538 ــ مضر بن سليمان الحلي (ولد 1363 هـ / 1944 م)

مضر بن سليمان الحلي (ولد 1363 هـ / 1944 م)

قال من قصيدة في مولد الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (23) بيتاً:

وصارتْ دِما الأبطالِ في يوم (كربلا)     مـشاعلَ نورٍ نستبينُ بها المسرى

عـلـى أنّـنـا قـومٌ أخـذنــا طــبـــاعَــنــا     مِن الدينِ مِنهاجاً، مِن السنَّةِ الغرّا

عـرفـنـا بـأنَّ الـفـضـلَ والفخرَ إذ سما     بـقـربِ رسـولِ اللهِ كـان لـه قـدرا (1)

الشاعر

السيد مضر بن سليمان بن مرزة بن عباس بن علي بن حسين الحكيم بن سليمان الكبير الحسيني الحلي، شاعر وأديب وباحث، ولد في قرية الحصين في الحلة من أسرة علوية علمية وأدبية يرجع نسبها الشريف إلى زيد بن الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام).

والسيد مضر الحلي هو خريج كلية العلوم قسم الكيمياء من جامعة بغداد عام 1969 ، وعمل مدرساً في الديوانية والحلة، وهو حاصل أيضاً على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الأدب العربي من الجامعة الحرة في بابل، وهو عضو جمعية أهل البيت لخطباء ورواديد المنبر الحسيني في الحلة، ويكتب الشعر بشقيه الفصحى والعمودي، وله:

ديوان صدى الأيام، بالفصحى ــ 2009

شجى وشجون، شعر شعبي ــ 2009

له من المؤلفات:

صلة الرحم من منظر إسلامي ــ 2004

أطوار الشعر الشعبي العراقي ــ 2007

الحديث والمواليا ــ 2009

آل سليمان ــ وهو تراجم لبعض أعلام هذه الأسرة.

كما قام بتحقيق العديد من الدواوين منها:

ديوان السيد حيدر الحلي ــ 2008

ديوان السيد مرزة الحلي ــ 2007

ديوان السيد سليمان الكبير الحلي ــ 2008

ديوان السيد مهدي بن داود الحلي ــ 2010

ديوان السيد صادق الفحام الأعرجي ــ 2011

ديوان محمد بن سليمان نوح الكعبي ــ 2014

العقد المفصل للسيد حيدر الحلي ــ 2014

شعره

قال من قصيدته:

هــنـيـئـاً لآلِ اللهِ إذ عـــادتِ الـــذكــــرى      بمولدِ نورٍ أتحفتنا بـه الــــــــزهـرا

هــنــيــئــاً لآلِ اللهِ قـــد وِلـــــدَ الـــــــذي      بهِ غالـبٌ عادتْ مُغـالبةً فــــــــخرا

هـنـيـئـاً لآلِ اللهِ فــالــكـــونُ أشـــرقـــتْ      جوانبُه مـن نورِ جبـهتِـــــــهِ سـحرا

تـبـاركَ اسـمُ اللهِ فــالأرضُ والــســمــــا      تُـردِّدُ آيــاتٍ وتـنـتـقــلُ الــبــشــرى

بـمـولـدِ ثــأرِ اللهِ فـــي الأرضِ مَـــن بِهِ      تـطـيَّـبـــتِ الأكــوانُ كان لها عطرا

هـوَ ابـنُ رسـولِ اللهِ حـقّـــاً وقـــولــــــةً      لقد قــالــــها جهراً ولمَّا تـكـنْ سِــرَّا

حـسـيـنٌ وجـدتُ الـفـخـرَ عـنـدكَ جـاثـياً      لـكـفِّـكَ مـزهـوَّاً يـقـبِّـلـه شــكــــــرا

وأنــتَ فـديـتَ الـديــنَ بــالـنـفـسِ طـائعاً      فرَوَوا رمـاحَ الغدرِ من كـبـدٍ حرَّى

وقـــدَّمــتَ أشــبــالاً فــكــانـــوا كـواكـباً      تروحُ وتغدو في السماءِ لها مجرى

وصارتْ دِما الأبطالِ في يــوم (كربلا)     مـشاعـــلَ نورٍ نستبينُ بها المسرى

عـلـى أنّـنـا قـومٌ أخـذنــا طـــــبـــاعَــنــا     مِن الدينِ مِنهاجاً، مِن الــسنَّةِ الغرّا

عـرفـنـا بـأنَّ الـفـضـلَ والـــفخرَ إذ سما     بـقـربِ رسـولِ اللهِ كـان لـــه قـدرا

أبــوكَ رســـولُ اللهِ والــقــــولُ قــــــولُه      وما جاءَ فــيكَ القولُ إلّا لنا بشرى

فـحـاشـا رســـولَ اللهِ إن قـــالَ قـــولـــةً     بـــها غيرَ وجهِ اللهِ مقصودُه يترى

بــــلــى إنَّ أمـراً شــــاءه اللهُ ربُّـــــــــه     فـأبـلـغـه جـبـريـــلَ فاستقبلَ الأمرا

فـقـالَ هُــمــا ابــنــــايَ مِن صُلبِ حيدرٍ      وخـصَّكما بالفضلِ دونَ الملا طرَّا

وصنوكَ في ذي الفضلِ والفخرِ والعلى      أخـوكَ إمــامُ الـعـدلِ أنتَ به أدرى

إمـامٌ تـصـدّى لــلــزمـــــانِ بــحـــلـــمِهِ      وعـلـمٍ بـهِ قـد زيَّــنَ الدينَ والدهرا

