـحْـبِــهِ وأبـــــــى إلَّاكِ كــائــنــةً فــــي دوحِهِ الفَرْعا
وقال من قصيدة (دمعةٌ مع أشجانِ الزهراءِ) وتبلغ (15) بيتاً:
ريــحـانةٌ أودى بها إعصــــــــــارُ وعبيرُ نفحٍ عابق وخمـــــــارُ
ما أنـصــفَ الشيخانِ بضعةَ أحمدٍ إذ خلّفوها والدمــــــوعُ غزارُ
هي بضعةُ المختارِ بل هي روحُهُ ويلاهُ كيفَ تجرَّأ الأنصــــــارُ
صبرتْ على شجنٍ يفتِّتُ قلبـَــــها فغفتْ وظلَّتْ في الحشا أسرارُ
دُفنتْ بليلٍ يا لعظمِ مصيبــــــــــةٍ في ليلها أوَ تُدفَنُ الأقمـــــارُ؟!
وقال من قصيدة (زهرةُ عليٍّ وفاطمة) وهي في مولد الإمام الحسين (عليه السلام):
إنَّ شعبانَ كـانَ مـحسودَ حظٍ مـنـكَ غـطَّتْهُ قَبْسةُ الأضواءِ
فامتدادُ الـنـبــوءةِ الـمسكِ فيه خيرُ ما ورَّثـــوهُ لــلأبــنــاءِ
والـنَّـقياتُ جيبُهُنَّ عـفـافُ الـ ـمـريـمـيـاتِ لا كباقي النساءِ
إنَّ طـفـلاً يـجـيءُ ضوءاً من اللهِ ليثوي على ثرى كربلاءِ
ذا حسينٌ، تشهَّتِ الأرضُ لو أنْ كُلُّها مـهـدُ سـيِّـدِ الشهداءِ
وقال من قصيدة (قوافلُ الصُّبح... في رحاب الحسين) وتبلغ (15) بيتاً:
آنَسْتُ طفَّينِ فـيكَ النَّارُ والـظَّـمـأُ ولُمْتُ غَدْرَينِ، حَدُّ السَّيفِ والـمَلأُ
يا باءَ بَسْملةِ الـتـأريـخِ مـا تُـلِيَتْ حُـرُوفُـهُ الـغُـرُّ حـتَّـى آمَـنَــتْ سَبَأُ
أُدِيــنُ كـلَّ حِـيـادٍ ساذِجٍ، ورؤًى إذْ هَمُّها أنْ يـسـاوي صَحَّكَ الخطأُ
لَهُمْ كأصْنامِهِمْ صَمْتٌ إذا ذُكِرَتْ للحقِّ دعوىً بأقصى رُكْنِهِ اختبأوا
لنا اشـتـعـالاتُـنا الحمراءُ، تَنْزِفُنا يُنهي بنا الـمَوتُ شَـوْطــاً ثُمَّ يبتَدِئُ
وقال من قصيدة (شفاهُ الرمح):
أبا الطفِ تحنو والـنـحـورُ شـوامـخٌ تشكّتْ نبالُ الـقوم من بـعـدِهِ الــيُــتــما
ويا كبرياءَ الـحـرفِ يـا حـين أبتدي أعودُ لإدبــــاري وأنـتحلُ الــفَــهْــمــا
ولـحـتَ بـنزفِ الروح قطرَ سحابِها وهـمُ بـحــشـودِ الـبـغــي ما بلغوا لمّا!
تَفرَّدْ وأنتَ الفردُ في حضرةِ الهوى رُمينا وأنتَ الـغايُ في منتهى المرمى
حـسـيــنٌ أيا طعمَ الحياةِ، حـقـوقُــنـا ببطنٍ تُرائي الحقَّ قد خُضِمَتْ خضْما
فــسِـرْ فـي قـوافـيـنــا ترانيمَ راهبٍ عــلــى وتـــرِ الأيــامِ تـنـزفُــنــا غــمّا
وقال من قصيدة (مصحفُ الطف) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام) وتبلغ (21) بيتاً:
مِنْ حضنِكَ العلويّ يهبطُ مُصْحَفُ يـتـلـو فـيُـبـعَـثُ أنـبياءُ وأحــرفُ
من صــدرِك الدامي تُراقُ حشاشةٌ ذُبِحتْ ففزَّ بها الشعورُ الـمُرهَفُ
وانسدَّ بـابُ الـعَـودِ عــنــد كـفـيلِها وبـدمـعِ مـاءٍ قـد أريــقَ يـكـفكفُ
وهـوى بـه ثـقـلُ الـمــروءة كوكباً ويـدُ الـسـمـا فـي ضـفَّـتيهِ تخفِّفُ
عـيـنـاه، قــد دارتْ لــعــالمِ أخـتِـهِ يا للـجوى قد عزَّ ذاك الـمـوقـفُ
وقال من قصيدة (مهاجرٌ إلى الله ... مسيرُ الطَّف) وتبلغ (26) بيتاً:
مِنَ المدينةِ يطوي الظلَّ والطُرُقا وتحت أقدامِهِ، رملُ السُّرى شَهِقا
مـن هـمّـةٍ لا يــبــاريــها تثاقلُهمْ على مظنّةٍ غيبٍ صـادقٍ طَــفِــقـا
فـي قـلـبِـهِ، وحـيُ أنـبـاءٍ مــعَلَّقةٍ رسائلُ اللهِ لا تـسـتــعـذبُ الوَرَقا!
في ركبهِ زينبُ الكبرى وكـافلُها وكـان لـلـعـشـقِ آذانٌ لـيـسـتـــرقا
وكـان أحـمـدَ، إيـمـانـــاً ومنزلةً كان الوصيَّ، إذا ما صال أو نطَقا
وقال من قصيدة (على بُعْدِ رُمحٍ منَ الحسين):
لَـيـحـسُدنا الحظُّ في حظِّنا ويغبِطنا جرحُنا النازِفُ
فـأنـتَ الـتـصـوُّفُ فــي حــبِّـنا وأنتَ بـحسباننا العارفُ
فـأسـرى بـكَ اللهُ فــي صُـبحهِ وقـلـتَ الـذي قالهُ آصِفُ
ففي طرفِ عينٍ تميلُ السيوف فمِنْ أيِّهنُ الفتى خائفُ؟!
وقال من قصيدة (ليلةُ العاشر من المحرَّم) وتبلغ (20) بيتاً:
ها هوَ الـتـاريخُ كـمْ أنْتَنَهُ مِنْ بني مروانَ أو مَنْ مَرَجا
دارتِ الـدُّنيا على حِقدِهِمُ بـعْـدَ أنْ ظـنُّوا بأنْ لنْ تفرُجا
لـفظَتْهُمْ مِثْلَ مَـجْـدٍ مـيِّتٍ خالَ دربَ الدِّين درْباً أعْوجا
ها هُنا يـنتفِـضُ العِزُّ إذا مصْحَفٌ دونَ هُدىً قدْ خَرَجا
فاستفاقتْ أُمَّةٌ مِنْ نـومِها حينَ رشَّ السِبْطُ فيها الأرَجا
وقال من قصيدة (الحُسَيْنُ مُشيراً إلى الله) وتبلغ (44) بيتاً:
وشاءتْهُ الـبُـطولةُ، إذْ فَــتــاهـا لَـيـقـصُرُ عُمْرُهُ الفَذُّ اخْتِصارا
وما كَـبُـرَتْ عـلـى جَلَدِ الليالي فَـلَـيْـسَتْ مِثْلَما كَبُرَتْ صَغارا
وما وجَدَتْ على خَطْبٍ عَظيمٍ لَهُ الدُّنيا عَنِ الخَطْبِ ازْوِرارا
خطابةُ ثائرٍ كـأبــيــهِ دَوْمـــــاً وصـارِمُـهُ سَـيَـلْقَفُ إذْ يُمارى
فَصُلْتَ وإنَّـكَ الـعَـلَـويُّ فـيـهمْ ودُونَكَ يَـدَّعُونَ لَـهُ انْــحِــدارا
وقال من قصيدة (جِراحُ النَّبيّ) وتبلغ (25) بيتاً:
وشَيَّعَهُ رَكْبُ الإبـا فـي نــزولِــهِ عنِ السَّرْجِ، والأمْلاكُ مِنْ حولِهِ سِرْبُ
فـنـالَ بِـهـا مـا لـمْ يـنلْهُ ابنُ مريمٍ لِـيَـحْـفِـلَ فـي كِـلْـتـيهِما الذَّبْحُ والصَّلْبُ
ووحْدَكَ لـمّا طِحْتَ لمْ تتّكئْ على عزيزٍ، فطاحوا قبلَكَ الأهْلُ والصَّحْبُ!
فأغْرَتْ دِماكَ الحُمْرُ ريّـانَ مائها وهانَ على ساقِـيـهـمـا الـشُّــحُّ والجَدْبُ
فَـشـابَ لـِمَـعْـناكَ الذي ما وراءهُ وشـاخَ بِـهِ مَـنْ كـان فـي دربــهِ يـحْـبـو
وقال من قصيدة (بِشارةُ الشُّهداء) وتبلغ (17) بيتاً:
هـوَ بـوحٌ لـمـا يـقـولُ عـلـــيُّ وصُـراخٌ إذْ تُنْجِبُ الزَّهراءُ
ودلـيـلٌ بـأنَّ لـلـحـقِّ صـــولاً والدماءُ الأزكى لها ما تشاءُ
وكفوفٌ قد أُثـقِـلَـتْ بـسـخــاءٍ مِنْ سـخـيٍّ، فهدَّهُنَّ السَّـخاءُ
ما تمادى في غيِّهِ باطلُ الأمـ ـسِ، وسادوا أولئكَ الطُّلـقاءُ
غـيـرَ أنَّـا شـئنا بأنْ نلـجَ الموَ تَ ونؤتـى مـا أُؤتـيَ الآبـاءُ
وقال من قصيدة (سعيُ الضوء):
ضوءٌ بكلِّ جهاتِ وجهِكَ يسطعُ وأنا الـشـتـاتُ عـلـى الـضِّـيا أتجمَّعُ
أسعى وبينكما، أرى ما لا يُرى والـروحُ تـسـمـعُ فـيـه مـالا يُـسـمـعُ
وأرى الصمودَ يحزُّ سيفاً قاطعاً وأرى الشكيمةَ وهْيَ ليستْ تُصرعُ
يـا أنـتَ يـا قمحَ العراق وحزنَنا كـم جـوَّعـونـا فـي هـواكَ لـيـشبعوا
وقال من قصيدة (طفٌّ آخرُ) وتبلغ (15) بيتاً:
من أيِّ جرحٍ فيك ينهضُ ثـائــرُ يا أيُّـهـا الـمـاضـي الذي هو حاضرُ
قسما بـ (لائك) والإباءِ وبالنـهى لا نـسـتـكـيـن وإنْ يــعــزَّ الــنـاصرُ
ساروا بجحفلِهم على شـفةِ الفدا في الطفِّ حيثُ الجرفُ عينٌ ناظرُ!
هذي رجالُكَ يـا حـسـينُ توثّبوا راحـوا يـشـقُّـون الـظـلامَ وسـافــروا
في الفجر يستبقونَ قافلةَ الرَّدى والموتُ يخطَفُ في النفوس فـبادروا
وقال من قصيدة (كفوفُ الثريا .. العباسُ بن علي) وتبلغ (16) بيتاً:
بـهِ مـن عـلــيٍّ شِـيـمـةٌ وتــمـنّــعٌ لـــذلــك قــالــوا: ذا عـلـيٌّ يـقـاتــــلُ!
ووجـهـاً لـوجـهٍ كان والماءُ تحتَهُ أيشربُ مفضولٌ وفي الساح فاضلُ؟!
أأشرب برْداً والـحـسـيـنُ بـجمرهِ رمــاه، إذا مــا قــيــل: عــبـاسُ كافلُ
فــفــزَّ نـخـيـلٌ واسـتنامتْ سحابةٌ وفــرَّتْ جـيـوشٌ واسـتُـبِيحتْ جداولُ
هوى، ومداهُ اكتظَّ بالعطرِ والدِّما وصـلَّـى عـلـى كـفَّـيـهِ غـيـمٌ مـناضلُ
وقال من قصيدة (سيِّدُ الماء) وتبلغ (13) بيتاً:
إذا أرتـجـزَ الـعـبَّــاسُ شُلَّتْ صفوفُها وإنْ صاحَ يا أختاهُ عذبٌ هديلُهُ
فـرتَّـلَ فـيـهـم ســورةَ السَّيفِ والظما فـكُـلٌّ تَـلـقّـى مـا تـشـاءُ مـيـولُهُ
وأسْـلَـمَ جـبـريــلُ الـمـنـايـا لـكـفِّــــهِ بـيـومِ بَـدا فـي سـيـفِــهِ مستحيلُهُ
وكـان حـسـيـنـيَّ الـبـيــانِ إذا انبرى فأتـخـمَ آذانَ الــدهــورِ قـلــيـلُــهُ
إذا أصحرتْ في السبيِّ زينبُ حَدَّها على جبَهاتِ الحزنِ دمعاً مَـهيلُهُ
وقال من قصيدة (وريثةُ الثَّورة - زينب ابنةُ عليٍّ) وتبلغ (20) بيتاً:
هيَ امرأةٌ ضَمَّتْ تباريحَ وَجْدِها وسدَّتْ مآقي دَمْـعِـهـا حــيـنـمـا ربا
وحَفَّتْ بها الآلامُ تُسلي مُصابَها وفي إثْرِها تـمـشي الـمَجَّراتُ مَوكِبا
وثَـمَّ طَـوَتْ طَـفَّـاً، وطَفٌّ بقلْبِها يـفـورُ، وقــاسـتْ فيهِ ما كانَ أصعبا
وحـمَّــلَـهـا كـالأنـبــياءِ رسـالـةً كـذاك إذا مــا كــــــــــرَّمَ اللهُ أو حبا
فـفـي كـلِّ يـومٍ تـولَـديــنَ أبـيَّـةً كذا الشَّمْسُ لمْ يشهدْ لها النَّاسُ مَغْرِبا
وقال من قصيدة (انتفاضة الصبر الجميل) وهي في الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام):
عـلـى عـتـبـاتِ الـكـاظـمـيَّــةِ أنّةٌ وفـيـهـا خشوعٌ للـحـديـدِ وأدمــعُ
أجوبُ بـبـغـدادَ الإبـا كُـلَّ محبسٍ بكلِّ زواياه الـسُّـجودُ الـمـرصَّـعُ
فما زال لـلأنفاسِ شـهـقاتُ ثورةٍ يُـقَـضُّ بـهـا قـلـبٌ لـطاغٍ ومَسْمَعُ
وما زالِ للصبرِ الجميلِ انتفاضةٌ تنبِّىء أنَّ الظلمَ في الرحل مزمعُ
ويـثـأرُ عـرقُ الـهاشميِّين بالنُّهى وبـالـدمِ.. يــا لله قـد هـبَّ يـقـرعُ
وقال من قصيدة (دَوْحُ الإمامة)
مُذْ لاحَ مِنْ دوحِ الإمــامــةِ بانُها أوحـى لفارسَ أنَّهُ سُلطانُها
وبكَتْ ملامِـحَـهُ نـسـائـمُ مـــــكَّةٍ حـتَّــى تثاقلَ جَفنُها ولِسانُها
وتـرشَّـفَـتْـهُ البيدُ، أسرارُ الـنَّـدى في راحتيهِ، وعندَهُ ميزانُها
فهْوَ ابنُ من صلَّى بأملاكِ السَّما ودَعَتْهُ كي يعلو بذلك شانُها
ومـشَـتْ بـعـرقِ جـبـينِهِ أعراقُهُ إنْ قـيـلَ: فلْتفخرْ بهِ عدنانُها
وقال من قصيدة بعنوان (إلى الحسين (عليه السلام) وأولاده الواقفين على السَّواتر بفتوى شيخ الجهاد):
لاذَتْ بــفــتــواكَ أصــواتٌ وأدعــيــــةٌ ولاحَقَ الرَّكبَ مَـجْـبــورٌ ومؤتلفُ
قـلْ يـا ابـن حـيــــدرَ، ما لُفَّتْ سواعدُنا والـتُّـربُ مُـرتَـهَنٌ والـجَوُّ مُخْتَطَفُ
وحـقِّ "شَـيْـبـةِ حَــمْــــدٍ" في الغَريِّ لِذا أودى بغيرِ هُداكَ الطَّيشُ والخَرَفُ
تــنــاهَـبَـتْـهُــمْ أحــاديثُ الــرِّجـــالِ ولمْ يَرَوا فِــعـالَ رجـالٍ، قـيـل: تَخْتَلِفُ
ما استوحشوا والدُّروبُ الحُمْرُ تَرْسِمُهُمْ ما للصراطاتِ في مـسـراهُمُ جَنَفُ
وقال من قصيدة (بيادقُ الحقّ):
يا شهيداً في أمَّةٍ ليس تحيا دون نحرٍ مـضـرَّجٍ يـتـحــدَّى
إنَّ صوتَ الدماء أبلغُ رأياً إنْ تـعـدَّتْ حـماقةُ الرأي حدَّا
وتـجـمَّـعْـنَ كـلـهـنَّ بسحرٍ ينفثُ الحقدَ، فانفثِ الحقَّ فرْدا
وقال من قصيدة (منْ وحي الرِّسالة) وتبلغ (35) بيتاً:
أتـى وقــريــشٌ فــي نــفــاقٍ وخِـــسّــةٍ عـلــى جهلٍ أولاءِ العوامِ تُراهِنُ
فـــقـــالَ لــهــم مــا الــديـنُ إلا نصيحةٌ وسيفٌ ،إذا سُلَّتْ سيوفٌ يُطاعِنُ
صبورونَ في جوعٍ ،خلوقونَ في هوىً ومِـنْ ثـمَّ قـالوا: أيُّها الناسُ آمِنوا
ومـقـلـوبَ فــروٍ يـلـبـسُ الـبـعـضُ دِينَهُ ورُبَّ مَدينٍ وَهْـوَ بـالـزيفِ دائنُ
وقال من قصيدة (على درب الحسين):
أرحْ من عظيمِ الهمِّ كِتْفاً ومنحرا سيطغى الدمُ القاني على السيفِ مُذ جرى
تجلّدْ ..فقد جارتْ حمــاقاتُ دولةٍ عـلـينا وطولُ الدربِ قد أنــــــهكَ السُّرى
وتهبطُ من وحي الشهاداتِ سورةً بأصــدقَ مــنــهــا مــا رأى الـناسُ مُنذرا
ســتَـبلى دويلاتُ الخرابِ وتَعتلي مـشـانـقَــهــم بــالــحــقِّ صــوتــاً ومنبرا
تمدُّ إلـى الـتـأريـخ سـفراً مخضباً وتـرسـمُــهُ فــي لــجّـــةٍ الــمــوجِ مـعبرا
وقال من قصيدة (نَسْلُ هابيل ، السائرون في دروب العشق الكربلائيّ):
رأى وطناً، يُغْتالُ نهراهُ والـضُّحى فـصـاغَ لـهُ مِـنْ روحِهِ الخِلَّ والإلْفا
وحَــشَّــدَ نـحـو الـمـوتِ آفـاقَ قلبِهِ وفوقَ لهيبِ الصبرِ مِنْ دمعِهِ أضْفى
واقْـبَـلَ والـدُّنــيـا تـَزَيَّتْ بــزِّيِّــهــا فأدْبَرَ صِـدِّيقاً وعـنْ إثْــمِــهــا عَـــفَّا
وما نكَصتْ عنْ واحـةِ الـذَودِ كفُّهُ إذا لـطَـمَـتْ، وجـهُ الـمـنـايـا لها شَفَّا
رجالٌ، وعنْ آجالهمِ ما تزحزحوا على جُرُفٍ هارٍ بــنَــوا لَــهُـمُ جُرْفا!
وقال من قصيدة (تلَّعْفَرُ السَّمراءُ والكربلائيون) وتبلغ (23) بيتاً:
لِتَلَّعْفَرٍ تـحـدو بِـهِـمْ أُمـنـيـاتُــهُــمْ ويـمـشـــونَ إذْ لا وقْـعَ إلَّاهُــمُ هَـــمْـــسا
ومِرْوَدُهُمْ، ما فارقَ الأعينَ التي إذا اكـتـحَـلَـتْ عـادتْ لأحضانِهِم نَعْسَى!
بــنـادِقُـهُمْ قدْ علَّمَتْ مَنْ تواطأوا وفضُّوا غشاءَ الصُّبحِ واغتصبوا الشَّمْسا
ولـقَّــنَـــهُــمْ زنــدٌ إذا مـــا سلَلْتَهُ لـخـطــبٍ طــغــى لـمْ نحتملْ أمرَهُ دَرْسا
لِيعلمَ مَنْ لمْ يـعرفِ العفوَ أنَّــنــا قُـسـاةٌ وفـي نــيــرانِ غَـضْـبَـتِــنــا أقسى
وقال من قصيدة (تنهُّدات في كوفةِ عليِّ) وتبلغ (40) بيتاً:
سُـهـارٌ وهـذا الـلـيـلُ يستعذِبُ الكرى ويـحـذفُ فـي أسـمـائـنا حين تُمترى
ويـسـلِـبُـنـا أوطـانَـنــا الـبـيـضَ كـلَّـما نـحـاولُ بـالأوطـانِ أنْ لا نُــبـــــذِّرا
ألا كـلُّ مــا عـنـدي هـدايـا فـلـــمْ أبعْ وكلُّ الذي في وجههمْ صار يُشترى!
وكيف ستعطي الأرض إثباتَ أنَّكَ الـ ـمـولَّـهُ فـيـهـا، قـلـت فـلـتشهدِ القُرى
عـلـيَّ بـأنـي لـمْ أخُـنْ حـيــثُ عفَّةُ الـ ـصـبـاحـات مـا أنـفقتَ لنْ تـتـكـرَّرا
وقال من قصيدة (دَمْعَةٌ في رياضِ الشُّهداء) وتبلغ (23) بيتاً:
حُزْنُكَ المُرُّ فوقَ جَفْنَيَّ يسطُو ما لِــدَمْــعٍ عـلـــى الاحِبَّةِ قَحْطُ
وعَزائي أنَّ السماءَ اجْـتَـبَـتْهُمْ سألوا اللهَ مِنْ عــطــاءٍ فــأُعْطوا
ويُـوَفِّـي ضـرائـبـاً لِــخُــلــودٍ فَـبَـقـاءُ الــفــتــى جَزاءٌ وشَـرْطُ
كَـحَـمـامٍ بــأُمــنــيــاتٍ ثِــقـالٍ إنْ تراءى غُصْنُ الشَّهادةِ حَطُّوا
لَهُمُ الآنَ في المدى ما يُرَجَّى وخـيـالٌ فـوقَ الـمـجازاتِ يخْطو
...................................................
1 ــ زودني الشاعر بسيرته وقصائده عبر الانترنيت
اترك تعليق