وقال من قصيدة (لا تلمني) وتبلغ (51) بيتاً:

لا تـلـمـنـي أيـهـا اللائـــم فـي حـــبِّ الحسينْ

هوَ روحي هو أغلى مــن عـيـــوني والوتينْ

فندائي سوفَ يبقى طــولَ عمـــري يا حسينْ

لا تلمني أيُّــهـا الـلائـــمُ دعْ عــنـــكَ الــملامْ

أنتَ لا تـعـرفُ حــبِّـــي لــحــســـيـنٍ والهيامْ

لـسـتُ إلّا قـطـرةً تــــسـبـحُ فـــي بحرِ الإمامْ

أنا أرجـوهُ ضـمــانــاً لــوجــــودي في الخيامْ

وهـوَ قـطـعاً في يــقيني لـــلهـــدى حبلٌ متينْ

فندائي سوفَ يبقــى طـولَ عــمـري يا حسينْ

لا تـلـمـنـــي إن تـجدنـي فـــي حــدادٍ وعـزاءْ

فـحـسـيـنٌ بـــيـنَ عـيـــــنــيَّ صـبــاحاً ومساءْ

الإمـامُ الـــثـــائـرُ الــــــفــذّ ورمــــزٌ لـلـفــداءْ

هـوَ لـلـثــــوَّارِ عــــنــوانٌ ولــلــديــــــنِ ولاءْ

وشـعـارُ الــثـــــورةِ الكبرى بوجـهِ المفسـدين

فندائي ســــوف يبقى طولَ عـمري يا حـسينْ

أيَّ صـــرحٍ أنـتَ يا مَن صِيغَ من نورٍ كـريمْ

قـبــــسٌ مِـن نــورِ طـهَ والـهــدى نـهجٌ قـويمْ

قـد تـسـلـسلتَ عظيماً مِن عظيمٍ مِن عظـيــــمْ

جئتَ شمساً يا حسينٌ في دجى الليلِ البـهــيــمْ

أنـا أفـديـكَ إمــامـاً هـدَّ حـصــنَ الـظالـمــيــن

فندائي سوفَ يبقـى طولَ عمري يا حـسيــــنْ

بـسـيـوفِ الـحـقـدِ صالوا وحرابٍ ورمـــــاحْ

قـتـلـوا آلَ الـنـبيِّ مِن ذوي الحقِّ الصـــــراحْ

زعموا أنَّ يزيـداً هـوَ مـولـىً لـلـصـــــــــلاحْ

أنـكـروا فـضلَ حسينٍ فضَّلوا ابنَ الــسفــــاحْ

وحسينٌ هوَ مـولانا ومـولـى الـمـؤمــنــــــيـنْ

فندائي سوفَ يبقى طولَ عمري يا حســيـــنْ

يا حسينٌ أنتَ مولى الناسِ مِن ربِّ الــســماءْ

أنتَ مـا ضـرَّكَ مَـنْ صـدَّ لـيـغدو فــي بــلاءْ

أنـتَ يـحـتـاجُ إلـيـكَ الـنـاسُ نهجاً ومــضــاءْ

يا إمـامـاً بـكَ هـامُ الـمـجـدُ يـسـمـو لــلــعـلاءْ

ولـقـد كـنـتَ ومـا زلـتَ تــؤمُّ الـمـهـتــديـــــنْ

فـنـدائـي سـوفَ يـبقى طولَ عمري يا حسينْ

إن مضى الأنصارُ والأشبالُ صرعى شهداءْ

فـهـمُ قـد أضـمـروا للهِ والــعـــدلِ الـــــــولاءْ

قـدّمــوا أرواحَــهــم لــلــديـنِ والــحــقِّ فـداءْ

لـجـنـانِ الــخــلــدِ بــاتـوا سـاكـنـيـهــا سعداءْ

وجـنـانُ الـخـلـدِ حـتـمـاً هــيَ مأوى الخالدينْ

فـنـدائـي سـوفَ يبـقى طولَ عمري يا حسينْ

وعـلـيـلٌ بـاتَ مـطــويَّــاً عـلـى كـربٍ عظيمْ

فـقـدَ الأهـلَ جـمـيـعـاً صُـــرِّعوا فوقَ الأديمْ

لـم يـجـدْ عـن جـانبيهِ غيرَ صرخاتِ الحريمْ

وخـيـامـاً نُـهـبـتْ واجـتـاحَـهـا كـلُّ زنــــيــمْ

ودمـاءٌ روَّتِ الــرمـضـاءَ تــجــري وأنـيــنْ

فـنـدائـي سـوفَ يبقى طولَ عمري يا حسينْ

وعـلـى الـجـرفِ شـهـيـدٌ قُـطـعـتْ كلتا يديهْ

وجـوادٌ دمُــه يــسـفـحُــه مِــن مــقـلـتـــيــــهْ

هـولَ مـا يـجـري بـذاكَ الـيـومَ قد شقَّ عليهْ

ولـواءٌ زلــزلَ الأعـــداءَ مـطـروحـاً لــــديهْ

قـد قـضـى وهـو يـنـادي يا حبيبي يا حسينْ

فـنـدائـي سوف يبقى طول عمري يا حسين

..........................................................................

ترجمته وشعره في: الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 92 ــ 98

كما ترجم له:

الدكتور سعد الحداد / موسوعة أعلام الحلة ج 1 ص 231

تراجم شعراء بابل في نصف قرن ص 154

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار